العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-10-2007, 01:08 PM   #1
المصابر
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 5,633
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي الإيضاح والتبيين في أن الحكام الطواغيت وجيوشهم كفار على التعيين


الإيضاح والتبيين في أن الحكام الطواغيت وجيوشهم كفار على التعيين

حكم من نصر الكفار على حرب المسلمين وعاونهم على ذلك
[الكاتب: عبد الحكيم حسان]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبعد...

بالنسبة لإجابة السؤال الأول؛

فإن من المعلوم من شريعة الحق وأدلة الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة؛ أن كل من نصر الكفار على حرب المسلمين وعاونهم على ذلك - بيد أو بلسان أو مال - فهو كافر وليس بمسلم، وأنه يحرم على المسلم موالاة أهل الكفر والشرك والردة أينما كانوا، ولا يجوز لمسلم أبدا أن يقاتل المجاهدين أو ينقل أخبارهم إلى أعدائهم من الكفار أو المشركين، ولا يجوز كذلك المعاونة على قتل مسلم - ولو بشطر كلمة - فضلا عما فوق ذلك من عمل.

واعلم أن لفظ "الولاية"؛ مشتق من الولاء وهو الدنو والقرب، والولاية ضد العداوة، والمؤمنون أولياء الرحمن والكافرون أولياء الطاغوت والشيطان، وكل من كان ناصرا لأحد فهو موال له، وموالاة الكفار؛ تعني التقرب إليهم وإظهار الود لهم بالأقوال والأفعال، ونصرتهم على أهل الإسلام والذب عنهم بلسان الرضى.

ويدخل في موالاتهم؛ معاونتهم والتآمر والتخطيط معهم وتنفيذ مخططاتهم والدخول في تنظيماتهم وأحلافهم والتجسس من أجلهم ونقل عورات المسلمين وأسرار الأمة إليهم والقتال في صفهم.

وقد أوجب الله الموالاة بين المؤمنين، وبين أن ذلك من أصول الإيمان ولوازمه، ونهى عن موالاة الكفار والمشركين، وبين أن ذلك منتفٍ في حق المؤمنين، وبين تعالى أن موالاة الكفار ونصرتهم على المسلمين منافية لحقيقة الإيمان.

فأما موالاة المؤمنين فقد ورد فيها قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا...}، إلى قوله تعالى: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)، وقال تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض...}، إلى قوله تعالى: {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم}.

فلابد لصحة الدين وتمامه؛ من الولاء في الله والبراءة فيه أي على أساس دينه وشريعته.

ولذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: (إن أصل الدين وكماله أن يكون الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله والعبادة لله والاستعانة بالله والخوف من الله والرجاء لله والإعطاء لله والمنع لله) [1] اهـ.

وفي وجوب معاداة الكافرين؛ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة...}، إلى قوله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده}، فلا تتم موالاة المؤمنين ولا تصح إلا بمعاداة الكافرين وبغضهم.

وقد قال ابن القيم رحمه الله في بيان هذا المعنى: (لا تصح المولاة إلا بالمعاداة، كما قال تعالى عن إمام الحنفاء المحبين أنه قال لقومه: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}، فلم تصح لخليل الله هذه الموالاة والخلة إلا بتحقيق هذه المعاداة فإنه لا ولاء إلا لله ولا ولاء إلا بالبراءة من كل معبود سواه، قال تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون}، أي جعل هذه الموالاة لله والبراءة لله والبراءة من كل معبود سواه كلمة باقية في عقبه يتوارثها الأنبياء واتباعهم بعضهم عن بعض وهي كلمة لا إله إلا الله وهي التي ورثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة) [2] اهـ.

وقال تعالى: {لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}، وذلك أن ناسا من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود بأخبار المؤمنين ويواصلونهم فيصيبون بذلك من ثمارهم ودنياهم فنهاهم الله عن موالاتهم ومواصلتهم ونصرهم على أهل دينهم من المسلمين.

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}، وفي هذه الآية الكريمة نهي من الله تعالى للمؤمنين عن موالاة الكفار ونصرتهم والاستنصار بهم وتفويض أمورهم إليهم، وأوجب التبري منهم وترك تعظيمهم وإكرامهم، وإنما أمر المؤمنين بعدم موالاة الكافرين ليتميزوا عن المنافقين، إذ كان المنافقون يتولون الكفار ويظهرون إكرامهم وتعظيمهم إذا لقوهم ويظهرون لهم الولاية، فجعل الله تعالى ما أمر به المؤمن في هذه الآية علما وفرقانا يتميز به المؤمن من المنافق، وأخبر أن من لم يفعل ذلك فهو الظالم لنفسه المستحق للعقوبة من ربه [3].

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه...}، إلى قوله: ({يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أوليآء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا}.

وهذا نهي من الله عباده المؤمنين أن يتخلقوا بأخلاق المنافقين الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين فيكونوا مثلهم في ركوب ما نهاهم عنه من موالاة أعدائه، أي لا توالوا الكفار فتؤازروهم من دون أهل ملتكم ودينكم من المؤمنين فتكونوا كمن أوجب له النار من المنافقين، ثم قال جل ثناؤه متوعدا من اتخذ منهم الكافرين أولياء من دون المؤمنين؛ إن هو لم يرتدع عن موالاته وينجر عن مخالته أن يلحقه بأهل ولايتهم من المنافقين الذين أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بأن لهم عذابا أليما.

وقال تعالى عن المنافقين: {ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليهم ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون}، فذم الله تعالى من يتولى الكفار من أهل الكتاب قبلنا وبيَّن أن ذلك ينافي الإيمان، وأن من فعل ذلك فهو من جملة المنافقين المتوعدين بالخلود في جهنم وبئس المصير، وقال تعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا}.

وقال تعالى عن المؤمنين المتقين: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه...}، إلى قوله تعالى: {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}، فقد بين تبارك وتعالى أنه لا يوجد مؤمن يكن المودة لأعداء الله تعالى من الكفار والمشركين، ولو كانوا أقرب قريب له، وذلك لأن مودة الله ومحبته تنافي مودة عدوة، وهما ضدان لا يجتمعان في قلب امرئ مؤمن أبدا.

وهذا دليل واضح على وجوب البراءة من الكفار أيا كان موقعهم وقرابتهم وأن ذلك دليل صحة الإيمان.

وقال تعالى ناصحا عباده المؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}، فنهى في هذه الآية عن موالاة الكفار وإكرامهم، وأمر بإهانتهم وإذلالهم، ونهى عن الاستعانة بهم في أمور المسلمين لما فيه من العز وعلو اليد.

وكذلك كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري؛ ينهاه أن يستعين بأحد من أهل الشرك في كتابته، وتلا قوله تعالى: {لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا}، وقال: (لا تردوهم إلى العز بعد إذ أذلهم الله) [4] اهـ.

وقال تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير}، ومعنى الآية؛ لا تتخذوا أيها المؤمنين الكفار ظهرا وأنصارا توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك {فليس من الله في شيء}، يعني بذلك فقد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر [5].

ويقول الشيح صالح الفوزان: (من مظاهر موالاة الكفار؛ إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم، وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة - نعوذ بالله من ذلك -) [6] اهـ.

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، وهذا نص قرآني محكم بين الله تعالى فيه أن من والى الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ونصرهم على المؤمنين فهو كافر مثلهم ومصيره مصيرهم في الدنيا والآخرة، وفي هذه الآية دلالة على أن الكافر لا يكون وليا للمسلم، لا في التصرف ولا في النصرة.

وتدل أيضاً على وجوب البراءة من الكفار والعداوة لهم، لأن الولاية ضد العداوة، فإذا أمرنا بمعاداة اليهود والنصارى لكفرهم فغيرهم من الكفار بمنزلتهم، وتدل الآية أيضاً على أن الكفر كله ملة واحدة، لقوله تعالى: {بعضهم أولياء بعض} [7].

وقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، أي؛ ومن يتول اليهود والنصارى من دون المؤمنين فإنه منهم، فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتول متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه وإن زعم أنه مخالف لهم في الدين، فهو بدلالة الحال منهم لدلالتها على كمال الموافقة [8].

قال ابن حزم: (صح أن قوله تعالى: { وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؛ إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) [9].

قال القرطبي رحمه الله: (قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم}؛ أي يعضدهم على المسلمين، {فإنه منهم}؛ بيَّن تعالى أن حكمه كحكمهم، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة...) إلى آخر قوله رحمه الله [10].
__________________

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم
كفر من لم يكفّر الكافر والمشرك
أعيرونا مدافعكم اليوم لا مدامعكم .تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية
المصابر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-10-2007, 01:09 PM   #2
المصابر
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 5,633
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}، وظاهر هذه الآية أنها خطاب لجميع المؤمنين كافة، وهي باقية الحكم إلى يوم القيامة في قطع الولاية بين المؤمنين والكافرين.

وقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}.

قال ابن عباس: (هو مشرك مثلهم، لأن من رضي بالشرك فهو مشرك) [11] اهـ.

وقال ابن حزم رحمه الله في كلامه عن وجوب الهجرة من دار الكفر: (من لحق بدار الكفر والحرب مختارا، محاربا لمن يليه من المسلمين، فهو بهذا الفعل مرتد، له أحكام المرتدين من وجوب القتل عليه متى قدر عليه، ومن إباحة ماله وانفساح نكاحه...)، إلى أن قال: (وكذلك من سكن بأرض الهند والسند والترك والسودان والروم من المسلمين؛ فإن كان لا يقدر على الخروج من هنالك لثقل ظهر أو لقلة مال أو لضعف جسم أو لامتناع طريق فهو معذور، فإن كان هنالك محاربا للمسلمين معينا للكفار بخدمة أو كتابة فهو كافر) [12] اهـ.

وقال ابن حجر رحمه الله في شرح حديث ابن عمر مرفوعا: (إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم) [13]: (ويُستفاد من هذا مشروعية الهرب من الكفار ومن الظلمة، لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلى التهلكة، هذا إذا لم يعنهم ولم يرض بأفعالهم، فإن أعان أو رضي فهم منهم) [14] اهـ.

وقال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}: (قال علماؤنا: فالفتنة إذا عمت هلك الكل، وذلك عن ظهور المعاصي وانتشار المنكر وعدم التغيير...)، إلى قوله: (إن الناس إذا تظاهروا بالمنكر؛ فمن الفرض على كل من رآه أن يغيره، فإذا سُكت عليه فكلهم عاص، هذا بفعله وهذا برضاه، وقد جعل الله في حكمه وحكمته الراضي بمنزلة الفاعل فانتظم في العقوبة) [15] اهـ.

وقد ذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ضمن نواقض الإسلام التي يكفر بها المسلم: (مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، لقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم) [16] اهـ.

وقال تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}، ومعنى قوله تعالى: {إنكم إذا مثلهم}؛ يعني إن جالستم من يكفر بآيات الله ويُستهزأ بها وأنتم تسمعون فأنتم مثلهم، يعني فإن لم تقوموا عنهم في تلك الحال مثلهم في فعله، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويُستهزأ بها كما عصوه باستهزائهم بآيات الله، فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتوا منها، فأنتم إذا مثلهم في ركوب معصية الله وإتيانكم ما نهاكم الله عنه [17].

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يُكفر فيه بآيات الله ويُستهزأ بها ويتنقص بها وأقررتموهم على ذلك؛ فقد شاركتموهم في الذي هم فيه، فلهذا قال تعالى: {إنكم إذا مثلهم}...)، إلى قوله رحمه الله: (وقوله: {إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا} أي كما أشركوهم في الكفر كذلك يشارك الله بينهم في الخلود في نار جهنم أبدا ويجمع بينهم في دار العقوبة والنكال والقيود والأغلال وشراب الحميم والغسلين لا الزلال) [18] اهـ.

وقال تعالى: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم} [19]، فقد بيَّن تعالى أن سبب ردتهم عن الإسلام وخروجهم عن الدين هو أنهم قالوا للكفار الكارهين ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الأمر، فإذا كان من قال ذلك للكفار ولم يوالهم في الواقع؛ كان مرتدا، فكيف من والاهم ونصرهم على المسلمين ودخل في أحلافهم ونفذ مخططاتهم؛ فهو أولى أن يكون كافرا مرتدا مستحقا للعقوبة في الدنيا والآخرة.

وقال ابن حزم رحمه الله: (وقد قال عز وجل: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم ا لهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}؛ فجعلهم تعالى مرتدين كفارا بعد علمهم الحق وبعد أن تبين لهم الهدى، بقولهم للكفار ما قالوا فقط، وأخبرنا تعالى أنه يعرف أسرارهم، وأخبرنا تعالى أنه قد أحبط أعمالهم بإتباعهم ما أسخطه وكراهيتهم رضوانه) [20] اهـ.

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله: (فأخبر تعالى أن سبب ما جرى عليهم من الردة وتسويل الشيطان وإملائه لهم، هو قولهم للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر، فإذا كان من وعد المشركين الكارهين لما أنزل الله بطاعتهم في بعض الأمر كافرا وإن لم يفعل ما وعدهم به، فكيف بمن وافق المشركين الكارهين لما أنزل الله من الأمر بعبادته وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه من الأنداد والطواغيت والأموات وأظهر أنهم على هدى وأن أهل التوحيد مخطئون في قتالهم، فهؤلاء أولى بالردة من أولئك الذين وعدوا المشركين بطاعتهم في بعض الأمر) [21] اهـ.

وقريب من معنى الآية السابقة قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون}؛ ففي هذه الآية ببيان جلي بأن وعد المشركين في السر بالدخول معهم في أحلافهم ونصرهم والخروج معهم نفاقا وكفرا، وإن كان هذا الوعد كذبا وتمويها لا حقيقة له، فكيف بمن وعد الكفار بالدخول معهم ونصرهم صادقا ليس بكاذب؟ فكيف بمن نصرهم فعلا وصار من جملتهم وأعانهم بالمال والرأي والعتاد؟ أليس هذا أشد حالا وأسوأ حكما ومآلا من المنافقين المذكورين في الآية ممن وعدهم فقط؟

وقد سُئل ابن يتيمة رحمه الله عمن يتعمد قتل المسلم بسبب دينه؟ فأجاب رحمه الله: (أما إذا قتله على دين الإسلام مثل ما يقاتل النصراني المسلمين على دينهم، فهذا كافر شر من الكافر المعاهد، فإن هذا كافر محارب بمنزلة الكفار الذين يقاتلون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهؤلاء مخلدون في جهنم كتخليد غيرهم من الكفار، وأما إذا قتله قتلا محرما لعداوة أو مال أو خصومة ونحو ذلك؛ فهذا من الكبائر، ولا يكفر بمجرد ذلك عند أهل السنة والجماعة، وإنما يُكفِّر بمثل هذا الخوارج) [22] اهـ.

هذا وقد أجمع علماء الإسلام؛ على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم.

ومن كل ما سبق؛ يتبين أن من عاون الكفار وظاهرهم على المؤمنين أو كان معهم في حربهم لأهل الإسلام، أو نقل إليهم أسرارهم وتسبب في ضررهم بذلك، أو قتل المجاهدين بسبب دينهم وحرض على قتلهم بسبب جهادهم؛ أنه كافر مرتد، يقاتل قتال أهل الكفر الذين والاهم ونصرهم وحكمه حكمهم.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] راجع الدرر السنية: 7/109.

[2] الجواب الكافي: 213، راجع الدرر السنية جزء الجهاد: 93.

[3] راجع أحكام القرآن للجصاص: 4/278.

[4] راجع أحكام القرآن للجصاص: 4/293.

[5] راجع: تفسير الطبري: 6/313، تفسير القرطبي: 4/57، تفسير ابن كثير: 1/358، تفسير أبي السعود: 2/23.

[6] الولاء والبراء في الإسلام للشيخ صالح الفوزان: 9.

[7] راجع أحكام القرآن للجصاص: 4/99.

[8] راجع تفسير الطبري، 6/276 - 277، محاسن التأويل للقاسمي: 6/240.

[9] المحلى لابن حزم: 11/138، راجع مجموع الفتاوى: 7/193 - 194.

[10] تفسير القرطبي: 6/217، راجع الرسالة الحادية عشرة من مجموعة التوحيد: 338.

[11] راجع: تفسير القرطبي ج 8/93 - 94، تفسير ابن كثير: 2/343، تفسير أبي السعود: 4/54، فتح القدير للشوكاني: 2/346.

[12] المحلى لابن حزم: 11/200.

[13] رواه البخاري في صحيحه، كتاب الفتن، باب إذا أنزل الله بقوم عذابا، والحديث في الصحيح برقم 7108.

[14] فتح الباري: 13/61.

[15] تفسير القرطبي: 7/374 - 375، وراجع أحكام القرآن لابن العربي: 2/847.

[16] مـجموعة التوحيد: 33، راجع الدفاع عن أهل السنة والاتباع للـشـيـخ حمد بن عتيق النجدي: 31 - 32.

[17] راجع تفسير الطبري: 9/320 - 322.

[18] تفسير ابن كثير: 1/566 - 567. ط دار المعرفة بيروت.

[19] مجموع الفتاوى: 28/190 - 193، والآية من سورة محمد: 25 - 26.

[20] راجع الفصل في الملل: 3/122، راجع: تفسير الطبري: 26/58 - 60، تفسير ابن كثير: 4/181، فتح القدير للشوكاني: 5/39.

[21] الرسالة الحادية عشرة من مجموعة التوحيد: 346 - 347.

[22] مجموع الفتاوى: 34/136 - 137.
__________________

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم
كفر من لم يكفّر الكافر والمشرك
أعيرونا مدافعكم اليوم لا مدامعكم .تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية
المصابر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-10-2007, 04:32 PM   #3
الشيخ
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 1998
الإقامة: دزاير مون امور
المشاركات: 6,126
إفتراضي

و ماذا لو جئتنا بحكم الاسلام فيمن قتل مسلما او اعان على قتله ...او لتوضيح اكثر حكم الاسلام في من اعلن الجهاد في بلاد المسلمين ضد المسلمين ؟
__________________
فعلم ما استطعت لعل جيلا . . . سيأتي يحدث العجب العجاب
إنهم أطفالنا إن شاء الله





http://mo3takal.blogspot.com/ قيد الانشاء

لذكرى السنونو المهاجر http://www.echaikh.7p.com
الشيخ غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-10-2007, 04:49 PM   #4
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

ناقل مغوار .... مثلى

لكن طلبت تغيير كاتب مغوار لأنى لا أرى انى استحقه

فطلبت تغييره
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .