خِطبة وِدِّ النبي (ص)

[محمد محمد البقاش]

[center]خِطْبةُ وِدِّ النَّبيّ(ص)[/center]

ألا أيّها العُشّاق رُجّـــــوا قلوبكـمْ

فَقَدْ تُوِّج المعْشوق حُبّـــا مُـؤبَّـــــــــدا

إذا الشّوْق للمُشْتاق أمْسى بحُرْقــــــةٍ

فلِلّه شــوْقــي ثــمّ شــوْقــي مُحـــمّـــدا

هُوَ الحِبُّ واللهِ حِبّي ولوْعــتـــــــــــــي

فصلّوا على المحْبوب صلّوا تهجُّــدا

أرقُّ علـيــْـنـــــا مــــن ذوينــــا وأرْأَفُ

ملاذٌ وركــــنٌ شــديـدٌ تــصلّـد

وَوِدُّهُ مخطـوبٌ لـِــذي خَــلَــدٍ رَقـــــــى

فـإن يك للرّوح حُبّاً تــخلّـــــــــد

حبيبٌ إذا ما اعْتَلَتْه صَبابــــــــــــــــــــ ةٌ

تــذوّق عِشْقــاً ألــذّ تلـــــــــذُّذا

هـيــامٌ إذا هـــامَ هـــامَ تَلَـطُّـفـــــــــــــاً

ومِنْ وَلَــهٍ أُخـْدودُ دَمْـعٍ تَوَلّـــد

إذا الحُبُّ للوَلْهان قدْ أرْقَأَ الهــوى

ونال الجَوى فالحُبُّ دونك أحْمدا

يسافر في الغيْب نشْوانَ يمْتطــــي

قلوبَ المحبّيـــن حُبّاً مُمَجـَّــــــدا

أيــا كَــلِــفــاً أَسْـكِـنْ فــؤادكَ وِدّه

جَـنـانُــــك إنْ مــا أحـــــبَّ تسـوّد

قلوبٌ كأنّ الغدْر يغْتال حبَّهـــــــا

إذا هيَ لم ترْقَأْ وتؤمنْ فتسعــــد

أحاسيس تسْمو بالطفولة والصبا

وما كائـنٌ إلا بــوُلْـده قـَـدْ فَــــدى

أطلّ الدُّجى فالضِّيـاء محمـّـــــدٌ

وتاجَ الأمــومــة أُمـَّـــهُ قَلّـــــــــد

وليدكِ يا آمنــهْ يعْتلــي العُلـى

يَــئِـطّ له الذِّكـْـر عَــدّا مُعــــــدَّدا

شدا الكَوْنُ فاهْتاجَ المُحِبّونَ وانْتَشَوْا

وفي الْمَلَإ الْأَعْـلى صداهُ تــردّد

على رِسْلكم خَلْفَ الرسول تصَفّفوا

فقائدنا للــذّوْد عـنـّــا تجــلّـــــد

هُوَ الرَّحْمةُ المِهْداةُ قد وَسِعَتْ بريئةً ثمّ زُفَّتْ للرّشاد فـأرْشد

سـلامٌ سـلامٌ يــا شـفـيـعـاً تـشـفعَ

سـلامٌ على مُصْطَفى قدْ تــــــــفرّد

فَراشٌ على النّار حامَ فأحْرَقَـتْـــــهْ

فتــدْفــعنا عــنـْـها وعَــفْـوَه مــدّد

عجنتَ المودّة فاخْتمرتْ لنــــــــا

وطابتْ كـأطـْـيـب طـِيــبٍ كــذا وذا

وجوْهرهُ الطُّهْرُ والنُّبْلُ معْدِنُـــهْ

فـأيَّ سـعــيــدٍ مـن أحـبّ مـحـمّــدا.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

محمد محمد البقاش أديب وشاعر مغربي من طنجة
طنجة في: 02 ديسمبر 2017م الساعة: الواحدة وست وخمسين دقيقة بعد منتصف اليل