العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 02-07-2008, 05:27 AM   #1
mohamed halabjay
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 36
Thumbs down عندما احتل صدام (حلبجة) الكردية سنة 1988

قبل عشرون عاما، أقدمت السلطات العراقية و حسب خطة مدروسة بقصف العديد من القرى و القصبات الکوردية بالغازات الکيمياوية إنتقاما للخسائر التي ألحقت بقواتها في جبهات القتال، مما أدى إلى سقوط الآلاف من المدنيين أطفالا و نساء و شيوخا، لا لذنب إقترفوه إنما لمجرد کونهم کوردا، و لم تنجوا من تلك الهجمات الکيماوية حتى الطيور و الحيوانات.

أشرس حملة قامت بها القوات العراقية هي قصف طائراتها لمدينة حلبجة بالغازات الکيماوية، حدث ذلك في مثل هذا اليوم قبل عشرين عاما. حلبجة هي وصمة عار على جبين الحکومة العراقية السابقة و من المنطقي أن تطالب الجماهير الکوردية أن تعتذر الحکومة الحالية للشعب الکوردي و أن تعوض عن الخسائر التي لحقت بالمواطنين الکورد.

في مدينة حلبجة قتل بالغازات الکيمياوية ما يقارب خمسة آلاف شخص ، منها عوائل کاملة، کما و جرح أکثر من عشرة آلاف شخص و شرد الآلاف الآخرين. و مع أن هناك الکثيرين من تعرضوا لهذه الغازات السامة ما زالوا على قيد الحياة إلا أنهم يعانون من أعراض تلك الغازات و هم في وضع صحي و نفسي سيئ للغاية، هم يتمنون الموت على حياة ملئها العذاب و المعاناة. إن الغازات السامة قد أثرت حتى على العوامل الوراثية لنساء المنطقة فهم يولدون أطفالا معوقين.



محمد عزيز، هو واحد من مرضى القصف الکيمياوي الذي تعرض له مدينة حلبجة، عدا هذا فإنه فقد 15 شخصا من أقرباءه، حالة محمد عزيز کان موضوعا لبحث نشر في مجلة طبية أمريکية بإسم: Journal of American Medical Association

يقول الباحث بأن محمد عزيز هو وثيقة حية لإثبات إستعمال أسلحة القتل الجماعي من قبل السلطات العراقية ضد‌ المواطنين الکورد، و أعراض تلك الغازات واضحة، فقد تعرض قصباته الهوائية لأضرار بالغة و غير قابلة للعلاج، لذا فهو سيعاني بسبب ذلك طول حياته.

يقول الدکتور آرون ميلستون من Vanerbilt University Center و الباحثين الآخرين:

تعرض محمد عزيز إلى العمى نتيجة للغازات الکيمياوية، وهو يعاني من سعال شديد و ضيق في التنفس، لذا فهو يحتاج إلى رئتين جديدتين، لأنه رئتيه يعملان فقط بنسبة 25%. عندما کان محمد عزيز في سن 39 سنة تعرض للعمى لمدة شهر و لا يزال يعاني من السعال و ضيق التنفس، يقول الباحث بأن أکثر سکان تلك المنطقة سوف يعانون من نتائج القضف الکمياوي لمدة طويلة.

غاز الخردل الذي أستخدم في حلبجة هو نفس المکون الکمياوي الذي أستخدم في الحرب العالمية الثانية و تسبب في موت 5% من الذين إستنشقوه. حسب المرکز الأمريکي للسيطرة و الوقايةCDC فإن الأشخاص الذين تعرضوا لتلك الغازات قد يعانون من الأعراض التالية لمدة غير محددة:

ـ إحمرار الجلد و الحکة
ـ ألم و حرقة في العيون مع سيلان الدموع و الإصابة بالعمى بين فترة و أخرى.
ـ ضيق التنفس و نزيف الأنف مع العطس و سيلان الدموع.
إضافة لما أعلاه من الممکن أن يصاب الشخص إلى الأمراض التالية:
Chonic bronchitis, Airway hyperactivity, bronchitis
===============================================
في ليلة 13 14-3-1988 احتلت القوات الإيرانية حلبجة بعد معركة ضارية أدت إلى انكسار الجيش العراقي، وفي اليوم التالي أي 16-3-1988 وفي الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً سُمع أزيز ثلاث طائرات مقاتلة من جهة جبال بالامبو بدأت بالقصف بشكل عشوائي مثيرةً الهلع والخوف في المدينة.. فجأة وخلال دقيقة ونصف تحولت سماء المدينة إلى دخان أسود من إثر انفجار القنابل من نوع (النابالم) والصواريخ الشديدة الانفجار، ترك القصف أثراً مدمراً وقتل مجموعة من الأبرياء، وخرج الناس وهم في حالة هلع شديد إلى الخارج ثم تغير الموقف سريعاً؛ إذ انتشر الخوف والفزع في كل مكان ومرت خمس عشرة دقيقة فقط حينها لم يكن دخان القصف الأول قد انتشر بعد، حتى بدأ القصف الثاني والثالث والرابع والخامس، وكانت كل مرة أشد من الأولى.
بدا الوضع صعباً للغاية وتعالت صيحات النساء وبكاء الأطفال وآهات الجرحى، بدأت عملية الهروب السريع من المدينة إلى ثلاث اتجاهات رئيسة: خروج على غير هدى من شدة الهلع، الكل يحمل على ظهره ما خف حمله وغلا ثمنه، وفجأة وفي الساعة الثانية والنصف وعند آخر هجوم للطائرات صاح الناس (كيماوي .. كيماوي) فقد بدأ القصف الكيماوي الرهيب. كانت كارثة عدد ضحاياها رهيباً كما وصف لنا شهود العيان، سقط العشرات خلال لحظة واحدة. هذا الموت الجماعي السريع كان مرعباً، حرق واختناق وعمى.. احتضار جماعي، الحركات الأخيرة قبل النفس الأخير أليمة للغاية، أناس يصرخون وآخرون يصيحون من شدة الألم والإصابة بالحرق، وصف لنا الناجون ذلك اليوم بأنه يشبه يوم القيامة، بعدها بلحظات هدأ كل شيء وانتهى، سكتت الأنفاس وخفتت فلم تعد تئن وتشكو، والأنفس التي بقي فيها رمق الحياة فقدت الكلام وحتى الآهات وبقيت أصوات خافتة حزينة تئن وتشكو في ظلام زوايا الملاجئ والغرف المظلمة وتطلب النجدة دون أمل، أطفال رضع سقطوا من هول بداية القصف، مئات منهم ومن النساء والشيوخ والشباب العزل قتلى في كل مكان.. جثث امتلأت بهم الشوارع والملاجئ وحدائق البيوت.. تشوهت الوجوه من الحرق الذي نتج عن الخردل والسيانيد والغازات الأخرى.. وأصيب آخرون بحركات جنونية بسبب عوامل الأعصاب.. بكاء وضحكات مختلطة.. ثم سقوط وحركات جنونية ثم موت أليم.... مشاهد متكررة في كل مكان.
استمر القصف الكيماوي المتقطع يومين كاملين، والضحايا كلهم من المدنيين فلم يقتل من العسكريين والمسلحين سوى عدد ضئيل يعد على الأصابع، لكن عدد القتلى من المدنيين كان رهيباً بحيث منع حركة السير في الشوارع العامة والطرق التي كانت تؤدي إلى قرية عنب حيث سقط أكثر الضحايا على هذا الطريق.
الخسائر والضحايا
تعتبر الخسائر البشرية هي الأكبر كمّاً ونوعاً للضربات الكيماوية ثم تأتي بعد ذلك الخسائر البيئية والتي يظهر أثرها على المديين البعيد والمتوسط ثم الخسائر في الممتلكات.
وتقدر الخسائر البشرية بحوالي خمسة آلاف قتيل وأكثر من عشرة آلاف جريح ومصاب، مات العشرات منهم متأثرين بإصاباتهم في مستشفيات طهران وبقية المدن الإيرانية، لكن جهة رسمية محلية لم تقم بإجراء إحصاء دقيق لعدد الضحايا، وإن كان البعض يقدر عدد القتلى بأكثر من هذا الرقم.... مع أن (جمعية عوائل الشهداء) أجرت إحصاءً دقيقاً، ثم قامت (جمعية إحياء مدينة حلبجة) بإحصاء آخر ولم تتمكن من الوصول إلى الرقم الصحيح وذلك لعدة أسباب منها:
1 أن المدينة إلى الآن تعيش وضعاً غير طبيعي من ناحية الخدمات والإدارة والرعاية فلا تملك جهازاً إدارياً متطوراً ولا مؤسسة إحصاء.
2 الصراعات الداخلية للفصائل الكردية أجهضت أكثر محاولات الإحصاء.
3 هناك عوائل قضت بكاملها فلم تعد تملك شخصاً يعطي معلومات دقيقة حول ضحاياها.
4 هناك30% من الضحايا مسجلون (أحياء) في الدوائر الرسمية والسجلات المعمول بها، وذلك بغية الاستفادة منها لغرض الحصول على التموين والمواد الغذائية.
5 هناك نسبة من عائلات الضحايا لا تعطي الأرقام الحقيقية لعدم ثقتهم بالمنظمات والجمعيات التي تقوم بذلك، لاعتقادها قيام هذه المنظمات المتاجرة بقضيتهم.
قامت (جمعية عوائل الشهداء) بالإحصاء التالية نتائجه:
1 الشهداء المسجلون والمعروفون في السجلات الرسمية (3050)
2 30% من القتلى أسماؤهم غير مسجلة في السجلات الرسمية.
3 الجرحى والمصابون: أكثر من 6 آلاف، مات ثلثهم في المستشفيات الإيرانية.
4 المفقودون: أكثر من 500 شخص.
5 أطفال مفقودون: أكثر من100 طفل كانوا مع ذويهم أيام القصف وقد عبروا الحدود مع أهاليهم إلى إيران لكن لم يرجع منهم سوى تسعة أطفال فقط.
عمليات "الأنفال"!
كانت الضربة الكيماوية تتويجاً لعمليات الأنفال التي شنت ضد المناطق الكردية والتي بدأت الحملة لها مع استعداداتها في مارس 1987 وانتهت في خريف 1988 قسمت الأنفال إلى: أنفال1 ... أنفال2 ... أنفال3 بقيادة ابن عم صدام حسين.. علي حسن المجيد.. شملت أنفال1 مناطق سركاو وحلبجة وضواحيهما، أما أنفال2 فكانت في منطقة دوكان وقرداغ والقرى والقصبات المحيطة بها، استهلت العملية بقصف الراجمات بصواريخ محملة بغاز الخردل وأعقبتها الطائرات والمدفعية الثقيلة وتم الإنزال بالطائرات على القرى المعزولة في قمم الجبال. وعلى أثر ذلك فر الناس إلى الوديان والمضايق الجبلية والكهوف فقامت القوات البعثية بعد ذلك بخداعهم، ووجهت إليهم نداءً زعمت فيه أن الحكومة بنت لهم مجمعات سكنية وأنهم سينقلون إليها بالسيارات وما إن خرج الناس من مخابئهم حتى ألقي القبض عليهم وتم ترحيلهم من السليمانية وجمجمال وكلار إلى معسكرات الموت التي حملت أسماء جهابذة الصحابة الكرام مثل خالد بن الوليد، وسعد بن أبى وقاص! مات في هذه المعسكرات عشرات الآلاف من التعذيب والجوع والبرد واغتصبت عشرات الألوف من الحرائر.
صور يحكيها الناجون
حاولنا أن نسمع لبعض ضحايا المجزرة في حلبجة وكانت الحصيلة مؤلمة ومرة وقاسية، بحيث نثقل على مشاعر القراء وأحاسيسهم ونحن ننقل هذه القصص.. ولكن لا بأس من أن ننقل لكم صورة واحدة وقصة من تلك القصص المؤلمة حتى نتصور حجم المعاناة ونتضامن مع إخواننا الكرد رغم فوات الأوان.
يقول الحاج محمد توفيق الرغزائي من أهالي قرية براوكل والذي فقد زوجته وعشرين من أبنائه وأحفاده ورجع وحيداً من المعتقل: حينما هاجمت قوات البعثيين المنطقة بالأسلحة الكيماوية جمعت أهلي وأقربائي وقلت لهم: يا قومي.. لنحفر قبورنا وندافع حتى الموت فإن قتلنا منهم فنحن أصحاب حق والمهاجم باغ وإن قتلنا متنا شهداء إلا أن القوم أحسنوا الظن بالحكومة وقالوا لا يمكن أن يقتل البعثيون آلاف الناس وفيهم النساء والأطفال.
وحين اقتربت الجيوش أعطونا العهود والمواثيق ومن ثم تم اعتقالنا ونقلنا إلى معسكرات الموت وكنا في المعتقل حوالي 80000 شخص وبعد أن تم جلب عشرات الآلاف من المناطق المختلفة جمعونا في ساحة كبيرة وفرقوا بين الشباب والمسنين والأمهات والأطفال، ثم أحيط الشباب بفوج من الجنود القساة بإمرة ثلة من الضباط وساقوهم إلى مكان مجهول.. كنا نراهم يضربونهم بالكابلات ومؤخرات الأسلحة والأمهات يصرخن وينتحبن ولم يعودوا بعدها أبداً، ثم أخلوا الشابات في أماكن خاصة ولم نعرف عنهن شيئاً، وأجبروا المسنين على الركوب في شاحنات كبيرة وكنت منهم، وتحركت الشاحنات المكتظة إلى مكان مجهول وسارت الشاحنات طوال الليل والنهار ولم نتناول أي طعام خلالها وأحلف بالله رأيت في الطريق خمساً من النسوة وضعن حملهن في الطريق في ذلك الازدحام وألقين بالمواليد من فتحة الشاحنة لأنهم لن يعيشوا في ذلك الزحام.. في الختام قال الحاج: اشتعلت النار في قلبي إثر فقد أولادي وأحفادي ولن تنطفئ النار ولو ملكت الدنيا وما فيها
mohamed halabjay غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-07-2008, 06:12 AM   #2
عربي سعودي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: السعودية - الرياض
المشاركات: 2,547
إفتراضي

أتذكر رؤيتي لمشاهد فيديو لطائرات هيلكوبتر عراقية بعثية تطلق النيران بكثافة و وحشية على مدنيين أكراد لاجئين كانوا يعبرون الجبال و التلال و أكثرهم نساء و أطفال و شيوخ و عجائز

كما أتذكر رؤيتي لمشاهد القتلى الأكراد على الأرض
بمن فيهم نساء و أطفال هلكوا بسبب الأسلحة الكيميائية

شعب الأكراد أحد أكثر الشعوب تعرضا للتنكيل و الاضطهاد للأسف
و حاله يماثل إلى حد ما حال شعب فلسطين
عربي سعودي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-07-2008, 06:39 AM   #3
mohamed halabjay
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 36
Question مأساة حلبجة1988--2008

مأساة حلبجة

لم ينتج نظام صدام حسين المجرم أي سلاح كيماوي او جرثومي قبل ان تتم تجربته على الشعب العراقي او الآخرين، وهذه مسألة معروفة- كما يؤكد عالم الذرة العراقي حسين الشهرستاني.وكانت الأسلحة الكيماوية اول انواع أسلحة الدمار الشامل، التي انتجها النظام العراقي، وقد انتج التصنيع العسكري العراقي غازات الخردل والسارين والتابون. وكان النظام العراقي قد استخدم هذه الأسلحة في الحرب العراقية ـ الايرانية منذ عام 1984 وكل العالم يعرف ذلك جيداً، بل ان النظام العراقي انتج هذه الأسلحة المحرمة دولياً بمساعدة شركات اوروبية وأميركية.وعندما لم يجد النظام العراقي أية ردة فعل عالمية لاستخدامه أسلحة الابادة الجماعية في الحرب العراقيةـ الايرانية، تمادى في استخدامها ضد الشعب العراقي وفي عمليات اطلق عليها اسم «الانفال» لابادة الأكراد العراقيين في كردستان العراق. وأشهر استخدام لهذه الأسلحة عندما قصف مدينة حلبجة الكردية العراقية[6].
في السادس عشر من اَذار/ مارس 1988 أغارت عدة طائرات حربية عراقية على حلبجة ذات الـ 45 ألف نسمة وقصفتها بقنابل معبأة بخليط من الغازات السامة المميتة،كغاز الخردل وغاز الأعصاب ( سارين) وغاز التابون وغاز (في أكس). في الحال مات 5 اَلاف شخص من سكان المدينة، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وتأثر 15 ألفاً اَخرون ممن كانوا بعيدين نسبياً عن مركز الهجوم المباشر، لكن السموم إنتقلت اليهم عن طريق الهواء ومات مئات منهم في السنوات اللأحقة.ولم يخلف الهجوم الموت والإصابات فقط، فبعد 3 سنوات على زيارة المدينة إثر إنسحاب القوات العراقية من المناطق الكردية في خريف 1991 كانت معظم بيوت حلبجة وأبنيتها مدمرة، وبدت لي كما لو ان زلزالاً قوياً ضربها[7].
إن كارثة حلبجة تعتبر- بحسب جمال حميد-،من جامعة ساوث بانك البريطانية- كارثة تلوث بيئي شامل، نظراً لتغير الصفات الطبيعية لعناصر البيئة من الماء والهواء والتربة،إضافة الى قتل الإنسان والحيوان وتدمير المزارع وإلحاق الضرر بالنباتات.ويقول أنه بعد كارثة حلبجة، وما سبقها من كوارث هيروشيما وناكازاكي،إستوجب إعادة تصنيف الكوارث البيئية الى كوارث بيئية تحدث نتيجة الفعاليات الصناعية للأنسان، وكوارث بيئية نتيجة الفعاليات العسكرية للأنسان. ووفق هذا التصنيف تعتبر كارثة حلبجة ثاني أكبر كارثة بيئية بعد هيروشيما وناكازاكي، حيث تم إستخدام أسلحة التدمير الشامل من غازات سامة في حلبجة وقنبلة نووية في هيروشيما وناكازاكي ضد السكان المدنيين، وقتل أعداد كبيرة من البشر.وهي تتميز عن كارثة هيروشيما وناكازاكي من حيث ان الفعاليات العسكرية وإستخدام أسلحة الدمار الشامل كانت من قبل سلطات نفس البلد ضد مواطنيها[8].

وكتب كارل فيك، من كردستان العراق،في "واشنطن بوست" يقول:" طبقا لتقارير بعض المؤرخين، ومنظمات حقوق الانسان، فان القوات الجوية العراقية ألقت 13 حاوية معبأة بالغاز على قرية قوبتبه حوالي الساعة السادسة وبضع دقائق من مساء يوم 30 آيار/ مايس 1988 ضمن عملية «الأنفال» التي خصصت لمعاقبة المسلحين الاكراد واسرهم بسبب وقوفهم في وجه السلطات العراقية بالتعاون مع ايران التي كانت في ذلك الوقت عدوا للعراق. ويقول الاكراد ان تلك العملية اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 180 ألف شخص في القرى الكردية" [10].
أحد الناجين من كارثة حلبجة قال يومذاك متذكراً لحظات الهجوم الجوي الكيمياوي ان كل شيء تم بسرعة فائقة. أغارت الطائرات لدقائق، فمات من مات على الفور، وإستغرق اَخرون، وهو منهم، في إغماءة، ليستفيقوا بعدها غير مدركين لما حدث، كما لو ان كولبيس ليلية داهمتهم.وقال اَخر كان ما يزال- بعد 3 سنوات- يتعرض لنوبات إضطراب عصبي وعقلي:" كانت رائحة الكيمياوي طيبة،تشبه رائحة التفاح.كتم يخرج من فمي وأنفي سائل يشبه الماء" [11] .
ووصف المواطن اسماعيل قادر علي ذلك اليوم الأسود، حيث وجد عددا كبيرا من الجثث مسجاة على الارض في قوبتبه الى درجة انه مر عبرها دون ان يتعرف في اول الامر على جثث زوجته هاجر- 50 سنة، وابنته الكبرى امينة- 18 عاما، كما لم يتعرف ايضا على جثث ابنتيه آسكا- 12 سنة، وكوتشا- 10 سنوات، وابنائه الثلاثة سادر- 11 عاما، وجارا- 6 سنوات، وسرباست- 5 سنوات. ولم يلحظ ايضا وجود جثة الطفلة هوزين- 18 شهرا، التي وضعت مع الجثث الاخرى في باحة منزل احد الجيران. و قال قادر اسماعيل علي، وهو يقف الى جانب مجموعة القبور التي تضم غالبية افراد اسرته: «لا يمكن ان ننسى... لا يمكن ان نتعافى من اثر هذه الصدمة... نتمنى ان تنشق الارض وتبتلعنا، ولكن ليس بيدنا ما يمكن ان نفعله».[12].
وفي باريس أكد الطبيب الفرنسي برنار برنديني-مندوب منظمة" أطباء بلا حدود" لمراقبة الموقف في المنطقة الحدودية، في رسائل بعث بها الى الأمين العام للأمم المتحدة، ان الشهادات العديدة، المستقاة من اللاجئين الأكراد العراقيين، لا تدع أدنى مجال للشك في العنف والقمع اللذين تمارسهما القوات العراقية.وطلب من السيد ديكويلار التدخل بصورة عاجلة لدى الحكومة العراقية حتى لا تتم إبادة المزيد من اَلاف النساء والأطفال والرجال الأكراد. وفي وقت لاحق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عقده في لاهاي عن قلقه البالغ للمحنة التي يعانيها الأكراد [13].
وفي تشرين الأول 1988 قال الطبيب الأمريكي روبرت كول،الذي إلتقى مع اللاجئين العراقيين الى الأراضي التركية:" ثمة أدلة تأريخية ثابتة، وعلامات جسمانية محددة تشير الى إستخدام الحكومة العراقية لغازات سامة ضد الضحايا[14]. وجاء في بيان اللجنة الفرعية لمنع التمييز وحماية السكان التابعة للأمم المتحدة: إن أبشع الأنظمة الفاشية لم يتجرأ على إستخدام أسلحة الإبادة الجماعية ضد مواطنيه كما فعل نظام بغداد."
كشف أستاذة جامعية بريطانية عن جانب أكثر مأساوية للكارثة التي وقعت قبل 10 سنوات،إذ وجدت ان الآثار والأعراض المرضية إنتقلت الى الجيل الثاني من بنات وأبناء الذين أصيبوا في هجوم حلبجة الكيمياوي[
وكشف عن هذه الحالة فيلم وثائقي بثته القناة الرابعة للتلفزيون البريطاني في مطلع اَذار/ مارس 1998، ضمن برنامجها الشهير Dispatches وعنوانه" قنبلة صدام الموقوتة السرية"، وهو الفيلم الثاني للمخرج جوين روبرتس عن كارثة حلبجة بعد فيلم " رياح الموت". ويظهر المخرج في الفيلم الأخير برفقة كريستين جوسدين - أستاذة الطب الوراثي Genetics Medicine في جامعة ليفربول، التي أجرت في حلبجة أبحاثاً اولية حول اَثار القصف الكيمياوي على الذين أصيبوا فيه مباشرة وعلى أبنائهم.

أبحاث ميدانية متأخرة

أعلنت البرفسورة كريستين جوسدين إن ما وجدته في حلبجة، بعد 10 سنوات من إستخدام السلاح الكيمياوي ضد سكانها، كان أسوأ بكثير مما كانت تتصوره.وهي بحكم معرفتها وخبرتها كانت تتصور أنها ستلاحظ على بعض السكان أشكالاً من السرطانات والتشوهات الخلقية والعقم والعمى والتلف العصبي.وفعلاً وجدت كل هذا في حلبجة، وفي حالات أكثر خطورة، وأوسع نطاقاً مما كانت تعتقد.وإستطردت:عملنا مع الأطباء، وأجرينا تحديداً لنسبة حالات العقم والتشوهات الخلقية والسرطان، بما في ذلك سرطانات الجلد، والرأس، والعنق، والجهاز التنفسي، والصدر، وسرطانات الأجنة، لدى سكان المدينة، الذين كانوا فيها يوم الهجوم ، وقارناها مع سكان مدينة أخرى في المنطقة.فوجدنا ان هذه النسبة تفوق بـ3-4 أضعاف على الأقل لديهم حتى بعد 10 سنوات على الهجوم.
ولاحظت الباحثة ان عدداً من أطفال حلبجة يموتون كل عام متأثرين بأمراض سرطان الدم (لوكيميا) وأورام الغدد اللمفاوية.وأن نسبة إصابة الأطفال والشباب بالسرطانات أعلى مما في أي مكان اَخر في العالم.وأضافت ان مما يزيد الأمر سوءاً هو النقص الكبير في وسائل الجراحة الخاصة بأمراض الأطفال لمعالجة العلل القلبية الخطيرة وتشققات الشفتين واللثة والتشوهات الخلقية الخطيرة الأخرى لدى الأطفال، ما يعني ان الكثيرين منهم يموتون بينما كان بالإمكان إنقاذ حياتهم.

وأشارت العالمة الى الآثار النفسية والعصبية للهجوم على حلبجة بالسلاح الكيمياوي،فقالت: تواجهك المحنة الإنسانية هنا في كل شارع وبيت وردهة في المستشفى.أشخاص ينتحبون ويشعرون بضيق نفسي شديد بسبب ما يعانون من كاَبة حادة، وتكون محاولات الإنتحار بشكل مرعب.

وإستنتجت البرفسورة جوسدين من أبحاثها ان التشوهات الخلقية والأعراض المرضية الخطيرة، التي ولدت مع الأطفال، الذين جاءوا الى الحياة بعد سنوات عديدة من الهجوم الكيمياوي، تشير الى ان هذه الآثار تنتقل الى الأجيال اللاحقة.والكثير من أطفال حلبجة الصغار يعانون من مشاكل في التنفس، وفي البصر، وفي الجلد، ومن سرطانات وتشوهات خلقية وعاهات وإضطرابات عصبية، وتخلف عقلي،وشلل دماغي. وأضافت: ان هذه السلسلة الواسعة من الأعراض المرضية يمكن عزوها الى التلف طويل الأمد للحامض النووي منقوص الأوكسجين DNA للذين أصيبوا في حلبجة ولأبنائهم.[16]

وأكد هذه الإستنتاجات البرفسور حسين الشهرستاني، بعد 3 أعوام، عند زيارته لمدينة حلبجة، حيث التقى بمن تبقى من الأحياء هناك، وقد رووا له لحظات القصف العصيبة. فقال له أحدهم ان الطائرات العراقية عندما بدأت تقصف المدينة اختبأ الجميع في الملاجئ والسراديب، ثم تنفسوا رائحة تشبه رائحة التفاح. وهذا يشير الى ان النظام العراقي تعمد صنع رائحة تشبه رائحة التفاح لاغراء الناس على تنفسها ولطمأنتهم الى انها غير ضارة.وأوضح الشهرستاني بأن هذه الغازات لكونها ثقيلة فهي تنزل الى الأعماق والمناطق المنخفضة وهكذا قتلت الأبرياء الذين لاذوا بالسراديب اضافة الى من قتلتهم فوق سطح الأرض والذين كانوا في طريقهم للفرار من المدينة.وأضاف: كانت القوات الايرانية قريبة (حلبجة مدينة حدودية بين العراق وايران) وقد تمكنت هذه القوات من انقاذ البعض ونقلهم الى الوحدات الطبية والمستشفيات القريبة.وقال: نحن اليوم نتحدث بعد 13 عاماً على الحادث وهناك من أهالي المدينة الذين بقوا على قيد الحياة ظهرت عليهم أعراض صحية سلبية، فالرجال أصيبوا بالعقم. أما النساء فيعانين من حالات الاسقاط، كما ظهرت حالات تشوه خلقي في المواليد الجدد وأنواع من مرض السرطان لم تكن معروفة في تلك المناطق. ان التأثيرات الصحية السلبية لم تظهر فقط على الذين تلقوا الضربة بشكل مباشر، بل ستظهر هذه الأعراض حتى على الأجيال المقبلة
mohamed halabjay غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-07-2008, 06:48 AM   #4
mohamed halabjay
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 36
إفتراضي

حلبجة اسم فاق كل الآفاق ارتبط بل اصبح مرادفا لـ(جينوسايد) -الإبادة الجماعية والغازات الكيمياوية السامة.
بعيدا عن الويلات والمآسي، قريبا من الطبيعة الساحرة، بعيدا عن الـ(جينوسايد)، قريبا من التاريخ والجغرافيا، نحاول هنا ان نتصفح صفحات مشرقة من تاريخ هذه المدينة الجميلة الباسلة الشهيدة .

ماذا تعني كلمة (حلبجة – هةلةبجة)؟
بخصوص كلمة (حلبجة):
بادئ ذي بدء علينا ان نعرف بأن الكرد ينطقونها بـ(هةلَةبجة-JALABJA) وهناك آراء عديدة عن أصل هذه الكلمة ، اهم هذه الآراء :-
رأي يقول بأنها تلخيص لكلمتي(عجب جا)الفارسيتين وتعنيان (الموقع المدهش).
رأي آخر يقول انها أتت من (هةلوزةHluzha –الاجاص) لكثرة بساتين الاجاص الموجودة فيها والدليل على صحة هذا الرأي ان القرويين يسمونها بـ(هةلةوجة)الأقرب من(هةلوزة).
(حلبجة) قد تكون اسما مصغرا من الـ(حلب) الواقعة في سوريا و(جه) في اللغة الكردية تستعمل للتصغير.
كان العثمانيون يطلقون اسم (ألبجة قزاسي) على حلبجة وهناك رأي يقول بأنها جاءت من اسم (ألب أرسلان)الأمير السلجوقي الذي مر بحلبجة وسماها (الب جا) وتعني (جا) الموقع، أي موقع ألب أرسلان والب ارسلان هو محمد بن داود الملقب بعضد الدولة والسلطان المعظم الذي حكم من (1033-1072م) وحكم مرو وهراة وارمينية ونيسابور ومدينة السلام والري...
-وردت كلمة حلبجة عند المؤرخين بان (حلة) كانت قرية في شهرزورفي القرن العاشر الهجري وفي البدء كانت كلمتان (حلة -بجى) لكن مع مرور الزمن تلاشت كلمة (جى) وبقيت-حلة- الا ان هذه القرية دمرت ولم تبق في الوجود.
وهناك من يقول انها عمرت على يد (هةلو بةك)وسميت بــ(هةلوجان)، ثم حدثت تغيرات على الكلمة ولصعوبة النطق على السنة الناس اصبحت(هةلةوجة) أو (هةلةبجة).
ومن يقول ان(هةلوخان)الأمير الاردلاني عمر حلبجة وسماها(هةلوجة).
كما ان هناك آراء اخرى، لكنها أقرب الى الاساطير والخرافات لا جدوى من ذكرها، واود ان أشير الى انني استعملت كلمة (عمرّ) بدل من بنى لأن المنطقة كانت آهلة بالسكان منذ قديم الزمن، ولكن ليس على شكل مدينة أو وحدة مدنية ادارية بدليل وجود التلال والهضبات التي كانت قد استعملت كقلاع للدفاع، واكتشاف المقابر القديمة وبقايا العظام والآثار التي يعود تاريخها الى ما قبل الاسلام بقرون طويلة، وهناك دلائل كافية لحدوث معارك طاحنة في المنطقة في عهد الفتوحات الاسلامية، كما لا ينكر وجود حضارة مدنية في المطقة قبل ظهور الاسلام.

حلبجة والتاريخ
مما لا شك فيه ان حلبجة (كمدينة) اسست وبنيت في زمن الاتراك العثمانيين، لكن من هو الذي بني المدينة ومن اسكن فيها اول الامر؟ هذا ما هو مجهول وفي غياهب التاريخ وغير موثوق به ككثير من التاريخ المدون.. نحن بدورنا نعرض على المرء ما جاء من آراء حول تاريخ هذه المدينة بالذات ولا اتجرأ ان اقترب من تاريخ المنطقة لانها قدم التاريخ ومن شأن ذوي الاختصاص :-
يقول المؤرخون بأن عشيرة الجاف هم الذين بنوا المدينة قبيل سنة 1700 م، بعد صراعهم المرير والدامي مع احد أمراء اردلان في جوانرو ويهجرون منطقتهم ويتجهون نحو منطقة شهرزور التي كانت تحت سيطرة البابانيين وبالتحديد يسكنون في منطقة باني خيلان .. في البدء كان عددهم (100عائلة -100 رِةشمال) ثم بدأوا من هناك برحلة الشتاء والصيف من والى جبال وسهول المنطقة. ومن يقول ما بين 1650-1772م اسكنت منطقة حلبجة الحالية (13)عائلة منحدرة من بكوات شيوةكةل وبسبب وجود الينابيع والكهاريز والجداول الكثيرة في المنطقة ولجمال طبيعتها اصبحت المنطقة معمرة وآهلة بالسكان والى الآن بقيت سلالة الـ(13 بيتا)واحفادهم في حلبجة وضواحيها، ويتفق اكثر المصادر على ان حلبجة بنيت كمدينة عام 1650م ومن ثم اوهلت بالسكان رويدا رويدا، وكانت تابعة لناحية كولَ عمر قبل ان تبنى مدينة السليمانية، واصبحت اداريا قضاءً مركزها مدينة حلبجة، وهي من اقدم اقضية العراق، فمنذ 1889 م وهي مركز لقضاء حلبجة وعين(عثمان باشا الجاف) اول قائممقام لها، وكان لـ(بكوات الجاف) الدور المشهود في ادارة العدل والقضاء والتعليم والبلدية والامن في زمن العثمانيين والانكليز .
تحت ضوء التعداد السكاني الذي اجري عام 1922 ظهر بأن عدد سكان حلبجة كان كما يلي :-
مركز القضاء 2300 نسمة، خورمال 19.500 نسمة، بينجوين 22.000 نسمة، وارماوه – دربنديخان 7.000نسمة والمجموع الكلي 50.800 نسمة.. وكانت هذه النواحي والقصبات تابعة لقضاء حلبجة
1- بينجوين الى العام 1959
2- وارماوا – دربنديخان وهي الآن مركز لقضاء
3- ناحة بياره
4- ناحية خورمال
5- سيروان
6- ناحية شهرزور- سيد صادق.
منذ العام 1930 الى 1946 كان عدد بيوت حلبجة لا يتجاوز 470-500 بيتا لذلك كان فيها ثلاث محلات فقط
1- محلة باشا
2- محلة بير محمد
3- محلة كاني عاشقان
ثم بعد ان اسست مشاريع الماء والمجاري والكهرباء في 1940 اوجدت محلة السراي ومن ثم محلة كاني قولكه ومحلة شيخ سمايل.
نظرا لموقعها التجاري المهم والواقع على طريق القوافل التجارية القادمة والعائدة من والى خانقين والموصل وبغداد، من والى باوه، مريوان، كرمانشاه، سنندج وزنجان وتبريز، اتجه صوب المدينة واسكن فيها العديد من العوائل القادمة من المناطق الأخرى .
كان يسكن حلبجة منذ القديم الافخاذ التالية التابعة لعشيرة الجاف (نةورولي كوكويي، شةميران، هاروني، ئيناخي، زةردويي، ئيامي ياروةيس، عةمولة، وةلي، سةداني ) اضافة الى (هةورامي، كاكةيي، الاسياد، الشيوخ) بعدهم اسكنت المنطقة عدة عوائل من (كلهور، تاوكوز، باوايي وغيرهم ).

موقع وجغرافية حلبجة
تقع مدينة حلبجة في جنوب شرق السليمانية، بالتحديد في نهاية تخوم سهل شهرزور الذي يعد من اخصب سهول العالم، لا تبعد عن السليمانية سوى 80 كلم، تطل على هذه المدينة سلاسل جبال هورامان شنروي – بالامبو..
تتمتع حلبجة بجوها المعتدل في اكثر شهور السنة وفي الربيع والخريف تصبح ماوى للسياح. موسم الامطار في حلبجة يمتد من شهر تشرين الثاني الى شهر مايس، كما ان المطر هو العامل الرئيس والمساعد للزراعة فيها وفي سهل شهرزور، اما بعد بناء سد دربنديخان في نهاية الخمسينيات اعيدت نسبة كبيرة من مياه نهر سيروان – ديالى الى سهل شهرزور واصبحت حلبجة شبه جزيرة صغيرة وصارت اراضيها اكثر خصوبة واكثر سيحية. عن جمال الطبيعة في هذه المنطقة لا نقول شيئا، لان شعراءنا الكرد قالوا عنها الكثير وكتابنا وادباؤنا لم يبخلوا عن وصفها بشيء، حيث دون الشهيد شاكر فتاح عن رحلته الى حلبجة في 1934.. (حلبجة ..بوابة هورامان وهي المدينة المعروفة التي اسكنت فيها اكبر عشيرة كردية الا وهي عشيرة الـ(جاف) ظهر فيهم رجال مثل وسمان باشا الجاف ونساء مثل عادلة خانم .. هؤلاء أداروا هذه المنطقة الشاسعة .. في هذه الفترة ظهر هناك رجال عظماء مثل (شيخ عثماني طويلة) والشاعر الكبير (مولوي)و(طاهر بك وسمان باشا )هنا.. الاحظ بان حرية المرأة اكثر من أي منطقة اخرى في كردستان وحلبجة هي طريق التجارة الرئيسية بين العراق وايران).

اهم معالم البناء والعمران سابقا
بعض معالم العمران والبناء في هذه المدينة بقي شاخصا الى الآونة الأخيرة اي الى ما قبل الفاجعة الكيمياوية، بعد هذا اليوم المشؤوم ما بقي مَعلَم من هذه المعالم شاخصا للعيان الا وصلت اليه أيادي الغدر، وما قصف قصف، وما لم يقصف فجر عمدا، من اهم هذه المعالم :-
قصر باشا (وسمان باشا الجاف)المكون من اربعين غرفة مزججة ومغطاة بالمرايا من الداخل وبشبابيكها الملونة وطوابقها وقلاعها وعمارات وشناشيل عادلة خانم وابنائها والحمامات الخاصة بعائلة الباشا والحاشية .. جامع باشا الكبير ومسجد الجامعة، قيصريتا حامد بك و وسمان باشا بنيتا على الطراز البهلوي، بناية السراي القديمة المطلة على محلة كاني عاشقان وهي من صنع العثمانيين، بناية السراي والشرطة الجديدة الواقعة في محلة السراي بنيت عام 1930 وفي العام 1931 بنوا فيها فندقا وكراجا للنقليات وما كان يتجاوز عدد البيوت فيها الـ(500) بيت.
في 1940 وصلت المدينة مولدة للطاقة الكهربائية، كانت تمد جميع البيوت بالتيار الكهربائي وتسمى بـ(عةلة تريك).
بنيت اولى مدرسة فيها عام 1925 وفي 1929 بني اول مستشفى، واول مشروع لايصال مياه الشرب الى البيوت في 1929 كما وصلتها اول سيارة من السليمانية في العام 1924، وفي نفس العام بني مركز الاتصالات (تلكراف خانة)، في 1954 بني مركز لتنقيح التبوغ من عدة طوابق، وفي الخمسينات فتح اول مشروع للمشروبات الغازية (صوده) لصاحبه كمال خفاف ومنها صدرت المشروبات الغازية الى السليمانية والمناطق الاخرى.

موارد الرزق
الزراعة / القمح، الشعير، الشلب، التبغ، السمسم، عباد الشمس، القطن.
الفواكه/ الرمان، العنب، الجوز، التوت، الاجاص، الخوخ، التين وعلى الشكل بساتين .
الحرف اليدوية / صناعة الادوات المنزلية والملابس والمفروشات والسجاجيد.
التجارة/ نظرا لموقعها الستراتيجي كانت نقطة التقاء القوافل التجارية وسوقا للتجارة.
تربية الدواجن والمواشي/ الماعز،الغنم، الابقار، الجاموس، الخيول والتدجين.
الصيد/ بكافة انواعه من الحيوانات البرية والطيوروالاسماك وغيرها.
علك ماء/ يمارس انتاجها الى يومنا الحاضر.
mohamed halabjay غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .