العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 21-11-2010, 05:51 PM   #1
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي آخر زمن ....

ملامح زمن .. آخر الزمن


ساءت ملامح الزمن كثيرا !

فالجدران التي كنا نلطخها بالطباشير والفحم / بفرح !

أمست تُلطخ بالدم / بحزن !

وقوم لوط !!!

أمسينا نطلق عليهم (جنس ثالث )

والمتشبهات من النساء بالرجال واللاتي لعنهن الله

نطلق عليهن ( بويات )

ونتعامل مع الكبائر على أنها ( حالات نفسية )

ونستهلك الكثير من وقتنا في حوارات مقرفة مع

( بويات ) و ( جنس ثالث ) ومدمني خمر ومخدرات !

وعلماء دين ونفس واجتماع يناقشون ويحللون !



عفواً / ماذا تناقشون ؟

رجال يمارسون اللواط ونقول ..... أسباب نفسية !

آباء يغتصبون بناتهم ...... ونقول أسباب نفسية !

أبناء يمارسون العقوق بأبشع صوره ..... ونقول أسباب نفسية !

فتيات يمتهن ( الدعارة ) ..... ونقول أسباب نفسية !

وأمست الحالة النفسية / شماعة زمن بشع !



2

في طفولتنا كانت لعلبة الألوان وكراسة الرسم متعة مابعدها متعة

فالرسم كان بمثابة ( الكمبيوتر / والنت / والبليستيشن )

وفي طفولتنا كانت القنوات التلفزيونية مدرسة من مدارس الحياة

وكانت هناك ثوابت لاتتغير بها

كان البث التلفزيوني يبدأ بالسلام الوطني

ثم ( القرآن الكريم )

ويليه ( الحديث الشريف )

ثم أفلام الكرتون التي كنا نطلق عليها ( رسوم متحركة )

ثم المسلسلات العربية المحترمة

والتي كان لايصلنا منها إلا الصالح

لان رقابة التلفزيون في ذلك الوقت كانت لاتتجاوز الخطوط الحمراء

و كانت تحمل في أجندتها ماتحرص على احترامه

بدء بالدين وانتهاء بالعادات والتقاليد

فكانت مشاهد ( العُري ) تُحذف

ومشاهد ( الرقص ) تُحذف

ومشاهد (القُبَل) تُحذف

و( الألفاظ البذيئة ) تُحذف

وكان وقت الأذان مقدّس / ويليه فترة استراحة للصلاة



والآن ؟ ماذا تبقى من إعلام ذلك الزمان ؟

مشاهد رقصٍ وعريٍ وقُبَل

واعلانات مخجلة بدء بـ ( مزيلات الشعر) وانتهاء بـ ( الفوط الصحية )

ومذيعات كاسيات عاريات !

فأما أن تكون المذيعة ( رجل ) تناقش وتحاور في المواضيع السياسية والرياضية بحدّة

وأما ان تكون ( دمية ) تتراقص وتتمايل بملابس أقرب ماتكون لملابس النوم

ليسيل لعاب الرجال خلف شاشات التلفاز !

وينهار من جبال الأخلاق ماينهار !

إلا من رحم الله !
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-11-2010, 05:52 PM   #2
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

3

المسلسلات التركية

وآخر أنواع المخدرات التي صدرت للوطن العربي

فلا عادات تتناسب مع عاداتنا / ولا مفاهيم يتقبلها ديننا

فلا يكاد يخلو مسلسل تركي من امرأة حامل / تحمل في احشائها بذرة حرام

ونتابع المسلسل والبذرة تكبر !

ونحن نتعاطف مع المرأة لانها بطلة المسلسل التي يجب ان نعيش حكايتها الحزينة

ونترقب الاحداث بلهفة عظيمة

ونتحاور ونتناقش هل ستعود اليه ام لا !

متجاهلين انها زانية تحمل في بطنها سفح

ضاربين بعرض الحائط كل القيم التي تربينا عليها

فمسلسل واحد كفيل بان ينسف بنا من الأخلاق الكثير !

واصبح التناقض يسري مسرى الدم بنا

ففي الوقت الذي نربي فيه فلذاتنا على الفضيلة والأخلاق

ننسف هذه الفضيلة وهذه الاخلاق امامهم في جلسة واحدة

لمتابعة مسلسل تركي بطلته حامل من صديقها البطل

ونحن نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكي ... وننتظر ولادتها بفارغ الصبر !





4

أتراه زمن أسنمة البخت المائلة ؟

والنساء المائلات المميلات؟

فالعباءة الفضفاضة ذات اللون الأسود والتي كانت تغطي المرأة من الرأس الى القدم

فلا تشف ولا تكشف

و ترمز للدين والستر والحشمة

لم يتبقى من ملامحها القديمة الكثير

بعد أن نزلت من الرأس إلى الكتف

وضاقت حتى كادت تخنق صاحبتها

وضاع سواد لونها في زخارف وألوان دخيلة !

وامست العباءة بعيدة كل البعد عن الدين والحشمة والعادات القديمة !

فهناك عباءات شبيهة بــ قمصان النوم

واخرى شبيهة بــ ( جلابيات ) المنزل

وأخرى لاتختلف كثيرا عن فساتين السهرة والأعراس !

حقا!!

أتراه زمن أسنمة البخت المائلة ؟



5

في الماضي الأجمل !

كان ابن الخامسة عشر يحمل السيف ويفتتح البلدان

ويتحدى البحر في زمن الغوص من اجل لقمة العيش

واصبح بن الخامسة عشر في زماننا مراهق يمر بمرحلة خطرة

ولابد من مراعاة مشاعره

ولابد من الانتباه اليه وتتبع خطواته حتى لايزل

وان أخطأ فهو ( حَـدَث )!

ولايعاقبه القانون!

وابنة الخامسة عشر كانت في الماضي زوجة صالحة وام على مستوى عال من المسؤلية

وأصبح زواج ابنة الخامسة عشر الان فعل يقترب من الجريمة

فهي طفلة لاتتحمل مسؤلية نفسها

وقراراتها خاطئة ومشاعرها نزوة مؤقته

تتغير حين تصل مرحلة البلوغ !

ابنة الخامسة عشر في الماضي كانت ام تربي اجيال

وابنة الخامسة عشر في الحاضرمراهقة

إن لم نسخر حواسنا الخمسة في مراقبتها ضاعت !



ترى......!!!

لماذا لم يراهق شباب الزمن الماضي وفتياته؟

هل المراهقة مرحلة من اختراعنا نحن ؟

هل نحن من أوجدها وألصقها في زماننا !

مما أعجبنى جداا رحم الله كاتبها
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-11-2010, 10:56 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة
خرجه الألباني في الصحيحة.

وفي حديث آخر : معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.
***
حقيقة أخي العزيز مشكور على هذا الموضوع الهامّ ، ففي خضم تسارع إيقاع الزمن وجنونية العديد من السلوكيات تطفو على السطح هذه الأسئلة التي تلح على كل ذهن إنسان .
الأسئلة التي أوردتها هي في الحقيقة ترجمة لمجموعة ظواهر أبرزها انقلاب الفطرة ، تحكيم غير شرع الله ،الاستغناء عن الله بنِعَم الله .
موضوع يطول الحديث فيه ويلزمه علماء الاجتماع والتربية والكثير من العلماء ، ولكن في ضوء محدودية ما آتاني الله من علم أحاول الوقوف على بعض جوانب الحقيقة .
في حالات التتابع الزمني ينتقل البشر من أطوار إلى أخرى ، وهذا الانتقال يستلزم معه عملية إحلال وتجديد بعض المكتسبات بحلوها ومرها واختفاء لمكتسبات أخرى بحلوها ومرها أيضًا .
في عصر الخلافة الراشدة انتقل المسلمون من عهد التقشف الذي كان قد فرضه الفاروق عمر رضي الله عنه إلى عهد الغنى والرفاهية المصاحب للفتوحات الحادثة في عهد عثمان رضي الله عنه ومهد هذا الوضع إلى تغير في طبائع الناس بعد ذلك ، حتى أتى عهد الأمويين ،وكان هذا التغير والالتحام بغير العرب باعثًا على دخول العجمة وبعض عادات الفرس والروم . ثم كان باعثًا على الشعور بالاستعلائية للجنس العربي والشعوبية ،و في مثل هذه التغيرات ضاعت مبادئ المؤاخاة في الدين ،والتي أرسى النبي صلى الله عليه وسلم قواعدها بين المهاجرين والأنصار وسادت بعد ذلك قيم الترف والفساد واجتماع أبرز المغنيين في عهد الدولة الأموي مثل طويس ، حبابة ،سلامة ،ابن عائشة ، ابن معبد،سائب خائر،ابن سريج ،ابن مسجع ،ابن محرز .. بل ونصدم بهذا الخبر :
"وكانت مواسم الحج بمثابة الفرص الناذرة لأهل الموسيقى والطرب لاظهار مواهبهم لوفود الحجاج"
ثم كان عهد الدولة العباسية وكانت النقلة الحضارية مشوبة أيضًا بتغير في فهم العقيدة والدين وظهور الزندقة وانتشار الجواري ،بل وظهور الشذوذ في قصر الخلافة من شدة الإشباع مع الجواري ...إلخ

ومع دخول الحضارة منعطفًا أكثر حداثة في الدولة الأندلسية انتقل العرب إلى عهد صار التعامل فيه بين الذكر والأنثى كالذي يحدث الآن حتى إن شاعرًا كابن زيدون وولادة كانا ينعت كل منهما الآخر بالزنا أو الشذوذ ، بل امتد إلى أن تكون ولادة بنت المستتكفي سافرة تخلع الحجاب وظهر قوم منهم تقوم المرأة عندهم بطلب الرجل للزواج منها !!

وبين هذا وذاك -وحتى الآن- كم ظهر مدع للنبوة؟، وكم ظهر من أدعياء الألوهية في عصور ما بعد هذه الدولة بل وفي صدر الإسلام نفسه ..
هذا على صعيد هذا العصر ، وفي عصرنا الآن شهد هذا الانتقال سيادة لقيم المجتمع المنتصر وفكره وهو المجتمع الغربي ، وما يحدث هو بلورة للعديد من أفكار العولمة التي تحاول تصدير
خصائص معينة بكيفية معينة إلى دول العالم الثالث وإبقاء الخصائص الأخرى في قبضتها .

ولعجز العديد من جوانب الحياة عن تحقيق منجزات في جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية ونتيجة العديد من الضغوط الملتفة على رقاب المجتمع ، تحدث هذه التحولات التي تشبه بالضبط الشخص الذي يرى كابوسًا ويحاول أن يرده فلا يجد إلا الهذيان ، ولا تكون كلماته التخريفية إلا محاولة يائسة للخروج من هذه المشاهد المؤلمة .
كذلك المجتمعات في حالة عجزها عن تحقيق تحولات إيجابية فإنها تحاول (ابتكار) أداة للخروج عن دائرة المألوف بغض النظر عن نوع هذا المألوف ونوع هذا (الابتكار)كالطفل الذي يصدر حركات مضحكة للفت انتباه المحيطين به.
ويشبه هذا الجنون في الغرب جنون آخر مرده إلى الميتافيزيقا والإغراق فيما وراء الطبيعة والتساؤلات عن أشياء لا يدركها العقل . في الغرب كم مرة -بالله عليك- سمعنا أن القيامة وشيكة الحدوث ؟ وكم ظهرت من جماعات تبشر بذلك ؟
كم جماعة فكرت في (إحياء الموتى) ، أولم تظهر في سبعينيات هذا القرن أفكار تتعلق بتحضير الأرواح ؟
إنها الأرض يا عزيزي محيي الدين تدور ، وفي غمرة دورانها نرى سوءاتها وعوراتها المكشوفة وهذا واقع تمر به المجتمعات من وضع لآخر كما حدث عند الانتقال إلى عهد الثورة الصناعية وما صاحبها من تطورات في شتى مناحي الحياة .

حديث له شجون ، لا تكفي هذه الأسطر الضعيفة للإجابة عنه ..
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 22-11-2010 الساعة 11:12 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-11-2010, 10:36 AM   #4
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة
خرجه الألباني في الصحيحة.

وفي حديث آخر : معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.
***
حقيقة أخي العزيز مشكور على هذا الموضوع الهامّ ، ففي خضم تسارع إيقاع الزمن وجنونية العديد من السلوكيات تطفو على السطح هذه الأسئلة التي تلح على كل ذهن إنسان .
الأسئلة التي أوردتها هي في الحقيقة ترجمة لمجموعة ظواهر أبرزها انقلاب الفطرة ، تحكيم غير شرع الله ،الاستغناء عن الله بنِعَم الله .
موضوع يطول الحديث فيه ويلزمه علماء الاجتماع والتربية والكثير من العلماء ، ولكن في ضوء محدودية ما آتاني الله من علم أحاول الوقوف على بعض جوانب الحقيقة .
في حالات التتابع الزمني ينتقل البشر من أطوار إلى أخرى ، وهذا الانتقال يستلزم معه عملية إحلال وتجديد بعض المكتسبات بحلوها ومرها واختفاء لمكتسبات أخرى بحلوها ومرها أيضًا .
في عصر الخلافة الراشدة انتقل المسلمون من عهد التقشف الذي كان قد فرضه الفاروق عمر رضي الله عنه إلى عهد الغنى والرفاهية المصاحب للفتوحات الحادثة في عهد عثمان رضي الله عنه ومهد هذا الوضع إلى تغير في طبائع الناس بعد ذلك ، حتى أتى عهد الأمويين ،وكان هذا التغير والالتحام بغير العرب باعثًا على دخول العجمة وبعض عادات الفرس والروم . ثم كان باعثًا على الشعور بالاستعلائية للجنس العربي والشعوبية ،و في مثل هذه التغيرات ضاعت مبادئ المؤاخاة في الدين ،والتي أرسى النبي صلى الله عليه وسلم قواعدها بين المهاجرين والأنصار وسادت بعد ذلك قيم الترف والفساد واجتماع أبرز المغنيين في عهد الدولة الأموي مثل طويس ، حبابة ،سلامة ،ابن عائشة ، ابن معبد،سائب خائر،ابن سريج ،ابن مسجع ،ابن محرز .. بل ونصدم بهذا الخبر :
"وكانت مواسم الحج بمثابة الفرص الناذرة لأهل الموسيقى والطرب لاظهار مواهبهم لوفود الحجاج"
ثم كان عهد الدولة العباسية وكانت النقلة الحضارية مشوبة أيضًا بتغير في فهم العقيدة والدين وظهور الزندقة وانتشار الجواري ،بل وظهور الشذوذ في قصر الخلافة من شدة الإشباع مع الجواري ...إلخ

ومع دخول الحضارة منعطفًا أكثر حداثة في الدولة الأندلسية انتقل العرب إلى عهد صار التعامل فيه بين الذكر والأنثى كالذي يحدث الآن حتى إن شاعرًا كابن زيدون وولادة كانا ينعت كل منهما الآخر بالزنا أو الشذوذ ، بل امتد إلى أن تكون ولادة بنت المستتكفي سافرة تخلع الحجاب وظهر قوم منهم تقوم المرأة عندهم بطلب الرجل للزواج منها !!

وبين هذا وذاك -وحتى الآن- كم ظهر مدع للنبوة؟، وكم ظهر من أدعياء الألوهية في عصور ما بعد هذه الدولة بل وفي صدر الإسلام نفسه ..
هذا على صعيد هذا العصر ، وفي عصرنا الآن شهد هذا الانتقال سيادة لقيم المجتمع المنتصر وفكره وهو المجتمع الغربي ، وما يحدث هو بلورة للعديد من أفكار العولمة التي تحاول تصدير
خصائص معينة بكيفية معينة إلى دول العالم الثالث وإبقاء الخصائص الأخرى في قبضتها .

ولعجز العديد من جوانب الحياة عن تحقيق منجزات في جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية ونتيجة العديد من الضغوط الملتفة على رقاب المجتمع ، تحدث هذه التحولات التي تشبه بالضبط الشخص الذي يرى كابوسًا ويحاول أن يرده فلا يجد إلا الهذيان ، ولا تكون كلماته التخريفية إلا محاولة يائسة للخروج من هذه المشاهد المؤلمة .
كذلك المجتمعات في حالة عجزها عن تحقيق تحولات إيجابية فإنها تحاول (ابتكار) أداة للخروج عن دائرة المألوف بغض النظر عن نوع هذا المألوف ونوع هذا (الابتكار)كالطفل الذي يصدر حركات مضحكة للفت انتباه المحيطين به.
ويشبه هذا الجنون في الغرب جنون آخر مرده إلى الميتافيزيقا والإغراق فيما وراء الطبيعة والتساؤلات عن أشياء لا يدركها العقل . في الغرب كم مرة -بالله عليك- سمعنا أن القيامة وشيكة الحدوث ؟ وكم ظهرت من جماعات تبشر بذلك ؟
كم جماعة فكرت في (إحياء الموتى) ، أولم تظهر في سبعينيات هذا القرن أفكار تتعلق بتحضير الأرواح ؟
إنها الأرض يا عزيزي محيي الدين تدور ، وفي غمرة دورانها نرى سوءاتها وعوراتها المكشوفة وهذا واقع تمر به المجتمعات من وضع لآخر كما حدث عند الانتقال إلى عهد الثورة الصناعية وما صاحبها من تطورات في شتى مناحي الحياة .


حديث له شجون ، لا تكفي هذه الأسطر الضعيفة للإجابة عنه ..
أخى المشرقى لا أنكر ان ردك يحتاج لقراءته أكثر من مرة
لكن..
مما لا شك فيه انه مشاركة واعية مفيدة
شكرا لتفضلك بالرد
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .