العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-11-2009, 01:46 PM   #1
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,419
إفتراضي لماذا نهبت المتاحف وحرقت المكتبات وقتل الاكاديميون في العراق؟

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه،،


التطهير الثقافي في العراق: لماذا نهبت المتاحف وحرقت المكتبات وقتل الاكاديميون؟ أول سجل 'رسمي' عن الحرب على الهوية العراقية ومحو الذاكرة وخلق عراق جديد حسب المعايير الانكلو- أمريكية




30
/11/2009




اشعر بالسعادة ان نسخة هذا الكتاب العربية' التطهير الثقافي في العراق: لماذا نهبت المتاحف، وحرقت المكتبات وقتل الاكاديميون' ستصدر عن دار 'الشروق' في القاهرة وبنفس الوقت مع صدور النسخة الانكليزية الصادرة عن 'بلوتو برس'. فسيكون بمقدور القارئ العربي الاطلاع على معالم الحرب الثقافية التي شنتها امريكا على العراق باسم الاطاحة بنظام ديكتاتوري وبناء 'عراق جديد'، فهذا الكتاب اول محاولة جادة واكاديمية للبحث في ملامح الدمار الانساني والثقافي على العراق والناجم عن الغزو الانكلو- امريكي للعراق. وما يثير السعادة ان المشاركين في الكتاب ومحرريه اكاديميين من اصحاب الباع بالبحث الاكاديمي في مجالاتهم. وأهمية الكتاب انه اول دراسة علمية للنهب والقتل وسلب العراق من تاريخه ـ ماضيه، وثقافته ومحو ذاكرته وهويته القومية واحلالها بهويات اقليمية وطائفية وعرقية. ويقوم الكتاب على افتراض ان المحو ـ النهب- الحرق- والقتل ـ والتفكيك تمثل حربا لا تقل اهمية عن عمليات 'الصدمة والترويع' فلا زلنا نذكر اليوم الذي سقطت فيه بغداد - العاصمة العراقية وانهيار النظام العراقي الذي كان يتزعمه الرئيس صدام حسين، وما زلنا نحمل في ذاكرتنا صور الحرائق والنهب المنظم لمؤسسات الدولة من متاحف ومكتبات ودور الارشيف القومي وسجلات تاريخ الدولة الحديثة في العراق وتشتت ملايين العراقيين من ابناء الطبقة المتعلمة الذين كانت الدولة تقوم بهم وتعتمد عليهم. وما زلنا نذكر تصريحات وزير الدفاع الامريكي دونالد رمسفيلد ان الحرية عادة ما تتسم بالفوضى. كما شاهدنا وقوف المحتل متفرجا امام النهابين والراقصين في الشمال وهم يرمون دنانير صدام في الهواء الطلق، وموقف جيش المحتل امام نهب الذاكرة الوطنية والتاريخ وتواطئه بطريقة او بأخرى مع عمليات الدمار التي حلت بالعراق، بنية وثقافة وتاريخاً وبشرا.
خلق وليس بناء
لكننا لم نقرأ القصة الحقيقية وراء ما حدث وتجليات وبعد المشروع الامريكي في العراق ' الجديد' فهذا العراق الجديد الذي اريد له ان 'يخلق' ولا ' يبنى او يتشكل' بحسب تصريحات الصحافي الامريكي توماس فريدمان كان لا بد من ان يعاد الى الخلق الاول والبداية وتنظيف 'اللوح' من كل ما عليه كي تولد الدولة الجديدة ومن اجل هذا كان لا بد من قتل العقول او تجفيفها وحرق المكتبات وسرقة السجلات الوطنية، واعداد القوائم المرشحة للقتل او الاستفزاز اي اعادة العراق الى عام الصفر اذا استعدنا ما اراد بول بوت تحقيقه في كمبوديا وانتهى لبناء وطن من الجماجم. ما يثير بما حدث في العراق اننا في ازاء حدث فصوله لم تكن كما يطلق عليها في مصطلحات الحرب ' قتل غير مباشر' بل كان نتيجة لتخطيط وعمل ودوافع مبيتة لتجريد البلد من ذاكرته. وكل خطوة من الخطوات التي رافقت سقوط العراق بيد الامريكيين وحلفائهم البريطانيين تشير الى عملية مخططة لتحقيق تطهير ثقافي يقف على قدم وساق امام مشاريع اخرى تمت في مناطق اخرى من العالم مثل البوسنة وفلسطين. اضافة للكشف عن ملامح المشروع الامريكي التطهيري والطامح لمحو الذاكرة العراقية والمساهمة بسرقتها واستبدالها بهوية اخرى قابلة للقولبة والتعامل معها ضمن المتطلبات الامريكية والاسرائيلية يشير الكتاب او المشاركون فيه الى الثمن الباهظ الذي دفعه العراق، بشريا وثقافيا والقصة في تلافيفها محزنة وتقطع 'نياط القلب' اذ اننا امام مشروع عمل على شرعنة التدمير المنظم لكل ما يشير الى هوية البلد وتاريخه حيث تشير واحدة من اوراق الكتاب الى ان التاريخ الحديث لم يشهد اي تدمير لمشاهده التاريخية مثلما حدث للعراق. ولم يطل الدمار فقط المشاهد التاريخية واثار الحضارات القديمة بل وشمل التراث الاسلامي والمخطوطات ودور الكتب اضافة لدارات الفنون وشمل التطهير الجامعات ومؤسسات التعليم وما تبعه من ملاحقه للاكاديميين.
بريمر و 99 قرار تطهير
ويرى الباحثون ان كل القرارات التي اتخذها الحاكم المدني بول بريمر من القرار الاول الى القرار 99 تصب باتجاه تجريد العراق من هويته وتهميش دوره في المنطقة كحارس للقومية العربية ومنافح عن القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين. فايديولوجية المحافظين الجدد ارادات باحتلالها للعراق تحقيق امرين الاول تأكيد هيمنة امريكا العالمية وسيطرتها على مصادر العراق الطبيعية، والامر الاخر تحرير اسرائيل من عدو تقليدي وشطبه من معادلة القوة بالمنطقة. وكان المحافظون الجدد يرغبون في تحقيق هذا عبر بناء نظام مستسلم للقوة الامريكية. في فصول الكتاب العشرة قصة التطهير الثقافي ومأساة الاكاديميين العراقيين التي تسجل بتفصيل اوسع من خلال محاولة البحث عن القوى التي اسهمت بطريقة او باخرى اما بتسهيل عمل العصابات المحترفة التي قامت بنهب التراث العراقي او بملاحقة الاكاديميين العراقيين وبالتالي تجفيف منابع العلم والثقافة. ويكتب الباحثون عن مسؤولية الاحتلال عن هذا الدمار سواء بالوقوف متفرجا امام الفوضى او بالمساهمة في التدمير من خلال تشويه المعالم الاثرية التي احتفظ بها العراق ونجت من كل الكوارث التي حلت على بلاد الرافدين مثل بنائه القواعد العسكرية في المعالم الاثرية كما حدث في بابل واور ونينوى. من الشائع في الكتابات الشعبية ان معظم النهب والفوضى حدث في الايام الاولى من سقوط النظام لكن المحو للتاريخ استمر وعلى مدى خمسة اعوام من الاحتلال حيث اسهمت سياسات المحتل بهذه العملية، فقد تم التعامل مع التدمير كعلامة ايجابية لانها تمنح سدنة العراق الجديد الفرصة البداية من جديد. وما يهم في هذا الكتاب انه يتعامل مع عملية النهب والمحو كفعل حرب فعلى الرغم من فداحة الخسارة الانسانية والتهجير للملايين من ابناء العراق، الا ان عملية تجريد البلد من هويته وتاريخه تمثل خسارة كبيرة لان العراقيين ايا ما كانت جذورهم العرقية واصولهم ظلوا يتعاملون مع الاثار القديمة والرموز التاريخية باعتبارها صورة عن هويتهم، ايا كانت اصولهم عربية او كردية، سنية او شيعية، مسيحية ام مسلمة. الساخر والتراجيدي في الملهاة العراقية المعاصرة ان المشاركين في جريمة اغتيال الهوية العراقية كثر لكنها مسجلة باسم مجهول. في البداية كانت الرواية الرسمية تشير الى ان البعثيين هم من قاموا بالنهب وان عناصر داخلية من موظفين في المؤسسات التي حرقت او نهبت هي من قامت بالافعال. وهو ما لم تثبت صحته فيما بعد. كما وتم اسكات كل الاصوات التي عانت سنوات الحصار وظلت باقية بالعراق على الرغم من الظروف التي عاشوها فيما تم تأكيد الراوية الغربية ومن تحالف معها.
حتى ضريح الجندي المجهول لم يسلم من الاحتقار.
وفي اطار اخر فان كل السياسات التي مورست من قبل الاحتلال كانت حرباً داخلية في مجال التطهير الثقافي ان كان هذا ببناء قواعد عسكرية على بقايا الحضارات القديمة في بلاد الرافدين او بالتهاون بقيمة الثقافة كما شوهد من موقف الجنود الامريكيين الذي اتخذوا من ضريح الجندي المجهول موقفا لدباباتهم وعلقوا على اسماء الجنود الذين قتلوا في الحرب العراقية ـ الايرانية ملصقات واوارق حول نشاطاتهم اليومية. ايّاً كان تبرير المحتل لما حدث فان فشله في حماية التراث العراقي يدخل ضمن عملية التطهير الثقافي فما حدث لم يكن خطأ بالسياسة ولكنه كان فشلا في السياسة نفسها وحربا كما تظهر ورقة الباحثة زينب البحراني. فالمحافظون الجدد الذين كانوا متسرعين كي يلحظوا مخاض الحرية وولادتها بالعراق الجديد كما صرح رمسفيلد لم يلتفتوا لمطالب حماية التراث الوطني العراقي، بل واسهموا في اطار اخر لخصخصة النهب، فعلى الرغم من ان نهبا عاما شارك فيه الناس والرعاع ممن استغلوا فرصة فراغ السلطة الا ان الاشارات تدل على وجود عصابات منظمة كانت تعرف ما تريد وقامت بسرقة قطع ومحفوظات ومخطوطات في المتحف العراقي ودار المخطوطات والمكتبة الوطنية. فيما تم نقل الارشيف الوطني من قبل الامريكيين والذي يحتوي على اكثر من مليون وثيقة، اضافة الى قيام كنعان مكية بوضع يده على سجلات حزب البعث التي نقلها الى المنطقة الخضراء ومن ثم الى امريكا حيث صارت جزءا مما اطلق عليه 'الذاكرة العراقية'. وما زالت هناك معركة قائمة حول حق هذه المؤسسة في هذه الوثائق فيما لم يعد الامريكيون السجلات التي اخذوها على الرغم من تأكيدهم انها ستعود حالما سمحت الظروف لذلك. وتفصل ورقة نبيل التكريتي، عن نحر وتكسير الذاكرة العراقية صورة عن ملامح الدمار الذي تم على مجموعات التراث والضرر الذي اصاب دور المخطوطات والوثائق التاريخية وانه بمحوها او تدميرها تم تدمير الذاكرة الجماعية العراقية.
القوى المستفيدة من تطهير العقل العراقي
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-11-2009, 01:56 PM   #2
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,419
إفتراضي

يكشف الكتاب عن القوى التي حاولت الاستفادة من التراث الذي صار مشاعا ففي حكاية دار المخطوطات التي تم انقاذ معظم مخطوطاتها ووضعها في ملجأ محصن وفي حاويات محمية حاولت جماعات وضع اليد عليها وتصويرها الا ان المعارضة القوية ادت الى نجاتها على الاقل في الوضع الحالي لانه لا يعرف ان كانت ظروف الجو في الملجأ مناسبة. من المثير ان امريكا التي تنفق يوميا على جهود الحرب بالعراق مليار دولار امريكي لم تعبر عن استعداد لتوفير مبلغ مليون دولار للمساهمة بحماية التراث. مع ان الولايات المتحدة وفرت في مرحلة لاحقة بعض المال من اجل تدريب العراقيين على ادارة متاحفهم والحفاظ على تراث الا ان الساخر في الامر هو انه جاء من دولة مسؤولة عن محو هويتهم. لم يخسر فقط العراقيون اكثر تراثهم القديم والاسلامي ومجموعاتهم من الكتب والمخطوطات والسجلات العثمانية والفترة الهاشمية بل ان عمليات عسكرة الفضاء الحضري تسهم في قتل تراثهم من مثل الكتل الاسمنتية التي تقوم بالقضاء على التنوع وتأكيد الهويات الطائفية فمن من 200 حي من احياء بغداد تحولت 25 منها الى احياء متجانسة، سنية او شيعية خالصة. كما ان بناء سفارة امريكية عملاقة في قلب بغداد والمشاريع التحديثية التي تتحدث عنها الحكومة العراقية لقصبات مدن تاريخية ستؤدي لمحو تراث وطرائق حياة متعارف عليها منذ قرون، كما ان عملية زيادة القوات الامريكية في عام 2007 والتي هدف منها تحقيق الامن ببغداد الا انها ادت لتحويل العاصمة الى غيتوهات طائفية واسهمت في النهاية لقتل الحس الجامع بين العراقيين وكونهم ينتمون الى هوية عراقية تتجاوز كل التقسيمات الطائفية.
ملاحقة الطاقات والكفاءات العلمية
من بين السياسات الاكثر همجمية وفظاعة كانت سياسة اجتثاث البعث التي ادت الى حرمان قطاع واسع من الحرفيين والمؤهلين والكفاءات من وظائفهم وادت بالنهاية الى الاستهداف المنظم للعقول العراقية التي تمت من خلال استراتيجيتين الاولى: القتل المستهدف والثانية: الاعتقال والتعذيب اضافة الى الترهيب والتخويف الذي قاد الى هروب العديد من العلماء من العراق ليواجهوا مصيرا قاتما حيث اصبح الكثير منهم عمالا سخرة، يبيعون الخضار ويسوقون السيارات من اجل النجاة في وضع جديد. ويلاحق الباحث ديريك اندريانسين ملاحقة طبقة الانتلجنسيا والمثقفين ويدرس حالات من النهب التي تمت والقتل المستهدف كما حدث في كلية طب اسنان بغداد ومسؤولية الاحتلال. ويرى الباحث ان شعار اجتثاث البعث لم يكن الا شعارا لتدمير وقتل المثقفين وحرق السجلات وتدمير الدولة الوطنية العراقية': سجلاتها دوائرها اعلامها ومؤسساتها، ممتلكاتها،قوانينها ونظامها القضائي والتدمير هنا لم يكن اثراً للحرب بل نتيجة لسياسة مدبرة ومخطط لها قبل الغزو. . فيما يدرس كل من ماكس فوللر واندريانسن فكرة تنظيف اللوح كطريقة للبداية من نقطة الصفر والعملية التي جرت من خلالها تطهير المثقفين وابعادهم عن النظام التعليمي واجبارهم على الهرب ان لم يقتلوا ومداهمة ونهب المؤسسات التعليمي. وفي محاولة لمعرفة القاتل او الفاعل لملاحقة الاكاديميين فان العديد من التحقيقات التي وعدت بها الحكومة العراقية لم يعلن عن نتائجها فيما لم يتم القبض على المشتبه بهم. ويعتقد الباحثان انه ايا كانت هوية المتهمين: الميليشيات وايران واسرائيل وقوات الاحتلال والحكومة الا ان الامر يدخل ضمن سياسة عبر عنها اندرو اردمان، المستشار الامريكي الكبير لوزارة التعليم العالي العراقية الذي آمن بضرورة تنظيف اللوح كشرط لبداية جديدة للدولة الجديدة يتم فيها قطع صلتها بالماضي 'النظام السابق' وهذا الانفصام يظل ضروريا وان كان رمزيا حسب المسؤول من اجل بناء نظام تعليمي على الرغم من انجازات وتاريخ النظام التعليمي العراقي. ويعني مدخل اردمان ان تاريخ العراق يحتاج الى اعادة كتابة ومن منظور المنتصرين، اي من زاوية مؤيدة لامريكا. ومن هنا كانت هناك ضرورة لاجراء انتخابات في الجامعات واستبعاد المحسوبين او ممن يتهمون بالبعثية من مراكز القرار في مؤسسات التعليم العالي. وهنا فان دور الاحتلال لم يكن بمحاولاته اعادة كتابة التاريخ بل ببنائه الجدار الذي حصن الجماعات التي مارست القتل واستهدفت عقول العراقيين والكفاءات التي يحتاج اليها البلد. ففي حالة مثلا يشار فيها الى ان معتقل الجادرية الذي قيل ان القوات الامريكية عثرت عليه بالصدفة عام 2005 ووجدت فيه معتقلين منهم اكاديميون يقال ان قوات الاحتلال كانت تعرف بوجوده وبنشاط الجماعات الذي تديره. وضمن هذا الفهم تمكن قراءة ورقة فيليب مارفليت 'تطهير العقول العراقية' التي ناقش فيها من ضمن ما ناقش الاساليب التي استخدمت لتنظيف العراق من كفاءاته كما علق اكاديمي عراقي في عمان، ومنها خيار السلفادور والعودة بالعراق الى عام الصفر.
تسييق التطهير
يقدم كتاب التطهير الثقافي عرضا مكثفا لأزمة العراق التي نجمت بسبب الاحتلال ويحاول تسييق الكارثة الثقافية العراقية من خلال مقارنتها بسياق تطهير ومحو تاريخي وهوية في فلسطين والبوسنة ففي كلتا الحالتين لم يسلم الموتى من المحو. وفي حالة العراق لم تسلم الاضرحة والتكايا والمدارس فيما تحولت المقابر العراقية الى مناحات دائمة ينعق فيها الغراب ليل نهار. ويؤكد الكتاب في ثناياه ان المحو الثقافي استخدم في كل عصور التاريخ كوسيلة للهيمنة ويتخذ المحو عدة اساليب منها تدمير المعالم والرموز التاريخية ومحو اللغات والكلمات، وقتل الجماعات وشطب الذاكرة الجماعية وهوية الجماعات. وفي حالة فلسطين والبوسنة يتم الشطب من خلال محو كل الاثار والادلة على وجود هذه الجماعة او تلك وفي حالة الابقاء على دليل تاريخ تتم قولبته من اجل تأكيد الاستمرارية التاريخية ـ كما يتم في فلسطين من تقسيم للحرم الابراهيمي ومصادرة المقامات الاسلامية وختمها بهوية جديدة هي الهوية اليهودية كما في مقام يوسف بنابلس ومقام راحيل ببيت لحم. في السياق العراقي فان الهوية العربية، لغة وتاريخا، والاسلام متجذران في الوعي العراقي ومن الصعب على اي جهة اقتلاعهما على الرغم من ان عددا من منظري المحافظين الجدد اعتقدوا بسذاجة ومنذ بداية الغزو امكانية تحويل العراق الى ارض خصبة للتبشير المسيحي. ويعتقد غلين اي بيري في دراسته المقارنة لعملية التطهير الثقافي ان الغزو عمل على المدى القريب على زعزعة الهوية القومية العربية للعراق من خلال تأجيج النزعات الطائفية وقد ينجح الغزو لفترة لكن استراتيجيته باستهداف تاريخ العراق ما قبل الاسلام ستترك آثارها السلبية. ومع ذلك يظل الغزو يحمل مخاطره التقسيمية خاصة على التنوع الثقافي العراقي وخطره على الاقليات كما تشير ورقة مختار لاماني الذي يرى ان اختفاء الاقليات فيه ليس خسارة له اي العراق ولكن للانسانية. مقاربات الكتاب مهمة من المقدمة الى ورقة بيري والبحراني التي تحاول فيها مواجهة مقولات انثروبولوجية باعتبارها استعمارية وغيرها من الاوراق ولكن ورقة عباس الحسيني على الرغم من اهميتها من ناحية سردها لمعالم التدمير ركزت كثيرا على الدمار الذي تم قبل الغزو وغير ذلك.
هدى صالح عماش
وفي النهاية وبعد هذه الرحلة المأساوية لتطهير العراق من ثقافته اتوقف مع شهادة عن حالة هدى صالح عماش المعروفة لدى الامريكيين بدكتور انثراكس والتي كانت على قائمة المطلوبين (رقم 53) ووصفها بيان امريكي بالعضو في القيادة القطرية والمسؤولة عن ابحاث اسلحة الدمار الشامل، واعتقلت في اذار(مارس) 2004. ويرى اندرو دواينيل، صاحب دار نشر ان عماش لم يكن لها علاقة بانتاج اسلحة الدمار الشامل حسب مفتشي الامم المتحدة. وعماش هي باحثة في مجال البيئة البيولوجية واول من تحدثت عن مخاطر اليورانيوم المنضب اثناء حرب الخليج على العراقيين من ناحية انتشار حالات السرطان خاصة بين الاطفال. لم يتم توجيه اية تهمة لعماش التي حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة ميسوري، وتم الافراج عنها في النهاية ويعلق مقرب منها قائلا: ' هي بلا عمل وبدون دعم مالي ولا يسمح لها الاحتلال بأخذ ما تحتاجه من حسابها المصرفي. وكانت في حالة صحية سيئة بسبب فظاعة التحقيقات معها. واثناء عملية اعتقالها قام الجنود الامريكيون بأخذ كل شيء من بيتها، كتبها واوراقها وجهاز كمبيوترها والقمامة وحتى اورواق التواليت، سي ديز، وكتبها والمجلات وكلها نقلت الى واشنطن دي سي الديمقراطية. وعندما افرجوا عنها لم يعيدوا اليها ما اخذوه منها. وعندما زرت بيت عائلتها القريب' وبحسب الشهادة جاء اعتقال عماش لاهتمامها بموضوع اليورانيوم المنضب'.
ابن الاثير
في النهاية وبعد هذه الرحلة نتذكر ما كتبه ابن الاثير صاحب كتاب 'الكامل في التاريخ' وهو يتحسر على زحف قوات التتار نحو بلاد الاسلام باعتبار الحادث مثيراً للخوف وتمنى ان امه لم تلده وانه كان نسيا منسيا. مات ابن الاثير عام 630 للهجرة وسقطت بغداد بيد التتار ونهبت ودمرت ثقافتها عام 656 للهجرة. كان الله رحيما بابن الاثير واختاره لجواره قبل ان يرى الدم والانهار التي اسودت من كثرة من مزق من كتب ورمي فيها. كان نهب بغداد فعلا بربريا وعملية تطهير بشري وثقافي ترك بغداد تتأوه لقرون وتتذكر ما حل بها ولطف الله بالاسلام والمسلمين عندما وقف زحف المغول وهزيمتهم في معركة عين جالوت على ارض فلسطين. على خلاف ابن الاثير لم نكن من اصحاب الحظ فلم نشاهد نهب بغداد بل شاهدنا الاخ يقتل أخاه في لعبة انتقام غريبة.
Cultural Cleansing
Why Museums were Looted, Libraries Burned and Academics Murdered
Edited by:
Raymond Baker, Shereen T. Ismael and Tareq Y. Ismael
Pluto Pre/ 2009
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .