العودة إلى عهد تآمر الملكية والفاشية الحزبية بالمغرب

[wald chahid_1]

بوصول حزب الاستعمار"الاستقلال" إلى السلطة في المغرب بواسطة انتخابات مزورة تكون الفاشية المغربية التاريخية قد تآزرت وتآمرت مع الملكية التقليدية وتمكنتا من رئتي المغرب لتزرع فيهما كل أمراض العصر من فقر وتهميش وحقرة وما إلى ذلك من أمثال هذه الصفات التي يعرفها المغاربة جيدا والتي تعيش في واقعهم ولغتهم وقاموسهم منذ تسلطت الملكية على رقابهم وحنتها إلى الأسفل.

وإذا كان المغاربة الحالمين برغيف خبز وقهوة ساخنة وعمل بسيط شريف، والمغاربة الحاملين بوقف مأساة أكل الحوت لأبنائهم في عرض البحر، وأولئك الحالمين أن تتحسن صورتهم عند جيرانهم وعند العالم قد تفاءلوا خيرا بأن تتبدل الحال ذات يوم، فإن ما حدث بعد انتخابات المغرب الأخيرة هو نكسة سوف لن ينسونها في تاريخهم أبدا. فالذي حصل هو تراجع عودة إلى خط الانطلاقة ونقدة البداية، وهو أيضا انتقام وثأر من التململ السياسي الصحيح الذي بدأت تنادي به بعض الأصوات المغربية الشريفة والشجاعة من داخل شرنقة المملكة مثل تغيير الدستور والنظام البالي ومقاطعة الانتخابات التي لن تأتي بالخبز ولن تحسن الصورة عالميا.
لقد كان الأمر في واقع الحال خطير جدا بالنسبة للمؤسستين التقليديتين (المملكة وحزب الاستعمار"الاستقلال")، فعبارات مثل تغيير الدستور والنظام الملكي هي لغة جديدة في على المسرح السياسي المغربي، وفي لغة وعبارات المواطن المغربي البسيط وقد تنتشر مثل الآفة والطاعون السياسي وتقضي على هذا الطابو القائم في عصر غير عصره منذ مئات السنوات.
ولتوجيه ضربة قاضية لإسكات الأصوات المنادية بالتغيير الجوهري عاد الأمر إلى ما قبل عهد الحسن الثاني، وتكرر سيناريو تأمر المملكة الرجعية مع الفاشية الحزبية الذي حدث في عهد محمد الخامس في نهاية الخمسينات ، وهو والذي العهد الذي تميز بالتآمر ضد المغاربة ( إجهاض حلم الاستقلال والجمهورية) وضد الصحراويين ( تصفية جيش تحريرهم) وضد الجزائريين ( غلق الحدود في وجه ثوارهم ومحاولة تصفية واختطاف قيادتهم وتسليمها للفرنسيين بدون تأنيب ضمير).
إن العهد الجديد هو عهد رجعي سيء جدا، فإعطاء الحكم لحزب الاستعمار "الاستقلال" وتمكن أسرة معروفة بفاشيتها ( أل الفاسي) في المغرب خاصة عباس الفاسي(الفاشي) والفهري الفاشي وكل آل الفاشي (الفاسي) الذين تم زرعهم في أوصال ومفاصل المغرب هو دليل على عودة الفاشية بقوة إلى المغرب بعد أن كان الحسن الثاني قد حاول طيلة عهده أن يبعدهم بسبب الخطر الذي يشكلونه على المملكة ومطالبتهم الدائمة بالسلطة.
إن ما يحدث اليوم في المغرب هو تقاسم المصالح بين المؤسسة الملكية والفاشية الحزبية والسبب راجع ببساطة إلى أن العهد القادم الذي يشرئب المغاربة إلى عناقه هو عهد ستخسر فيه المملكة والحزب الفاشي معا مصالحهما الضيقة بسبب معرفة المغاربة العميقة أن هاتين المؤسستين هما اللتان قد احترقتا سياسيا وأحرقتا كل أوراقهما السياسية وانهما هما اللتان قادتا البلد إلى ما هو عليه الآن من حال لا يحسد عليه.
وبهذا يكون المغرب هو البلد الوحيد في العالم الذي تتسلل فيه الرجعية الملكية والفاشية القديمة إلى السلطة بطريقة لم يعلم بها المغاربة، والذين علموا منهم بها وصفوا ما حدث لهم بأوصاف أخرى.