العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-12-2007, 08:57 PM   #1
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي الثبات علي الدين

الثبات على الدين

أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على طاعته ودينه وألا يزغ قلوبنا بعد إذ هداها ؛ فقد أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم أن :" قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أن يقيمه أقامه , وإن شاء أن يزيغه أزاغه " وفي رواية " مثل القلب مثل الريشة تقلبها الريح بفلاة "

فاللهم " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب " ونعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن الغواية بعد الهداية .

وكيف لا يوجل المرء ويخاف أن يسلب إيمانه أو ينحرف فؤاده أو تسوء خاتمته والنبي يقول عليه الصلاة والسلام :" لا تعجبوا بعمل عامل حتى تنظر بم يختم له ".
قال ابن أبي جمرة في شأن خاتمة الإنسان :" هذه التي قطعت أعناق الرجال مع ما هم فيه من حسن الحال لأنهم لا يدرون بماذا يختم لهم " .
لذا قال صلوات الله وسلامه عليه :" وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته , , قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله ؟ قال يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه "

لقد كثرت الفتن , واشتدت المحن وظهر للمعوقين صيتهم وللمرجفين رؤوسهم وتنادت الأقلام المأجورة تنفث خبثها وتبسط رداءها فتستفز تارة وتخذل تارة أخرى يستغلون المناسبات وينتهزون الفرص فينخدع بهم ضعاف النفوس ويصدق إرجافهم .
وينميه ويشيعه من لا خلاق لهم حتى عظم بهم البلاء وتفاقمت على المسلمين بهم الرزية فكثر المتساقطون على الطريق والمتنكبون للسبيل وتراجع من كان له في الخير شأن خوفا وحذراً وتنازل البعض عن شيء من شرائع دينه وسنن نبيه صلى الله عليه وسلم هروبا من الفتنة زعموا !!
إبقاءً على الرزق والمعاش ظنوا !
وصدق الله حيث يقول .(لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) .
وقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن فتن تجيء آخر الزمان كقطع الليل المظلم يمسي الرجل فيها مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح مؤمنا ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل .

وقد حذرنا الله عز في علاه شأن أقوام قال عنهم وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) .

إن من سنة الله في عباده أنه يبتليهم بالخير والشر ويقلبهم في السراء والضراء . (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) .
{الـم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) .
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) .
(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) .

ولكن السعيد من ثبته الله وربط على قلبه وسدد لسانه ومكن الإيمان في فؤاده فتعرض على قلبه الفتن فلا يشربها . لا تزعزعه الأقاويل والأراجيف ولا تعصف به الأهواء والشهوات ولا تستنزل قدمه الشبهات والأباطيل فإن مرة كبى أو هفا فلا يلبث أن يؤوب ويتوب ويستغفر ويعود .
(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) .

ولقد كان للأنبياء عليهم الصلاة والسلام في هذا الميدان قصب السبق وهم له أهل:

فآدم يعاني المحن إلى أن خرج من الدنيا دار الكدر ، ونوح يلقى من قومه كل استهزاء وصد طول العمر ، وإبراهيم يكابد النار وذبح الولد , ويعقوب يبكي حتى ذهب البصر ، وأيوب يتجلد على طول مرضه بعظيم الرضا والصبر ، ويوسف يلقى غياهب الجب والسجن وتحيط به المغريات ودواعي الفحشاء فثبت واصطبر ، وموسى يقاسي كيد فرعون وما جاء به من السحر وامتن الله على قومه بكل نعمة فما أغنت فيهم النذر ، وعيسى المبعوث في بني إسرائيل فمنهم من آمن ومنهم من كفر .
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-12-2007, 08:59 PM   #2
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

وكان خاتمة عقدهم نبينا صلى الله عليه وعليهم جميعا ما تعاقب الليل والنهار فكان من أصبرهم على البلاء والأذى والسخرية والاستهزاء .
يقول صلى الله عليه وسلم :" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه , وإن كان في دينه رقة , ابتلي على حسب دينه , فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة ".

ولأن الارتداد عن الدين ، أو ترك الالتزام بتعاليمه والتمسك بشعائره ،أو ضعف ذلك ، أو التراجع عن الدعوة إلى الله بشتى وسائلها وطرقها المتاحة والمشروعة ،أو الفتور عن الطاعة وأعمال الخير أصبح ظاهرة لا تخفى على من له اطلاع على أحوال الناس وحياتهم ولا والله لا نبرئ أنفسنا جميعا كان لا بد من معالجة عاجلة وتدارك سريع قبل أن يتفلت الزمام وتنفض العرى ويستشري الداء .

فلننظر جميعا إلى الأسباب . ونتأمل الأعراض ونبحث عن الوقاية وسبل العلاج .
فخسارة فرد واحد من أبناء الأمة ورجالاتها بعد أن هداه الله أو تخاذله ونكوصه أو فساد خلقه وتصوراته لا يعدلها شيء ولا يوازيها خسارة فماذا بعد الزيادة إلا النقصان والصلاح إلا الفساد والطاعة إلا المعصية والإيمان إلا الكفر والعياذ بالله .

أخي المتمسك بدينه .

أي نعمة على العبد أجل من نعمة الهداية للإسلام وقراءة القرآن وتوفيق الله المرء لعمارة قلبه بالإيمان والإحسان وجوارحه بكريم الخصال وجميل الأخلاق . (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ).
ولنا أن نتصور كيف لو كان أحدنا قد تحدر من صلب مجوسي أو بوذي أو شيوعي أو رأسمالي أو.......ثم نشأ في بيئة تعبد الأبقار أو تركع وتسجد للنار أو تأله الأوثان والأحجار أو شب في بلاد الإلحاد حيث الزعم أنه لا إله والكون مادة وأن الطبيعة هي خالقة كل شيء ولا حد لقدرتها على ذلك أن العامل المشترك بين تلك الفرق والنحل والمذاهب كلها فشو الزنا والجريمة والقتل والانتحار والغصب والنهب والقلق والاضطراب . ......الخ
لذا لا يدرك نعمة الهداية والسعادة الحقيقية بالعبودية لله إلا من اطلع على أحوال الآخرين وأبصر الويلات والنكبات التي تحل بهم وتنزل بساحتهم هذا في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .
ونعوذ بالله أن يكون حالنا كحال من قال الله فيهم . (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .
وللعلم فهذه ظاهرة من ارتداد أو انتكاس أو ضعف التزام أو تخل عن دين الله لا يدعى إليه ولا يذب عنه ليست وليدة هذا العصر ولا هي مما استجد بل لها فيما سبق من تأريخ شواهد عدة كما أن للثبات على دين الله صفحات مشرقة :

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) .
وروى الحاكم والبيهقي الحديث الصحيح الذي جاء فيه خبر أناس ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدق به فلما أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس يتحدثوا بذلك ارتدوا عن دينهم إذ لم يطيقوا تصديق ذهاب النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس ورجوعه في ليلة واحدة . أما الصديق فشأن آخر فما زاد على قوله يوم أن قالوا له ذلك وسعوا به إليه إلا أن قال :ذلك ؟؟ قالوا :نعم . قال : لئن قال ذلك لقد صدق ...الحديث .
وحدث مثل ذلك يوم أن أذن الله بتحويل القبلة . (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) .

ومن الأحداث النادرة في زمن النبوة على المستوى الفردي ما رواه الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " كان رجل نصراني من بني النجار فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا ارتد عن الدين ورجع إلى النصرانية لأن الإيمان لم يتمكن من قلبه فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب فكان يقول : لا يدري محمد إلا ما كتبت له هذا كل الي محمد أنا كتبته أصلا . يقول من كتابتي . قال فرفعوه وعظموه قالوا : هذا كان يكتب لمحمد فأعجبوا به . فما لبث أن قضم الله عنقه فأماته , فحفروا له . النصارى الذين هرب إليهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها .
وهالوا عليه التراب . ثاني يوم في الصباح أصبحوا وجدوا الجثة فوق الأرض فوق سطح الأرض خرجت . فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا فألقوه .
فحفروا في الأرض ما استطاعوا يعني عمقوا عميقاً شديداً فواروه . فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها . فعلموا أنه ليس من الناس فتركوه منبوذاً . في البخاري ومسلم .

وكذلك طبعا هذا من دفاع الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه وسلم ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ما عهد أن أناسا يدفنون فيلقون خارج الأرض إلا أناس اعتدوا على حق الرسول صلى الله عليه وسلم فعند ذلك يعاقبهم الله عقابا شديداً . وألف شيخ الإسلام في ذلك كتابا مهماً جداً جمع فأوعى وهو كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول .
وقال فيه : بل إنا كنا [ينقل عن بعض الغزاة المسلمين ].سواءاً في الشرق أو في الغرب في بلاد الأندلس يقول : كنا إذا حاصرنا الحصون فاستعصت علينا حتى نكاد نيئس , فإذا وقع القوم في سب رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشرنا خيرا فلا يلبث الله أن يفتحه ..! فكيف بمن يستهزؤن بسنته ويسخرون من شريعة الله سبحانه وتعالى .
لأن الله يدافع عن رسوله صلى الله عليه وسلم دفاعاً لا يدامغه أحد .

من القصص أيضاً التي نقلت , قصة ردة عبيد الله بن جحش زوج رملة أم حبيبة [رملة ] بنت أبي سفيان . يقول الذهبي رحمه الله في السير : ومن محاسن النجاشي أن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب الأموية أم المؤمنين أسلمت مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي قديما فهاجر بها زوجها إلى أرض الحبشة فولدت له حبيبة ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم ثم أن أدركه الشفاء فأعجبه دين النصرانية فتنصر , فلم يلبث أن مات بالحبشة فلما فرغت الحجة بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فخطبها فزوجه إياها ودفع المهر نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم .

ومن وسائل التثبيت ذكر قصص الثبات والتي نتأسى بها ونقتدي بأعلامها .

ومن القصص قصة أصحاب الأخدود يوم أن أمر ذلك الطاغية بعد إذلال الله له وغلبه الغلام بعقيدته وإيمانه عليه بالأخدود بأفواه السكك فخدت , وأضرم فيها النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها , أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام : يا أمه اصبري فإنك على الحق "..رواه مسلم .
وقبل ذلك ثبات الغلام على دينه وكذا الراهب وجليس الملك فقد دعي الأخيرين فشق كل منهما بالمنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه ولما يرجع أحد منهما عن دينه . إنه ثبات الإيمان وصدق اليقين وعظيم التوكل على الله . (وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) .

أما آسية بنت مزاحم امرأة فرعون فلكل مؤمن من ثباتها أسوة وقدوة وعظة وعبرة لقد آثرت الإيمان على تضحياته الجسام على دنيا فرعون وثرائه وقصوره وأمواله . (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ...........الآيات )
روى بعض المفسرين أن فرعون لما علم بإسلام زوجته وكفرها أوتد لها أوتادا أو شد يديها ورجليها وقيل سمّر يديها ورجليها في الشمس ووضع على ظهرها الرحى وهي لا تقول إلا . (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ).

الله أكبر ما أعظم الإيمان عندما تخالط بشاشته القلوب إنه الشرف الذي سما بها ليشهد لها النبي : "أنها من سيدات نساء الجنة "
ولئن كانت تلك آسية فإن التي كانت في عهد النبوة سمية أم عمار بن ياسر أول شهيدة في الإسلام يوم أن ثبتها الله على دينه فبقر بطنها فرعون هذه الأمة لا تساوم على دينها وطاعة ربها فقضت نحبها .

وختاماً:

كان من دعائه صلى الله عليه وسلم ورجائه :" اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني , وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ". ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه كان كثيرا ما يقول عليه الصلاة والسلام :" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "

الكاتب : الشيخ عبد الله الغامدي
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-12-2007, 09:01 PM   #3
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

وكان خاتمة عقدهم نبينا صلى الله عليه وعليهم جميعا ما تعاقب الليل والنهار فكان من أصبرهم على البلاء والأذى والسخرية والاستهزاء .
يقول صلى الله عليه وسلم :" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه , وإن كان في دينه رقة , ابتلي على حسب دينه , فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة ".

ولأن الارتداد عن الدين ، أو ترك الالتزام بتعاليمه والتمسك بشعائره ،أو ضعف ذلك ، أو التراجع عن الدعوة إلى الله بشتى وسائلها وطرقها المتاحة والمشروعة ،أو الفتور عن الطاعة وأعمال الخير أصبح ظاهرة لا تخفى على من له اطلاع على أحوال الناس وحياتهم ولا والله لا نبرئ أنفسنا جميعا كان لا بد من معالجة عاجلة وتدارك سريع قبل أن يتفلت الزمام وتنفض العرى ويستشري الداء .

فلننظر جميعا إلى الأسباب . ونتأمل الأعراض ونبحث عن الوقاية وسبل العلاج .
فخسارة فرد واحد من أبناء الأمة ورجالاتها بعد أن هداه الله أو تخاذله ونكوصه أو فساد خلقه وتصوراته لا يعدلها شيء ولا يوازيها خسارة فماذا بعد الزيادة إلا النقصان والصلاح إلا الفساد والطاعة إلا المعصية والإيمان إلا الكفر والعياذ بالله .

أخي المتمسك بدينه :

أي نعمة على العبد أجل من نعمة الهداية للإسلام وقراءة القرآن وتوفيق الله المرء لعمارة قلبه بالإيمان والإحسان وجوارحه بكريم الخصال وجميل الأخلاق . (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ).
ولنا أن نتصور كيف لو كان أحدنا قد تحدر من صلب مجوسي أو بوذي أو شيوعي أو رأسمالي أو.......ثم نشأ في بيئة تعبد الأبقار أو تركع وتسجد للنار أو تأله الأوثان والأحجار أو شب في بلاد الإلحاد حيث الزعم أنه لا إله والكون مادة وأن الطبيعة هي خالقة كل شيء ولا حد لقدرتها على ذلك أن العامل المشترك بين تلك الفرق والنحل والمذاهب كلها فشو الزنا والجريمة والقتل والانتحار والغصب والنهب والقلق والاضطراب . ......الخ
لذا لا يدرك نعمة الهداية والسعادة الحقيقية بالعبودية لله إلا من اطلع على أحوال الآخرين وأبصر الويلات والنكبات التي تحل بهم وتنزل بساحتهم هذا في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .
ونعوذ بالله أن يكون حالنا كحال من قال الله فيهم . (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .
وللعلم فهذه ظاهرة من ارتداد أو انتكاس أو ضعف التزام أو تخل عن دين الله لا يدعى إليه ولا يذب عنه ليست وليدة هذا العصر ولا هي مما استجد بل لها فيما سبق من تأريخ شواهد عدة كما أن للثبات على دين الله صفحات مشرقة :

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) .
وروى الحاكم والبيهقي الحديث الصحيح الذي جاء فيه خبر أناس ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدق به فلما أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس يتحدثوا بذلك ارتدوا عن دينهم إذ لم يطيقوا تصديق ذهاب النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس ورجوعه في ليلة واحدة . أما الصديق فشأن آخر فما زاد على قوله يوم أن قالوا له ذلك وسعوا به إليه إلا أن قال :ذلك ؟؟ قالوا :نعم . قال : لئن قال ذلك لقد صدق ...الحديث .
وحدث مثل ذلك يوم أن أذن الله بتحويل القبلة . (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) .
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-12-2007, 09:02 PM   #4
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

ومن الأحداث النادرة في زمن النبوة على المستوى الفردي ما رواه الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " كان رجل نصراني من بني النجار فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا ارتد عن الدين ورجع إلى النصرانية لأن الإيمان لم يتمكن من قلبه فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب فكان يقول : لا يدري محمد إلا ما كتبت له هذا كل الي محمد أنا كتبته أصلا . يقول من كتابتي . قال فرفعوه وعظموه قالوا : هذا كان يكتب لمحمد فأعجبوا به . فما لبث أن قضم الله عنقه فأماته , فحفروا له . النصارى الذين هرب إليهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها .
وهالوا عليه التراب . ثاني يوم في الصباح أصبحوا وجدوا الجثة فوق الأرض فوق سطح الأرض خرجت . فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا فألقوه .
فحفروا في الأرض ما استطاعوا يعني عمقوا عميقاً شديداً فواروه . فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها . فعلموا أنه ليس من الناس فتركوه منبوذاً . في البخاري ومسلم .

وكذلك طبعا هذا من دفاع الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه وسلم ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ما عهد أن أناسا يدفنون فيلقون خارج الأرض إلا أناس اعتدوا على حق الرسول صلى الله عليه وسلم فعند ذلك يعاقبهم الله عقابا شديداً . وألف شيخ الإسلام في ذلك كتابا مهماً جداً جمع فأوعى وهو كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول .
وقال فيه : بل إنا كنا [ينقل عن بعض الغزاة المسلمين ].سواءاً في الشرق أو في الغرب في بلاد الأندلس يقول : كنا إذا حاصرنا الحصون فاستعصت علينا حتى نكاد نيئس , فإذا وقع القوم في سب رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشرنا خيرا فلا يلبث الله أن يفتحه ..! فكيف بمن يستهزؤن بسنته ويسخرون من شريعة الله سبحانه وتعالى .
لأن الله يدافع عن رسوله صلى الله عليه وسلم دفاعاً لا يدامغه أحد .

من القصص أيضاً التي نقلت , قصة ردة عبيد الله بن جحش زوج رملة أم حبيبة [رملة ] بنت أبي سفيان . يقول الذهبي رحمه الله في السير : ومن محاسن النجاشي أن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب الأموية أم المؤمنين أسلمت مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي قديما فهاجر بها زوجها إلى أرض الحبشة فولدت له حبيبة ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم ثم أن أدركه الشفاء فأعجبه دين النصرانية فتنصر , فلم يلبث أن مات بالحبشة فلما فرغت الحجة بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فخطبها فزوجه إياها ودفع المهر نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم .

ومن وسائل التثبيت ذكر قصص الثبات والتي نتأسى بها ونقتدي بأعلامها .

ومن القصص قصة أصحاب الأخدود يوم أن أمر ذلك الطاغية بعد إذلال الله له وغلبه الغلام بعقيدته وإيمانه عليه بالأخدود بأفواه السكك فخدت , وأضرم فيها النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها , أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام : يا أمه اصبري فإنك على الحق "..رواه مسلم .
وقبل ذلك ثبات الغلام على دينه وكذا الراهب وجليس الملك فقد دعي الأخيرين فشق كل منهما بالمنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه ولما يرجع أحد منهما عن دينه . إنه ثبات الإيمان وصدق اليقين وعظيم التوكل على الله . (وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) .

أما آسية بنت مزاحم امرأة فرعون فلكل مؤمن من ثباتها أسوة وقدوة وعظة وعبرة لقد آثرت الإيمان على تضحياته الجسام على دنيا فرعون وثرائه وقصوره وأمواله . (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ...........الآيات )
روى بعض المفسرين أن فرعون لما علم بإسلام زوجته وكفرها أوتد لها أوتادا أو شد يديها ورجليها وقيل سمّر يديها ورجليها في الشمس ووضع على ظهرها الرحى وهي لا تقول إلا . (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ).

الله أكبر ما أعظم الإيمان عندما تخالط بشاشته القلوب إنه الشرف الذي سما بها ليشهد لها النبي : "أنها من سيدات نساء الجنة "
ولئن كانت تلك آسية فإن التي كانت في عهد النبوة سمية أم عمار بن ياسر أول شهيدة في الإسلام يوم أن ثبتها الله على دينه فبقر بطنها فرعون هذه الأمة لا تساوم على دينها وطاعة ربها فقضت نحبها .

وختاماً:

كان من دعائه صلى الله عليه وسلم ورجائه :" اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني , وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ". ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه كان كثيرا ما يقول عليه الصلاة والسلام :" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "

الكاتب : الشيخ عبد الله الغامدي
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-12-2007, 01:07 PM   #5
ئافيستا
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2007
المشاركات: 84
إفتراضي

بارك الله فيك
موضوع مهم ..


بارك الله لنا في الشيخ عبد الله الغامدي

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
__________________





فارقت موضع مرقدي يوما ففارقني السكون
القبـــــــر أول لـيـلـة بالله قل لي ما يكــون
ئافيستا غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .