أشكر جميع أصحاب الردود، حبيبي د علي، سيدي ميمون، زهير العزيز، أخي المشرقي، متفائل الكريم، ومحي الدين الطيب..
وهنا لدي إشارة إلى نقطة مهمة وردت في آخر تعقيب، وهي لمحي الدين، فقد لاحظت أنه الوحيد الذي اقترح بديلا..
حسنا، هنا مربط الفرس، ليقدم فقهاؤنا أو سياسيونا البديل، وعند ذلك لن نتهمهم بالتحجر ومصادرة الحق في الحب وفي إظهار مشاعر الحب..
فلحد اليوم، لم يسمح أحد أن داعية ما، أو فقيها ما، قال في كلمة للعموم، أننا كمسلمين، نختار يوما آخر من السنة، سواء في صيفها أو شتائها، ليكون مناسبة لنا ويوما وطنيا أو أمميا للحب.
ثم إذا كانت هذه الأمور تافهة وغير ذات قيمة عند طرف، فإن طرفا آخر يعطيها قدرا أكبر ومعنى أعمق مما قد نتصوره، وأعطيكم مثالا..
يستفيق الرجل في عيد الزواج، العشرين، يغسل وجهه ويقصد عمله.
تقول زوجته :
ـ نحن في يوم 15 فبراير، زوجي قام، لم يتحدث إلي، تركني وقصد غرفة الأكل وتناول فطوره وغادر. أتراه لا يحبني ؟ لا، لن ينسى هذا اليوم، وكيف ينساه، إنه عيد زواجنا العشرين. وتتذكر...
15 فبراير، سنة 1990، جاء مرتديا بدلته الأنيقة، لونها أزرق غامق، وربطة عنق حمراء، وعطر باكو رابان الجميل.. وحذاء كالاكان.
وتضيف :
ـ ربما يخبئ لي زوجي مفاجأة كبيرة عند المساء.
ويأتي المساء، الزوجة تنتظر.. يتأخر الزوج، تقول الزوجة :
ـ هذا لا يعني سوى أنه يحضر لي مفاجأة...
ويفتح الباب :
ـ يدخل الزوج، يعلن أنه متعب بسبب عمله اليوم، يخبرها أنه تعشى في الخارج، ويقصد غرفة النوم مباشرة.
تبتئس الزوجة.
ـ أتراه لم يعد يحبني ؟ كيف لا يهتم لهذا اليوم، إنه الذكرى 20 لزواجنا ؟؟
وتضيف :
ـ لحظة، لقد أخد معه حقيبة العمل إلى غرفة النوم، ربما يخبئ لي فيها مفاجأة وهدية بالمناسبة.
تتبعه الزوجة..
تطرق الباب طرقا خفيفا وتفتح الباب...
تدخل.
الرجل يشخر.
تصرخ في أعماقها :
ـ حتما لا يحبني.
وتنام مولية وجهها للحائط، تغالب الدمع وتلعن حظها السيء.
أتذكر هذه اللقطة في أحد الأفلام وأتذكر أيضا أنني قرأتها في كتاب ما، وأعرف أنها لا تعني سوى شيء واحد، أن الرجل ليس وحده في هذا الكوكب، بل هناك كائن آخر إسمه الأنثى، وتتحرك بالعاطفة والمشاعر والدفء.
وأعرف أيضا أننا حين نعبر عن مشاعر الحب تجاه شخص ما فنحن لا نفعل ذلك لأجلنا، ولأجل عقلانيتنا وتطرفنا في الجدية، بل لأجل آخرين غالبا ما نبخسهم حقهم.
دعنا نتفلسف قليلا في مسألة الابتسامة في وجه الآخرين، لماذا ينصح بها الرسول الكريم ؟
ما شأني أنا بالآخرين، فأنا ما قصدت هذه الطريق وما مررت بهؤلاء القوم واستعجلت الوصول إلا لقضاء مصالحي وتحقيق مآربي، وهؤلاء الغرباء، ليذهبوا إلى الجحيم فما شأني بهم، مجرد مارة عابرين سرعان ما تمحى صورهم من ذاكرتي، وحتى هؤلاء الذين أعرفهم، لم أبتسم في وجوجهم ؟ أليس من شأن ذلك أن يؤخرني عن قضاء مصالحي ؟ ويضيع وقتي وجهدي ؟
أقول، إن الابتسامة ليست سوى عنوان للطمأنينة والسكينة، وأن تستقبل عينك وجها صبوحا جميلا، باعتبار أن الابتسامة نصف جمال الوجه، والنصف الآخر تملأه تفاصيل وقسمات المحيا، أقول أنها توحي للناظر بالطمأنينة وتبعد عنه الخوف والوجه، وكراهية رؤية ما تستقبحه الأذواق.
وعليه، فأن ينصحك أحد بالابتسام لا يعني سوى دعوتك إلى نشر السكينة والطمأنينة في قلوب الناس وكل من حولك لا أقل ولا أكثر، والعبرة بالمقاصد.
وبالعكس، الابتسام في وجه من أصابته مصيبة لا يعني سوى خطأ كبير وذنب عظيم فليست كل المواقف تتحمل الابتسامة.
وإذا كنا سنرفض عيد الحب لأنه ارتبط بالقديس الذي عاش قبل الاسلام بقرون، فما أجرانا لعله كان من الصالحين والمومنين الذين صدقوا واستحقوا رضا الله وجنته، مثلما كان حال أهل الكهف من أتباع المسيح على سبيل المثال لا الحصر.
ومتى كانت النصرانية أو بقية الديانات تشكل تهديدا على الاسلام وأهله، من يعتقد ذلك يسيء للإسلام أكثر مما يحسن، فشتان بين الديانتين اليوم. وثتان بين الثرى والثريا.
ومن يعتقد أن الاحتفال بعيد الحب، يمثل تقليدا أعمى حتى نشبهه بدخول جحر الضب كما جاء في الحديث، فنحن نشاهد بأم أعيننا مظاهر هذا التقليد، وأنواعه ومتى يمكن وصفه بتقليد أعمى ومتى نقول عنه تقليدا محمودا.
تقليد أية أمة في الممارسات الطيبة لا يشكل سوءا ومثلما تحدث الرسول الكريم عن البدعة الحسنة والبدعة السيئة، فنحن يجوز انا أيضا أن نقسم التقليد إلى نوع حسن ونوع سيء، ننظر مثلا إلى كل الظواهر، تقليدهم في الرياضة، ممارسة كرة القدم والمضرب وكرة اليد، تقليدهم في اللباس كالبدل الغربية والتي عمت كل أركان المعمورة، تقليدهم في بعض أنواع الأكل، وفي استعمال الشوكة والسكين، تقليدهم في تسمية الأيام واستعمال التقويم الميلادي، تقليدهم في بناء المنازل وشكل الديكور الداخلي والخارجي، فهل كل هذا منبوذ ؟
ونأتي إلى نماذج أخرى في التقليد، وهي مثلا صبغ الشعر بألوان غريبة وإغراقه بالجيل ورفعه للأعلى كعرف الديك. ولبس الجينز أيضا، هل هذا الأخير منبوذ ؟
قد تتعارض الآراء والرؤى بخصوص الأشكال الكثيرة والتمظهرات المختلفة لهذا التقليد، ولكن يبقى الحكم مبنيا على مبادئ محددة، فالعقل السوي يرفض التقليد من أجل التقليد وكفى، يرفض تقليد ما لا خير ولا نفع من ورائه، يرفض تقليد ما من شأنه إلحاق الضرر بالآخرين.
لكن هل نرفض التقليد وإعادة إنتاج ما كشف الزمن فائدته ومنفعته للناس ؟ فقط لأنه صدر عن غرب، نبرع في شتمه ويبرع هو في التقدم علينا ؟
نعود إلى تسمية العيد.. وهذه الكلمة التي تصيب البعض بالرعب، حتى يتصرف الواحد كأنه يدفع عن نفسه تهمة، العيد عيدان، فطر وأضحى.
فما معنى كلمة عيد ؟ في معاجم اللغة العربية نجد :
إقتباس:
والعادَةُ: الدَّيْدَنُ يُعادُ إِليه، معروفة وجمعها عادٌ وعاداتٌ وعِيدٌ؛ الأَخيرةُ عن كراع، وليس بقوي، إِنما العِيدُ ما عاد إِليك من الشَّوْقِ والمرض ونحوه وسنذكره.
والعِيدُ ما يَعتادُ من نَوْبٍ وشَوْقٍ وهَمٍّ ونحوه.
وما اعتادَكَ من الهمِّ وغيره، فهو عِيدٌ؛ قال الشاعر: والقَلْبُ يَعْتادُه من حُبِّها عِيدُ وقال يزيد بن الحكم الثقفي سليمان بن عبد الملك: أَمْسَى بأَسْماءَ هذا القلبُ مَعْمُودَا، إِذا أَقولُ: صَحا، يَعْتادُه عِيدا كأَنَّني، يومَ أُمْسِي ما تُكَلِّمُني، ذُو بُغْيَةٍ يَبْتَغي ما ليسَ مَوْجُوداً كأَنَّ أَحْوَرَ من غِزْلانِ ذي بَقَرٍ، أَهْدَى لنا سُنَّةَ العَيْنَيْنِ والجِيدَا وكان أَبو علي يرويه شبه العينين والجيدا، بالشين المعجمة وبالباء المعجمة بواحدة من تحتها، أَراد وشبه الجيد فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مُقامه؛ وقد قيل إِن أَبا علي صحفه يقول في مدحها: سُمِّيتَ باسمِ نَبِيٍّ أَنتَ تُشْبِهُه حِلْماً وعِلْماً، سليمان بنِ داودا أَحْمِدْ به في الورى الماضِين من مَلِكٍ، وأَنتَ أَصْبَحتَ في الباقِينَ مَوْجُوداً لا يُعذَلُ الناسُ في أَن يَشكُروا مَلِكاً أَوْلاهُمُ، في الأُمُورِ، الحَزْمَ والجُودا وقال المفضل: عادني عِيدي أَي عادتي؛ وأَنشد: عادَ قَلْبي من الطويلةِ عِيدُ أَراد بالطويلة روضة بالصَّمَّانِ تكون ثلاثة أَميال في مثلها؛ وأَما قول تأَبَّطَ شَرّاً: يا عيدُ ما لَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ، ومَرِّ طَيْفٍ، على الأَهوالِ طَرَّاقِ قال ابن الأَنباري في قوله يا عيد ما لك: العِيدُ ما يَعْتادُه من الحزن والشَّوْق، وقوله ما لك من شوق أَي ما أَعظمك من شوق، ويروى: يا هَيْدَ ما لكَ، والمعنى: يا هَيْدَ ما حالُك وما شأْنُك. يقال: أَتى فلان القومَ فما قالوا له: هَيْدَ مالَك أَي ما سأَلوه عن حاله؛ أَراد: يا أَيها المعتادُني ما لَك من شَوْقٍ كقولك ما لَكَ من فارس وأَنت تتعجَّب من فُروسيَّته وتمدحه؛ ومنه قاتله الله من شاعر.
والعِيدُ كلُّ يوم فيه جَمْعٌ، واشتقاقه من عاد يَعُود كأَنهم عادوا إِليه؛ وقيل: اشتقاقه من العادة لأَنهم اعتادوه، والجمع أَعياد لزم البدل، ولو لم يلزم لقيل: أَعواد كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه من عاد يعود.
وعَيَّدَ المسلمون: شَهِدوا عِيدَهم؛ قال العجاج يصف الثور الوحشي: واعْتادَ أَرْباضاً لَها آرِيُّ، كما يَعُودُ العِيدَ نَصْرانيُّ فجعل العيد من عاد يعود؛ قال: وتحوَّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين، وتصغير عِيد عُيَيْدٌ تركوه على التغيير كما أَنهم جمعوه أَعياداً ولم يقولوا أَعواداً؛ قال الأَزهري: والعِيدُ عند العرب الوقت الذي يَعُودُ فيه الفَرَح والحزن، وكان في الأَصل العِوْد فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها صارت ياء، وقيل: قلبت الواو ياء ليَفْرُقوا بين الاسم الحقيقي وبين المصدريّ. قال الجوهري: إِنما جُمِعَ أَعيادٌ بالياء للزومها في الواحد، ويقال للفرق بينه وبين أَعوادِ الخشب. ابن الأَعرابي: سمي العِيدُ عيداً لأَنه يعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد.
المصدر * لسان العرب.
|
حسن، لنقل أن عيد الحب حرام..
بعث رسائل حب حرام.
شراء وردة للحبيبة حرام.
تقديم علبة شوكلاتة للحبيب حرام.
فما الحلال إذن ؟
هل الحلال أن ترضع من ثدي زميلتك في العمل لتفادي فتنة الشيطان ؟
هل الحلال أن تحجز طفلة في الثامنة من عمرها حتى ينتفخ نهداها فتدخل عليها ؟
هل الحلال أن تصادر كل دمى باربي الأمريكية، وتشتري بدلها دمى محجبة صينية ؟
والتفاهات الأخرى، أكلها حلال ؟