نقد كتاب 12 وقفة .. مع المحتفلين بيوم 12 ربيع الأول
نقد كتاب 12 وقفة .. مع المحتفلين بيوم 12 ربيع الأول
المؤلف حسن الحسيني وهو يدور حول مولد النبى(ص) وقد استهله بالقول:
"أما بعد : فهذه وقفات مع المحتفلين بميلاد خير البشر صلى الله عليه وآله وسلم ، أسأل الله أن ينفع بها "
والخطأ أن محمد(ص) لا يقال عنه من قبل مسلم خير البشر وإنما من خير البشر لأن الله لم يقل هذا وإنما المسلمون لا يفرق بين الرسل(ص) كما قالوا فى القرآن:
" لا نفرق بين أحد من رسله"
وبعد ذلك تحدث عن كون العبادات نصية أى توقيفية فلا يجوز ابتداع شىء ليس فيه نص فقال :
"الوقفة الأولى
لقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم باتباع الشريعة الربانية ، وعدم اتباع الهوى ، قال تعالى : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ) ، فالعبادات كلها توقيفية ، بمعنى أنه لا مجال للرأي فيها ، بل لا بد أن يكون المشرع لها هو الله سبحانه وتعالى ، ولذلك أمر الله نبيه في أكثر من موضع باتباع الوحي : ( إن اتبع إلا ما يوحى إلي ) ، وقد قرر العلماء أن : العبادات مبنية على الاتباع لا الابتداع "
وفى الوقفة الثانية تحدث عن كون المنة الإلهية للناس هى الرسالة المنزلة على محمد(ص)وليس ميلاده فقال :
"الوقفة الثانية
لقد امتن الله تعالى على عباده ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس بميلاده ، قال تعالى : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) (آل عمران:164) ."
وفى الثالثة تحدث عن عدم احتفال السلف بميلاد النبى(ص) فقد كان يوما عاديا عندهم كسائر الأيام وهو قوله:
"الوقفة الثالثة
السلف الصالح لم يكونوا يزيدون من الأعمال في يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأيام ، ولو فعلوا لنقل إلينا ! ولا يخفى لأنهم أشد الناس حبا وتعظيما واتباعا .
قال العلامة / أبي عبد الله محمد الحفار المالكي : ( ألا ترى أن يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس ، وأفضل ما يفعل في اليوم الفاضل صومه ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة مع عظيم فضله ، فدل هذا على أنه لا تحدث عبادة في زمان ولا في مكان إلا إذا شرعت ، وما لم يشرع لا يفعل ، إذ لا يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما أتى به أولها ... والخير كله في اتباع السلف الصالح ) المعيار المعرب 7 / 99 ."
وفى الوقفة الرابعة تحدث عن أن يوم ميلاد النبى(ص) لو كان قدر أو قيمة ما اختار عمر بن الخطاب يوم الهجرة للتأريخ وإنما اختار ميلاده وهو ما لم يحدث وفى هذا قال :
"الوقفة الرابعة
انظر إلى فقه الفاروق عمر بن الخطاب حين أرخ بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم رمز انتصار دينه ، ولم يؤرخ بمولده ووفاته ، أتدري لماذا ؟ تقديما للحقائق والمعاني على الطقوس والأشكال والمباني !!"
ثم تحدث عمن أول من ابتدع الاحتفال فذكر كونهم الفاطميون فقال :
"الوقفة الخامسة
إن أول من أحدث بدعة المولد : الخلفاء الفاطميون بالقرن الرابع للهجرة بالقاهرة ، فقد ابتدعوا ستة موالد : المولد النبوي، ومولد الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين ، ومولد الخليفة الحاضر ، وبقيت هذه الموالد على رسومها إلى أن أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش ، ثم أعيدت في خلافة الحاكم بأمر الله سنة 524هـ بعد ما كاد الناس ينسونها .
فعلى هذا لم تعرف الأمة هذا المولد قبل هذه الدولة ، فهل هي أهل للاقتداء بها ؟ والغريب أنه وصل بالبعض ، تفضيل ليلة المولد النبوي على ليلة القدر !!"
ولم يذكر الحسينى رواية أن المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين كما فى كتاب السيوطى حسن المقصد فى عمل المولد هو أول من احتفل بالمولد وفى رواية اخرى عمر الملاء هو من أول نظم الاحتفال
وبذلك استوى الشيعة بالسنة فى كونهم حسب روايات التاريخ الكاذبة أول من ابتدع هذه البدعة
والأغرب من هذا أن البعض ينسب للنبى(ص) أنه اول من احتفل بمولده بقوله عن صوم الاثنين" هذا يوم ولدت فيه" وهو كلام غير معقول لأن الاثنين يتكرر كل أسبوع بينما يوم الميلاد يأتى مرة كل عام
ثم ذكر اختلاف القوم فى شهر مولد النبى(ص) وفى رقم اليوم الذى ولد فى الشهر فقال :
"الوقفة السادسة
اختلف المؤرخون وأهل السير في الشهر الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل : ولد في شهر رمضان ، والجمهور : على أنه ولد في ربيع الأول ، ثم اختلف هؤلاء في تحديد تاريخ يوم مولده على أقوال :
فقيل : اليوم الثاني من ربيع الأول قاله ابن عبد البر ، وقيل : اليوم الثامن ، صححه ابن حزم ، وهو اختيار أكثر أهل الحديث ، وقيل : اليوم التاسع ، وهذا ما رجحه أبو الحسن الندوي ، وزاهد الكوثري ، وقيل : اليوم العاشر ، اختاره الباقر ، وقيل : اليوم الثاني عشر ، نص عليه ابن إسحاق ، وقيل : السابع عشر من ربيع الأول ، وقيل : الثامن عشر من ربيع الأول ...
وهذا إن دل على شيء فهو يدل على عدم حرص الصحابة على نقل تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم إلينا ، فلو كان في ذلك اليوم عبادة ، لكانت معلومة مشهورة لا يقع فيها خلاف ، ولنقل إلينا مولده على وجه الدقة .
قال الشيخ القرضاوي : ( إذا نظرنا إلى هذا الموضوع من الناحية التاريخية : نجد أن الصحابة رضوان الله عليهم،لم يحتفلوا بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا بذكرى إسراءه ومعراجه أو هجرته ، بل الواقع أنهم لم يكونوا يبحثون عن تواريخ هذه الأشياء ! فهم اختلفوا في يوم مولد النبي صلى الله عليه و سلم ، فإن اشتهر أنه الثاني عشر من ربيع الأول ، لكن البعض يقول : لا ، الأصح اليوم التاسع من ربيع الأول وليس يوم الثاني عشر ، وذلك لأنه لا يترتب عليه عبادة أو عمل ، ليس هنالك قيام في تلك الليلة ولا صيام في ذلك اليوم ، فلذلك المعروف أن الصحابة والتابعين والقرون الأولى وهي خير قرون هذه الأمة لم تحتفل بهذه الذكريات ! بعد ذلك حدثت بعد عدة قرون بدأت هذه الأشياء .. ) .
ولمراعاة هذا الخلاف ، كان صاحب إربل يحتفل بالمولد ، سنة في ثامن شهر ربيع الأول ، وسنة في ثاني عشرة !!! ( انظر ابن خلكان 1 / 437 ) ."
ورغم تأكيده فى الفقرة السابقة على أن رقم يوم فى شهر المولد مجهول فإنه تكلم بيقين مناقضا نفسه عن كونه 12 ربيع أول فقال :
"الوقفة السابعة
إن التاريخ الذي ولد فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، هو بعينه التاريخ الذي توفي فيه ! : ( يوم الاثنين 12 ربيع الأول ) ، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه ، نبه على ذلك غير واحد من أهل العلم ، منهم ابن الحاج المالكي ، والإمام الفاكهاني .
قال ابن الحاج المالكي : ( العجب العجيب : كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور كما تقدم ، لأجل مولده صلى الله عليه وسلم كما تقدم في هذا الشهر الكريم ؟ وهو صلى الله عليه وسلم فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل ، وفجعت الأمة وأصيبت بمصاب عظيم ، لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدا ، فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير ... فانظر في هذا الشهر الكريم ـ والحالة هذه ـ كيف يلعبون فيه ويرقصون ) المدخل 2 / 16 ."
ورغم أن البرهان مفيد لو كان كلامه ليس بمتناقض فإنه استدلاله هنا لا يفيد للتناقض والخطأ هو أن موت النبى(ص)أو أى مسلم مدعاة للحزن مع أنه فى ألأصل مدعاة للفرح حيث يدخل الجنة حيث لا خوف عليه ولا هو يحزن لكونه فى جنة النعيم
وتحدث مبينا أن انتشار الاحتفال بالمولد شاع فى البلاد التى كان فيها نصارى نتيجة احتفالهم بمولد المسيح(ص) فقال:
"الوقفة الثامنة
من الملاحظ أن انتشار الاحتفال بالمولد النبوي بين المسلمين ، كان في البلاد التي جاور فيها المسلمون النصارى ، كما في الشام ومصر .. فالنصارى كانوا يحتفلون بعيد ميلاد المسيح في يوم مولده ، وميلاد أفراد أسرته ، فكان ذلك سببا في سرعة انتشار تلك البدعة بين المسلمين تقليدا للنصارى .
حتى قال الحافظ السخاوي مؤيدا الاحتفال بالمولد : ( وإذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدا أكبر ، فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر ) !! وقد تعقبه الملا علي القاري : ( قلت : مما يرد عليه أنا مأمورون بمخالفة أهل الكتاب ) المورد الروي في المولد النبوي / 29 ."
|