العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-05-2008, 06:16 PM   #1
حسناء
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 278
إرسال رسالة عبر MSN إلى حسناء إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى حسناء
إفتراضي لعبة المــــوت والحيــــاة...

استيقظت في صدر الليل، بعدما كنت أنام كالطفل الرضيع الذي لا يحمل من الدنيا سوى هَمِ الأكل والنوم ... حاولت عبثا معاودة الخلود إلى النوم غير أن أصوات في الخارج أذهبت النعاس من أجفاني ...
فتحت نافذة الغرفة وحاولت عبثا تمييز حوار يدور بين شلة من الشباب تحت النافذة، فلم تطرق مسامعي سوى جملة واحدة قالها احدهم بصوت مرتفع لفت انتباهي " قتل فلان ... لقد قتله صديقه بعد شجار دار بينهما "... ثم قهقه قائلا " لقد كانا ثملين " ...
سرعان ما اختفت تلك الأصوات ولم يبق في مسامعي سوى سكون الليل الموحش ، وصدى آخر جملة سمعتها ورفض منطقي أن يتقبلها...
وفي طريقي لشرب جرعة ماء لم تغادر كلماته فكري، وأخذت أتصور في القتيل مطروح في أحد زوايا أرض الله الواسعة ينام مثلما ينام أهلي الآن، غير أن نومه سرمدي إلى يوم يبعثون ... لا أنكر أن الحديث عن الموت أثار في نفسي هزة من الخوف فعدت إلى غرفتي مسرعة...
نظرت إلى العتمة التي تكسو جدران غرفتي ورحت أقارن بين هذه الزاوية التي ارتمي فيها كل ليلة وبين القبر الذي سأرتمي فيه يوما ما إلى الأبد وفرضت نظرية أن أنام فلا أصبح إلا في عداد الموتى ...
دلفت إلى سريري وفكرة الموت لم تغادر بالي ... "كانا ثملين".. نعم لقد مات على معصية ... ما أتعسه ...الراجح أنه قضى جل حياته تعيسا وسوف يقضي آخرته كذلك ... دعوت الله أن يغفر له .. ودعوت لنفسي حسن الخاتمة ... ثم تساءلت في نفسي هل ستكون خاتمتي أفضل من خاتمته يا ترى؟.. الله أعلم قد تكون أسوأ... تهاطلت الأسئلة ... وجرفني سيلها إلى تفاصيل حياتي إذ أني أجهل تفاصيل حياة ذلك الشاب ...تأملت في أسطر أيامي المكتظة بأحداث أراها تارة بمنظور الحياة الأولى فأجدها مهمة ولا يمكنني الاستغناء عنها .. ثم أراها تارة أخرى بمنظور الحياة الثانية فأجدها تافهة لا تزيد من ميزان حسناتي مثقال ذرة بل ربما على العكس قد تزيد من سيئاتي ...
ما أقصر عمر الإنسان كل حدث في حياته زائل، وحياته وما تحمله من أحداث زائلة ..نعم.. غالبا ما نشعر بالجوع فنأكل و سرعان ما نجوع من جديد ، نشرب وسرعان ما نظمأ... نغنى وسرعان ما نفقر... كل شيء في الحياة زائل، فالأيام زائلة والفصول زائلة والسنون زائلة .. وكل ما سُخر من الطبيعة لخدمة الإنسان يزول وقد يزول الإنسان حتى قبل أن تُسخر في خدمته ابسط مادة من مواد الطبيعة...
تصورت أن أنام فلا أستيقظ أبدا... حتى بدا لي ملك الموت يتجه صوب سريري.. تمنيت أن يتأخر قليلا، أن يثقل الخطى فأعلم أهلي أنني راحلة عنهم من دون رجعة... تمنيت أن احضن أمي لآخر مرة وان اقبل جبينها واطلب رضاها ... فالجنة تحت أقدامها ...
أخاله يقترب مني ويرفض أن يمنحني برهة من الزمن ...لا وقت له ليمنحني لا لتصحيح أخطائي .. ولا للتوبة ... ولا حتى لتقبيل أمي التي تنام في الغرفة المجاورة ... ما أعجز الإنسان وما أضعفه!!...
أراني أستسلم بين يديه وامنحه نفسي فيُخرجها من الجسد ويعرج بها إلى السماوات ... كيف ريحك يا نفس؟؟ هل مسك وعنبر ؟؟ أم نتئة كالجيفة أو أشد ؟؟؟
تصورت كيف سيكون رد فعل الأهل عندما يستيقظون، ويجدون جسدي جثة هامدة ترفض الشهيق والزفير وقد ماتت دقات القلب الذي أحب وتألم وحن وتعذب ..؟
أماه إني أسمع صوت عبراتك الساكنة حين تغادر الأجفان التي سهرت لتربيني .. أسمعها فوق الخد حين تسيل لتحكي ألمك وألم الفراق المفاجأ ...
قد يشاركك البكاء جمع من الناس الذين أحبوا وجودي ... وقد يتأثر البعض مجرد التأثر ... كنت أحس بالألم الذي يمزق أفئدتهم ، بمجرد أن يتذكروني ...
ثم أخذت أحس بالأيادي الحارة التي تغسل جسدي وتصب الماء عليه، وبالأيادي التي تلف القماش لتكسو جسدي بذلته السرمدية ... لم يسمح قصر العمر لي بارتداء ثوب الزفاف الأبيض... ولكنني سأكسى بالبياض إلى يوم يبعثون... تصورت ساعتها لو أن أحد أولادي يبكي هجرتي إلى العالم الآخر ...ولكنني سرعان ما رفضت الفكرة وفضلت الذهاب وحيدة مثلما كنت في الأولى ... فقد تعذبهم هجرتي، وقد يصبح اسم الأم مقرونا بذكرى حزينة .. وقد أحس بحاجتهم لي وأنا لا حول ولا قوة لي ...
أخذت أحس بالأيادي ترفعني وتحملني بعيدا عن منزلي ..عن غرفتي... أحسست الجدران تبكي رحيلي وتعصر ذكرياتي الجميلة عطرا فواحا لتودعني إلى الأبد ... الكل أخاله يودعني، فهذه الشوارع هي الأخرى تودعني فلطالما قطعتها سيرا على الأقدام، وهاأنذا أحمل فوقها في صمت رهيب وأتقدم نحو مثواي الأخير بخطرات تمنيت أن تكون أكثر بطء .. فبت أخاف الوحدة ..أنا التي كنت بالأمس أعشقها...
ما لبثت الأيادي أن قذفت بجسدي إلى حفرة تحت الأرض...إلى ذاك الركن المظلم الذي يتوق إلى حضن جسدي الهزيل إلى يوم يبعثون ...جل تلك الأيادي القاسية أعرفها حق المعرفة بل لطالما لمستها وقبلتها عندما كانت الحياة تدب في جسدي ...هل سيكون أبي من بينهم؟ أيا أبت، أو تقدر على رمي صغيرتك بهذه القسوة إلى حفرة في الأرض، وتذر التراب عليها بيدك؟؟ تذكر أبي أول مرة حصلت فيها على جائزة من المدرسة، وكيف كنت فخورا بي .. لازلت أتذكر ابتسامتك التي رسمت وقتها وخلت قلبك رف فرحا وأنت تصفق لي ...وكيف ضممتني إلى صدرك وقبلتني بحرارة ... أو تقدر أن تفسر لي كل المتناقضات التي تحيط بي باسم الموت ؟؟؟
حجب التراب عني وجوهكم ... ومضيتم لتتركوني وحيدة في هذا الركن الموحش .. إني أسمع قرع أقدامكم وأنتم تمضون بدون رجعة، أني أسمع صوت الشجن في صدوركم وأسمع صوت الموت من كل جانب، فقد غدوت غريبة عن الأموات ... غريبة عن الأحياء...
كيف ستكون يا قبر ؟؟ هل ستسع جسدي؟؟ أم ستضيق عليه رغم ضعفه ؟؟
احسبني أرى الديدان والحشرات تقربني وقد بدأت تنهش لحمي فلا أملك من القوة لردعها ولا للهروب بعيدا عنها، إنني أراها تجوب في جسدي، ذاك الجسد الذي أفنيت عمري في المحافظة على جماله ورشاقته اليوم تعبث الديدان فيه كيفما تشاء وأينما تشاء ...
وفي مثواي الأخير ، سيزورني ناكر و نكير ولن أسلم من عذاب القبر العسير تمنيت ساعتها العودة إلى الدنيا فأعيش كالملاك الطاهر وأراقب كل أعمالي فلا أعمل إلا صالحا ولا اخطأ أبدا .. ولكن لا رجعة لجسد ميت للعيش بين الأحياء ...ترى أي البابين سوف تفتح لي لأرى مكاني يوم الخلود؟
وما هي إلا ساعات من الزمن مهما طالت أو قصرت وسوف تنسي أماه وجودي .. سوف تغادرك رنات صوتي وكلماتي وعباراتي التي مازلت عالقة في ذاكرتك ... سوف تنسيني ... والكل سينسى وجودي ... وسأتحول إلى ذكرى عابرة تسكن صفحات الماضي ...وسوف آلف الوجود بين الأموات وأصاحب الديدان التي تونس وحدتي مقابل لحم جسدي ...

تساءلت ساعاتها كيف ستكون الليالي والأيام من دوني ؟ وكيف سيقض الأهل الأفراح والأعياد ؟ هل سيطول الحداد لأجلي ؟؟ لابد أن الكل سينسى أمري وسيعيشون مثلما كانوا يفعلون ...
أحسست ببلل تحت رأسي، فأدرت رأسي وفتحت أجفاني لأرى الضوء من جديد ... نظرت حولي فوجدت نفسي في سريري داخل غرفتي وقد تبلل وسادتي بعبرات حارة .. و ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت أمي " إنها السابعة صباحا أفيقي قد تتأخرين عن العمل..."
أيقنت ساعتها أنني في عداد الأحياء ... وأن الحلم لم يكن سوى لعبـــة الحياة والموت ...
__________________
فانفذوا...........لا تنفذون الا بسلطان


حسناء غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-05-2008, 07:15 PM   #2
حسناء
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 278
إرسال رسالة عبر MSN إلى حسناء إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى حسناء
إفتراضي

انتظرت الرد على الموضوع طويلا ولكنني لم أحظ بأي رد لا ادري اذا ما كان الموضوع طويلا ام مملا أو انه مخيف كونه يذكر بالموت
__________________
فانفذوا...........لا تنفذون الا بسلطان


حسناء غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-05-2008, 08:11 PM   #3
redhadjemai
غير متواجد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 3,723
إفتراضي

عندما يفرقا أحدنا الحياة ...حسن ظن ..سيكون بين يدي من لا يحبك أكثر منه ..فهو أعلم بك ..
أما الناس ..فتلك سنة الحياة ..فكما لا يطيق البشر الفرحة طويلا ويحن بلاوعي ..إلى الضجر والحزن ..وتساعده الطبيعة في تحقيق أمنيته ..دون رغبة منه ولا قبول ..تناقض صح ؟ ..أجمل ما في الدنيا التناقض ..كما يحنون لذلك ..فإن الدنيا تصرف أحدنا بعد موت عزيز إلى الوجه المشرق منها مؤقتا ...بفعل فاعل ..لكن بالمقابل ..لو تذكر كل منا الموت دائما ..ليس تشاؤما أو حزنا ..سيكون من السعداء ..وكما تتزاحم المشاعر والرغبات ..والنسيان والتذكر ...وتدفعنا إلى الحياة ...ويأتي الموت لينتشلنا منها إذا تزاحمت بلاتراحم ..وتجعلنا نتخبط دون هدى ..فتكون النهاية ..والراحة ..فكما يتمنى الشقي الموت لزوال همومه وعذابه ..يتمنى السعيد ..والمتوجس خيفة مما ستأتي به الأيام ...الموت ...حتى يسافر قبل مجي لحظة فراق ..أو غدر .....أو حب
__________________

redhadjemai غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-05-2008, 10:10 PM   #4
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

موضوع مؤثر جداااااااا

الموت ..اعتقد اننا نتذكره دائما

ونتأثر بموت شخص حتى ان كان غريبا عنا

اسأل الله ان يغفر لنا جميعا ويحسن خاتمتنا
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-05-2008, 01:34 PM   #5
حسناء
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 278
إرسال رسالة عبر MSN إلى حسناء إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى حسناء
إفتراضي

شكرا على الرد لي عودة رضا للاحلل بعض كلماتك الحكيمة ...
__________________
فانفذوا...........لا تنفذون الا بسلطان


حسناء غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-05-2008, 12:29 PM   #6
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة حسناء
انتظرت الرد على الموضوع طويلا ولكنني لم أحظ بأي رد لا ادري اذا ما كان الموضوع طويلا ام مملا أو انه مخيف كونه يذكر بالموت

السلام عليك أختي حسناء

بصراحة قرأت موضوعك مرتين و الآن أعدت قراءته ثالثة !!!!

أظن أن عدم الرد على موضوعك مرده إلى ما شعر بع الأعضاء و أنا منهم

حيث عشت جميع تخيلاتك و تصورت نفس في تلك الحالة و كيف سيكون مصيري

أغلقت نافذة الموضوع و بقيت واجما للحظات متأملا و متفكرا و متذكرا

و من ثم بدأت أسترجع حياتي العادية


بصراحة موضوعك رااائع جدا و أراه تذكرة جميلة للإنسان

الموت و ما أدراك ما الموت

كل يطمئن نفسه و ما هو الا الشيطان يطمئنه

يمني النفس و يتمنى على الله

و هو لم يقدم شيئا لحياته

أسأل الله لي و لك و لكل المسلمين حسن الختام و المغفرة من الكريم المنان

و لقيا في الجنان يا رب
__________________





maher غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-06-2008, 01:57 AM   #7
حسناء
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 278
إرسال رسالة عبر MSN إلى حسناء إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى حسناء
إفتراضي

شكرا ماهر ثبتني الله وأياك وكل المسلمين ...
__________________
فانفذوا...........لا تنفذون الا بسلطان


حسناء غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .