العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-07-2010, 09:42 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي في الانتخابات البرلمانية: من هو الآخر؟

في الانتخابات البرلمانية: من هو الآخر؟

لو حدث وأن سقطت امرأةٌ فجأةً في طائرةٍ محلقة، فإن إحدى المضيفات ستنادي: لطفاً، هل يوجد طبيب من بين الركاب؟ وإن كان هناك أكثر من طبيب، ورغم اعتداد كل واحدٍ منهم في مهنيته، فإن نهوضه الفوري، سيترافق مع التفاتة، عسى أن يكون هناك من هو أكثر حِرفية منه. وفي جميع الحالات لن يتطوع من هو غير طبيب للقيام بمهمة طبية استثنائية.

وإذا تعطلت إحدى الحافلات في طريقٍ صحراوي، ولم يكن هناك من طاقمها من يحترف تصليح السيارات، وبنفس الوقت لم يكن من بين الركاب من لديه مهارات كافية لتقديمها لإصلاح العطل، فإن الكثيرين من الركاب سيتجمهر حول السائق والمحرك المكشوف غطائه، ويبدي ملاحظاته، أو يقوم بمحاولات لم يكن هو ولا من يراقبه على يقينٍ من أنه سيفلح في مهمته، ومع ذلك فإن الجميع سيعطيه فرصة عله يخلصهم من التوقف الموحش، فإن لم ينجح ـ وتلك الحالة الغالبة ـ فإنه سيتنحى دون أن يترك أثراً جيداً في نفوس من أعطاه الفرصة.

في الانتخابات البرلمانية، وبالذات في البلدان التي تفتقد الحالة الحزبية الحقيقية، لا يفاجأ أحدٌ في بروز مرشحين كثيرين، ليس في رصيد كفاءتهم سوى المطابقة الدستورية (عاقل وعمره فوق خمسة وعشرين عاما).

معركة الانتخابات البرلمانية

يحلو للبعض أن يُطلق اسم معركة على الانتخابات البرلمانية، وقد يكون محقاً من ابتكر تلك التسمية في بعض المسائل، حيث أنها تحتاج تعبئة وإدارة وجمع معلومات واختراق صفوف الخصم، وإثارة الهمم الطيبة لدى الناخبين وأحياناً شراء بعض الذمم، ونقل الناخبين أثناء الاقتراع الخ.

لكن الخصم أو الآخر في بلادنا، يختلف عن الخصم أو الآخر في البلدان التي لها تقاليد تم تطويرها على مر الأجيال، حتى أصبحت كما هي عليه الآن. ففي الغرب مثلاً، تكون هناك أحزاب وهيئات مجتمع مدني لها دورها اليومي في المراقبة والانتقاد لحكومة الحزب الحاكم، والحريات متاحة للجميع، لكي يكتبوا وينتقدوا ويعرضوا ما يعتقدون أنه انحراف عن المصلحة العامة، فيطلِّع الناخب على عموميات السياسة وتفصيلات ما يصب في شأنه الخاص، فيحدد موقفه على ضوء ما وصل إليه من فهمٍ وقناعات. فالآخر في تلك الحالة: سيكون الحزب الحاكم.

في اليابان، تشترط الأحزاب النشطة على المرشحين لانتخابات البرلمان، أن يكون له خبرة في العمل العام، مثلاً، أن يكون قد مر خمس مرات على الأقل على عضوية في منظمات المجتمع المدني (نقابات، جمعيات، بلديات الخ).

من هو الآخر في بلادنا؟

حتى ندخل في الإجابة على هذا السؤال، دعنا نمر على شكلٍ واقعي وليس افتراضي للخطوات التي تدفع بعض الأشخاص لترشيح أنفسهم للانتخابات البرلمانية.

قد يجلس أحدهم مع نفسه، متأملاً حالته المادية أو متأملاً مكانته الاجتماعية بين أفراد عشيرته، ويتفحص حجم عشيرته فيجده قابلاً للتطويع في إكمال مسيرته لترشيح نفسه للانتخابات البرلمانية. وقد لا يكون هذا في العشائر وحده، بل قد يُعجب أحدهم بنفسه من خلال إحساسه بأنه شخصٌ محبوب في الحي أو المهنة أو السوق الخ.

هنا، سيبدأ هذا الشخص بتسويق نفسه أمام دائرة ضيقة، قد يكون أعضائها من أفراد أسرته أو أصدقائه أو زملائه، أو حتى من يسهر معهم ليلياً. ويعرض الفكرة بصورة فجائية أو بشكل مازح ثم يقلبها بشكلٍ جاد، فيما لو بادر أحد المستعجلين الذي يبارك تلك الخطوة..

الآخر في المجتمع العشائري

لن يتطرق المرشحون في المجتمع العشائري، لا للدولة ولا للأحوال الاقتصادية ولا للهموم السياسية، ولن يفكر حتى في وضع برنامجٍ انتخابي، فهذه برأي الكثير من المرشحين (تقليعة سخيفة!). لكنه يعلم أنه لن تكون مهمته سهلة، إلا إذا اصطنع آخراً، تستوجب هزيمته وسحقه!

من الأمور التي تسهل مهمة المرشح في صناعة آخر لمعركته الانتخابية، أن يكون هناك من أعلن ترشيحه قبله، وحتى هذه النقطة، فإنها ستأتي تِباعاً من خلال الدعايات وأخبار المرشحين التي يتناقلها الجمهور بعفوية في معظم الأحيان. وبذلك ستسهل مهمة المرشح والمريدين له، والذين يروا بأنها فرصة لهم لأن يشتهروا ويصبحوا شخصيات يُنسب لها بعض الأقوال والمواقف!

تبدأ خطوات صناعة خطاب التعبئة العامة، باستنكار استحواذ بعض العشائر لمواقع التراتب الاجتماعي والإداري في المجتمع. فتظهر البداية بشكل تساؤلات بها مسحة استهجانية: الى متى ستبقى تلك العشيرة متسيدة على المجتمع؟ وماذا قدم النائب السابق منهم؟ وكم عدد الناخبين في تلك العشيرة؟ ولماذا لا يتجمع الآخرون من أجل إزاحة مرشح تلك العشيرة؟ الخ

وفي الخطاب الداخلي لأبناء عشيرة المرشح، يستعرض المرشح ومن يسانده بأعداد حملة الدكتوراه والماجستير وغيرهم في عشيرته، وحجم امتلاك العشيرة للعقارات والمحلات التجارية، وغيرها من المميزات التي سترفع من شأن العشيرة. ثم يستعرض مستنكراً، كم مدير عام أو وزير أو محافظ خرج من عشيرته؟ لا أحد.. لماذا، لأننا سمحنا لأنفسنا أن نكون (مصفقين) لغيرنا.. يقول ذلك ويتفقد ردود الأفعال عند من يستمع إليه.

فخطاب المرشح بالمجتمع العشائري، يكون ذا شعبتين: الأولى لتحريض أبناء عشيرته ليكثفوا من أدائهم من أجل رفع شأنهم، والثاني للعشائر الأقل حظاً لتحريضهم ضد مرشحي العشائر الأكثر حظوظاً..

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-08-2010, 10:57 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

كيف يتعامل الجمهور مع خطاب المرشحين؟

إن كان للانتخابات في بلادنا بعض الميزات، فإنها تتمثل في دفع المواطن للتأمل في واقعه بكل جوانبه: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. ولا يقتصر هذا التأمل على فئة أو شريحة أو طبقة دون غيرها، بل تبدأ حالة التأمل كما هي في الطفح الجلدي، يبدأ في بقعة ثم ما يلبث وينتشر نتيجة حك الجلد واستفزازه.


يتساوى المواطنون في ردود أفعالهم الأولية، تجاه الانتخابات وسيرورتها، فدهماء الشعب مع أنصاف المثقفين مع المثقفين الكاملين بانتماءاتهم السياسية أو باعتقاداتهم السياسية، إن كانوا غير ذوي أهواءٍ سياسية، تكون في بداياتها سلبية واستنكارية. فتبدأ بالضجر المبكر والتساؤل: ماذا سيفعل لنا المرشحون إن فازوا؟ وماذا عمل من كان قبلهم؟ وهل عندنا ديمقراطية حقيقية تسمح بنفاذ الأداء البرلماني لنهاياته المعمول بها في العالم؟ وهل التقنيات القانونية والدستورية التي تحكم العملية الانتخابية هي من الشفافية والنزاهة بحيث يُتاح لذوي الكفاءات والقدرات على الوصول؟ الخ من تلك التساؤلات..

كما أن دعوات المقاطعة للانتخابات، وإن كان يصدر عنها في البداية رنيناً لحظياً، لا يلبث أن يخفت وتنتهي آثاره. فنسب المشاركة في بلدان العالم الثالث تزيد كثيراً عنها في الدول المتقدمة، وتتم الانتخابات ويتذكر القليل من الناس أن هناك من قام بمقاطعتها.

فُرص لتوكيد الذات

قد يُشَاهدُ أحد المواطنين باب مدير لدائرة اجتماعية، أو في رحاب إدارة جمعية خيرية، للحصول على (إعانة) تساعده على إطعام (كومة من اللحم) عنده في البيت. ولكن تلك الكومة من اللحم ستصبح مبعثاً للمفاخرة عندما يصبح عدد أصوات أفرادها يُحقق الفوز لمرشح أو يبعده عن الفوز. ولا ينسى هذا المواطن صاحب (كومة اللحم) أن ينتزع وعداً أو جهداً في توظيف أحد أبنائه كحارس في دائرة أو مؤذنٍ في مسجد، أو فراش في مدرسة، وأحياناً يعرض نفسه بصورة ليست كريمة كثيراً ليحصل على (كيس) من الرز أو حتى بعض النقود. أما بقية الدهماء، فإنهم يندفعون من أجل رفع اسم العشيرة عالياً.

لم يهتم ذلك الصنف من المواطنين بحصار غزة، أو حتى القضية الفلسطينية، ليس كُرهاً بهما، بل لتيقنه من عدم قدرة النظام العربي الرسمي القائم برمته في فعل ذلك. فيكتفي بطلبات تُذكِر بعض الناس فيه بتلك الفرصة القليلة الحدوث.

المثقفون وأصحاب الفكر وغيرهم من موظفي الدولة، يتعاملون مع ظاهرة الانتخابات وِفق أجندةٍ ومصالح لا يتم الإفصاح عنها بشكلٍ كافٍ وتتمثل بالآتي:

1ـ تعريف الجمهور بهم من خلال تبادل الأحاديث والأفكار، خصوصاً لأولئك الذين لا يُتاح لهم الالتقاء بالجمهور. ولعل ذلك يدفعه شعورٌ بإمكانية الترشح مستقبلاً!

2ـ حجز مقاعد قريبة من نائب (المستقبل)، عل ذلك يحسن من الموقع الوظيفي لأولئك المقربين، (محافظ، وكيل وزارة، مدير عام الخ).

3ـ يُدرك المثقفون والموظفون وغيرهم، أن العيون الأمنية تملأ أمكنة نشاط وساحات العملية الانتخابية، فتملأ الرغبة نفوس بعضهم في التملق للحكومة بذكر مناقبها، أو أنهم يريدون إرسال رسالة على أنهم وراء نشاطات اجتماعية كثيرة ويحظون بجماهيرية غير قليلة، عسى أن توضع أسماؤهم بين الأسماء التي تحتل مكانة في الوظائف العليا، والتي تعتمدها بعض الحكومات في إحداث التوازن الاجتماعي في قسمة الوظائف العليا.

4ـ يحذر الكثير من الجمهور، أن يعلن سلبيته تجاه العملية الانتخابية، أو حتى المرشحين، فتراه يزج نفسه دون قناعة تامة، حتى لا يصبح مثار تساؤل أقربائه ومعارفه، ومن يدري فلعله يحتاجهم مستقبلاً.

إمكانية المرشح أم الالتفاف الجماهيري؟

نريد وجهاً (نَجِّيحاً: أي لديه إمكانية النجاح) و (نريد نائب خدمات، لا نائب للتنظير)، هذه من العبارات التي يكررها الجميع في تسويق المرشحين. فنادراً ما يُسأل مرشحٌ عن إمكانياته الفكرية، أو مشاريعه البرلمانية، فالمراهنات تكون على من لهم القابلية للنجاح.

في إحدى الدورات الانتخابية للبرلمان، كانت نسبة الاقتراع في دائرة ما، حوالي 80%، وكانت الأوراق الصحيحة (حسب تقرير الهيئة المشرفة على الانتخابات) حوالي 37500 ورقة، حصل أول ثمانية مرشحين على حوالي 34900 صوتاً، فيما لم يحصل المرشحون الباقون (11 مرشح ) إلا على 2900 صوت، علماً أن من بين هؤلاء المخفقين من كان يحمل الدكتوراه وشهادات التخصص وغيره، وفي أقل تقييم ممكن أن يُقال بحقهم أنهم لا يقلون إمكانيات عن من فاز أو تفوق عليهم بالحصول على أصواتٍ أكثر.

أوعية عمل عام خالية من الحياة

لكي نضمن تحقيق أهدافٍ تلاءم اللعبة الديمقراطية، فإنه من المهم أن يكون الرصف العام للمواطنين (الناخبين) رصفاً يتلاءم مع تلك اللعبة. أي أن يتم مخاطبة الجمهور على ضوء المهنة أو الرأي السياسي. فالأولى أن يقوم المرشح بعقد اللقاءات مع نقابات العمال وجمعيات الفلاحين والنقابات المهنية، ويتم تداول أوضاع قوانين بعينها، ومدى خطورتها أو ضرورة تعديلها، فهذا النهج سيرفع من قدرة المواطن ضمن رصفه المهني للتعامل مع القوانين، وسيرفع أداء النواب كمشرعين (عند نجاحهم) بأنهم قد التقوا ميدانياً مع عينات تعلم ما تريد.

وهذا يقال أيضاً في اللقاء مع المنظمات الحزبية والفكرية والثقافية، فهذا سيرتقي بالمستوى الثقافي والسياسي للجمهور وللنخب على حدٍ سواء.

سيقول قائل: إن لدينا منظمات مجتمع مدني ونقابات وأندية رياضية وغيرها. صحيح أن لدينا مثل تلك الأوعية، لكن من يتواجد فيها كلها، هم من يوجدوا في كل واحدة منها، ونسبتهم أقل من واحد بالألف. ولن يستطيعوا منافسة الخيام وقاعات نشاط المرشحين التي تتصف بالحركة، وإن كانت حركتها عبثية لا تتعدى الترحيب المبالغ فيه وتقديم الحلوى وإطلاق الكلمات الكاذبة في التأييد والترحيب معاً..

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .