العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-01-2008, 11:04 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي تربية بلا أهداف

[FRAME="13 70"]عملية التربية ليست عملية اعتباطية بل هي عملية منظمة مخططة موجهة تقوم الجهة المنوطة بها سواء كانت جهة رسمية أم غير رسمية . وتقوم هذه الجهة بوضع النقاط الأساسية التي تضمن لها تحقيق الهدف المطلوب ..
وإذا كانت عملية التربية عملية تستهدف تشكيل الفرد في إطار الفلسفة التي تتبناها الدولة بما يحقق لها ما ترجوه من أهداف ، فإن هذه الأهداف لابد أن تكون نابعة من طبيعة حاجات المجتمع ولابد أن تكون واضحة بالشكل الذي يمكن معه تقييم نجاحها من عدمه .
المؤسسات التربوية قد تكون رسمية كالدولة وأجهزتها والإعلام ودور العبادة . وقد تكون غير رسمية كالأسرة والأصدقاء والعلاقات التي تنشأ في إطار غير معلن أو غير مقنن بشكل كاف .
وقديمًا كانت الأهداف التربوية وما تزال تعبر عن الواقع الذي تعيشه الدولة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ، وتعبر عن طبيعة توجهات الجهة المنوطة باتخاذ القرارات .
ففي مصر الفرعونية مثلاً كانت التربية تهدف إلى صنع المواطن الإداري ، لذا أولت لعلوم الكتابة اهتمامًا خاصًا لشغل الأعمال (المكتبية) وهذا يعد من الأسباب الأساسية وراء اتسام النظام الإداري المصري بالبيروقراطية بل وكان الهدف في بعض الأحيان صنع المواطن المتدين بحيث يمكن له تقبل الأفكار المختلفة التي تكرس سيطرة الكهنوت على الحكم على أنها جزء من العبادات .
وفي اليونان كانت مدينة" أسبرطة" تهدف إلى تكوين المواطن العسكري الذي يقوم بمهام التوسع في المملكة اليونانية وكان ذلك له أثره على طريقة اختيار المواطنين الذين يتصدون لهذه المهمة..وعمومًا كانت التنشئة تعتمد على أسلوب قريب من أساليب الدول الشيوعية الاشتراكية في اعتمادها على المعسكرات بشكل كبير وصب المجتمع في قوالب جامدة لا تقبل التغير إلا وفق ما تراه الجهة القائمة باتخاذ القرار .
وفي الجارة لأسبرطة كانت أثينا عاصمة الفلسفة والأدب دولة ديمقراطية أخرجت أفلاطون وسقراط وأرسطو تهدف إلى صناعة المواطن الصالح المتسم بسلوك المعرفة والمدافع عن قيم الحق والخير والعدل والجمال ... وهذا كله انعكس على حالة الفوضى نتيجة الانفلات في الحريات .
وفي الصين والهند كانت التربية دينية صرفة تهدف إلى صنع المواطن الزاهد والذي صبغ بصبغة صوفية تتفق مع طبيعة الرؤية التربوية الخاصة بالدولة ..
***
لم يكن الهدف من هذا كله الاستعراض التاريخي ، وإنما يتبين لنا من هذا أن الأهداف التربوية سواء كانت مقبولة أم غير مقبولة كانت مُعلنة ، ووجود الأهداف على هذه الشاكلة من الوضوح يمكّن من معالجتها ومعرفة مدى صحتها أم خطئها .
وعندما نصل إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية نجد أن التربية – من حيث الأهداف- تفتقد إلى العديد من النقاط والتي تضعفها وتجعلها غير قادرة على تحقيق أهدافها ، ومن أبرز أخطاء التربية في الوطن العربي كما ذكر الدكتور محمود قمبر الأستاذ بجامعة الدوحة :
- تغليب الأيديولوجيا .
- عدم وضوح الأهداف .
- تناقض الأهداف .
- الأهداف الشكلية .
- الأهداف المكررة.
- أهداف لا تضطلع بها المؤسسة التربوية.
وسوف أقوم بإذن الله بعرض عينة من هذه الأخطاء من خلال ما تم رصده مما ورد في مواثيق وزراء التربية والتعليم العرب وقد ذكرها هذا الباحث القطري الفذ .
يضاف إلى ذلك مجموعة أخرى من الأخطاء والتي تعبر عن الرؤية المشوشة تجاه عملية التعليم مثل :
- افتقاد الخطاب السياسي لرؤية واضحة عن العملية التعليمية ومخرجاتها والاكتفاء بأفكار مرسلة .
- عدم وضوح مكانة التربية والتعليم على الخريطة السياسية.
- الفصل شبه التام بين العملية التعليمية من ناحية وانعكاساتها التربوية من ناحية أخرى بسبب عدم وضوح الغرض الأساسي من التعليم .
- ما زالت النظرة إلى الفرد على أنه محور العملية التعليمية مفتقدة .
- عدم اشتراك فئات المجتمع المختلفة في صياغة أهداف التربية والتعليم (مركزية السلطة و اتخاذ القرارات).
- عدم اضطلاع مؤسسات المجتمع المدني بتبني مشروعات بديلة أو تكميلية للعملية التعليمية.

لكن وإذا كنا بصدد الحديث عن هذه السلبيات المتعلقة بالأهداف فإن من الضروري الإشارة إلى أكثر من مشكلة نجدها لدينا في المناهج المصرية :
• في الوقت الذي نجد فيه تعريفًا بالأهداف الوجدانية والمهارية والمعرفية التي على المعلم أن يراعيها على هوامش الصفحات وحواشيها في كتب المدرسة ، فإننا لا نجد هدفًا حقيقيًا يمكن للطالب أن يستفيد منه أي أن الطالب والذي ألف الكتاب من أجله هو نفسه يعاني من انقطاع الصلة بينه وبين المؤلفين.
• عدم وجود هدف فضلاً عن وضوحه في فلسفة التدريس . بمعنى أن الطالب لا يعرف لماذا أدرس هذه المواد ؟وما فائدتها .
فمثلاً إذا كان الهدف من تدريس النحو – كما هو معلن- تغذية الطفل أو الطالب بالحد الأدنى من مقومات الثقافة والهوية فإن القائم بعملية وضع المنهج لا يحقق هذا الربط . بل إننا لا نجد سؤالاً بريئًا :" لماذا نتعلم هذه المادة" على صفحات الكتاب.
• تعدد قنوات الاتصال بين الجهة المتخذة للقرار والجهة التنفيذية وعدم الاتصال المباشر مما يؤدي إلى تعدد الوسائط وهذا ا يجعل نقل المعلومة المتعلقة بالهدف التربوي مشوشة ويجعل استقبالها وتنفيذها ومن ثم معالجتها وتقييمها أمرًا صعبًا .
• التعبير عن الأهداف التفصيلية يتخذ في كثير من الأحيان أشكالاً من عدم الوضوح وهذه شأنها عمل ازدواجية مما ينتج عنه فهم المعلومة بشكل خاطئ .
بمعنى : أن القائم بوضع الاختبار قد يهدف إلى قياس قدرة الطالب على التفكير ، وذلك من خلال سؤال يبدأ بالصيغة "اذكر " ولكن نتيجة عدم وضوح دلالات العبارات المستخدمة في الأسئلة يستخدم الصيغة "ناقش " وبين الصيغتين فارق كبير فالأول يهدف إلى مجرد السرد والثاني يهدف إلى الاستنتاج والتحليل والتفسير.. .إلخ والعديد من القدرات الذهنية المختلفة .
هذا مجرد نموذج يجعلنا نسأل وإذا كانت هذه هي الحالة عند القائمين بالتخطيط للمنهج ومستقبل الدولة ممن يتمتعون بالشهادات العليا والكفاءات الرفيعة .. فكيف يا ترى يكون الواقع التربوي عند القطاع العريض من المجتمع والذي تبلغ نسبة الأمية فيه 27% على الأقل ؟ وللحديث بقية بإذن الله.
[/FRAME]
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 09-01-2008 الساعة 04:37 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل  
غير مقروءة 08-01-2008, 11:22 PM   #2
السمو
" الأصالة هي عنواننا "
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 10,672
إرسال رسالة عبر MSN إلى السمو
إفتراضي

جزاك الله خيراً أخي المشرقي الإسلامي
أكمل الحديث .. فنحن متابعون ..



وشكراً
__________________
الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والأكدار
الشيخ /ابن سعدي
السمو غير متصل  
غير مقروءة 09-01-2008, 12:18 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

[FRAME="13 70"]أشكرك عزيزي السمو على هذه المشاركة اللطيفة وها هو أنذا لا أرفض لك طلبًا وأشكرك لتشجيعي وأرجو أن يكون هذا الكلام فاعلاً على المدى البعيد بإذن الله
[ ولنأت إذًا للمشكلة من جانب قطاع كبير من المجتمع ، فعملية التربية لا تبدأ منذ مولد الطفل الأول ، بل كما يرى "هيدجر" تبدأ من قبل الولاده ، فالمرأة بما تتناوله من أغذية وما تنتهجه من سلوك يؤثر على الطفل بعد الميلاد وقد يكون له دور في التنشئة .
لنسأل أنفسنا : في مجتمعاتنا العربية ما هو غرض الرجل من الزواج ؟ يُفترض أن هذا الأمر معروف جيدًا ومحدد ٌ قبل الزواج .
فالرجل بداهة يعرف أن بالتقاء الجنسين ينتج مولود يسمى الطفل / الطفلة وأن هذا المولود سوف يكبر يومًا ما وتكون له الاحتياجات التي مر بها في صغره .
مشاكل التربية إذًا مردها إلى عدم وجود تصور لمقتضيات عملية النمو وكيفية تحقيق مطالب النمو في المراحل المختلفة.
لنعد للسؤال مرة أخرى : غرض الجنسين من الزواج ما هو ؟ هل هو مجرد الالتقاء الفسيولوجي ؟ أم إشباع الحاجات الوجدانية ؟ أم التناسل مجرد التناسل ؟ أم الأهداف الثلاثة بشكل متكامل ؟
مشكلة الهدف وعلاقته بالتربية أن الأسرة لا تبث في الطفل الصغير أهدافًا حقيقية يسعى إليها ويبني عليها رؤيته للمستقبل .
بمعنى أن الطفل إذا سئل ماذا تريد أن تكون لما تكبر ؟ تكون الإجابة الجاهزة "دكتور" والعقل والمنطق يقتضيان أن الطفل لو كان هذا هو هدفه فعلاً فإنه – من خلال تشجيع الوالدين- يبدأ في الاطلاع على الكتب المناسبة للمرحلة السنية التي هو فيها ويقوم الوالدان إذا كانا ميسورين بتزويده بالمعلومات الطبية الأولية لا سيما فيما يتعلق بالمنهج الدراسي ونحو ذلك .
المشكلة الحقيقية هي أننا لا نفكر في مستقبل الطفل إلا بعد أن يكون على أعتاب المرحلة الثانوية. إنها مشكلة فعلاً أن يكون مستقبل الطفل مهملاً منذ الميلاد حتى هذه المرحلة لأن الميول والاتجاهات تشكل دورًا كبيرًا وعنصرًا فاعلاً في تكوين المستقبل المهني .
المستقبل المهني لابد أن يتحدد وفقًا لقدرات الطفل ومهاراته والذي يجب أن تضطلع به عملي التنشئة هو الآتي :
*غرس القيم والأخلاقيات المناسبة للطفل والتي هي جزء من قيم المجتمع في إطار عملية التطبيع الاجتماعي.
* مراعاة ميول الطفل وقدراته وتشجيعه عليها قدر الإمكان .
* إذا كان الطفل يميل للأعمال اليدوية والحرفية فلابد من تشجيعه عليها وحمايته من النظرة الاجتماعية السيئة وتزويده بالرصيد الثقافي الذي يجعله في منطقة القبول الاجتماعي.
* غرس قيمة العمل في حد ذاتها حتى تكون داعمًا له في رحلة كفاحه المستقبلية .
* إيجاد بدائل مناسبة تتعلق بالمستقبل المهني ومساعدته على تخطي عقبة مشكلة المجموع ونسب القبول بالكليات .
مشكلة أخرى تتعلق بفلسفة الزواج والحياة بوجه عام وهي أن الأسرة وكأنها قد فوجئت بأن الابن قد كبر وبلغ من العمر عقده الثاني وهنا يبدأ الأبوان بالشكوى من تكاليف الحياة والدروس الخصوصية وتكدر سبل العيش ..... وكأنهما لم يكونا يعلمان قبل الزواج أن الفرد سيمر بهذه المرحلة .. ثقافة الإنجاب والتربية ... موضوعنا في الجزء القادم بإذن الله .تحياتي
[/FRAME]
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 09-01-2008 الساعة 06:21 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل  
غير مقروءة 09-01-2008, 07:22 PM   #4
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

بورك هذا القلم وبوركت أخى الكريم المشرقى حفظك الله

ومشكور على تلبية الدعوة بكرم من أخلاقك العالية

حفظكم ربى ... متابعون
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل  
غير مقروءة 20-01-2008, 01:12 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

.. وعذرًا للتأخير



...وكأن الطرفين لا يعلمان أن بالتقائهما يتكون كيان إنساني جديد اسمه الطفل أو الابن وأن هذا الابن سيكبر ويصير فيما بعد شخصًا له متطلباته وحاجاته الاقتصادية والاجتماعية المختلفة .
بعد مرور مدة وجيزة على الزواج تبدأ ماكينة العد لكل ذرة ينفقها الرجل وكل مثقال يدخره ، وتبدأ المعاناة من ضيق ذات اليد والصعوبة في تحصيل المال الكافي للإنفاق على الطفل لا سيما في ظل غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف الحياة من كل النواحي .
والأمر يمتد بالأب لدرجة أن يكون همه الأهم هو توفير أكبر قدر ممكن من الرعاية الاقتصادية والمادية للطفل حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً.
في ظل هذا المناخ : تتآكل الروابط الأسرية ، وقد يكون تحسنها أو تدنيها مرهونًا بالقدرة على التمويل مما يفقد الأب صفته الوجدانية ليستحيل" ممولاً" .
وليس بالضرورة أن يكون ممولاً ناجحًا ،بل إن من الوارد جدًا أن تتحطم الأحلام على صخرة الإنفاق المدرسي فيما يسمى بالدروس الخصوصية. هذه الدروس التي يتعاطاها الفرد بشكل تلقائي آلي قد تثمر فيلتحق الفرد بالكلية التي يريد الالتحاق بها ، وقد يصاب بالفشل وحتى في حالة النجاح والالتحاق بالكلية كالطب أو الهندسة .. قد يفاجأ الفرد بانتكاسة كبرى وهي عدم قدرته على التفاعل الصحيح ورغبته في أن يترك الكلية أو يتحول عنها إلى غيرها .
فشل الطلاب في الالتحاق بالكلية التي كان يحلم بها يعد لدى الأسرة نكسة لا تضاهيها نكسة الخامس من يونيو عام 67 ، وتتردد عبارات أقل ما يقال عنها بأنها سخيفة لا تأتي من إنسان يدرك معنى وجوده في الأرض ، هذه الكلمات مثل :"هذه هي نهاية إنجابنا .. الأبناء أنفقنا عليهم فخذلونا وضيعوا جهدنا " أو :
"وياليت إنفاقنا جاء بنتيجة طيبة ..".
تتزايد الشكاوى – لا سيما إذا كان عدد الأفراد كبيرًا- وكأن نهاية حياة الطالب هي هذه المرحلة الثانوية ويذهب التفكير لإعادة صياغة هدف جديد له بعد أن تجاوز السادسة عشر من عمره .
وقفة مع هذا النموذج المتكرر بشدة في وطننا العزيز وقد يكون كذلك في دول عربية أو دول العالم الثالث الأخرى :
• إذا كان الوالدان يعرفان أن الالتقاء الجسدي بينهما سيترتب عليه وجود كائن يسمى الابن /الابنة : فلماذا لم يأخذا الترتيبات اللازمة لمواجهة هذا الوضع الجديد من خلال تنظيم الإنجاب كل أربع أو خمس سنوات مثلاً ؟
• * وطالما أن الطفل قد صار وجودًا حقيقيًا على أرض الواقع .. فهل لم يعرف الأبوان أنه سيكبر يومًا ما ؟
• هل لم يأخذ الأفراد العبرة مما يرونه حولهم من مشكلات تتعلق بالإنجاب والتكلفة وعدم تحديد هدف للابن بحيث يكون السعي من أجله ؟
• وبما أن الأبوين يبذلان كل هذا الجهد المادي الضخم من أجل شيء قد يتحقق أو لا يتحقق ، فلماذا لا يدخران أموالهما من أجل الإنفاق على ما من شأنه تنمية ميول الابن ؟ لاسيما وأن هذه الميول قد ينشأ عنها ربح اقتصادي كبير .
• المشكلة أن عملية الزواج والإنجاب والتعليم ومن ثم العمل لا تكون معضدة برؤية متكاملة لدور الفرد في الحياة ، بل تكون محدودة في جوانب معينة أكثرها يتجه إلى الراحة والسهولة والرفاهية .. وإن كان هذا هدف مشروع لكن الراحة لا تدرك بالراحة .
يمكن القول بأن الانشغال في هموم الحياة ومشاكلها ينتج عنه عدم انتباه الفرد لطبيعة دوره في الحياة ، والأهداف المنوطة به تحقيقها .
إذا حاولنا الكشف عن أغراض التربية في عالمنا العربي فسنجد أنها تقريبًا تنحصر في نقطتين هما الرفاهية المادية والوجاهة الاجتماعية . هذا وإن كان من حق أي إنسان أن يحلم به إلا أن الوصول إليه لابد أن يراعي جوانب هامة :
• الربح السهل السريع هو أسرع وأسهل طريق للخسارة ، لأن العمل الذي لا يتطلب ميولاً ولا مهارات لا يمكن أن يتميز الفرد فيه بالنضج والخبرة الكافية .
• المهارات والميول والاتجاهات الخاصة بالفرد تلعب دورًا كبيرًا في صقل خبرته بالشيء الذي يميل إليه وحتى وإن كان العمل سهلاً منه تحقيق الرفاهية الاقتصادية والتمايز الاجتماعي فإن الذي لا بد من معرفته هو أن عدم وجود الفرد المؤهل سيؤدي إلى عدم استمراره بشكل كبير في هذا المجال .
الإنسان كائن ميزه الله بالعقل عن سائر الكائنات وإذا فهم الإنسان الحياة على أنها سنون تمضي فحسب فإن رؤيته الكلية للحياة تكون خاطئة وبالتالي يترتب عليها أخطاء جزئية في كل جزئية تتعلق بالتربية مثل :
التوجيه المهني والإرشاد التربوي .
الصحة النفسية .
الخبرة الحياتية .
إن عدم إدراك الإنسان لأهداف حياته ينسحب على الغرض من الإنجاب لاسيما وأن الكثير من المشكلات الاجتماعية ظهرت بسبب هذا العامل ومن هذه المشاكل :
السلطوية الوالدية
الانحراف
تفكك الروابط الأسرية
أين نحن من قول الشاعرالجاهلي حطان بن المعلي :
وإنما أبناؤنا بيننا
أكبادنا تمشي على الأرض ِ
إذا هبت الريح على بعضهم
لامتنعت جفوني عن الغمض
ِ
كما ترى كل الفلسفيات الحديثة في التربية أن الطفل هو محور العملية التربوية وليس الأشياء المحيطة بالطفل ، وهنا ينسحب الحديث إلى نظرية القيم ودورها في صياغة أهداف الإنسان ودورها في التنشئة .. موضوع طويل أرجو أن ألم بأكبر قدر ممكن به .. يرعاكم الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل  
غير مقروءة 21-01-2008, 01:35 AM   #6
هيثم العمري
شاعر الحبّ
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,366
إفتراضي

أخي المشرف الأسلامي أنا شخصيا أنتظر منك البديل المناسب بدون تعقيد تحاياي
هيثم العمري غير متصل  
غير مقروءة 22-01-2008, 10:33 PM   #7
ابو المظفر
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 67
إفتراضي

السلام عليكم ... أخي نحن المعلمون نعتبر أن التعليم رسالة مقدسة وأمانة يجب ان تؤدى بالشكل السليم والصحيح ولكن أين حقوقنا التي من دونها لا نستطيع القيام بواجبنا؟؟؟؟؟؟؟؟
ولا أقصد الجانب المادي فقط ( ربما نحن في فلسطين لا يتوفر لنا ما هو متاح لكم
) مع احترامي لكم
ابو المظفر غير متصل  
غير مقروءة 23-01-2008, 01:07 AM   #8
amouaden1
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 18
Exclamation

.... لقد أفرطنا الكلام عن التربية تائهين في دروبها الغربية التي لا تجد لها طريقا للخروج الى الفضاء الواسع الفسيح . لماذا نحرص على اقحام النظريات الغربية ؟نفسح لها الأبواب على مصراعيها لتوجهنا الى الأهداف والغايات والوسائل والطرائق والأساليب كاليتامى على موائد اللئام .
تربيتنا ليست تربيتهم . لدينا أصول نستند عليها وقواعد , أصول التربية عندنا ثوابت نعض عليها بالنواجد , ليست نظريات بشرية , ولا هي من فلسفات القوم , ولكنها ربانية المصدر الهية التخطيط . فالله الخالق لهذا الكائن الحي شرع له قبل الوجود منهجا ورسم له شرعة للحياة على هذا الكون . فمن تنقصه منا المعرفة في هذا المجال فليتحر الايات في القرآن الكريم , وليسائل أحاديث الرسول العظيم , كيف أنشأت المدرسة الالهية أصحاب الرسالات والعزائم , من الرسل والأنبياء والصلحاء في قومهم , رعتهم ملائكة الرحمن , وجنود الرحمن على الأرض , فماذا نقول عن الاشراف التربوي لرب العباد على نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى اكتمل خلقا وخلقا ؟ وماذا نقول عن الاشراف التربوي للنبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وتكوينهم في مدرسة النبوة فصاروا نجوم الأمة يهتدى بهم ويقتدى .
أتحتاج التربية الربانية الى تدخل مباشر من الكائن البشري العاجز ؟ كيف يتمكن العاجز من تحديد الأهداف وتعيينها ؟ لا يعلم الانسان دقائق حاجته بقدر ما يعلم فاطر السماوات والأرض . ولأجل أهداف رسمها الخالق عز وجل وخطط لها تم خلق الانسان . فالمقاصد الشرعية هي أهداف التربية الاسلامية بل هي عينها لا انفصام بين مفهومها ومقاصدها , ولا بين مسطورها وتطبيقاتها . ولو أننا التزمنا بالمنهاج الرباني في التربية , ولو أننا تأسينا بمنهج المدرسة النبوية , لآحتفظنا بالصرح التربوي العلمي والتقني الذي شيده العلماء المسلمون منذ انشاء الدولة الاسلامية الأولى .
أتى علينا حين من الدهر ونحن نجاري نظريات الغرب في التربية , ونخضع لها أبناءنا
لتجربتها عليهم , ومع ذلك لسنا شيئا مذكورا . نلهث للحاق بركبهم في علوم الدنيا فلا نكاد نخطوا خطوة الا ويبتعدون عنا خطوات. لم يشفع تبنينا ودفاعنا عن نظرياتهم التربوية , والاشهار باعلامها ومدارسها أن تحقق لنا اكتفاء ذاتيا أوكفاية من الكفايات. ولا أحتاج في هذا الرد الموسوم بالسريع في توضيح الواضح , وفضح المكشوف الفاضح .
وحتى أقفل الباب أمام كل من قد يظن أنى أحمل على التربية الغربية أريد التنبيه أن ما ذكر يصب في مجال الأهداف في التربية والتي أجعل منها مقاصد شرعية في التربية الاسلامية. أما حين يتعلق الأمر بالأساليب والطرائق التي نتوسل بها الى تحقيق هذه المقاصد أي الأهداف فالأمر فيه قول آخر. الاسلام لا يمنع من تحر ما لدى غير المسلمين من أساليب ووسائل وطرائق تتحقق بها وتختزل الجهد وتختصر الزمان . فاذا كانت الصناعة قد انتقلت من يد المسلمين بالتفريط والانشغال بالحكم الى وقتنا, فلنا أن نأخذ عنهم التطور الحاصل في مجال العلوم التقنية لتغطية حاجتنا اليها مالم نقدر على تحصيلها بقدراتنا وسواعدنا. ولا ننس أننا مطالبين بتحقيق الكفايات منها والاستغناء عن توريدها من الغرب الذي يستنزف طاقتنا ومواردنا الخامة لاذلالنا واذابتنا.
والخلاصة : لا تجديد في الأصول والثوابت . نعم للتجديد في الأساليب والطرائق والوسائل التي تحقق المقاصد الشرعية بأبعادها وكل عناصرها المعرفية والوجدانية والمهارية في وقت قصير وجهد قليل .
amouaden1 غير متصل  
غير مقروءة 23-01-2008, 02:01 AM   #9
loukbarsa
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2007
المشاركات: 9
إفتراضي

السلام عليكم
loukbarsa غير متصل  
غير مقروءة 23-01-2008, 02:01 AM   #10
loukbarsa
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2007
المشاركات: 9
إفتراضي

السلام عليكم
loukbarsa غير متصل  
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .