العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 31-05-2009, 10:59 AM   #1
فكره وطريقه
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 44
إفتراضي باكستان في ظل الاستراتيجية الأمريكية... إلى أين!؟

باكستان في ظل الاستراتيجية الأمريكية... إلى أين!؟
حسن الحسن




أدى فشل استراتيجية الولايات المتحدة بشأن فرض نظام عالمي يقوم على التفرد في السياسة الدولية إلى التفكير باستراتيجية بديلة تستوعب تداعيات ذاك الفشل وتؤهلها في الوقت ذاته لممارسة مهامها كدولة أولى في العالم. يجب التنبه هنا إلى أن التغيرات المتعلقة بالاستراتيجية الأمريكية تختلف تجاه القضايا المثارة بحسب طبيعة المنطقة وبحسب القوى المنافسة لها فيها.
ففي العراق انحسر دعم الولايات المتحدة للتيارات ذات النزعة الانفصالية فيه، فيما تلاشت نغمة نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، كما لم تعد واشنطن تشترط على أنظمة القهر والاستبداد في العالم الإسلامي إجراء أي إصلاحات لدعمها، كذلك ساد انفراج علني في العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة وكل من إيران وسورية.
أما في أفغانستان فقد حاولت الولايات المتحدة استمالة حركة الطالبان وشقها ودفعها للصدام فيما بينها على نحو ما حصل في الصومال مع شيخ شريف والمحاكم الإسلامية التي انقسمت على نفسها ثم اندفعت أجنحتها المختلفة للتقاتل في شوارع مقديشو. إلا أنّ أمريكا أخفقت في تحقيق مأربها هذا في أفغانستان، حيث استعصت حركة الطالبان عليها، كما تصاعدت مقاومة الأخيرة للاحتلال كمّاً ونوعاً.
وهكذا أدى تفاقم الوضع في أفغانستان إلى إثارة مزيد من قلق الولايات المتحدة. فبعد سبع سنوات من إعلان 'الحرب على الإرهاب' واحتلالها هذا البلد، كان أهم إنجازاتها (أ) تشكيل حكومة كرزاي الفاسدة في كابول (ب) جعل أفغانستان أكبر بؤرة لزراعة وتصدير المخدرات في العالم (ج) قتل وتدمير وتشريد أهل أفغانستان (د) إعلان عجز قواتها عن وضع حد لنمو حركة طالبان التي اتسعت رقعة سيطرتها في أفغانستان.
أما باكستان فقد شهدت في الآونة الأخيرة جملة من الأحداث المتسارعة التي عقدت المشهد السياسي، ابتداء من عودة بنازير بوتو، فاغتيالها، فتحالف حزبي الشعب والرابطة الإسلامية واكتساحهما الانتخابات البرلمانية، من ثمّ انفصالهما مجدداً وصراعهما على السلطة، فانسحاب مشرف من الحياة السياسية، وتولي زرداري شؤون الرئاسة في باكستان، فعودة القضاة إلى المحكمة الدستورية العليا بعد طول نزاع وأخذ ورد.
الأهم من ذلك هو الظهور اللافت لعدد من الحركات المسلحة في مناطق الحدود الشاسعة المحاذية مع أفغانستان، تلك التي أطلق عليها (رغم التباينات الموجودة بينها) اسم حركة طالبان باكستان. ما حدا بوزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلينتون للتصريح في 25 نيسان (أبريل) 2009 'إن ما يشغل بالنا حقا هو أن يحصل الأسوأ فتتمكن الطالبان من قلب الحكومة في باكستان والسيطرة على الأسلحة النووية. إن هذا الأمر لا يمكن مجرد تخيل حصوله'. يأتي هذا منسجماً مع ما ذكره الجنرال ديفيد بترايوس رئيس القيادة المركزية للجيش الأمريكي بتصريحه 'إن باكستان تقع تحت تهديد حركة طالبان التي تشكل خطراً وجودياً عليها'.
احتكت حركة 'طالبان باكستان' مع مؤسسات الحكم والجيش بشكل أدى إلى توتر العلاقة معها. فسارعت حكومة زرداري إلى عقد اتفاق مع الطالبان يتضمن إنشاء المحاكم الشرعية في وادي سوات. إلا أن الحكومة انقلبت على الاتفاق سريعا، مستغلة أجواء الامتعاض التي سادت في أوساط باكستانية عديدة بعد بث وسائل الإعلام شريطاً يظهر الطالبان وهي تقيم 'الحدود' على بعض المواطنين، تلك التي بدأت تدعو للمطالبة بتطبيق الشريعة في سائر باكستان، كما تذرعت الحكومة كذلك بسيطرة الطالبان على منطقة قريبة نسبياً من إسلام آباد، ترافق ذلك مع استنفار واشنطن للجيش والحكومة وتحريضهما علناً على القضاء على هذه الحركة واستئصالها بحجة خطرها المحدق بباكستان.

ساحة الصراع

بالنسبة للولايات المتحدة، أكد هذا الوضع المضطرب في أفغانستان وباكستان ما ذهب إليه الرئيس الأمريكي باراك اوباما مبكراً من كونهما ساحة الصراع الأساسية التي ينبغي على واشنطن خوضها لاستئصال 'الإرهاب' الذي يهدد مصالحها! كما اعتبر اوباما أنه لا بد من اعتماد أساليب جديدة تخرج الولايات المتحدة من حالة الشلل (Stalemate ) الذي تعيشه القوات الأمريكية في أفغانستان.
لهذا تم استبدال الجنرال ديفيد ماكيرنان القائد الأعلى للقوات الأمريكية ذات الأداء العسكري التقليدي بالجنرال ستانلي ماكريستال الخبير بحرب العصابات وحركات التمرد. سبق هذا، تعيين اوباما لريتشارد هولبروك (مهندس تمزيق يوغسلافيا سابقاً) مبعوثاً خاصاً للرئيس الأمريكي لهذه المنطقة (مما يشي بأن ثمة مخططاً جديداً قد تم إعداده بحاجة لأمثال مؤهلات هؤلاء لإتمامه بنجاح).
فأمريكا تغير خططها وتكتيكاتها كلما اقتضى الأمر ذلك، فهي كدولة كبرى لا تجمد أمام خطة أو تكتيك اعتمدته وثبت فشله أو وجدت أنه لا طائل يرجى منه. فقد حاولت أمريكا سحق طالبان في أفغانستان وعندما فشلت، جربت استمالتها وشقها، فلما أعجزها ذلك حاولت ضرب حاضنة طالبان الشعبية، من خلال استهداف المدنيين في مناطق تأييدها ولفترة طويلة، ولطالما حولت الأعراس هناك إلى دور عزاء والاحتفالات إلى مناحات. كل ذلك بهدف وضع ضغوط على الناس كي ينفروا من طالبان ويبتعدوا عنها، إلا أن تلك السياسة أدت إلى عكسها فازدادت شعبيتها وكثر أنصارها.
في هذا السياق أخذ اوباما يردد في أكثر من مناسبة بأنّ واشنطن قد تفكر بالخروج من أفغانستان إذا استمر الوضع على حاله هناك. لا سيما وأن استمرار وجود الجيش الأمريكي من غير إنجاز ذي معنى قد تحول إلى عبء يستنزفه مادياً ومعنوياً بعد سنوات عجاف من غير بارقة أمل في انفراج قريب. وهو ما أيده فيه غراهام فولر المسؤول الأمني في الاستخبارات الأمريكية سابقاً الذي اعتبر أن وجود الجيش الأمريكي في أفغانستان مشكلة تحل بالخروج منها.
إلا أنّ الولايات المتحدة تدرك تماماً بأن أي خطة للخروج من أفغانستان قد تعرض باكستان المزودة بالقوة النووية للسقوط بأيدي القوى الإسلامية، وهو ما يسبب أرقاً دائماً لها. لهذا قامت أمريكا بإغراء الجيش الباكستاني بتزويده بالمعدات العسكرية المتطورة (التي طالما طالب بها من غير جدوى) لسحق الإسلاميين الذين ينادون بتطبيق الشريعة. وتهدف هذه السياسة أمريكياً إلى خلق هوة واسعة بين العسكر والتيار الإسلامي العام من جهة، كما تنتقل المهمات الصعبة التي تستنزف أمريكا إلى الجيش الباكستاني للقتال عنها بالوكالة.
في هذا الوقت ستعمد أمريكا إلى مراقبة ما يجري عن كثب لتختبر مدى ولاء الجيش الباكستاني لها وقدرته على الاستمرار في تنفيذ مخططاتها، كما ستعمد إلى تصيد خصومها من خلال عمليات نوعية سواء بضربات جوية أو عمليات اغتيال أو مؤامرات تشحن من خلالها مناوئيها ضد بعضهم البعض. كما ستوفر هذه الخطة زيادة الإدارة الأمريكية عدد الجنود الأمريكيين في المنطقة، والذي لن يؤدي بحال إلى حل المشكلة، فقد جربه الاتحاد السوفييتي مراراً سابقاً وفشل كما جربته أمريكا نفسها من غير جدوى.
إلا أنّ السؤال الذي ينبغي طرحه هنا هو هل سيقبل الجيش الباكستاني بالسير في هذا المخطط إلى منتهاه؟ وهل سيتمكن من إنجاز ما عجزت عنه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في المنطقة؟ أم أنّه سيستنزف من خلال زجه في أتون حرب تأخذ طابعاً أهلياً حاداً، تتوسع مع الوقت وتؤدي إلى إضعاف الجيش الباكستاني نفسه وإلى فوضى عارمة، وإلى بث الروح في الحركات الانفصالية في عموم باكستان، وبالنتيجة تفكك المجتمع الباكستاني المثقل بالأعباء والمشاكل ومن ثم نهاية باكستان؟

' نائب ممثل حزب التحرير في بريطانيا


</I>
__________________
فكره وطريقه غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .