إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي
أخي العزيز ابن حوران :
لا أخفيك سرًا ولا أكتمك حديثًا أن الخيمة حببها إليّ رؤيتك الثقافية الثاقبة والتي لا تقف عند الوصفية المرسلة ولا الانفعالات المغرقة والتي نقع فيها كثيرًا .. هذا الموضوع يذكرني بما ذكره ابن خلدون رحمه الله هو أن "المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده
و السبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال في من غلبها و انقادت إليه إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه أولما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب فإذا غالطت بذلك و اتصل لها اعتقاداً فانتحلت جميع مذاهب الغالب و تشبهت به و ذلك هو الاقتداء أو لما تراه و الله أعلم من أن غلب الغالب لها ليس بعصبية و لا قوة بأس لم إنما هو بما انتحلته من العوائد و المذاهب"
هذا القول أحاول إسقاطه على واقعنا ، فمن باب التقليد السياسي نجد الثورات في العالم العربي قامت على غرار شبيهاتها في المعسكر الاشتراكي وهذا ما يفسر تشابه النظامين حتى بعد انتهاء النظام الاشتراكي . ومن باب التقليد السياسي يحاول كل قائد سياسي من باب إيمانه بالفكر الذي يستمد شرعيته من الغرب أن يتباهى بالارقام القياسية التي تحققت في مدة حكمه والتي تجعله على قمة المرضيّ عنهم أو الأكثر شعبية فالعراق حاولت أن تمثل هذا الدور (ويبدو أنه كان عباءة أكبر من حجمها بكثير) وانتهت إلى ما هي فيه وقد غر الناس آنئذ هزيمتها الإيرانيين ولم يتصوروا ما هو أبعد من ذلك .. وقد كانت الدولة العربية ذات الأمجاد السياسية المختلفة مثل الدولة الأكثر تسليحًا .. الأعلى شرق أوسطيًا على قمة النادي النووي... ثم مثل هذا الدور مارسته باكستان ، فهي الدولة الأكثر سكانًا مسلمين في العالم، وهي الأقرب والأكثر تأثيرًا على مسرى الأحداث في أفغانستان ،و من باب حرصها على أن تكون على قمة جدول الصداقة الدولية راحت تتعاون مع الأميريكيين في الحرب على (الإرهاب) وفق مسمى الأميريكيين ومثل ذلك الدور تحاول الآن مصر القيام به فأظهرها الثوب في شكل المهرج .. مصر تحاول المفاخرة بالقمم الآتية :
*أكبر الدول العربية حجمًا وأقدمها تاريخًا .
* مقر جامعة الدول العربية.
*الراعي العربي الرسمي(الوحيد) لمفاوضات السلام .
*أول دولة عربية تعقد السلام مع الكيان الصهيوني.
*الدولة الوحيدة التي (شاركت) في جميع المواجهات الأربع ضد الكيان الصهيوني.وكان نتيجة هذا التفاخر والسعي الحثيث لإثبات ذكورتها السياسية هو عدم الالتفات لدلالات القمة ، فأول معاق يصل للقمة هو في النهاية (معاق) ولن يرتفع قيد أنملة عن السوي الذي لم يفعل أو لم يرد أو لم يستطع .
وهذا التفاخر الذي هو تفاخر كمي بحت لم تترتب عليه نتائج تذكر ولعلها تكون الدولة الأولى التي تحتل بجدارة هذه الأوسمة :
*الدولة العربية الوحيدة التي صارت محل إجماع وانتقاد جميع الحركات المقاومة .
*الدولة العربية الوحيدة التي صارت محل إجماع وارتياح الكيان الصهيوني والإدراة الأميريكية والاتحاد الأوروبي خارجيًا .
*الرقم القياسي في التظاهرات ضد سفاراتها وقنصلياتها (5 أو 6احتجاجات في أقل من 96ساعة).
هذه حصيلة بموسوعة جينيز السياسية والتي دخلناها من أوسع أبوابها .
هذا السخف تترتب عليه نتائج من أمثلتها :
*الاصطدام بدول الممانعة والحركات المقاومة .
*تأجيل عقد القمة العربية رغم صعوبة الوضع الراهن .
*تأجيل دخول المساعدات رغم صعوبة الوضع الراهن .
وفي المقابل نرى المملكة العربية السعودية والتي تحاول دخول الموسوعة من بوابة أخرى :
*الدولة العربية الوحيدة الحاكمة بالشريعة الإسلامية .
* ارض الحرمين الشريفين .
*الدولة الوحيدة التي (وفَقت ) في لم شمل الفلسطنيين من فتح وحماس .
*الدولة العربية الإسلامية الوحيدة التي صعد لها رائد فضاء نحو القمر.
ومن مجموع هذه الدول التي يرى كل واحد فيها نفسه وصيًا على الدين الإسلامي أو المجتمع العربي يحدث تصادم كبير من باب(المظهرة السياسية) يحاول كل طرف فيه ان ينسب لنفسه أكبر قدر ممكن من الأمجاد والأرقام القياسية التي لا يمكن وصفها إلا بالزائفة . فقد أضحت الدولتان رمزًا مباشرًا من الولاء للنظام الأميريكي وكذلك رمزًا مباشرًا للتخنث السياسي وهذا ما يفسره قول ابن خلدون رحمه الله :
انتحلت جميع مذاهب الغالب و تشبهت به و ذلك هو الاقتداء أو لما تراه و الله أعلم من أن غلب الغالب لها ليس بعصبية و لا قوة بأس لم إنما هو بما انتحلته من العوائد و المذاهب
وفي المقابل تجد سوريا نفسها :
*الحاضن الأوحد للمقاومة .
* الدولة الوحيدة التي ينعم فيها الفلسطينيون بأكبر قدر من الاحترام والمعاملة الإنسانية.
ويترتب على هذه الأمجاد الوهمية تضارب وصراع أخل بدرجة كبيرة بالعلاقات بين هذه الدول تمهيدًا لتحقيق أجندة سياسية يتم تقسيمها على كل دولة وفقًا لقدرتها على تحقيق دلالات تتماشى مع هذه الأرقام القياسية .
هذه المحاولات للصعود إلى القمة قمة الإعلام(اقتداء بالدول الغالب) .. قمة قائمة محورالاعتدال .. كلها يترتب عليها نتيجة واحدة وهي الفشل السياسي والذي قد يمهد فيما بعد لتهديد للمستقبل السياسي وربما يظهر نتائج جديدة على الصعيدين الشعبي والعالمي .
وتتشابه النتائج على المدى البعيد ، ففشل الأنظمة العربية يقابله فشل سياسي للأميريكيين في إقامة شرق أوسط أو محور اعتدال أو قنوات حرة تعبر عن رأي الشارع العربي المنتظر من الإدارات الأميريكية والغربية .
أشكرك وجزاك الله خيرًا .
|
ما أجمل من النقاط التي أوردها أستاذي ابن حوران
إلا رد أستاذي المشرقي و الذي يستحق أن يكون موضوعا قائم الذات
منذ مدة دخلت لموقع فوربس لعالم المال و الأعمال و و و و
فوجدت أن العرب قد تراجعوا قليلا عن القمم التي كانو يحتلونها في ترتيب صدارة أثرياء العالم
بصراحة تأسفت قليلا على ذلك
و قلت يجب أن نزيد من العمل و العمل و العمل
فلعل الصدارة تعود لنا و خاصة أنه لن يضيرنا إحتلال بعض المراتب الأولى في نسب الفقر في العالم
تحياااااااااتي لكما