نقد كتاب هل يتغير الحكم الشرعي بناء على الرأي العام؟؟
نقد كتاب هل يتغير الحكم الشرعي بناء على الرأي العام؟؟
المؤلف حمزة عبد الكريم حماد وهو من أهل العصر وهو يطرح سؤال مرفوض طرحه من أى مسلم بمقتضى قوله تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا"
فعندما يكون هناك حكم من اله لا يمكن تغييره بسبب ما يسميه الرجل الرأى العام وإلا كان كل الرأى العام كافر لأنه لم يسلم بقضاء الله وهو حكمه
وقد تحدث عما سماه أهمية الموضوع فقال :
"تتمحور أهمية الدراسة في كونها تعالج أمرا بالغ الاهمية في العصر الحديث، ألا وهو الرأي العام ومدى تأثر الاحكام الشرعية به، ففي ظلال الاحداث التي نعايشها وتعايشنا يظهر الإسلام أو يراد له أن يظهر بهيئة ذاك الذي يحمل سيفه على عاتقه قاطعا رؤوس معاديه صادحا بـ الله أكبر، وتعزز هذه الصورة في كثير من وسائل الاعلام، ولكن الباحث المحايد الناظر في النصوص الشرعية يجد أنه-أي الاسلام- اعتد بالرأي العام وألقى هذا الاعتداد بظلاله على تغير بعض الاحكام الشرعية؛ لذا جاءت هذه الدراسة لتعرض استقراء قام به الباحث حول ضوابط تغير الاحكام الشرعية بناء على الرأي العام؟ وهل يوجد نماذج تطبيقية تؤكد على احترام الإسلام للرأي العام ، وتغييره لبعض الاحكام نتيجة له؟ وما هي أقوال العلماء في تفسير هذه النصوص؟"
والغريب أن الكاتب قى مقدمته يكذب قائلا بوجود نصوص من الوحى تنزل على رأى العامة وقد استهل بخثه بتعريف الرأى العام فقال:
"المبحث الأول
مفهوم الرأي العام وأهميته في العلاقات الدولية
أولا: الرأي العام:
تعددت تعريفات الرأي العام تعددا كبيرا وقد قام بعض الباحثين بجمع تعريفات عديدة له، وأعرض هنا تعريفا مختصرا وهو:
الرأي العام: هو رأي ذو تأثير معين انتهت إليه أغلبية جماعة معينة في وقت محدد تجاه مسألة ما تتعلق باهتماماتها بعد مناقشة وحوار مستفيضين.
ثانيا: أهمية الرأي العام في العلاقات الدولية:
لم يعد العالم المعاصر يتكون من مجتمعات صغيرة منعزلة لا شأن لأحدهما بالآخر، فالهموم والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، تجمع بين سكان الكرة الأرضية، حيث تلعب وسائل الإعلام العصرية دورا بارزا في كل ذلك، فهي الصوت الصارخ المعبر عن هذه المشكلات، والمحرك لضمير الإنسانية والمكون للرأي العام، الذي غدا قوة مؤثرة في الحياة اليومية للعالم خلال دوره في صنع القرارات ووضع القوانين وإلغائها، فبرامج الغوث، والتعاطف الدولي، والتنادي للوقاية من الكوارث البيئية، والتفجيرات النووية، وأشكال الحوار في المؤتمرات الدولية، وشتى التكتلات، ودعوات السلام، وحقوق الإنسان، والتجمع من أجل تنظيم الانتفاع بالموارد الموجودة في البحر والفضاء، كلها تدين بوجودها إلى انتشار شبكات الاتصال السلكية واللاسلكية، وخاصة الفضائية منها ووصلها من أطراف الكرة الأرضية وصلا حقيقيا يلغي المسافات ويلغي فوارق الزمن، ويشيع التعارف بين الشعوب والأمم، هذا التعارف الذي يخلق شعورا بتماثل بني البشر، ولكن في الوقت نفسه يولد لدى البعض شعورا بالاختلاف. وخاصة في وقتنا الحاضر، نتيجة للتطور الكبير الذي حصل في مجال تكنولوجيا الإعلام، التي وضعت الإنسان المعاصر أمام إشكاليات مستجدة، لا يكاد يخرج من واحدة منها حتى يقع في دائرة أخرى، مثل إشكالية التوازن والتصدع، الحرية والاغتراب، المواطنة والعالمية…الخ. وبرزت في أعقاب الحرب العالمية الثانية عدة عوامل تؤكد كلها على أهمية الرأي العام وأثره على العلاقات بين الدول، كاشتداد الصراع الأيديولوجي بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق، والذي عبر عنه (بالحرب الباردة)، والصراع العربي الصهيوني، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي العربية، وظهور الدول النامية وتزايد دورها على الساحة الدولية عبر منظمة دول عدم الانحياز، وساعد على ذلك تزايد نسبة التعليم في أغلب دول العالم وخاصة في الدول المتحررة من نير الاستعمار، والتطور العلمي والتكنولوجي الهائل في وسائل الإعلام، الذي حول العالم كله إلى قرية إعلامية صغيرة.
كل هذا وغيره جعل من الرأي العام قوة ضغط حقيقية لدى أغلب النظم السياسية المتطورة في المجتمع الدولي المعاصر، إذ أصبح الرأي العام وراء أغلب القرارات المصيرية لأي نظام سياسي في العالم المعاصر، وأضحى هذا النظام أو ذاك يتحدد بمدى احترامه للرأي العام وأخذه بتوجيهاته والعمل على إرضاء متطلباته. "
قطعا الرأى العام فى دول الكفر له تأثير لأن النظام الذى تسير عليه سواء سموه الديمقراطية أو غير هذا قائم على حكم الشعب بواسطة الشعب وكل الأنظمة مضادة للإسلام القائك على حكم الله للشعب فالشعب عندما سلم بكون دينه الإسلام ارتضى ما ارتضاه الله لهم كما قال تعالى"ورضيت لكم الإسلام دينا"
وفى الفصل التالى تحدث عن نماذج تطبيقية تدل على أن حكم الله بتغير لأن الشعب يريده تغييره فقال :
"المبحث الثاني
النماذج التطبيقية
بعد أن بين الباحث مفهوم الرأي العام ودوره في العلاقات الدولية سيعرض فيما يأتي النماذج التطبيقية التي وقف عليها من خلال النظر والتنقيب في عدد من المؤلفات فقد وقف الباحث على هذه النماذج الآتية:
النموذج الاول: هدم الكعبة:
سيعرض الباحث في هذه السطور حديثا يشكل عمدة أحاديث اعتبار الرأي العام من قبل الشرع وهو حديث هدم الكعبة.
أولا: نص الحديث:
جاء في صحيح البخاري: حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود قال: قال لي ابن الزبير: كانت عائشة! تسر إليك كثيرا، فما حدثتك في الكعبة؟ فقلت: قالت لي: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا عائشة! لولا قومك حديث عهدهم –قال ابن الزبير: بكفر- لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين: باب يدخل الناس وبابا يخرجون".
ثانيا: آراء الشراح:
من خلال نظر الباحث في المؤلفات التي عنيت بشرح أحاديث صحيح الامام البخاري وجد الآتي:
ذهب ابن حجر العسقلاني إلى أمور تستفاد من هذا الحديث وهي:
ترك المصلحة؛ لأمن الوقوع في المفسدة.
ب. ترك إنكار المنكر؛ خشية الوقوع في أنكر منه.
ج. على الإمام أن يسوس رعيته بما فيه إصلاحهم، ولو كان مفضولا ما لم يكن محرما.
أما ابن بطال فقال في شرح هذا الحديث: "قد يترك الإمام شيئا من الأمر بالمعروف إذا خشي منه أن يكون سببا لفتنة قوم ينكرونه ويسرعون إلى خلافه واستبشاعه، ثم إن النفوس يجب أن تساس بما تأنس إليه في دين الله من غير الفرائض، ويرفع على الناس ما ينكرون منها
أما الإمام النووي فعندما شرح هذا الحديث في صحيح مسلم ذهب إلى أمر جديد وهو: إذا تعارضت المصالح أو تعارضت مصلحة ومفسدة، وتعذر الجمع بين فعل المصلحة وترك المفسدة بدئ بالأهم؛ لأن النبي (ص) أخبر أن نقض الكعبة وردها إلى ما كانت عليه من قواعد إبراهيم مصلحة، ولكن تعارضه مفسدة أعظم منه، وهو خوف فتنة من أسلم قريبا، ذلك لما كانوا يعتقدون من فضل الكعبة ويرون تغييرها عظيما، فتركها النبي صلى الله عليه وسلم.
ونبه الإمام النووي على أمر غاية في الأهمية وهو وجوب تأليف قلوب الرعية ولا يتعرض الإمام لهم ما يمكن أن ينفرهم بسببه ما لم يكن فيه ترك أمر شرعي.
أما الدكتور موسى لاشين في تيسيره لصحيح البخاري فقد نبه على أمر مفاده: قد تترك المصلحة مخافة الوقوع في المفسدة، ولابد أن تساس الرعية بما فيه إصلاحهم ولو كان مفضولا ما لم يكن محرما.
رأي الباحث:
بعد أن عرض الباحث آراء بعض شراح الحديث وقف على الآتي:
إن الرأي العام يمثل دفة السفينة التي ربانها الحاكم المسلم.
إن الرأي العام يكون مخصصا لبعض الأحكام خاصة تلك التي يتوقع إن قام بها الإمام حصول مفسدة كبيرة.
تصرفات الإمام في الاختيار تحتكم إلى شرط مهم وهو ألا يكون الفعل الجديد محرما."
قطعا الحديث غير صحيح فالكعبة لم تهدم فى يوم من الأيام ولم يبنها بشر ولا يقدر أحد على أن يغير فيها أى شىء
|