العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 29-01-2009, 11:29 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي الظواهر الفنية في الشعر الحر/الجزء الأول

الظواهر الفنية في الشعر الحر/الجزء الأول
منقول للفائدة
و لم أقف على نسبة هذه البحوث القيمة
يتناول هذا الموضوع ما يلي:
1. مفهوم الشعر الحر
2. اللغة في الشعر الحر
3. استلهام التراث والأسطورة والتاريخ
4. التكرار في الشعر الحر







مفهوم الشعر الحر:

يثبر المفهوم بهذه الصيغة استحضار مفهوم آخر ، فإن كان هذا الشعر حرا فإن هناك الشعر المقيد، وليس هذا ما تقصده التسمية أصلا، فالشعر الحر له أصوله وتقاليده وقيوده التي يجب أن يُلتزم بها.
وعليه يمكن أن يعرف الشعر الحر بأنه" الشعر الذي تحرر من نظام القصيدة العربية القديمة في بناء البيت الشعري، وتركيب الجملة ، والموسيقى والوزن والإيقاع ، ودلالات الألفاظ وتركيب الصورة والقافية"، وهذا لا يعني أنه ليس شعرا موزونا ، أو أنه ذلك الشعر الذي لا يتقيد بالوزن أو القافية()، بل إن الوزن هو العصب الرئيسي لأي شعر ، ومنه الشعر الحر مع التوسع في نظام القافية.
اللغة في الشعر الحر:

يتغيا الشاعر إيجاد علاقات جديدة بين الألفاظ في القصيدة، فهو من خلال الألفاظ التي تنتجها اللغة العامة التي يمارس المبدع فيها حياته الاجتماعية يختار معجمه الشعري ، ليكون نهرا من لغة ثانية ، مياهه نابعة من نهر اللغة الأعظم، ليوالف بين الألفاظ والعلاقات ، منشئا تركيبة لغوية جديدة قائمة على تفجير اللغة وإيجاد علاقات متشابكة ، لا تحتكم للوعي أو للمنطق الصارم أحيانا، ولكنها ذات أبعاد شعورية ونفسية وطاقات دلالية إن وجدت هذه الألفاظ خارج تقنية الشعر الحر لا تؤدي إلا معناها الأولي ، أما خلال النص الشعري ، فإنها تكتسب ظلالا جديدة، وتحمل معاني أكبر من طاقاتها المعجمية الثابتة ، ومن هنا جاءت الحاجة في لغة الشعر إلى الإيحاء وبعض الغموض والاتكاء على الرمز، لأن الشعر الحر في مجمله يعبر عن طاقة إبداعية مختزنة تأبى الخروج بالنفس الشعري التقليدي، وتصر على خروجها بنمط شعري خاص له طعم آخر ورونق مميز.
وتميل لغة الشعر الحر إلى الاقتصاد في التعبير ، فليست معنية بالشرح والتفصيل، والإسهاب في توضيح أمر من الأمور، فالشعر مرتكزه الأول هو الشعور والعاطفة والإحساس، وكلها يعبر عنها الشاعر بومضات مثيرة بأقل الألفاظ وأنسبها ، ولذا فإنك قد تجد قصيدة مكونة من بضع كلمات مكتفيا الشاعر باللمحات الخاطفة التي تحويها الألفاظ ، من ذلك قول سميح القاسم في قصيدة بعنوان " الغائب"(:
لعنقود ليلى كؤوس مهيأة
أين قيس؟
هكذا بدأت القصيدة بالعنوان ، وانتهت بعلامة السؤال الموجه للمتلقي ؛ لتبدأ عملية أخرى ليس للشاعر دور في تأويلاتها سوى ما قدم من محطات تأويل، قد يبعد القارئ عنها ، وقد يقترب.
وقد تعتمد اللغة الشعرية في هذا النوع من الشعر على المفارقة الساخرة ، التي لا بد للمتلقي أن يبحث عن مراميها ، لإعطاء النص حدودا دلالية ، كانت مفتوحة في فضاء القصيدة. يقول سميح القاسم:
وعندما تصيبني سخريتي بالقرحة
سيمنحون زوجتي الطباخة الذكية
جائزة مسيلة للعاب
( نوبل للآداب)
وعند حفار القبور أترك البقية.
وقد تطول القصيدة حتى تصبح ديوانا ، كما هو الحال في ( فضاء الأغنيات ) ديوان شعر من وحي تجربة الاعتقال في النقب للشاعر د. المتوكل طه ، و( جدارية) محمود درويش ، وسربيات سميح القاسم ، حيث تشكل كل سربية ديوانا مستقلا.
ومن التقنيات المستخدمة في لغة الشعر اعتماد القصيدة على الحوار والسرد القصصي ، فتظهر في القصيدة العناصر القصصية ، وأهمها: السرد والحدث والزمان والمكان ، ونجد مثالا لذلك قصيدة " جندي يحلم بالزنابق البيضاء" لمحمود درويش ، فقد بدأ القصيدة بالسرد القصصي في قوله:
يحلم بالزنابق البيضاء
بغصن زيتون
بصدرها المورق في المساء
يحلم- قال لي- بطائر
بزهر ليمون
وبعد هذا السرد ، يتابع القصيدة محاورا :
سألته والأرض؟
قال: لا أعرفها
سألته: تحبها؟
أجاب: حبي نزهة قصيرة
أو كأس خمر أو مغامرة
- من أجلها تموت
- كلا.
وما يلاحظ على لغة الشعر الحر التعقيد ، ولعله آت من كون اللغة المستخدمة فيه بسيطة في دلالاتها الأصلية، عميقة في معانيها النصية، ولأنها من جهة أخرى ترتبط بعلاقات سياقية وتاريخية وشعورية لا بد من فهم مراميها أولا ، ثم الغوص في دلالات البناء الشعري الحديث ، والحقيقة أن الغموض أو الإبهام أصبح ظاهرة تغلف أروقة القصيدة ، وقد تنبه غير دارس لهذا الملمح في هذا الشعر، ومن هؤلاء الدارسين الناقد اللبناني جودت نور الدين في كتابه "مع الشعر العربي- أين هي الأزمة" ، فقد عرض في الكتاب بعض النماذج التي يلفها الغموض ، من ذلك قول الشاعر محمد زين جابر:
لماذا تظل حصى باردة
في أسفل السراويل المتمادية
لأجدادنا المهرولين"
ويعلق أ. جودت نور الدين على هذا المقطع بقوله:
" إني أسأل الشاعر : كم قارئ لهذا المقطع في العالم العربي الواسع من غير منطقة الجنوب الصغيرة في لبنان {منطقة الشاعر} يمكنه الإحاطة بأبعاد الصورة التي نقلتها على رغم وضوح عباراتها".
وقد وقف الناقد السعودي د. عبد الرحمن محمد القعود وقفة متأنية عند ظاهرة الغموض في الشــعر الحر فـــي كتابـه " الإبهام في شعر الحداثة – العوامل والمظاهر وآليات التأويل" ، فقد خصص هذا الناقد لدراسة هذه الظواهر بابا مستقلا بثلاثة فصول ناقش فيها بإسهاب هذه الظاهرة بنماذج مختارة ، ويرد د. القعود هذا الغموض إلى أسباب ثلاثة: أولاً الغياب الدلالي ؛ وذلك بسبب غياب الموضوع عن القصيدة ويرى أنه " مع حركة الحداثة الشعرية صار الشعر صوت قائله ، أي صوتا داخليا ، لا خارجيا تفرضه القبيلة أو السلطان أو المناسبة القومية أو الاجتماعية ،.......، فغابت بهذا أغراض الشعر التقليدية ، ليحضر بدلا منها موضوعات تتحدث عن النفس وحركتها الدقيقة".
ومما يتصل بغياب الموضوع اعتماد الشاعر لغة التجريد ، وتركيزه على التأثير الشعري ، وليس الموضوع وتقديم رسالة ، مما جعل الشعر يغوص في غمار الغموض والإبهام الذي يشكل عائقا عن التواصل مع المتلقي.
وأما أسباب الإبهام الأخرى التي يطرحها د. القعود في كتابه السابق: التشتت الدلالي ، وإبهام العلاقات اللغوية، ويقصد المؤلف بالتشتت الدلالي أن الجملة الشعرية لا تعطي بتواصلها اللفظي اللغوي معنى متصلا ، بل تتشتت الدلالة عبر التداخل اللغوي لبنية القصيدة ، فالمتلقي عندها بحاجة إلى إعادة تنظيم لبنات القصيدة ليستطيع فهمها ، فهي عسيرة على الفهم لأول مرة.
أما إبهام العلاقات اللغوية فيوضح المؤلف مقصوده منها ، في أن اللغة الشعرية تدخل خلال النص بعلاقات نحوية مبهمة في علاقة المسند والمسند إليه ، أو الجمع بين متناقضين ، أو متنافرين ، ويعني من جانب آخر" انخفاض المستوى النحوي" في القصيدة ، فالشاعر يعدل عن التركيب النحوي المعهود إلى تركيب جديد ، تكون الجملة فيه مفتقرة إلى عناصر البناء اللغوي السليم مما يزيد من الإبهام.
وفي ظني أن الشاعر الحديث عندما اختار العزلة عن قضايا المجتمع ، وتراجع الشعر عن أداء رسالته ، واتصال الشاعر بالمذاهب الغربية ارتباطه بها ارتباط تبعية وتقليد ، واطلاعه على النتاج الشعري الغربي الذي تحكمه قوانين إبداعية فكرية مختلفة ، ومحاولة المبدع وضع نفسه في مرتبة أعلى وأسمى من القارئ، كل ذلك دفع الشاعر أن يدخل في دهاليز اللغة الشعرية غير المفهومة ؛ إيهاما للقارئ أنه أمام شاعر لا يشق له غبار! وقد لا يكون وراء كلامه طائل يُذكر سوى التلاعب بالألفاظ ، وتقديم مصفوفات لغوية خاوية لا تؤثر في إحساس المتلقي وأفكاره، فهي طلاسم ومستغلَقات يعجز هو نفسه عن فهمها ، وصدق الشاعر حيث قال ساخرا من هذا النوع من الشعر:
تحدثني فلم أفهم عليها كأن حديثها الشعر الحديثُ

.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:30 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

على أن الشعر الحديث ( الحر) ليس كله غامضا ، يسبح في أوهام الإبهام والغموض ، فناك تجارب شعرية لم تتنازل عن رسالتها التربوية والنهضوية ، وظلت على يقين بأن الشعر ذو رسالة ، من ذلك ما قدمه مظفر النواب وأحمد مطر وصلاح عبد الصبور وشعراء المقاومة الفلسطينية غي جيلها الأول.
ولا يعني هذا أن تكون القصيدة سهلة واضحة ، لا تثير القارئ ، ولا تفتح له آفاقاً من التأويلات المحتملة لنص شعري مكتنز بالمعنى ، تتضافر فيه كل عناصر الإبداع بدءا من اللفظ وانتهاء بالإيقاع وصولا إلى الصورة الشعرية المعبرة؛ فلا بد أن يكون هناك نوع من شد القارئ لسحر النص بغموض لا يستغلق على الفهم ، من خلال إشارات نصية مفتاحية ، تحاول أن تستدرج القارئ نحو فضاءات النص ليتفاعل معه ، فالقارئ ما هو إلا منتج آخر للنص بإنتاجه المعنى والتأويل.
استلهام التراث والأسطورة والتاريخ:
ويستند الشعر الحر من جانب آخر على استلهام التراث والأسطورة في البناء الشعري ، وترميز تلك العناصر ، فتجد الشاعر في قصيدة ما يوظف بعض ما جاء في الإنجيل أو التوراة ، أو يقتطع نصوصا منهما ، وقد يوظف الشاعر النص القرآني بألفاظه وقصصه وتعابيره وشخصياته ، كما يظهر عند الشاعر محمود درويش في قصيدته " حبر الغراب "، فيوظف الشاعر في هذه القصيدة القصة القرآنية الواردة في سورة المائدة التي تصور الصراع بين ابني آدم ( هابيل وقابيل) ، ويضمن الشاعر جزءا من الآية في النص الشعري:
ويضيئك القرآنُ:
¼ فبعث الله غرابا يبحث في الأرض
ليريه كيف يواري سوءة أخيه، قال:
يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب»
ويضيئك القرآنُ،
فابحث عن قيامتنا وحلق يا غرابُ!
كما يوظف الشاعر الحديث الأسطورة القديمة عربية وإغريقية وسومرية وبابلية من مثل : العنقاء والغول والسندباد ، وجلجامش وعشتار ، وسيزيف ، وغيرها ، فقد الشاعر محمود درويش – على سبيل المثال – الأسطورة كثيرا في ديوانه " سرير الغريبة" الذي حشد فيه الشاعر كثيرا من الأساطير المتعلقة بالحب
ولم يكتف الشاعر الحديث بذلك ، بل جعل من التاريخ وحوادثه وشخصياته مادة استلهمها الشاعر ، فقد تجد في الشعر الحر إشارة لحرب جاهلية ، أو لحرب إسلامية ، أو حادثة اجتماعية ، أو ظاهرة معينة ، وقد اتكأ الشاعر الحديث على شخصيات التاريخ اتكاء واضحا ، وأشير هنا إلى دراسة منشورة في مجلة " عالم المعرفة"، يبن فيها صاحبها كيفية توظيف الشخصيات التاريخية في الشعر الفلسطيني ، فذكر من تلك الشخصيات التتار والخليفة والسجان والجلاد والروم وكسرى وقيصر) وهي شخصيات تاريخية عامة ، ويقف عند شخصية ( الحسين بن علي ، وصلاح الدين الأيوبي وعز الدين القسام )( ، وعندما يوظف الشاعر هذه الشخصيات فإنه يتخذ منها أقنعة يختبئ وراءها في تقديم فكرة معينة().
وقد حازت أحداث الأندلس مساحة لا بأس بها في الأدب الحديث بشكل عام ، والشعر بشكل خاص ، حيث تشكلت ظاهرة في هذا الأدب ، وقد سجلها كثير من الشعراء ، فقد عرف عن نزار قباني أندلسياته ، تلك القصائد التي تحدث فيها عن مجد العرب الضائع في الأندلس()، وقد خصص الشاعر محمود درويش ديوان" أحد عشر كوكبا " ليوثق العلاقة المأساوية بين الأندلس الضائعة وفلسطين التي أضحت أندلسَ ثانية في العصر الحديث()، ومن يتتبع هذا الموضوع يجده غزيرا في الأدب العربي الحديث ، وخاصة في الشعر الفلسطيني(.

التكرار في الشعر الحر:

لم تكن ظاهرة التكرار حكرا على الشعر الحر، فقد وجدت هذه الظاهرة في الشعر العربي القديم ، ولعل أوضح الأمثلة على ذلك قصيدة الحارث بن عباد " قربا مربط النعامة مني ..." التي قالها بعد مقتل ولده()، وقصيدة عمر بن كلثوم في قوله:" بأي مشيئة عمرو بن هند ..."()،ووجد التكرار كذلك في القرآن الكريم ، في سورة الرحمن() ، وسورة الشعراء ، وسورة المرسلات ، وغيرها ، وتستحق ظاهرة التكرار في النص القرآني وقفة متأنية لبيان وجوه الإعجاز فيها ، والدلالات التي تؤديها.
وجاء الشعر الحر ليبعث في ظاهرة التكرار بعدا جديداً، إذ لم تكن هذه الظاهرة مجرد ترديد لمجموعة من الألفاظ والجمل الخالية من المعاني ، وقد تحدثت نازك الملائكة في كتابها" قضايا الشعر المعاصر" عن هذه الظاهرة ، وعرضت أنواعا من التكرار، ومن ذلك : تكرار اللفظ ، وتكرار الجملة ، أو بيت شعر ، أو مقطع ، وتكرار الحرف ، وقد جمعت كل أنواع التكرار السابقة في ثلاثة أقسام حسب الوظيفة التي تؤديها في السياق الشعري، وهذه الأقسام هي:
1. التكرار البياني : وهو التكرار الذي يلجا إلى التأكيد على الكلمة المكررة أو العبارة().
2. تكرار التقسيم: وهو تكرار كلمة أو عبارة في ختام كل مقطوعة من القصيدة(.
3. التكرار اللاشعوري: وتعرف نازك الملائكة هذا النوع من التكرار بقولها:" التكرار الذي يجيء في سياق شعري كثيف يبلغ أحيانا درجة المأساة ، ومن ثّمّ فإن العبارة المكررة تؤدي إلى رفع مستوى الشعور في القصيدة إلى درجة غير عادية.
وتضيف الشاعرة لتوضيح هذا النوع " ويغلب أن تكون العبارة مقتطفة من كلام سمعه الشاعر فوجد فيه تعليقا مريرا على حالة حاضرة تؤلمه أو إشارة إلى حادث مثير يصحّي حزنا قديما أو ندما نائما أو سخرية موجعة"(
وتبين الشاعرة أن التكرار يحكمه قانونان لا بد من مراعاتهما معا عند توظيفه في النص الشعري، وهما:
1. التكرار إلحاح على جهة مهمة في العبارة يعنى بها الشاعر أكثر من غيرها وبالتالي فإن التكرار يأخذ بعدا نفسيا ، له علاقة بنفسية الكاتب
2. إن التكرار يخضع للقوانين الخفية التي تتحكم في العبارة ، وهو قانون التوازن ، ففي كل عبارة طبيعية نوع من التوازن الدقيق الخفي الذي ينبغي أن يحافظ عليه الشاعر في الحالات كلها(.
وتوضح نازك الملائكة في ختام دراستها لظاهرة التكرار في الشعر " إنما هو كسائر الأساليب في كونه يحتاج إلى أن يجيء في مكانه من القصيدة، وإن تلمسه يد الشاعر تلك اللمسة السحرية التي تبعث الحياة في الكلمات".
وأشير فيما يلي إلى بعض مواطن التكرار في شعر الشعراء الحداثيين ، من ذلك قصيدة " حوار " للشاعر صلاح عبد الصبور ، فقد كرر " أأنت من سكان هذه المدينة!" في قصيدته هذه ست مرات ،مكتفيا في مرتين منها بتكرار مفتتح السؤال "أأنت..." مع وضع إشارة الحذف(. وقد وظف نزار قياني التكرار في قصائده، ومن هذه القصائد قصيدة" الحزن" ، حيث جعل جملة " علمني حبك" مفتَتحا لكل مقطع(، أما الشاعر بدر شاكر السياب فقد اعتمد فنيا ومعنويا على التكرار في قصيدته " مطر" ، فقد تكررت كلمة مطر بتراتبية( معينة ، تخدم السياق والمعنى ، وقد بلغ عدد المكررة فيها كلمة مطر(26) مرة.
ومن الظواهر اللافتة للنظر في شعر محمود درويش التكرار ، فقد وظفه في كل مستوياته ، بدءا من تكرار الحرف ، وانتهاء بتكرار الجملة ، ويمكن أن يقدم المرء مثالا لظاهرة التكرار في شعره قصيدته"أنا آت إلى ظل عينيك آت"، فقد كرر الجملة الافتتاحية " أنا آت إلى ظل عينيك آت" ست مرات في تضاعيف القصيدة ، وليس هذا وحسب ، بل إن في القصيدة نوعا من تكرار الضمائر (أنتِ) والضمير (أنا) ولفظ (آتٍ) ،في القصيدة في مواضع غير الجملة الافتتاحية، وكرر كذلك الأفعال ، وتكرار جــملة " مــا الــذي" مع الفعل المضارع ، وكرر كذلك الفعل الماضي " فروا" ، والفعل الماضي " باع".
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:31 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الظواهر الفنية في الشعر الحر
الجزء الثاني
منقول للفائدة
و لم أقف على نسبة هذه البحوث القيمة لأصحابها
يتناول هذا الموضوع ما يلي:
1. الصورة في الشعر الحر
2. الغموض في الشعر الحر
3. التدوير...







الصورة في الشعر الحر
اعتمد الشاعر في تركيبه للصورة الشعرية في الشعر الحر على عدة عناصر ، من كناية وتشبيه واستعارة ، ومجاز ورمز وتعبير حقيقي، وقد كانت الصورة في الشعر الحر مجالا لتأدية المعنى ، وليس عنصر زخرف أو تزيين
ومن يقرأ الشعر الحديث يجد أن الصورة الفنية فيه ، إما جزئية معتمدة على المفهوم التقليدي للصورة الشعرية القديمة من تشبيه واستعارة ، أو كناية، وإما صورة كلية ، يرسم الشاعر من خلالها صورة مركبة ، تتضافر فيها كل العناصر الجزئية لتقديم صورة شعرية مشهدية كلية.
وقد تعددت الدراسات التي تناولت الصورة الشعرية في الشعر العربي ، ومن هذه الدراسات ما قدمه د. عدنان حسين قاسم في دراسته للصورة في الشعر ، وتعرض في هذه الدراسة للصورة في الشعر الحر ، والعناصر المكونة لها ، وتحدث كذلك عن وحدة أجزاء الصورة الكلية ، موضحا كل ذلك بالأمثلة من الشعر قديمه وحديثه(، وقد وقف الناقد شاكر النابلسي عند الصورة الشعرية في كتابه" مجنون التراب- دراسة في شعر وفكر محمود درويش" وعرض في دراسته لــ (25) نوعا من الصورة في شعر هذا الشاعر، وقد جاء هذا التفصيل في الصورة مبنيا على عدة اعتبارات رآها الدارس ، فقد أخذ في الحسبان حالات المتلقي أو الوظيفة التي تؤديها الصورة أو العناصر الداخلة في تركيبها(، ويمكن أن يرد المرء هذه الأنواع المتشعبة للصورة إلى نوعين فقط: الصورة المشهدية الكلية والصورة الجزئية.
وفيما يلي أقدم مثالين للصورة الشعرية كما يبينهما المؤلفين السابقين ، الأول للشاعر سميح القاسم ،وذلك في قوله:
ألسنة النار تزغرد في أحشاء الليل
ويدمدم طبلْ
وتهد بقايا الصمت طبول ضاربة وصنوج
ويهيج الإيقاع المبحوح يهيج
فالغابة بالأصداء تموجْ
ففي هذه الصورة تتضافر العناصر التقليدية لبلاغتنا العربية في تركيب صورة مشهدية كلية ، يظهر فيها أثر النار وحريقها ، ومآل ذلك من تمزيق جدران الصمت وارتفاع الأصوات وانفجار الثورة ، ففي هذه الحركة ، وفي هذا الصوت تتفاعل كل العناصر لإظهار المعنى في صورة شعرية مشهدية
أما المثال الثاني ، فهو من شعر درويش ، ورد في كتاب النابلسي المشار إليه آنفاً ، يقول درويش:
والصوت أخضر
قال لي أو قلت لي : أنتم مظاهرة البروق
والصوت موت المجزرة
ضد القرنفل، ضد عطر البرتقال
أنتم جذوع البرتقال
وقد نعت شاكر النابلسي هذه الصورة بــ"الصورة الملونة" ، وعلق عليها بقوله: " وهي صورة بسيطة من الصور الشعرية التي لا تعتمد على لون واحد.... ، والغرض من هذه الصورة تقليد الطبيعة وليس نقلها ، بأن يقف الشاعر مكان الطبيعة في التلوين ،أو يقوم بما تفعل ، وليس كما تفعل بالضبط"(.
وهذه الصورة كما تحسها معي ، تؤدي مشهدا شعريا متكاملا ، يعتمد على الطبيعة كأحد مرتكزات الصورة الشعرية، بألوانها المختلفة ؛ لتأكيد تجذر الإنسان بأرضه ، وتوحده بعناصرها المميزة.
الغموض في الشعر الحر
فؤاد أحمد البراهيم

الغموض يلف الشعر الحديث وقسماته، ويخفي جوهره وعلاقاته بأشقائه في دوحة الأدب، وزاد الفجوة التي تفصل بين كثير من النصوص الشعرية المعاصرة، وجمهور واسع من القراء. ظاهرة الغموض جاءت من أمور، منها: الغموض الدلالي، استحالة الصورة الفنية، غموض الرمز.
اللغة الشعرية
لغة الشعر هي لغة الإشارة في حين أن لغة النثر هي لغة الإيضاح ولابد للكلمة في الشعر أن تعلو على ذاتها، أن تزخر بأكثر مما تعنيه، أن تشير إلى أكثر مما تقول، عبر إدراك الشاعر لقدرات المجاز في منح اللغة مساحة أوسع من دلالتها المعجمية، يزيدها قوة تبدو في أنه يمكن للكلمات أن تعني أكثر مما تشير إليه. الكلمات لدى الشاعر تختلف عن الكلمات المستخدمة في الحياة اليومية؛ فالشاعر يستنفذ في الكلمات كل طاقاتها التصويرية والإيحائية والموسيقية، اللغة الشعرية تنظم وتشد مصادر اللغة العادية وأحياناً تنتهكها. وميّز الرمزيون اللغة الشعرية «ودعوا إلى أن تستعمل الكلمات بمعان جديدة بعد أن تآكلت واستهلكت من فرط الاستعمال، وحاولوا إيجاد حل لمشكلاتها، فاهتم «بودلير» ب«جمالية القبح» وشغل «رامبو» بلون الكلمة وإيقاعاتها الداخلية وروائح الإحساسات المنبعثة من الألفاظ ألواناً وروائح مختلفة، وأجهد «مالارميه» نفسه وحاول أن يحمّل اللغة ما لم تستطع القيام به من قبل، وجهد أن يبتدع لغة ينبثق منها شعر جديد، شعر لا يدور على وصف الشيء بل على تأثيره وهذا ما أوصله إلى نظرته الشهيرة في طبيعة الشعر التي انبثقت منها الدراسات الحداثية وهي أن «الشعر كلمات» يروي لنا «دانيال لوير DANIAL LEUWERS» حادثة الرسام «إدغارديغا» الذي اشتكى حين كان يجلس مع «مالارميه» من ضياع النهار وهو يحاول أن يكتب قصيدة قائلاً: «ومع ذلك، ليست الأفكار هي ما ينقصني، فإنني مفعم بها»، فتيسّر ل«مالارميه» أن يجيبه: «ليس بالأفكار تصنع القصائد ياديغا، وإنما بالكلمات»(1). النص الشعري يمثل تشكلاً دلالياً جديداً وانزياحاً للغة، والانزياح «الانحراف» هو خرق للقواعد وخروج على المألوف أو هو احتيال من المبدع على اللغة النثرية لتكون تعبيراً غير عادي عن عالم عادي، أو هو اللغة التي يبدعها الشاعر ليقول شيئاً لا يمكننا قوله بشكل آخر(2). والسبب في هذا الانزياح أن «للغة الشعرية قوانينها المختلفة عن قوانين الحديث اليومي أو النثر، فالشعر يهدم اللغة ليعيد بناءها وفق عالم محتمل الوقوع، ومن هنا ذهب «جان كوهين» إلى أن الانزياح شرط أساسي وضروري في النص الشعري.. ولكن الانزياح ليس هدفاً في ذاته وإلا تحوّل النص إلى عبث لغوي وفوضى في الرسالة الشعرية ذاتها، وإنما هي وسيلة الشاعر إلى خلق لغة شعرية داخل لغة النثر، ووظيفته خلق الإيحاء، وقديماً قال البحتري:
والشعر لمحٌ تكفي إشارته
وليس بالهذر طوِّلت خُطبهُ(3)
الصورة الشعرية
التصوير الفني عنصر أساسي وأصيل من عناصر الشعر، وهي الحد الفاصل الذي يميز بينه وبين العلم، قال أرسطو: «إن أعظم شيء أن تكون سيّد الاستعارات، فالاستعارة علامة العبقرية» ويقول المنفلوطي: «إن التصوير نفسه أجمل المعاني وأبدعها، بل هو رأس المعاني وسيدها(4) ويقول راي Ray: إن الصورة وحدها تكسب العمل جمالاً(5) إلا أن استحالة الصورة في الشعر أدت إلى الغموض في فهمه حيث تعبر بمهارة عن تمازج الرؤى والأفكار والأحاسيس تجمع بين الخيال والقدرة الفنية، فالخيال هو الروح والقدرة الفنية هي الجسم. الطاقة الفنية تستجيب لها إمكانات اللغة العربية في تناغم موسيقي وتصويري، وهنا شاهد للشاعر أحمد العدواني تطل منه فكرة الكتابة الحاملة رؤية مستحيلة حيث تمرد الكلمة وتغادر السطور حدود الأوراق: «كتبت أسطراً على الورق
ومرت الريح بها
فأصبحت دخاناً
وحينما أشعلت قلبي فاحترق
وجدت أسطري
تفجرت نيراناً»
غموض الرمز
«توظيف الرمز في القصيدة توظيفاً فنياً ناجحاً هدف سعى إليه الشاعر العربي المعاصر، ومطمح لا يزال يلح في الوصول إليه.
يقول عبدالوهاب البياتي في هذا الخصوص: «أمَّا ديواني «الموت في الحياة» فهو قصيدة واحدة مقسمة إلى أجزاء، وأنا أعتبره من أخطر أعمالي الشعرية، لأنني أعتقد أنني حققت فيه بعض ما كنت أطمح أن أحققه من خلال الرمز الذاتي والجماعي ومن خلال الأسطورة والشخصيات التاريخية القديمة والمعاصرة.. عبَّرت عن سنوات الرّعب والنفي والانتظار التي عاشتها الإنسانية عامة، والأمة العربية خاصة»(6).
الرمز أنواع منه: الرمز الأسطوري، الرمز الديني، الرمز التاريخي، الرمز الشعبي، وسنقف هنا عند الرمز الأسطوري. الأسطورة «الخرافة»: «هي القصص الخيالية التي نسجتها مخيلات الشعوب في العصر الأسطوري، وتبرز فيها قوى الطبيعة في صور كائنات حيّة، مبتدعة الحكايات الدينية والقومية وغيرها، وقد جسدها الأدباء في الملاحم والمآسي، ومن ذلك ملحمة جلجامش والإلياذة والأوديسية، ومأساة «أوديب ملكاً وسواها(7) و «الأساطير» قصص رمزية تروي حقائق أساسية ضمن مجتمعات لها تقاليد راسخة غير مكتوبة، وتعنى الأساطير عادة بالكائنات والأحداث غير الاعتيادية، لذا كانت من أغنى مصادر الإلهام للأدب والدراما والفن في مختلف أنحاء العالم (.
و«الأسطورة تتوافق مع مرحلة الطفولة للحضارة البشرية، مثلما تتوافق الفلسفات العقلية والتقنيات المتقدمة مع مرحلة البلوغ الحضاري»(9). أما عن نشأة الأسطورة «فقد اختلف الباحثون في تحديد نشأتها وطبيعتها وميدانها ومدلولاتها، ولكنهم اتفقوا في أنها تمثل طفولة العقل البشري وتقوم بتفسير الظواهر الطبيعية.. برؤى خيالية توارثتها الأجيال.. ولا تقتصر الأسطورة على زمن ما، فكما أن هناك أساطير قديمة كذلك يمكننا خلق أساطير معاصرة(10). اعتمد الشاعر الحديث على الأسطورة في تصويره الحالة الشعرية عنده، وربما القارئ لم يفهم ماذا يعني الشاعر لعدم فهمه لوظيفة الأسطورة في الشعر الحديث، ومما يزيد حدة الغموض أن بعض الشعراء يقتبسون الأساطير الإغريقية اليونانية القديمة، مثل أساطير أدونيس، وتموز وسيزيف.. هذه الأساطير لغرابتها بمثابة تحدٍّ لمشاعر القارئ و «الهدف من استخدام الأسطورة في أداء وظيفتها أن تكون مفهومة لدى المتلقي، وأن يكون مدلولها العام متجاوباً مع حقيقة مشاعره(11). وهناك من يرى أن «صلة الشعر بالأسطورة قديمة، وثمة من يقول: إن الشعر وليد الأسطورة، وقد نشأ في أحضانها وترعرع بين مرابعها، ولما ابتعد عنها جف وذوى، ولذلك فإن الشاعر في العصر الحديث عاد ليستعين بالأسطورة في التعبير عن تجاربه تعبيراً غير مباشر، فتندغم الأسطورة في بنية القصيدة لتصبح إحدى لبناتها العضوية، وهذا ما يمنحها كثيراً من السمات الفاعلة في بقائها، ومنها إنقاذها من المباشرة والتقرير والخطابية والغنائية، كما يخلق فيها فضاء متخيلاً واسع الأبعاد زمانياً ومكانياً (12).. الأسطورة تخفي معنى آخر تحت المعنى الظاهر «وقد يلجأ الشعراء إلى الأسطورة للتعبير عن قيم إنسانية محددة، أو لأسباب سياسية، بأن يتخذ الأسطورة «أو الشخصية الأسطورية» قناعاً يعبر من خلاله عمّا يريد من أفكار ومعتقدات(13). و«توظيف الرموز الأسطورية في بنية القصيدة واستلهامها يثري العمل الفني، وبخاصة إذا تضمن موقفاً معاصراً وعبّر عن تجربة جديدة»(14).
ومن أسباب غموض الشعر الحديث تباهي الشاعر بالثقافة وسعة الاطلاع من خلال الإكثار أو الإلحاح على استخدام الأسطورة في الثقافة الغربية إذ «يتراوح استخدام الأسطورة في شعرنا المعاصر بين الاستخدام الخارجي الآلي منفصلة عن التجربة المعاصرة، وهي زخرفية أو تقدم دليلاً على ثقافة الشاعر أكثر من كونها دليلاً على شاعريته.. وتكون الأسطورة شاهداً لا يندغم في حالة التجربة أو في السياق، وهي مقحمة على العمل الفني.. وقد استدعاها الشاعر لتكون استعراضاً لثقافة.. أكثر مما استدعاها السياق للتعبير الوظيفي(15). ومن الأفضل استخدام الأساطير والرموز العربية المفهومة للقارئ حسب سياقها الفني في تجربة الشاعر المعاصرة.
الشاعر جاسم الصحيّح استطاع استخدام الرمز بفنية فائقة في قصيدة له «عنترة في الأسر»:
سيفٌ طريحٌ.. شاحبُ اللمعان.. منكسرُ الصليل
ومطهمٌ ذبلت على شدقيه رائحة الصهيل
وقصيدةٌ مطعونةٌ
بقيت على الرمضاء، ينزف من جراحتها العويل
والفارس «العبسيُّ» مغلول الملامحِ
في انهيار المستحيل
وأنا هنا أتوجس التاريخ
وهو مفخخ الأحداث بالزيف الدّخيل»
الشاعر يرى في هذا العصر الضعف العربي، فينادي البطل العربي الأسطوري:
أبا «الفوارس».. من صميم الوهم جئتك
حاملاً مجد البداوة والمضارب والقفار
متأبِّطاً أسطورتين
رضعت من ثدييهما زهوي
وعادة أمَّتي في الانتصار

.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-01-2009, 12:53 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله ا لرحمن الرحيم


أخي العزيز السيد عبد الرازق :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد ،
فأنا حائر في توجيه ألفاظ الشكر إليك وأراها ما أوجدت إلا لإثبات تمام النقص عن التعبير عن الفرحة بهذا الفكر المستنير فيما تنقله .
من غير الصحيح الآن أن أبرز رأيي في هذا الفن (لا سيما وأن كثيرين لا يعتبرونه شعرًا وإنما هو إلى روح الخاطرة أقرب وأن شعر التفعيلة ليس هو الشعر الحر )لأن ذلك سيزيد الناشئةتشتتًا في صنوف الأدب والفن .
قصيدة النثر لو أجزنا هذا التعبير ، فكان الأولى بها أن تجيب عن هذا الكم الهائل في اللاشعور الجمعي للمثقف العادي قبل الفرد غير المثقف عن الصورة الذهنية الكاريكاتوريةعن هذا الفن ، والتي تبلورت من خلال أعمال (محمد عفيفي مطر ، أدونيس ) وغيرهما من عباقرة التحذلق في هذا العصر .
عمومًا تعلمنا الثقافة أن نحترم الآراء والأفكار لكن إذا كان المبدع متعاليًا عن المتلقي فليأخذ إبداعه وليذهب به إلى جزر هاواي أو بروناي وليعيشا معًا في أصفى حالة من الاستروائية والتهيؤ الحدسي المنبعث من الابستمولوجية المستغلقة في تماهيات الكينونة الفونولوجية لللنص .
ما أجمل الإبداع الذي تركه لنا أمل دنقل ( لا تصالح - الخيو - أوراق من مذكرات أبي نواس...) ما أسهل الفهم لأشعار الراحل (بدر شاكر السياب ) رحمه الله ...
كل هذه الأنماط كان من الممكن أن تكون باعثًا على ثورة أدبية لو أنها وضعت في المناهج الدراسية وأقيمت لهاقنوات لتوصيلها للقارئ .
عمومًا: أشكرك بشدة على انفتاحك على مختلف الرؤى وحياديتك تجاهها وعدم تغليبك لفكر على حساب الآخر .
فقط مطلبي الذي ذكرته في الحديث عن الاستعارةأرجو الامتداد به في هذا المجال واستحضار قطع صغيرة من التراث الرائع لشعر التفيعلة والعمودية يمكن من خلالها للخيميين السير على منوالها ، ولك مني خالص الشكر والتحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-01-2009, 01:40 AM   #5
أحمد السلامونى
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 101
إفتراضي

أخى الكريم الأستاذ سيد عبد الرازق : لا أستطيع إلا أن أقول إن ماتتحفنا به فى وفروع اللغة العربية من نحو بلاغة ، عمل عظيم وجهد تحمد عليه ، وأتمنى منك بعض دروس فى الأدب : فى اتجاهات الأدب القديمة من ( محافظين ومحدثين والصنعة والطبع والاتجاه الذهنى الفلسفى |، والمدارس الأدبية حديثا : ( الإحياء والبعث ) ( والرومانسية المتمثلة فى رائدها ( مطران ) و( والديوان ( وأبوللو ) ( والمهاجر ) ثم اتجاه الواقعية والحداثة وما بعد الحداثة ، ستكون خير معين للمبدع والمثقف للوقوف على أدوات فهم النص وإبداعه ولك ، إلى مزيد من التألق ولك منى موفور مودتى
أحمد السلامونى غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .