اعتاد العرب على التنادي إلى قمم عربية شاملة أو جزئية كلما شعروا بأن خطراً ما يتهدد عروشهم وكراسيهم أما الأوطان فهي في الحفظ والأمان لأنها وديعة مقسمة بين عواصم الغرب وإسرائيل لا خوف من سكانها المغلوبين على أمرهم..
أما قمة الدمام الخليجية التي تبدو أن الرياض هي من دعت إليها فهي غير تلك القمم في توقيتها وفي ظروف انعقادها فهي من جهة توقيتها تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً أمريكياً إسرائيلياً معلناً ضد كل من سوريا وإيران والدور السعودي بصفة خاصة والخليجي بصفة عامة في هذه الحالة معروف بأنه لوجستي مؤيد للمشاريع الأمريكية فالرياض ودويلات الخليج الأخرى كانت قد لعبت هذا الدور في الغزو الأمريكي للعراق فتحولت هذه الدول إلى قاعدة إمداد وانطلاق لقوات الغزو كما فتحت كل خزائنها الفائضة بالدولار لتمويل هذا الغزو.
وقمة الدمام التي طرأت على الساحة السياسية من المؤكد أنها ستكون لتوزيع الأدوار بين هذه الدول في تقديم الواجب لصديقهم بوش وحليفه أولمرت لشن مشروعهم العدواني المزدوج ضد كل من سوريا وإيران فالسعودية التي تقوم بدور المنسق بين هذه الدول قد تلقت تعليمات واضحة من واشنطن بالاستعداد للقيام بدورها في مساندة المشروع الأمريكي الإسرائيلي.
وما يجري في الدوحة منذ أيام لمحاولة إطفاء حرائق لبنان واستبعاد السعودية من هذا الدور لابد أنه قد آثار حفيظة الرياض التي ترى نفسها أنها سيدة الموقف في هذا البلد وأنها هي من يشعل الحرائق ويطفئها وبالتالي ستكون قمة الدمام محاولة لإجهاض الجهد القطري وإخراج الدوحة من الساحة اللبنانية حتى ولو بإشعال المنطقة كلها..
مشهدان تراجيديان يشكلان الخليفة الحقيقية لقمة الدمام التي لايمكن أن تكون قمة لدمامة السياسات السعودية المخربة للمنطقة والساعية لوضعها بالكامل تحت الجزمة الأمريكية الإسرائيلية.
قمة الدمام أم قمة الدمامة
النمط الخطي
