العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-06-2008, 10:54 PM   #21
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة القوس
جارودي الإنسان كما تحدثت عنه زوجته

حسام تمام
23/04/2001


سلمى التاجي الفاروقي

هي النصف الآخر (العربي) للفيلسوف الأشهر والأكثر صخبًا وشغبًا في القرن العشرين.. من خلالها تعرف على الإسلام، وعن طريقها غرف من حضارتها وثقافته حتى صار أشهر فلاسفته في الغرب.. وهي شريكة حياة بكل ما في الكلمة من معانٍ: تقرأ له، تترجم، ترافقه في كل جولاته ورحلاته، تخوض معه معاركه – التي لا تتوقف رغم أنه تجاوز الثمانين، وسيلة اتصاله بالعالم.. وقبل ذلك وبعده وأثناءه زوجته الكتومة لأسراره وتفاصيل حياته التي صارت عندها قدسًا لا يجوز الاقتراب منه إلا بمقدار ما ترى فيه إسعادا له.

إنها الفلسطينية "سلمى التاجي الفاروقي" ابنة بيت المقدس، زوجة الفيلسوف والمفكر العالمي روجيه جارودي.. وهذه مقاطع من حوار معها لم يبح إلا بالقليل؛ لكنه في كل الأحوال يلقي الضوء على جانب هام كان خافيًا عن جارودي الإنسان.

رجل يقول شيئاً مختلفاً

*في البداية سألتها: كيف كان اللقاء؟

- فأجابت: مصادفة.. لم أكن أعرف عنه الكثير؛ أسمع فقط عنه باعتباره أحد فلاسفة أوروبا الكبار، ولم أكن قد قرأت له شيئًا حتى سنة 1981 مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان.. وقتها كنت قد استقررت في جنيف بسويسرا؛ حيث عملت بإدارة أحد المراكز الإسلامية فيها.. وكان أول ما قرأته مقالته الشهيرة في جريدة "اللوموند" الفرنسية التي فضح فيها إسرائيل، وتحدث بصراحة عن المخطط الصهيوني لإقامة دولة إسرائيل الكبرى في المنطقة العربية، وربما كانت هذه المرة الأولى التي كتبت عن هذا الموضوع..

وأعجبت ساعتها بالمقال كثيرًا خاصة أن صاحبه غير عربي بل وغير مسلم أيضا، وتصادف بعدها أن أرسل لي صديق مسلم سويسري يعمل مهندسًا بنسخة من كتاب "وعود الإسلام"، وأرفق معه رسالة تضمنت وصفًا رائعًا لصاحبه "المفكر الفيلسوف العملاق روجيه جارودي" هكذا وصفه… قرأت الكتاب وكان لافتًا أنني أعدت قراءته عدة مرات متتالية في وقت قصير؛ إذ وجدتني منجذبة إليه بشدة.. ولأول مرة أجد من يستطيع أن يتحدث عن الإسلام بشكل غير تقليدي أو كلاسيكي.. وجدته يتحدث عن الإسلام في طابعه الإنساني الجميل الذي يغيب كثيرًا عن أذهاننا نحن المسلمين، وشعرت أن هذا الرجل يريد أن يقول شيئًا مختلفا وجديدًا عن الإسلام وأنه يقترب كثيرًا.

لم أتردد كثيرًا فدعوته لإلقاء محاضرة عن كتابه في قاعة المركز الإسلامي الذي أديره وكانت محاضرة تاريخية، تألق فيها بشكل غير عادي، وكان موفقًا إلى حد العبقرية: حاضر الذهن، سريع البديهة، قادر على الإقناع، ملم بأفكار الكتاب إلى حد لم يترك معه سؤالا دون إجابة مقنعة.. زاد إعجابي به وتوثقت علاقتنا بعد هذه المحاضرة.. ولا أخفي سرًا أنني كنت أتمنى أن يدخل الإسلام، ودعوت الله كثيرًا من أجل ذلك.

قاطعتها.. وهل خطر ببالك وقتها أن الأمور بينكما يمكن أن تنتهي بالزواج؟

أجابت: إطلاقًا كنت فقط معجبة بأفكاره وبشخصيته أيضاً، لكن لم يكن ببالي أن أتزوجه.

شاهدة على إسلامه ثم عرضاً بالزواج

إذن.. كيف انتهى الأمر إلى الزواج؟

- فوجئت به يصارحني برغبته في اعتناق الإسلام.. كان ذلك في نهاية 1982، وطلب مني أن أكون أول شاهدة على إسلامه، فاصطحبته إلى المركز الإسلامي؛ حيث أشهر أمامي إسلامه.. وكان مفاجأة سارة بين أبناء الجالية الإسلامية في سويسرا وأوربا كلها، بل وأحدثت ضجة في الأوساط الثقافية والأكاديمية الغربية كلها، والتي كانت تنظر لجارودي كأحد أهم فلاسفة الغرب في القرن العشرين.. وتطورت العلاقة بعدها وفاتحني في رغبته في الزواج مني، ولم يستغرق الأمر كثيرًا؛ فتزوجنا ! (لم تشأ أن تعطي تفاصيل أخرى).

عاشق للحرية.. بكّاء لحال الفقراء

* لم أشأ أن أقتحم قدس العلاقة بجارودي الذي تحيطه السيدة سلمى بالكتمان؛ فسألتها عن جارودي الإنسان بعيدًا عن الفيلسوف الذي نعرفه جميعًا.. كيف تصفينه؟!

- فأجابت: لا يقل عظمة وروعة عن جارودي المفكر والفيلسوف، بل إن أعظم ما في جارودي إنسانيته فهو طفل في مشاعره وأحاسيسه؛ جياش العاطفية: سريع الانفعال قريب الدمعة؛ يبكي لأقل المواقف الإنسانية، رأيته يومًا يبكي كالأطفال ونحن في رحلة إلى إحدى الجزر الإفريقية على المحيط الأطلنطي فقد تذكر كيف كانت ترسو السفن الأوربية لخطف الزنوج الأفارقة.. وبيعهم كرقيق وعبيد..

وهو شديد الإحساس بمعاناة الفقراء والمظلومين والمضطهدين من أي لون أو دين، كثيرًا ما يعاني إذا أسرفت في شيء، ويرى أن الأفضل توفيره لمصلحة المحتاجين، يعاتبني إذا ما أطلت في مكالمة هاتفية، ويقول: الأولى بنا أن نوفر ثمن هذه المكالمة للفقراء فربما أنقذت جائعًا من الموت..

رومانسي بكل ما تعنيه الكلمة: يتذوق الشعر ويذوب فيه حتى ولو لم يكن يعرف لغته؛ إذ يكفيه الإحساس فقط.. أذكر أنه ترجم للفرنسية قصائد من لغات أخرى لا يعرفها؛ تفاعلا مع شعرية هذه القصائد، ترجم مرة قصائد لنزار قباني رغم أنه لا يعرف العربية، فقط استمع إلى شرح مبسط لمعانيها، وكان ذلك كافيًا ليتذوقها ويستلم ما فيها من شاعرية.. وكانت المفاجأة أن تأتي ترجمته سليمة وموحية حتى أن نزار نفسه أشاد بها واعتبرها أفضل من الأصل!.

*برأيك.. ما القيمة التي تلخص حياة جارودي وأفكاره؟

- الحرية.. فهي عشقه الأكبر الذي يعيش من أجله ويدين له بكل كيانه وما وصل إليه، كثيرًا ما يقول لي: لو لم أحرر لما استطعت أن أفكر أو أكتب أو أعيش! وهو يمارس الحرية كعقيدة يدافع عنها تحت أي راية وفي كل مكان وكفعل يومي، فهو يرى أن التحرر من الكماليات نوع من الحرية؛ لذلك فكثيرًا ما يختصر من وقت طعامه لحساب القراءة وسماع الموسيقى، ويتخلى عما دون الضروريات حتى عند سفرنا يصر على ألا يحمل معه سوى حقيبة صغيرة لزوم الضروريات فقط.

وعندما يكتب يتحرر من كل المؤثرات بما فيها المادية التي قد تحد من حريته؛ لذلك فهو لا يكتب إلا ما يعتقده ويؤمن به، وكثيرًا ما عرضت عليه دور النشر والمجلات الكبرى الكتابة في موضوعات بعينها بمقابل خيالي، لكنه يرفض بإصرار أن يكتب إلا في الأفكار والموضوعات التي يناضل من أجلها؛ لذلك يعتذر أو يضع شروطًا يستحيل تحقيقها.. جارودي مفكر وإنسان حر بمعنى الكلمة لا يقبل بأي قيد حتى من داخله!.

وأكثر ما يؤلمه أن يتسبب في ألم من يحبهم.. فلم أره حزينًا متألما من شيء قدر ألمه مما أثير ضده في بعض الدوائر العربية والإسلامية من تشكيك في أفكاره إلى حد اتهامه في عقيدته.. آلمه ذلك كثيرًا وسبب لي حرجًا بالغًا، خاصة وأنا أعرف صدق عاطفته تجاه العرب والمسلمين ودفاعه عن حقوقهم وقضاياهم بإخلاص وتفان.

شيخ المشاغبين.. طفل

*وهل كانت طفولته هي مصدر عناده وشغبه الدائم أيضاً؟

- ربما فهو طفل لا يستطيع أحد أن يهزم فيه إرادته.. عنيد إلى أقصى درجات العناد لا يتزحزح عن مبادئه حتى ولو عارضه بسببها العالم كله، وهو على استعداد للتضحية من أجلها ولو كلفه ذلك الكثير.. تيقنت من ذلك جيدًا في أثناء محاكمته الأخيرة بسبب كتابه "الأساطير المؤسسة لإسرائيل" فرغم أجواء الإرهاب التي كانت تحيط به، والتهديدات المتلاحقة من أعضاء المنظمات اليهودية والحشود المبالغ فيها التي جاءت خصيصًا للمحكمة من أجل إرهابه والتأثير عليه كان متماسكًا ومتمسكًا برأيه بشكل مذهل إلى حد أنه هاجم الجميع بما فيهم المحكمة التي تنظر قضيته، واعترض على قاضيه بل وقاضاها أيضاً، ولم يتردد في اتهام القوانين الفرنسية نفسها بالعنصرية حتى إنه وصف الحرية في بلاده بأنها زائفة وغير حقيقية.

*إذن كيف تديران خلافتكما الفكرية، وأعتقد أنها ليست بسيطة؟!

- بتحفظ واضح: هو يقبل بالاختلاف معه بل ويرى أن الاختلاف والتنوع فيه ثراء وإضافة… ويتقبل المختلفين معه ويرحب بملاحظاتهم.. لكنه في الوقت نفسه شديد الحساسية تجاه كل تصرف يشير معه بالرغبة في الانتقاص من استقلاليته أو الحد من حريته؛ لذلك فأنا أتحاشى معه أن أبدو في هيئة الناقدة لأفكاره أو المتربصة بقناعاته حتى التي أختلف معه فيها، وأفضل أن أقدم رأيي في شكل ملاحظات أو اقتراحات فحسب.. وأراهن في كل مرة على رحابة صدره وقبوله بالنزول عن رأيه إذا ثبت له وجاهة ما أقول، خاصة فيما يتصل بالآراء والأفكار التي يمكن أن يساء فهمهما في العالم العربي والإسلامي.

أدين له بثقافتي العربية!!

*هل أعتبرك العين التي يرى بها جارودي الحضارة العربية الإسلامية؟

- للحق أنا مدينة له أيضاً بالكثير من ثقافتي العربية، فقد كان تعليمي أجنبي وتخرجت في المدارس الأجنبية، ورغم أنني عشت طفولتي في القاهرة حتى اكتمال تعليمي فإن معرفتي بالعربية كانت ضئيلة جدًا إذا ما قورنت بالفرنسية والإنجليزية؛ حتى إنني كنت أكتب العربية من اليسار لليمين..

صحيح أن استقراري في سويسرا كان بداية اتصالي الوثيق بمصادر الثقافة العربية والإسلامية إلا أن ارتباطي بجارودي لعب الدور الأكبر، فقد وجدتني أقوم له بدور القارئة والمترجمة في كل ما يتصل بالمصادر العربية والإسلامية، خاصة كتب التراث وتفاسير القرآن الكريم والتي يحرص جارودي فيها على العودة إلى النصوص العربية الأصلية رغم اطلاعه الدائم على ترجمات لمعاني القرآن في أكثر من لغة.. وتدريجيًا تعمقت صلتي بالثقافة العربية بشكل واسع، وصارت لي مكتبة تضم أمهات الكتب وكنوز التراث العربي والإسلامي في شتى فروع الثقافة.

"المجتمع الحر" في بيت أندلسي

*ماذا عن المركز الحضاري الذي قمتما بتأسيسه في قرطبة؟

- أسسنا مركزًا حضاريًا في قرطبة يعتبره جارودي حلم حياته أطلق عليه "المجتمع الحر"، وهو يقوم على أساس تقديم تجربة المجتمع العربي في الأندلس كنموذج للتعايش الخلاق والمثالي بين أتباع الديانات المختلفة.. وهو عبارة عن مركز ثقافي ومتحف للفنون ومكتبة كبرى، وهو في رأي جارودي أعظم خدمة للحضارة الإسلامية؛ إذ إنه يكشف عن عظمتها وقدرتها على تقبل الآخر والتعايش معه.. وهو ما لم يتكرر كثيرًا لدى الحضارات الأخرى بما فيها الحضارة الغربية..

جارودي يراهن كثيرًا على نجاح فكرة المركز، أنا متفرغة تماما لإدارة المركز، وهو يقسم وقته بين المركز في أسبانيا وأعماله الأخرى في فرنسا.. والشواهد تؤكد نجاح فكرتنا؛ فعدد زوار المركز الذي أقمناه في أحد بيوت قرطبة الإسلامية القديمة – يزيد سنويًا عن مائة ألف زائر كلهم يعيد تصحيح نظرته ورؤيته للحضارة الإسلامية، وهذا ما نطمح إليه.
شكرا أخى الكريم القوس على هذة المعلومات
فى الحقيقة الرجل له كثير من الصفات التى تبهر أى انسان
و لكن ما يبهرنى فيه هى تلك الشجاعة النادرة لرجل تجاوز الثمانين
و هو يحارب اقوى جهاز مخابرات هو الموساد القذر و كذلك اظلم دولة قذرة هى اسرائيل
رجل فى هذا السن بكل هذة الجرأة اقسم انه ظاهرة تستحق الدراسة كثيراااااااااااااااا
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-06-2008, 09:07 AM   #22
الامير الفقير
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية لـ الامير الفقير
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 396
إفتراضي

عجيب كيف ترمى سهام الحق من عقر بعض ديارهم

وعجيب كيف اخرجنا سلاح الحجة والبينة واقلام الحقيقة

من ساحة المعركة ... تحت مسميات السلام والتطبيع والتعايش السلمي

فكم جارودي نحتاج في ربوعنا ... لكي نفند الأكاذيب ونحبط الدسائس

ونعيد الحق لأهله .... ؟؟؟

؛

رائع أنت أخي الفاضل

وأزداد معرفة عند كل قراءة لأحد مواضيعك

تقديري
__________________
الامير الفقير غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .