الغايه من الخلق

[عين العقل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .......أما بعد
لماذا خلق الله الانسان؟ وما الغايه من خلقه؟ وما رسالته فى الحياه؟
سؤال واجب على الانسان أن يسأله لنفسه، وأن يفكر ماليا فى جوابه فان كل جهل قد يغتفر الا أن يجهل الانسان سر وجوده،وغاية حياته ورسالة نوعه وشخصه فى هذه الارض.
ويجيب عن السؤال الاول صاحب الصنعه وخالقها ومدبر أمرها وهو أنه خلقه ليكون خليفه فى الارض قال تعالى " واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفه قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى أعلم مالا تعلمون "
وأول شئ فى هذه الخلافه أن يعرف الانسان ربه حق معرفته ويعبده حق عبادته
قال تعالى " الله الذى خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما"
وقال تعالى أيضا " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" وهذا النص يتكون من اربع كلمات ولكنه يحتوى على حقيقه هائله عن وجودنا والهدف من خلقنا فعن معاذ بن جبل قال كنت رديف النبى صلى الله عليه وسلم فقال لى : " يا معاذ حق الله على عباده؟ قلت الله ورسوله أعلم ،قال " حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا " متفق عليه
فالغايه من وجود الانس والجن هى العباده فمن قام بها وأداها فقد حقق الغايه من وجودهومن قصر فيها فقد فقد ابطل الغايه وأصبح بلا وظيفه وباتت حياته فارغه من القصد كقول الشاعر لا أعرف من اين أتيت ولكنى أتيت وبصرت طريقا فمشيته الى اين لست أدرى!!
وهذه الوظيفه استحق بها الانسان ان يكون خليفة الله على هذه الارض ..........
يتبع
.
.
.

[عين العقل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النداء الأول فى كل رساله:
" اعبدوا الله مالكم من اله غيره"يس
هذه العباده لله وحده فى العهد القديم الذى أخذه الله على بنى الانسان وسجله بقلم القدره فى فطرتهم البشريهقال تعالى " واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامه انا كنا عن هذا غافلين * أوتقولوا انما اشرك آباؤنا وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون"الاعراف

فلا عجب ان يكون النداء الاول لكل رسول أرسل الى الناس ليذكرهم بالعهد القديم قال تعالى "وما أرسلنا من قبلك من رسول الا نوحى اليه أنه لا اله الا أنا فاعبدون" الانبياء

المفهوم الصيحيح الشامل للعباده وجوانبها:
أن الله خلقنا لنعبده عبادة مصحوبه باقصى الخضوع ممزوجه بغاية الحب.

سئل ابن تيميه عن قول" يأيها الناس اعبدوا ربكم" البقره " مالعباده ؟ وما فروعها ؟ فأجاب رحمه الله "العباده" هى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال واللأفعال الباطنه والظاهره فالصلاه والزكاه والصيام والحج وصدق الحديث واداء الامانه وبر الولدين وصلة الارحام والوفاء بالعهد والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والاحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك والآدميين والبهائم ، والدعاء والذكر والقراءه وامثال ذلك من العباده.. وكذلك حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وخشية الله والاابه اليه واخلاص الدين له ، والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وامثال ذلك هى العبادة لله.

وهكذا نجد ان للعباده كما شرحها ابن تيميه أفقا رحبا ودائره واسعه .
فهى ليست مقصوره على الشعائر ولكنها أشمل.
والشعائر "كالصلاه والصوم والزكاه والحج ...الخ" جزء من العباده وليست كل العباده فهى تشمل كل مازاد على الفرائض من ألوان التعبد التطوعى من ذكر وتلاوة ودعاء ...الخ
وهى تشمل حسن المعامله والوفاء بحقوق العبادمن بر الوالدين وصلة الرحم ...
وتشمل الأخلق والفضائل الانسانيه كلها
وتشمل ما نسميه بالأخلاق الربانيه من حب الله ورسوله زخشية الله والانابه اليه ...
وتشمل الفريضتين الكبيرتين اللتان هما سياج الدين وملاكه وسبب خيرية هذه الأمه وهما الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وجهاد الكفار والمنافقين فى سبيل الله
وتشمل أيضا أمرا له أهميته وخطرهفى الحياه الماديه للناس ذكره بن تيميه فى موضع آخر من رسالته (العبوديه) وهو الأخذ بالاسباب ومراعاة السنن التى أقام الله عليها الكون حيث يقول فكل ما أمر الله به عباده من الاسباب فهو عباده ومن هذه الاسباب العمل لكسب الرزق .

العباده تسع الحياه كلها :
من أدب الأكل والشرب وقضاء الحاجه ، الى بناء الدولة وسياسة الحكم وسياسة المال وشئون المعاملات والعقوبات ووأصول العلاقات الدوليه فى السلم والحرب .
وتشمل أيضا سائر الحياه العاديه ، أخرج الامام أحمد بن حنبل من حديث أمامه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "أحب ماتعبدنى به عبدى النصح لى "
وقال صلى الله عليه وسلم " كل سلامى من الناس عليه صدقه كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقه وتعين الرجل فى دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقه والكلمه الطيبه صدقه وكل خطوه تمشيها الى الصلاة صدقه وتميط الاذى عن الطريق صدقه " رواه مسلم من حديث ابى هريره.
وخلاصة ذلك فى قوله عزوجل " قل ان صلاتى ونسكى ومحياي ومماتى لله ربى العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"
فالمسلم بوسعه أن يجعل أوقاته كلها عباده لله مادام يبغى بذلك وجه الله فالرجل يمسى كلا من عمل يده يكون عابدا لله والطالب يمسى متعبا من درورسه يكون عابدا لله والباحث يعيش مع مختبره وأجهزته بهذا التوجه يكون عابدا لله والمرأه تبيت ساهره على راحة أطفالها وزوجها تكون عابده لله والعباده بذالك تكون منتهى الخضوع لله والذل والانقياد الاذعان والاستسلام له مع الحب والرضا الذان يولدان العمل بكل ما فى الوسع حتى ان الحركه والسكنه والعاطفه والمشاعر المتولده كل ذلك يسخرها لله ويجعلها في الله...........

يتبع
.
.
.

[ماهر الكردي]

بارك الله فيك يا أخت الفاضلة على هذا الطرح الراقي.
تقبل مروري

[عين العقل]

جزاك الله خيرا اخى ماهرالكردى

[عين العقل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أى العبادات أفضل؟
واذا كانت العباده فى الاسلام لها ذلك الشمول الموضح فيما سبق ، فأى أنواع العباده وصورها أفضل وأحب الى الله تعالى وأعظم منزله لديه وزلفى اليه؟
ونذهب الى ما رجحه ابن القيم فى كتابه مدارج السالكين الى القول بأن لكل وقت عبادته .
يقول ابن القيم : ان أفضل العباده العمل على مرضاة الله فى كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته فأضل العبادات فى وقت الجهاد : الجهاد،وان أل ذلك الى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار ،بل ومن ترك اتمام الفرض ..والأفضل وقت حضور الضيف مثلا : القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب ..والأفضل فى أوقات الآذان ترك ما فيه أوراد مستحبه الاشتغال به واجابة المؤذن ..والأفضل فى أوقات الصلوات الخمسه المبادره اليها فى أول الوقت ..
والأفضل فى أوقات ضرورة المحتاج للمساعده الاشتغال بمساعدته واغاثة لهفته وايثار ذلك على أورادك وخلواتك ..والأفضل وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمه على تدبره وتفهمه ..والأفضل وقت الوقوف بعرفه التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف ..والأفضل وقت مرض أخيك أو موته :عيادته أو تشيع جنازته ..
والأفضل فى كل وقت وحال ايثار مرضاة الله فى ذللك الوقت والحال والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه.
وسمى ابن القيم هذا النوع من التعبد بالتعبد المطلق وقال عن صاحبه :وصاحب التعبد المطلق غرضه ابتغاء مرضاة الله تعالى أين كانت ، فهو لايزال متنقلا فى منازل العبوديه كلما ارفعت له منزله عمل على سيره اليها واشتغل بها حتى تلوح له منزله أخرى فاذا رايت العلماء رأيته معهم وان رأيت العباد رأيته معهم وان رايت المجاهدين رأيته معهم واذا رأيت الذاكرين رايته معهم فهذا هو العبد المطلق الذى لم تملكه الرسوم ولم تقيده القيود فلم يكن عمله على مراد سواه فهذا هو المحقق ( اياك نعبد واياك نستعين )حقا القائم بها صدقا .

شروط صحة العباده:
اشترط الشارع الحكيم أمران لصحة العباده وقبولها ولا ثالث لهما وهما

1-أن يكون العمل خالصا لوجه الله الكريم
2- أن يكون موافقا لشرعه سبحانه وتعالى
فعن الشرط الأول قال صلى الله عليه وسلم " انما الأعمال بالنيات وانما لكل امئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو أمرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه" رواه البخارى
وعن الشرط الثانى قال صلى الله عليه وسلم " من احدث فى امرنا هذا ما ليس فيه فهو رد " متفق عليه
وكان عمر بن الخطاب يدعو دوما بهذا الدعاء "اللهم اجعل عملى هذا صالحا ولوجهك خالصا "



يتبع
.
.
.

[عين العقل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تحقق العباده الشامله؟
عرفنا أن رسالة الانسان فى هذه الارض أن يعبد الله الذى خلقه وسواه ،وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنه وعرفنا معنى العبادة وشمولها لكل حركه وسكنه فكيف يحققها فى حياته كلها وكيف يجعل حياته كلها عباده وطاعه له سبحانه وتعالى ؟
كما راينا سابقا أن الاسلام أفسح مجال العباده ووسع دائرتها بحيث شملت أعمالا كثيره لم يخطر ببال الانسان ان يجعلها الدين عباده وقربه الى الله:
فمثلا الأعمال الاجتماعيه النافعه عباده:
ان كل عمل اجتماعى عباده مادام نافع ولم يقصد به تصيد الثناء واكتساب سمعه زائفه عند الناس بل ويعد من افضل العبادات كتخفيف كربة المكروب أو تساند مظلوم او تأخذ بيد مكفوف أو تهدى حائرا أوغريباأو تساعد طالبا فى مذاكرته أو تزور أخا لك فى الله أو تعود مريضا أوتميط الاذى عن الطريق أوتمسك أذاك عن الناس أو تأخذ بيد فقير متعفف ذى عيال أو تقرى ضيفا أو تصلح بين متخاصمين أو تقضى دين غارم مثقلكل ذلك جعله الاسلام من عبادة الرحمن وشعب الايمنان وموجبات المثوبه عند الله شرط اذا صحت النيه وكانت ابتغاء مرضات الله .
عمل الانسان فى معاشه:
ان الاعمال الدنويه التى تقوم بها لمعيشتك والسعى على نفسك وأهلك من أبواب العبادات والقربات الى الله اذا التزمت الشروط التاليه:
1- أن يكون العمل مشروع فى نظر الاسلام لا ينكره الدين.
2- أن تصحبه نية صالحه : كاعفاف المسلم نفسه واغناء أسرته ونفع أمته وعمارة الأرض كما أمر الله .
3- أن تؤدى العمل باتقان واحسان قال تعالى" ليبلوكم أيكم أحسن عملا " أى فى كل شئ
4- أن تلتزم فيه حدود الله فلا تظلم ولا تخن ولا تغش ولاتجر على حق الغير ولا ترتشى ..
5- ألا يشغلك عملك الدنيوى عن واجباتك الدنيا قال تعالى " يـأيها الذين ءامنوا لاتلهكم أموالكم وأولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون"
اذا راعيت هذه الأمور فى عملك كنت ساعيا عابدا ولو لم تكن فى محراب.

حتى أعمال الغريزة وقضاء الشهوة :
كما تشمل الحاجات الضروريه التى تؤديها استجابه لدافع الغريزه كالأكل والشرب والنوم ومباشرة الزوجه وما كان من هذا القبيل يدخله الاسلام فى دائرة العباده الفيسحه بشرط واحد هو النيه .
فالنيه هى الماده السحريه العجيبه التى تضاف على المبيحات والعادات والعبادات فتصنع منها طاعات وقربات ,أوضح شاهد ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه ".. وفى بضع أحدكم صدقه" قالوا أيأتى أحدنا شهوته ويكون فيها اجر ؟! قال " أرأيتم لو وضعها فى حرام أكان عليه وزر " قالوا نعم : قال كذلك اذا وضعها فى الحلال كان له أجر" رواه مسلم
قال العلماء : وهذا من تمام رحمة الله عباده يثيبهم على قضاء شهواتهم اذا نوو ا أداذء حق الزوجه واحصان أنفسهم ولله الحمد.

صحح وجهتك تكن كل حياتك عباده :
قال الشيخ محمد الغزالى فى كتابه هذا ديننا " ان الاسلام ليس أفعالا تعد على الأصابع دون زياده أو نقصان كلا أنها صلاحية الانسان للمسير فى الحياه وهو يؤدىرساله محدده . ان الاسلام يريد من الانسان أن تستقيم أجهزته النفسيه أولا فاذا توافرت لها صلاحيتها المنشوده بصدق اليقين وسلامة الوجهه فكل عمل تتعرض له فى الحياه يتحول من تلقاء نفسه الى طاعه الله ، ان آلة سك النقود يدخلها المعدن الخام فيخرج عمله ما ليه غالية الثمن تحمل من الوان والأختام والشارات ما يجعلها شيئا آخر ،كذلك المسلم يعالج ما يعالج من شئون الدنيا فيضفى عليه من طبيعة ايمانه وسنء وجهته ما يجعل أى عمل يقبل عليه يتحول فى يده الى طاعه غالية القدر ففى شئون الحياه ليس للاعمال الصالحه حصر ننتهى عنده ، ولا رسم تخرج فيه ، انما هو اسلام الوجه لله واصلاح العمل والبلوغ به الى حد الكمال المطلوب"

فأين أنت من كل ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


تم بحمد الله وتوفيقه

[ابن يوسف الطبيب]

جزاك الله خيرا عين العقل صراحة لا أجد ما أصف به موضوعك في اختياره أو طريقة عرضه ....... ولا أجد حقا ما أختلف عليه....... ولنا عودة ........ جزاك الله خيرا

[عين العقل]

المشاركة الأصلية بواسطة ابن يوسف الطبيب

جزاك الله خيرا عين العقل صراحة لا أجد ما أصف به موضوعك في اختياره أو طريقة عرضه ....... ولا أجد حقا ما أختلف عليه....... ولنا عودة ........ جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا أخى الطبيب