العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-12-2006, 01:45 AM   #11
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

دفاعاً عن مقدساتنا الحجازية
نقد الوهابية وفتنة التكفير

بقلم / على أبو الخير*
ظلت الأمة الإسلامية قروناً طوالاً يمزقها الاستبداد السياسى ، ويفرقها التفرق المذهبى ، ومع ذلك ظلت الأمة تتفق على ما اعتبره المسلمون من البديهيات أو على الأقل لم يختلفوا فيه مثل تقديسهم قبر رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم والاحتفال بالمولد النبوى الشريف وزيارة مراقد الأئمة من أهل البيت والأولياء الصالحين للدعاء لهم ، والدعاء إلى الله بجوار تلك المراقد، لم يجد المسلمون أى غضاضة فى ذلك على اختلاف مذاهبهم ، وعلى مدى انتشار بلدانهم ، فقد روى أن الإمام الشافعى كان يتبرك بماء غسل فيه قميص أحمد بن حنبل الذى عذب فيه ، كذلك ملايين المسلمين الذين ما انفكوا يزورون كربلاء بجوار الحسين سيد الشهداء، ومثلهم يزورون مرقد السيدة زينب بنت الامام على بالقاهرة ، ومسجد الرأس الشريف بالقاهرة أيضاً .

ظل المسلون يتعاهدون على زيارة الأماكن المقدسة التى خطا فيها رسول الله (ص) بقدميه الشريفتين ، وتمسح المسلمون بمنبر رسول الله الذى كان يجلس عليه ، كما كانوا يذهبون الى غار حراء حيث كان الرسول (ص) يتعبد فيه قبل البعثة النبوية .

لم تكن فتنة تكفير المسلمين غير معروفة ولا يتداولها أحد من العلماء ضد عالم آخر أو ضد عامة المسلمين لا بسبب زيارة القبور أو طلب الشفاعة من النبى (ص) أو بسبب تبرك المسلمين بالآثار التى تركها الرسول والصحابة وأهل البيت .

كما لم تكن فتنة تكفير المسلمين بسبب المخالفة فى الرأى وتفسير القرآن الكريم معلومة ، فأثناء احتدام فتنة خلق القرآن فى العصر العباسى ، نال أحمد بن حنبل من العذاب الكثير أثناء خلافة المأمون والمعتصم والواثق ، ولكنه أبداً لم يكفرهم ولم يكفر عالم المعتزلة الذى ألب الخلفاء عليه ، لم يكفر أحداً من المسلمين الذين قالوا بخلق القرآن .

كما كان الإمام مالك بن أنس إمام أهل المدينة لا يركب دابة بجوار مسجد الرسول (ص) أدباً منه مع النبى ، وعندما زار هارون الرشيد المدينة المنورة واقترب من القبر الشريف سأل الامام مالكاً : هل أدعو الله ووجهى إلى القبر أم أتوجه إلى القلب ؟ فقال له مالك : ولماذا تصرف وجهك عنه وهو إمامك حياً وميتاً .

وأخرج البخارى فى صحيحه عن عثمان بن عبد الله بن موهوب قال : أرسلنى أهلى إلى أم سليم بقدح من ماء فجاءت بحلجل من فضة فيه شعر من شعر رسول الله (ص) فكان إذا أصاب الانسان عين أو أى شىء بعث إليها بإناء فخضخضت له فشرب به .

وروى الشيخان والنسائى أن رسول الله (ص) رأى أم سليم تجمع عرقه فى آنية معها ، وكان نائماً فاستيقظ وقال : (ما تصنعين يا أم سليم ؟ فقالت : هذا عرقك نجعله فى طيبنا وهو أطيب الطيب ، وفى رواية أنها قالت : يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا ، فقال لها مقراً ومشجعاً ومادحاً : أصبت) ، والسيدة أم سليم محرم له صلى الله عليه وسلم لأنها خالة أبيه فهى من بنى النجار .

كما أدرك المسلمون قيمة الآثار النبوية الشريفة ، فقد أدركوا قيمة قميص يوسف عليه السلام عندما وضع على وجه يعقوب فأبصر بعد العمى ، وكان هذا القميص من آثار إبراهيم عليه السلام .

ظل هذا الأمر ديدن المسلمين حتى ظهرت فتنة التكفير وهى التى قادها لأول مرة تقى الدين أحمد بن تيمية فهو أول من أفتى بحرمة زيارة قبر النبى (ص) ، وقال فى كتابه التوسل والوسيلة / إن من يقصد زيارة قبر النبى لا زيارة المسجد كان مشركاً أو عاصياً ويجب عليه التوبة ، فأفتى بمنع زيارة القبر الشريف منعاً باتاً جعله يستحل مقاتله زائريه ، وقال كذلك إن التوسل بالأنبياء والأولياء إشراك بالله لأنه لا يفترق عن اتخاذ الأصنام أولياء من دون الله ولا عن عبادتهم من دون الله ، ثم أول الآيات القرآنية الكريمة التى نزلت فى المشركين وجعلها تتناول المسلمين .

المهم أن ابن تيمية حوكم على فتاواه ، وكان من جملة ما قيل عنه إنه أساء الأدب فى حق النبى الكريم ، وقالوا إن قداسة المسجد النبوى راجعة أصلاً فى أنه دفن فيه الجسد الشريف ، وانتهت دعوة ابن تيمية بوفاته ، وعادت الأمة إلى ما اعتقدت بصحته عامة وعلماء يرون التبرك بسيرته وبآثاره وبقبره من ضمن آيات الورع وكمال الإيمان .

عودة الدعوة :

ظهر محمد بن عبد الوهاب بمنطقة نجد بالجزيرة العربية وعقد حلفاً مع ابن سعود الكبير عام 1744هـ لنشر دعوة التوحيد كما قال بها ابن تيمية ، ألف محمد بن عبد الوهاب كتاب "التوحيد الذى هو حق الله على العبيد" وهو كتيب صغير الحجم ولكن أعاد وأصل فكرة تكفير الغير ممن لا يدين بدعوته .

وقال فى رسالته : إن الشرك قد شاع فى هذا الزمان وذاع ، والأمر قد آل إلى ما وعد الله إذ قال : " وما يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون " سورة يوسف / 106 وقال إن عامة مؤمنى هذا الزمان مشركون ، فواحد يعبد النبى ومتبعيه حيث يعتقدهم شفعاءه وأولياءه ، وهذا أقبح أنواع الشرك ، وهو كان كفر مشركى قريش .. وكل ذلك من الأوثان من نبى كان أو ولى أو من اللات والعزى أو من المسيح أو العزيز ، فإن الصنم فى الشرع هو المصوّر والوثن غير المصوّر ، فنحن نشاهد أقسام الشرك – كما قال ابن عبد الوهاب – كلها فى الناس ، ونرى الناس رجعوا إلى دين آبائهم .

وبناء على فتاواه اعتقد أنه ومريديه هم وحدهم الفرقة الناجية من النار ، وباقى المسلمين مشركون ، وكان يقول إنى أجدد للناس دينهم لأنه من تحت السبع الطباق مشرك على الاطلاق، ومن قتل مشركاً كان له الجنة .

والمشرك فى نظره كل من يتوسل بالنبى وبغيره من الأنبياء والأولياء ، وحرم زيارة قبر النبى (ص) ومنع الناس منها عندما تمكن من المدينة المنورة ، حتى أنه لما خرج ناس من جهة الإحساء وزاروا قبر الرسول (ص) وبلغه خبرهم ومروا فى رجوعهم عليه أمر بحلق لحاهم ثم أركبهم مقلوبين من الدرعية إلى الإحساء .

وتمسك ابن عبد الوهاب وأتباعه فى تكفير المسلمين بالآيات التى نزلت فى المشركين فحملوها على الموحدين المسلمين وقالوا ان من استغاث بالنبى أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة أو توسل به ، فإنه يكون مثل المشركين يباح دمه وماله كالمشركين .

لقد انبرى للرد على محمد بن عبد الوهاب فى أول ظهور دعوته والده وشقيقه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب وحاولا منعه واقناعه فلم ينته ، وألف أخوه المذكور كتاب (الصواعق الإلهية فى الرد على الوهابية) .

لكن دعوة ابن عبد الوهاب الأولى صادفت نجاحاً بسيوف ابن سعود الكبير ، وقاموا بتطبيق أفكارهم عن الشرك على جموع المسلمين ، واعتبر كل المسلمين كفاراً فقتلوا الآلاف منهم فى الطائف والمدينة المنورة ، ووصلت جيوشهم الى كربلاء فهدموا قبة ضريح سيد الشهداء وقتلوا من كان موجوداً بمشهده .

على ان الدعوة والدولة سقطتا عندما حاربهما إبراهيم بن محمد على بأمر من الخليفة العثمانى، وبعد السقوط تم تجديد ما هدمه ابن سعود والوهابيون ، واستمرت الحالة على ما هى عليه حتى تم تأسيس الدولة الثالثة فى عهد الملك عبد العزيز آل سعود ، فقاموا بتكفير كل المسلمين داخل الجزيرة وخارجها لسبب واحد أنهم يزورون القبر الشريف ويتبركون به ويدعون الله بجواره .

صادفت الدولة السعودية نجاحاً هائلاً بفضل النفط وزيادة أسعاره فقامت بنشر الفكر الوهابى بالأموال النفطية ، ومنذ السبعينيات من القرن العشرين وحتى العام 2001 قدر المصروف على نشر الفكر الوهابى بحوالى خمسة وسبعين ملياراً من الدولارات أنفقت على تأسيس جماعات أنصار السنة فى البلاد الإسلامية ، واستغلت فقر الدول الإسلامية خاصة مصر التى ضاعت ثرواتها بسبب الحروب المتوالية ضد الدولة الصهيونية ، فقامت بالمساعدة القليلة فى المجهود الحربى ، ولكن المساعدات الطائلة كانت لنشر الفكر التكفيرى ودعمه بملايين الأموال التى يأخذها من ينشر هذا الفكر .

كما استغلت العاملين المسلمين العاملين بالمملكة للعودة بهذه الأفكار التكفيرية ونشرها فى بلدانهم ، ومن هنا ذاعت فكرة تكفير المسلمين على اطلاقهم طالما أنهم لا يطبقون ما جاء فى كتاب " التوحيد " بحجة أنهم كفار لأنهم يزورون مراقد الأنبياء والأولياء أو يتوسلون بهم . وفى هذا البحث سنناقش أفكار ابن عبد الوهاب والتى هى تكرار لفتاوى ابن تيمية والتى بسببها يعيش المسلمون محنة التكفير التى تتردد أصداؤها فى جنبات العالم أجمع حيث استحلوا مقدسات المسلمين جميعاً ، وقاموا بتفجير قبة مسجد سامراء بحجة أن تحتها مدفوناً للإمامين على الهادى والحسن العسكرى ، وهم الذين يقومون بقتل المسلمين الشيعة فى العراق ، ويفجرون مساجد السنة لأنهم مشركون فى نظرهم ، وأن قتل هؤلاء يقربهم إلى الله .
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .