العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 17-03-2024, 07:35 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار

نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار
الكتاب من تأليف أبي قتادة الفلسطيني عمر بن محمود أبو عمر وهو يدور حول كلام الشيطان الذى قصه الله علينا في القرآن للتبرؤ من اضلال البشر وقد استهل الكتاب بالآيات فقال :
"{وقال الشيطان لمّا قُضيَ الأمرُ إنّ الله وعدَكُم وعدَ الحقِّ ووعدّتُكم فأخلفتُكم وما كان ليَ عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتُكم فاستجبْتُم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسَكم * ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمُصرِخِيِّ إنّي كفرتُ بما أشركتموني من قبلُ إنّ الظالمين لهم عذابٌ أليم}."
وفى البداية ذكرنا الرجل بحقيقة أن الصراع في الدنيا هو صراع بيننا وبين الشيطان فقال :
" تذكرة:
مما يجب تحريره في تصوّر حقيقة الصراع في هذه الدنيا أن يعلم المسلم أنّ عدوّه الحقيقي هو الشيطان، وهو كائنٌ مخلوق، وما من شرّ في هذه الدنيا إلاّ وهو منبثقٌ من زمزمته وهمزه ولمزه، وهو أستاذ أهل الشرّ، وهو إمامهم وقائدهم، يحادثهم ويحادثونه - يوحي بعضُهم إلى بعضٍ زُخرُفَ القولِ غروراً - ويبثّ فيهم من تعاليمه وأفكاره ما يجعلهم عباداً لدينه وشريعته."
وأبو قتادة يجعل الشيطان هنا هو إبليس وفى الحقيقة الشيطان هو شيطان النفس لأن من المحال أن يتواجد إبليس في مليارات البشر في نفس الوقت فيوسوس لهم
ومن ثم فالحديث يجب أن يكون عن شيطان النفس الذى قال تعالى فيه :
" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه"

ولو كان المراد إبليس فهو من الجن والجن يوسوس لكل واحد منهم شيطانه في الصدر وهو النفس كما يوسوس للإنس كما قال تعالى :
" من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس"

وتحدث عن بعض الكتب التى تناولت هذا الصراع المستمر في الدنيا فقال :
"وقد كتب بعض مشايخنا في تعريف الأمة لحقيقة هذه الصراع وطبيعته وأهدافه وأسلحته كتاباً ماتعاً رائعاً لا ينبغي لطالب العلم أن يفوّت قراءته، هذا الكتاب هو: "عندما ترعى الذئاب الغنم" للشيخ رفاعي سرور، وحتى لا أكرّر ما يقوله فضيلة الشيخ فإنّي أنصح إخواني بقراءته ودراسته، وهو من الكتب القليلة التي تخرجها مطابع اليوم وتستحقّ النظر والاحترام. وكتب الشيخ كلّها نافعة جليلة، منها؛ "قدر الدعوة وحكمة الدعوة"، و "أصحاب الأخدود"، فجزى الله الشيخ خير الجزاء."
وتحدث أبو قتادة عن أن الخطبة المروية رواها ابن كثير في تفسيره فقال :
"هذا العنوان - خطبة إبليس في النار - قاله الإمام العلاّمة أبو الفداء ابن كثير في تفسيره، وفي هذا العنوان - في ظنّي - ما يحتاج إلى بعض المراجعة لتصويب ما يقع في خلد القارئ من تمثّل للطريقة التي يلقي فيها الشيطان خطبته، وهذا التمثّل له أهمّية في تحقيق المعنى النفسي لقارئ هذه الآية العظيمة، فإنّ تصوّر المسلم لخطيب فوق منبر، شامخ بأنفه، دافع لصدره، معتزٌ بنفسه، تلقي ظلالاً من الهيبة على معاني الكلمات التي يخرجها، وتكسب الألفاظ قوّة زائدة، كما هو شأن حركة اليد للخطيب أو المدرّس أو الواعظ، وهذا الموقف الذي سيخطب فيه الشيطان خطبته ليس فيه أيّ قدر من هذه المعاني، بل هو على الضدّ منها من كلّ وجه."
وتحدث عن هذه الخطبة مختلفة عن باقى الخطب التى يلقيها الناس في صفات الخطيب فقال :
"فإذا كان شأن الخطيب أن يخطب على مستمعيه من علٌ، فوق درجة أو درجات، فإنّ الشيطان هاهنا يخطب من سفل تحت دركات؛ وإذا كان الخطيب فوق منبره يقرّر ويعظ ويعلّم، فإبليس هنا يتنصّل ويبكت ويَخزَى ويُخزِي؛ وإذا كان الخطيب يرفع رأسه ليراه الناس وليكسيَ ألفاظه معنى الهيبة والقوة، فإنّ إبليس هنا ينكمش ويتصاغر لأن جموع الطالبين بالحقوق منه هادرة غاضبة صادخة وتطلب التفسير والجواب.
فإبليس في خطبته هذه قابع في الدرك الأسفل، بل في أسفل دركة، خائب حسير، تلفحه النار والعذاب من كل مكان، وملائكة العذاب تضربه من كلّ جانب، وصراخُ وعويلُ أتباعه تزيده آلاماً فوق ما هو عليه، ورؤيته للفقراء والمساكين الذين كان يستهزئ بهم ويتعالى عليهم وهم ملوك في الجنان تأكل قلبه وتشعل ندمه، هكذا يجب أن نقرأ هذه الخطبة، وإلا وقعنا في الكثير من الأخطاء في فهمنا لما يقوله الله تعالى."
وروى رواية تتعارض مع القرآن فقال :
"وهذا الذي أقوله مع علمي بما رُويَ عن الحسن البصريّ أنّه قال: (يقف إبليس خطيباً في جهنّم على منبرٍ من نار يسمعه الخلائق جميعاً، فيقول: إنّ الله وعدكم وعد الحقّ. ولا أدري إلا أن الذي يُطالب من قبل أتباعه أن يُصرخهم - ينقذهم - وينفذ وعوده فينكص ويعترف بكذب وعوده، ويقرّ بعجزه عن عدم نصرتهم، إلا أنّه في الحالة التي وصفت).
وعلى كلّ حال؛ فلو صحّ ما قاله إمامنا الحسن فليس فيه إلا أنّه على منبر من نار، ومن يقوم على هذا المنبر باختياره؟ فوجه ما قاله الإمام - والله أعلم - أنّه أُقيم رغم أنفه على منبر محاكمة وعذاب ولم يقم باختياره، فلا يبعد أبداً عن المعنى الذي قلناه، والله الموفّق."
قطعا لا وجود للمنابر في النار لأن كل منهم مربوط في سلسلة طولها سبعون ذراعا لا يتحرك أكثر منهم ولا يمكن له أن يسمع الناس كما لا يمكن أن يحدث هذا الموقف في النار وإنما يحدث وقت الحشر خارج الجنة والنار
وتحدث عن آيات أخرى عن الأتباع والمتبوعين فقال :
"وهذه الآية عن خطبة الشيطان قيلت في كتاب الله تعالى بعدما أخبرنا الله تعالى عن تبرّي الأسياد من الأتباع؛ {وبرزوا لله جميعاً فقال الضعفاء للذين استكبروا إنّا كنّا لكم تَبَعاً فهل أنتم مغنون عنّا من عذاب الله من شيء. قالوا لو هدانا الله لهديناكم، سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص * وقال الشيطان ... }.
والمناسبة بين الآيتين واضحة جليّة، فإنّ سياق الآيتين حديث عن قضيّة مهمة وهي قضية الخول والأتباع، وأنّه لا حجة لهم عند الله تعالى بكونهم كانوا مستضعفين في قوّتهم وعقولهم، رضوا لأنفسهم بالتسليم، وتعليق ما هم عليه من الكفر والضلال على مشجب أسيادهم، رافعين عن أنفسهم التهمة، واجدين لها العذر والحجّة، وهي حجّة تتكرّر على مرّ الأزمان والدهور، يقولها الناس بصيغ متعدّدة وبألفاظ متباينة لكنّها تدور على معنىً واحد وهو: {كنّا مستضعفين في الأرض}، والله تعالى قد قطع هذه الحجّة في الدنيا وقطعها في الآخرة، أمّا في الدنيا فإنّ الله تعالى قد أهلك أتباع الفراعنة والطواغيت مع أسيادهم، ولم يستثنهم من العذاب والهلاك، قال تعالى عن فرعون {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ}، ودمّر صنيع الآمر والمأمور قال تعالى: {ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وجنوده وما كانوا يعرشون} وأمّا في الآخرة فكما هو قوله سبحانه وتعالى في هذه الآية التي بين أيدينا ... وكما في غيرها من الآيات الكثيرة."
والآيات لا علاقة لها بإبليس وإنما باضلال الناس لبعضهم البعض وحدثنا أبو قتادة عما أسماه مراتب المكلفين ناقلا عن ابن القيم فقال :
"وقد ذكر الإمام ابن القيّم في كتابه "طريق الهجرتين" مراتبَ المكلّفين، وذكر مرتبة من هذه المراتب هي مرتبة بهائم البشر من المقلّدين للكفّار والطواغيت، يُرجع إليها لأهمّيتها والآيات في هذا الباب فيها التحذير من التقليد، ومن عدم استعمال المرء لما وهبه الله تعالى من نعمة العقل والنظر، وفيها الدعوة إلى عدم قَبول الاستضعاف، وإن الاستضعاف والذلّة هي طريق الكفر والضلال، فتبكيت التقليد، أي تقليد أتباع الكفر لأسيادهم فيها الدعوة لتحرّر العقل من أغلاله وتحرّر الإرادة من معوّقاتها، وهذا هو الإنسان لا غير علم وإرادة، وما جاء الإسلام إلاّ لتحريرهما من الأغلال والقيود والموانع، وإنّ تقدّم أي أمّة من الأمم لا يكون إلا بتصويب العلم وتحرير الإرادة، وصدق الشافعيّ رحمه الله تعالى حين مدح نفسه بأنّه يرى المذلّة كفراً كما هو في ديوانه، وما تَراجُعُ أمّتنا وتخلُّفُها وارتكاستُها في مراتب الذلّ والهوان إلا بسبب الجهل والذي منه التقليد، وبسبب تحطّم إرادتها بقيود الشهوات والأفكار الباطلة كالجبرية والصوفيّة، ولذلك من مهمّات الدعاة إلى الله تعالى ومن مهمّات الجماعات العاملة لإعادة دين الله تعالى إلى الأرض - إن أحسنوا الطريق - أن ينشروا العلم وينبذوا التقليد، وأن يفتحوا المجال للحركة المبدعة التي تنطلق لتحقيق غايات الإسلام العظيمة."
وكلام ابن القيم عن مرتبة بهائم البشر لا يمت بصلة للوحى فلا توجد تلك المرتبة وإنما هى ألتباع والمتبوعين أى الضعفاء والمستكبرين
وبين أن وقت الخطبة هو الوقت الذى ينتهى فيه الأمر وهو وقت معرفة كل إنسان مصيره للنار أو الجنة وهى ما قبل دخولهما فقال :
"| {وقال الشيطان لمّا قُضِي الأمر} ...
لا بدّ من حركة يتصوّرها المرء لتسبق قول الشيطان، إنّها حركة الأتباع والعبّاد له، ذلك أنّهم تشاوروا فيما بينهم واتّفقوا على محاسبته ومطالبته بتنفيذ وعوده، فتدافعوا كالموج يطالبون الشيطان أن يبرر لهم هذا المستقرّ الذي آلوا إليه، وصرخوا بملء أفواههم:
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .