ومن أصدق من الله قيلا ؟ ! ومن أصدق من الله حديثا ؟ !
تعالوا الآن على ضوء ما سبق ننظر إلى ما يقوله النصارى اليوم حول القرآن خصوصا والدين عموما ، وكيف أن ركب الشيطان متصل من يوم كان إلى يومنا هذا لم تنقطع حباله النجسة
كيف أن لكل قوم وريث وأن هؤلاء كأسلافهم من قبل قوم نوح وعاد وثمود وقريش
ـــــ سمعت ــ أنا بأذني ــ رأس الكنيسة الأرثوذكسية المصرية الأنبا شنودة يقول : أن القرآن يذم نوع من النصارى غيرنا إن القرآن يذم من قالوا بأن لله إبنا القرآن يذم من قالوا بأن لله صاحبة وولدا ، ويقرأ على مستمعيه الآيات التي تتكلم عن هذا النوع من النصارى مثل قول الله تعالى " وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه الآيات
" قل هو الله أحد الله الصمد لم ..."
ويعلق ، ونحن أيضا نذم هذا النوع ونعتقد كفر من قال بهذا القول
أما نحن الأرثوذكس يعني فمؤمنون بنص القرآن لأننا لا نقول ببنوة المسيح ، ولا بأبوة الله ، بل نعتقد أن لا إله إلا الله إله واحد
أتساءل : ماذا يفعل هو الآن ؟
يكذب على قومه ، أو أنه جاهل لا يعرف ماذا يقول ــ وهذا بعيد والصواب الأول أنه يكذب لأن الآيات متجاورة
فالقرآن الكريم ذم نوعين من النصارى ولم يذم نوعا واحدا ، ذم من قالوا ببنوة المسيح ، وذم من قالوا بأن الله هو المسيح بن مريم
قال الله تعالى " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ،وقال المسيح يا بيني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ، ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ... الآيات
هذا نموذج لبتر للنص والتلبيس على الناس
مثال آخر :
ناهد متولي : تقول أنا أتكلم إليكم من كتبكم الصحيحة من القرآن الذي بين أيديكم ومن سيرة بن هشام ، ومن كذا كذا لأثبت لكم أن نبيكم كان وكان ولا أريد أن أحتج عليكم بما ورد في مصحف مسيلمة ، أو قالت ولم أذهب إلى مصحف مسيلمة وأنقل منه
ماذا تفعل هي الآن ؟
هي تكذب على قومها ، وهي عند نفسها كاذبة ، وعند من يعرف الدين جيدا يعرف أنها كاذبة ، وكلها حيل من أجل تثبيت الباطل فمسيلمة كذاب ، يعرف هذا كل المسلمون لم يحدث اختلاف عليه فلم يكن ضمن طوائف المسلمين حتى نقول أنه زعيم لإحدى الفرق الإسلامية التي تتبنى فهما معينا ينطلق من كليات الدين واختلف الناس عليه بين مؤيد ومعارض
ثم لم يكن لديه مصحف ، بل كانت عبارات ينطق بها ويزعم أن الوحي يأتيه بها عبارات مما نضحك به الصبيان
ثم أين هو مصحف مسيلمة ؟
أروني مصحف مسيلمة ؟
أريد أن أقول : من يقول بهذا الكلام هو بنفسه يعلم أنه كاذب هل أمسكت ناهد متولي بمصحف مسيلمة الكذاب ؟ وعلمت ما فيه وعلمت أنه حق يدحض ما جاء به محمد (ص)؟
أبدا ولله ولا نعلم عن مسيلمة إلا أنه كذاب ولم ينقل لنا التاريخ أن مسيلمة كان نبيا ذا دعوة وأنه كان له منهج حياة ودستور منزل من عند الله لم يقل أحد بهذا وإنما هي نفس مريضة تريد الانتصار للباطل وتتخبط ذات اليمين وذات الشمال تلتمس حجة تلبس بها على عوام الناس
ويتكلم غير واحد من النصارى ـــ وغير النصارى أيضا ــ بأن الإسلام انتشر بحد السيف ، وأن من دخل الإسلام ما دخل إلا مكرها وهذا الأمر يعلم كذبه كل من له عقل ويستعمل عقله
هل دخل المهاجرون الإسلام بالسيف ، وهل هاجروا وتركوا ديارهم وأموالهم بالسيف ، وهل توحدت الأوس والخزرج بالسيف ؟
وهل ذبح المسلمون في قرن واحد من الزمان الجزيرة العربية كلها ( السعودية واليمن والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت والعراق وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين ومصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانا وأجزاء من السنيغال ثم الأندلس أسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا
هذا في ناحية الغرب وفي الشرق فارس ايران وأفغانستان ( الديلم ) الباكستان والهند وأندونسيا والفلبين وأجزاء كبيرة من الصين وتركيا "
هل ذبح المسلمون كل هؤلاء ؟
أيقول بهذا عاقل ؟
الذي لا يماري فيه أحد أن الشعوب كانت مع المسلمين الفاتحين ، وأن ثلة غير قليلة من ابناء هذه الشعوب الكافرة أصبحت من قيادات المسلمين العلمية والعسكرية
هل هؤلاء الذين أسلموا وأصبحوا قادة للجيوش ودونوا الكتب فعلوا هذا تحت تهديد السيف أبوحنيفة النعمان ، والبخاري ومسلم والترمذي وسيبويه ، ونافع مولى بن عمر كل هؤلاء ليسوا بعرب وموسى بن نصير ،الذي أخضع المغرب من جده ؟ أتعرفون ؟
نصراني من أهل العراق وأقرؤوا عن عين التمر
وطارق بن ذياد هو الآخر بربري من ألأمازيغ
ثم هل أي سيف أخضع النجاشي في الحبشة
هل دخل هؤلاء الإسلام بالسيف ، وصاروا هم القادة والعلماء بالسيف ؟
ثم كيف حال البشرية قبل مجيء المسلمين وكيف حالها بعد مجيئهم
هل كان محمد (ص)دمويا وهو الذي قال لقريش ، اذهبوا فانتم الطلقاء , من عليهم وهو قادر على ذبحهم ، من عليهم وهم من آذوه وأخرجوه من داره وماله ورموه بكل قبيح
إن من يتتبع غزوات النبي (ص)يرى أن أحرص ما كان يحرص عليه النبي هو هداية عدوه للإسلام ، هذا الأمر بين في كل غزواته ، في بدر حيث فدى الأسرى ولم يقتلهم ، ومع بني المصطلق وأسارى طي , وما حدث مع سيد بني حنيفة ثمامة بن أثال"
وما قاله القصاص كلام مقنع فسادة وهم علماء النصرانية وغيرهم يكذبون على شعوبهم كى يبقوا على دينهم لأنهم لو تركوا فلن يجدوا احد ينفق عليهم من خلال التبرعات والعشر وغير هذا
ثم قال :
"ورسول الله (ص)ــ توفى ودرعه مرهونه عند يهودي على صاع من شعير لأهله ولو شاء لو أنه كان ملكا جبارا لحاز الدنيا بأجمعها باسم النبوة من كان يمنعه ؟ "
وحكاية رهن الرسول(ص)درعه عند يهودى في أخر حياته باطله لأن السهود طردوا من اجوار المدينة تماما فلم يكن في المدينة وأجوارها أى يهودى لقوله تعالى :
"هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين"
وقال:
"وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها"
ثم قال :
"وبعد هذا نجد أن هناك من يقول أن الإسلام انتشر بالسيف ، وأن المسلمين قتله لا يعرفون إلا القتل ،
ويتلون عليهم آيات من كتاب الله العظيم والتي مناطها فقط القتال كقول الله تعالى " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها "
ويترك الآيات الصريحة التي تأمر بالتسامح مع أهل الكتاب " لا ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
كل هذا يشير إلى أن هناك نفسية خبيثة لا تريد الحق ـــ أيا كان دافعها ـــ ثم هي بعد ذلك تبذل كل جهدها للصد عن دين الله كما أخبر العليم الخبير الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "
|