العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 02-02-2020, 04:32 PM   #1
محمد محمد البقاش
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2010
المشاركات: 203
إفتراضي الله لا يشبه الشيء ولا يشبه اللاّشيء

الله لا يشبه الشيء ولا يشبه اللاّشيء

الله تعالى خالقُ كل شيء، وما خلقَ لا يشبهه، ووجبَ ألاّ يشبهه؛ ذلك أن الشيء، كل شيء مُركّب، ومادام مركبا فهو ينتهي في تشكيله إلى كلِّيات، وما دام كليات فقد تشكلت كلياته من أجزاء حتى صارت كليات، بل إن المفرد الذي لا زوج له مفرد، فهو في فرديته جزء ينتهي به المطاف إلى الكليات، والكليات بحد ذاتها طاقات وجُسَيْمات وجُزَيْئات وجُزْئِيات وأشكال وألوان وهيئات وأعراض وأطوال وما شابه، فكان الشيء منفردا لا يشبه الله تعالى، وكان الشيء مجتمعا لا يشبه الله تعالى ووجب ألاّ يشبهه لأنه إن شبهه وجب أن يكون مركَّباً، والمركَّب يتَّصف بالمحدودية والنقص والعجز والاحتياج، والخالق عَقلْاً يجب أن يكون مستغنيا بذاته، فلا يحتاج إلى شيء حتى يستغني به، فالمستغني بغيره ليس في حقيقته مستغنيا لأن الاستغناء الحقيقي يجب أن يكون بالذات، وهذا غير موجود في الكون والطبيعة، انظر إلى الطبيعة مثلا؛ فهي الشيء والنظام، هي الكون ونظامه، فالأشياء محتاجة إلى نظام لكي ينظِّمها، والنظام محتاج إلى أشياء لكي تنتظم به، ومجرد وجود الحاجة يدل على عدم الاستغناء، ولا يقال أن الطبيعة احتاجت لنفسها فهي مستغنية وبموجب ذلك ليس هناك خالق للكون والإنسان والحياة والطبيعة، لا يقال ذلك، فمجرد وجود الحاجة في الشيء ولو إلى جنسه دل على العجز في أن يكمِّل الشيء نفسه، وهذا نقص وعجز واحتياج إلى الغير، والنتيجة أن المستغني الحقيقي يجب أن يكون بذاته وليس بغيره، فالنظام مستغن ولكن بغيره، والشيء مستغن ولكن بغيره أيضا وهذا كاف لإدراك الحقيقة الناصعة.
هذا فيما يتعلق بالشيء فماذا عن اللاشيء؟
اللاشيء بحد ذاته عدم، والعدم مخلوق، مثله مثل الموت، فالموت مخلوق قبل أن تظهر الحياة، فإذا جزمنا بنشوء الحياة بعد لحظة وحين في جنسنا، في الحيوان، في الحشرات، في الأسماء في النبات فإن الحياة غير مسبوقة إذ الموت هو السابق، فحين عدم ظهور الحياة يكون هناك موت، فالموت مخلوق قبل الحياة، وعليه حتى يكون الللاشيء عدما وجب أن يكون مخلوقا، إلا أن خلقه من حيث الوجود كائن، فالعدم موجود ولكنه لا شيء، وكونه لا شيء وجب أن يكون لا جزءاً ولا كلاًّ، وجب أن لا يكون في خلقه غير الجسيمات ولا الجزيئات، وجب أن يكون عدما، وكونه عدما فهو في العدم مخلوق لخالقه، انظر إلى الكون مثلا فقد بدأ بشي أقل ملايين المرات في صغره عن الذرة، وإذا تصورنا هذا الصغر على استحالته ولو أنه في العقل معقول نجد أن ذلك الصغر ينضغط وإلا لما صغر، فالتصغير إلى التصغير يسير حتى يزداد صِغَراً، وهو يزداد صِغَراً ويتضاءل ينضغط ليس كمادة، بل ينضغط في صغره ويتحدد ويتميز بأنه أصغر شيء، فلا هو جسيم ولا هو جزيء، وهكذا يستمر في الانضغاط ليصغر ويصغر ويتضاءل ويتضاءل إلى حد معين، والحد في حد ذاته سقف له، ومادام سقفا له، فهو المبتدأ لما بعده، فيكون المبتدأ هو العدم، فكان العدم هو ذلك اللاشيء الذي جاء منه الكون، وعليه وجب ألا يشبه الله تعالى، فالشيء واللاشيء عقلا وجب ألاّ يشبهان الخالق إذ لو شبههما لما كان لوصف الاستغناء في ذاته وبذاته ولذاته معنى، فكان الله تعالى بهذا التصور لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء، كان الله تعالى لا يشبه الشيء ولا يشبه اللاشيء.
الخالق بهذه الصفات يمنح العقل طوعا وكرها صفة الخنوع والخضوع، فلا يمكن للعقل إلا أن يخنع ويخضع، وكيف لا يخنع ويخضع لله تعالى وهو يرى بعقله خالقا لا يشبه شيئا ولا يشبه اللاشيء؟ كيف لا يهرع إلى تقديسه وعبادته؟ كيف لا يحترم نفسه حين يتناول الكون ببحثه ويقول عنه أنه غير مخلوق لخالق بالصفتين اللتين ذكرتهما؟
محمد محمد البقاش غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .