العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة القصـة والقصيـدة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 13-06-2010, 11:46 AM   #1
الشاعر اسماعيل بريك
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2010
المشاركات: 50
Arrow صالح الشرنوبي الراهب في محراب الشعر بقلم اسماعيل بريك

الشاعر / صالح الشرنوبي الراهب في محراب الشعر
(من كتاب اضواء علي احزان الشعراء للشاعر اسماعيل بريك صدر سنه ) 2000
بقلم / إسماعيل بريك – قلين - كفرالشيخ - مصر
محافظة كفر الشيخ غنية بأبنائها الموهوبين في شتي المجالات وبخاصة في مجال الأدب والشعر . قدمت للساحة الأدبية في الأربعينيات الميلادية أدباء وشعراء شاركوا في إثراء الحركة الثقافية بما قدموه من إبداع جيد وأدب رفيع منهم شاعر البراري محمد السيد علي شحاتة – كفر الجرايدة – بيلا واحمد عرفات " بيلا " والشاعرة روحية القليني " دسوق " والناقد أنور المعداوي " مطوبس " والشعراء عبد العليم القباني وإبراهيم دقينش واحمد عبد الحفيظ سلام " مطوبس " وشاعر بلطيم صالح علي الشرنوبي الذي عاش راهبا في محراب الشعر يبثه كل همومه وأشجانه ليبدع لنا دررأ شعرية تنتظم في عقد فريد ورحل في ريعان الشباب وعمره سبعة وعشرون عاما اثر حادث اليم تحت عجلات قطار الدلتا . لقد ولد الشاعر صالح علي الشرنوبي في السادس والعشرين من شهر مايو سنة 1924 م بمدينة بلطيم وكان والده يشتغل في تجارة الأسماك فألحقه بكتاب القرية فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم ألحقه والده بمعهد دسوق الديني وحصل علي الابتدائية سنة 1939م التحق بعدها بمعهد القاهرة الثانوي حتي عام 1944م ثم انتقل بعدها إلي معهد طنطا الديني وقد تعطل صالح الشرنوبي في المرحلة الثانوية ثلاث سنوات بسبب انشغاله بالأدب والشعر والسياسة – حصل بعدها علي شهادة إتمام الدراسة الثانوية عام 1947م. إلا أنه وهو في " طنطا" كان يغلق علي نفسه حجرته ويمكث فيها وقتاً طويلاً ويزداد توتره النفسي في بعض الأحيان عقب إنشاده للشعر حتي ليخيل إلي أهله انه يفقد السيطرة علي قواه العقلية – ويروي الدكتور عبد الحي دياب يرحمه الله الذي أرخ لهذا الشاعر في التحقيق لديوان الشرنوبي فيقول :" ومن هنا عرضوه علي طبيب الأسرة وهو طبيب عام لا صلة له بدراسة علم النفس ولا يعرف عن حياة الشعراء والفنانين شيئا فأشار عليهم بإدخاله مستشفي الأمراض العقلية فأوثقوه بالحبال وألبسوه قميص المستشفي ورحلوه إليها ولكنه خرج منها بعد أسبوعين – وقد انشد قصيدته التي يقول فيها في المستشفي :
خذاني فغلاني وشدا وثاقيا
ولا تسقيا الغبراء إلا دمائيا
ولا تذكراني في بني الطين بعدها
فقد عفت أرضي واجتويت سمائيا
* وبعد حصوله علي شهادة إتمام الدراسة الثانوية سنة 1947م التحق بكلية الشريعة وتركها واتجه إلي كلية دار العلوم وتركها والتحق بكلية أصول الدين ثم تركها وعمل مدرساً بمدرسة بلطيم الابتدائية للبنات ثم تركها وعمل مدرساً بمدرسة سان جورج بالقاهرة ثم تركها ليعمل مصححاً بجريدة الأهرام . إلي أن لقي ربه في حادث اليم تحت عجلات قطار الدلتا ببلطيم في ذلك الوقت يوم 17 سبتمبر سنة 1951م وترك إحدى عشرة كراسة مدرسية ضمنها شعره . وقد تعرض شعر الشرنوبي أكثر من مرة للضياع وبذلت أكثر من محاولة لنشر عيونه إلا أن المحاولة الجادة هي تلك التي قام بها المرحوم الدكتور / عبد الحي دياب فجمع كل شعره وضمنه ديوانا يقع في 675 صفحة من الحجم الكبير وقامت بنشره " دار الكاتب العربي بالقاهرة " . ثم قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بإعادة طبع هذا الديوان عام 2003 م في جزئين – كما نشر له صالح جودت عدة قصائد في ديوان تحت عنوان " نشيد الصفاء " وتناول حياته بالدراسة في كتاب بلابل من الشرق – كما أعد عنه الدكتور / محمد مندور دراسة علمية وأطلقت مديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ اسمه علي المدرسة الإعدادية للبنات ببلطيم وتقيم مديرية الثقافة بكفر الشيخ في السابع عشر من سبتمبر كل عام مهرجانا شعريا ببلطيم احتفالا بذكرى الشاعر الراحل وما يزال شعر الشرنوبي مادة خصبة للدارسين والباحثين فقد حصل أكثر من باحث علي درجة الماجستير والدكتوراه في شعر صالح الشرنوبي . وقال عنه العقاد بعد وفاته : " لو عاش الشرنوبي لبذ شوقي " وكان الشرنوبي علي صلة بالأدباء والشعراء : كامل الشناوي – عزيز أباظة – احمد حسن الزيات – د. احمد هيكل – إبراهيم ناجي – صالح جودت – علي محمود طه – عبد الحميد الديب – عبد الصبور مرزوق – عبد العليم خطاب – ابراهيم عيسي – روحية القليني – أنور المعداوي .
وقد أجاد صالح الشرنوبي نظم الشعر بنوعيه الفصيح والعامي كما كتب الأغنية العامية وراجت له بعض الأغاني مثل أغنية " يا عطارين دلوني الصبر فين أراضيه – ولو طلبتوا عيوني خدوها بس ألاقيه " التي شدت بها المطربة أحلام – ومن القصائد الزجلية التي كتبها صالح الشرنوبي قصيدة بعنوان " مالك الملك " . يعبر فيها عن الحالة السياسية في مصر وانحدارها علي أيدي الملك وأعوانه يقول فيها :
الأسد في غابها بيقرر مصيرها النوق
وف أول القايمة أبكم له لسان ملووق
والشعب مفلوق وصوته في مهجته مخنوق
ولو يسير أمور الشعب أحبابه
يبات ويصبح سعيد الحال وباله يروق
يا مالك الملك عدلك تاه في ظلم الناس
الكلب في مصر له خدام وله حراس
وابن البلد حقه ضاع بين الناس والكاس
يارب قرب نهاية الظلم وأسعدنا
ويطلع الكلب م الدولة مع الأنجاس
* لقد كانت حواس الشرنوبي ووجداناته متفتحة علي كل شيء في الحياة فإذا عرفنا انه كتب شعرا ضمنه احدي عشرة كراسة مدرسية خلال الفترة من عام 1944م حتي وفاته في 17 سبتمبر سنة 1951م لأتضح لنا انه كان غزير الإبداع الشعري فإذا ما تبين لنا أن العاطفة التي سادت قصائده كانت عاطفة جياشة قوية وصوره الشعرية مستمدة من واقع بيئته التي عاش فيها لأيقنا أنه شاعر عبقري يملك كل مقومات الشاعر الفذ وقد غلبت علي جميع قصائده نبرة الحزن والأسي العميق ولعل قصيدته " المواكب " وهي قصيدة مطولة من تأملات الشاعر في الحياة والأحياء ونقده للسلوك البشري تعتبر من أجود قصائد الشرنوبي وقد نظمها خماسيات وتنوعت فيها القافية وتعد بحق القصيدة الأم للشاعر صالح الشرنوبي لأنها تحمل فلسفته وفكرة في الحياة ورؤيته لأنماط السلوك البشري المختلفة ويستهل هذه القصيدة فيقول :
غفا بعد أن مرت الزوبعة
يقاسم أحلامه مضجعة
شقي أحالته أيامه
صدي نغمة بالأسي دامعة
يعيش علي حرق الذكريات
ويقتات آماله الخادعة
كأني به في جحيم الحياة
نبي جفاه الذي أبدعه
تراه فتقرأ في وجهة
ملاحم أيامه الضائعة
* وفي يوم 15 يولية سنة 1944 رزيء الفن الجميل في مصر بأفول كوكب من انصع كواكبه فقد غرقت المطربة الأميرة أسمهان فكتب صالح الشرنوبي قصيدة " من وحي التراب " في خلوة هادئة بين العظام والجماجم أهداها إلي ضحية الحياة والموت إلي أسمهان يقول فيها :
هات الدموع فأنت شاعر ما للدموع لديك آخر
لم تلهم الأبراج قلبك بعض الهام المقابر
ومن المقادر أن تموت وأنت نهب للمقادر
فانضح زمانك بالدموع فأنت من بلواه خادر
يكفيك من نار الفجيعة أنة …. تغني الحناجر
يا شاعر الموتي وعمرك لم ينضره الشباب
ملء التراب جماجم فادفن حطامك في التراب
ولدي المقابر يا حزين صواب من فقد الصواب
فإذا سمعت سؤالها وعجزت عن رد الجواب
لا تجزعن فللمنايا السود أسرار عجاب
* وصالح الشرنوبي كان شابا وسيما قوي البنية وكان وجهة يمتليء بحب الشباب وحدث أن داعب فتاة في الطريق فقالت له : انظر إلي وجهك .. فعاد إلي بيته ثائراً علي نفسه وكتب قصيدة بعنوان " هجاء " يهجو فيها وجهة فيقول :
لك يا وجهي التعيس هجائي
في صباحي ومغربي وعشائي
أنت يا متحف الدمامة والقبح
تنزهت عن صفات البهاء
مع سبق الإصرار صاغك ربي
لعنة في نواظر الأحياء
حسب عيشي من سوء خلقك
نحساً وبلاء مزوداً ببلاء
أنني كلما لقيت فتاة
صفعتني بالنظرة الشزراء
فاعف عني إذا هجوتك يا وجهي
فلازالت قدوة الصرحاء
إن تجهمت فالحياة عبوس
أو تهللت فهي نبع صفاء
وكفاني أني أعيش بوجه
واحد في السراء والضراء
* وفي 26 مايو سنة 1949 م يبلغ الشاعر خمسة وعشرين عاما فيكتب في هذه المناسبة قصيدة رائعة من روائعه يصور فيها حاله وما آل إليه من اليأس والبؤس والهم والأسي فيقول :
خمس وعشرون عاما
مرت سحابا جهاما
فما زرعن صفاء
ولا حصدت سلاما
وما زرعن سوى اليأ
س ناضراً بساما
ولا حصدن سوي العمر
أنجما تترامي
يدور رأسي إذا ما
حسبتها أياما
وافقد العقل إما
حسبتها أحلاما
مشيت فيها علي الشوك
لا امل اعتزاما
أكافح الحقد … والحا
قدين …. والاوهاما
* وهي قصيدة طويلة يشكو فيها قسوة الأيام والناس عليه وكأن العقل الباطن للشاعر صالح الشرنوبي ينبئه بقرب نهايته ودنو أجله فيقول في مقطع من مقاطع القصيدة :
ويا رفاق حياتي
وصفوتي …. والندامي
دنا الرحيل … فلا تقـ
طعوا لعهدي ذماما
وإن جزعت … فلا تسرفوا علي ملاما
وإن مضت فلا تذ
رفوا الدموع السجاما
خفوا إلي حمل نعشي
والبسوني القتامي
وأشبعوني وداعا
وحطموا الاقلاما
وتوجوا بالأقاحي
جبانتي والخزامي
فان مررتم بقبري
مسلمين لماما
فلم أحي صديقا
ولم أرد سلاما
فلا تقولوا طواه
البلي رحيقا وجاما
فربما كان موتي
بعثا .. وصمتي كلاما
* ويقول الدكتور / عبد الحي دياب في تحقيقه لديوان صالح الشرنوبي صـ 68 " أن القصيدة لدي صالح الشرنوبي اتخذت أكثر من شكل فهناك الشعر العمودي ذو القافية الموحدة والذي يمثل اغلب شعره . وهناك الشعر المثنوي الذي يتمثل في دفقات شعرية كل دفقة يستوعبها بيتان فقط كما في الجزء الثالث من دواوينه ويحمل عنوان " نسمات وأعاصير " ومثال ذلك :
يا نديم الصباح اترع كئوسك .
وأذب في شعاعها اتراحك
سوف تطوي كف المساء عروسك
وتبكي مع الندامي صباحك
* وهناك البناء التقليدي الذي يتشكل تبعا لانسجام الإيقاع والتلوين الصوتي مثل قصيدته " سعاد " التي يقول فيها :
هتف الليل فلب الهاتفا
أيها السابح في أوهامه
وانس آلامك فالجفن غفا
من سهاد زاد في آلامه
أنها أوهام حب عذبك
وجفون ذوبها قد ذوبك
وفؤاد تاه في وادي الغرام
* ثم هناك بناء القصيدة المرسلة وهي التي يتحلل الشاعر فيها من القافية ويوزع تفاعليها حسبما يتفق الإيقاع ومن هذا النوع قصيدته " أطياف " التي تعد جديدة من حيث الشكل ومن حيث المضمون وهي من بحر " الوافر " يقول فيها:
إذا ما العاشق المجهول أغرى الشمس باللقيا وراء الأفق الضاحي فمنته – ومدت كخيوط الوهم إشعاعاتها الحمرا
كما منيتني يوما وفي خديك توريد
وسالت من شفاه السحب صهباء الترانيم
تهدها ربة الإشراق إذا أسكرها الحب
لكي لا تعجل الخطوا "
* وبعد كانت هذه إطلالة علي شاعر بلطيم الراحل صالح الشرنوبي بعد مضي أكثر من سبعة وخمسين عاما علي رحيله فان محافظة كفر الشيخ اليوم تذخر بالعشرات من شعراء الفصحي والعامية في كل مركز من مراكزها العشرة ومن ثم يكون لدينا أكثر من مائه وخمسين شاعرا بمحافظة كفر الشيخ يحتاجون لتدوين تراثهم – فهل تقوم احدي الجهات المعنية بحفظ التراث بإصدار موسوعة لشعراء محافظة كفر الشيخ تكون مرجعا للباحثين والدارسين وتسهم بإثراء الحركة الثقافية بإصدار هذه الموسوعة .
الشاعر اسماعيل بريك غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-06-2010, 04:33 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك للغاية أخي العزيز إسماعيل على هذا الجهد العظيم الرائع الذي تبذله في هذه الخيمة التي تشرف بكتاباتك الجميلة فيها.وهذا االاهتمام بواحد من الشعراء الذين أهملتهم -وليس من البعيد أن نقول خانتهم- كتابات النقاد والشعراء يعكس إيمانك بالقيمة التي لا تكتسب وزنها من مدى ذيوعها وشهرتها وإنما من خلال صدقها وصفائها .
للشاعر الراحل قصيدة رائعة للغاية درسناها حينما كنا في المرحلة الإعدادية (المتوسطة) بعنوان سحر الخلود ، من أبياتها :
سبحي يا شمس باسم الخالقِ
واسكبي نورك في كل مكان ِ
وإذا ما قبّلت وجه المشرقِ
فاقرئي للنيل تاريخ الزمانِ
ها هنا يا مصر مجد لم يزل
يملأ صوته أسماع الليالي
أيقظ الدنيا صداه في الأزل
وله عاش الفراعين الأُوالي
ثم بعد ذلك يستخدم طريقة التنويع في استخدام التفعيلات والقوافي ليمزج تفعيلتين من بحرين
مختلفين ليقول :
نيلنا .. بارك الله سماه ورعاه
وبعده بيت على هذا الوزن والقافية ولكن ليس هو الذي كتبه أمثل له بهذا البيت من عندي:
عشقنا.. ساحر أركانه رحب الحياه
.
.
.
.
.

فاعف عني إذا هجوتك يا وجهي
فلازالت قدوة الصرحاء
إن تجهمت فالحياة عبوس
أو تهللت فهي نبع صفاء
وكفاني أني أعيش بوجه
واحد في السراء والضراء

وهذه الأبيات التي نقلتَها عنه فيها روعة من حيث الالتفات وتحويل الوجه إلى دلالة معنوية عن القلب والضمير وليس الوجه المادي المكون من الحواس الخمسة ، وإلى ذلك كان من جميل ما فعل أنه حوّل الهجاء إلى مدح بشكل غير مباشر وبشكل لا تشعر فيه بالفجوة ،وإنما هو استدرج القارئ -وربما هو يقصد الفتاة بهذا البيت- ليصل إلى هذا المعنى الإنساني الرائع الراقي.
والنزعة الرومانسية التي كانت سائدة آنذاك تبين لنا كيف اكتسبها برهافة حس وسار في فلكها الإنساني الجميل دونما أن ينسى هموم وطنه وأحزانه وأهله. وتيار مدرسة أبوللو والمهجر كان واضحًا تأثيره فيه ، وإن كان له في أسلوبه ما يميزه من حيث القابلية للدخول عالم الحداثة ،فعلى افتراض أنه مُدّ في عمره فكان من المتوقع أن ينضم إلى قافلة الشعراء الذين تناولوا الشعر بمختلف أشكاله التفعيلة والعمودي مع الحفاظ على مرجعية التاريخ واحترامه . ربما لو مُد في عمره لكان شاعرًا مثل فاروق شوشة ومحمد إبراهيم أبي سنة ، وغيرهما .
هذه النزعة الإنسانية لديه كان فيها -في بعض القصائد- متمكنًا من شفافية صوفية تكشف عن عذوبة هذه المشاعر التي تؤكد أن الإنسان هو تلك المقطوعة أو القصيدة التي تتمشى على الأرض.
أما ما قاله عنه العقاد :"لبذ أحمد شوقي" فهو يدل على مدى حقد العقاد على شوقي حتى إنه بات يترصد اللحظة التي يظهر فيها شاعر ينال شهرة أكثر من شهرة شوقي ، لكن الواقع هو أن الشعر ليس فيه مركز أول ومركز ثان ومركز ثالث .
شوقي مدرسة غير مدرسة أبوللو وأبوللو غير مدارس هذا العصر ، فكما لا يمكن مقارنة الخضروات باللحوم ولا الفواكه بالبقوليات ، فهذا العبث من جانب العقاد هو أداة لتشويه شوقي وإن ظهر للناس أنه به يمتدح الشرنوبي.
وسيظل الشرنوبي رحمه الله علامة لا تُمحى في تاريخ شعرنا العربي شاء من شاء وأبى من أبى وهو بذلك يعد امتدادًا لحلقات الوصل التي لو مُد في أعمارها لأعطت للبشرية-وفقًا لمعطيات كل عصر- لوحة فسيفسائيةأينما وكيفما وحيثما نظرت إلى ركن من أركانها سُحِرتَ بها وأدركت أننا أمام لوحة (جيوكاندا) شعرية!
أشكرك على هذا العطاء الفياض وأرجو أن أقرأ لك الكثير والكثير وأن تدلنا على المكتبات التي فيها كتابك وأنا له من المعانقين ، دمت مبدعًا ناقدًا ذواقًا وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 17-06-2010 الساعة 04:59 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .