و قـــلبـــت صفحتي أخي عصـــام...

[صفحـ كتاب ــة]

(1)



لك اشتداد قامة الصهيل أيها الشوق

لك اشتعال خضرة الصباحات الربيعية

ولـــــي الثمــالــــة

كالنبض تستبيح يقظتي، وتشهر العلامة

خبـــت أشـــعــة الحــلـــم

وانبــجــســت أشــعــة أخـــرى

وبين اشراقين اورق النزيف مرتين

واحترقت جذوع شهوتي

ونبت الشوق فوق جسدي سحابة

تكسر الحوار عبر سلطة التدمير

وانخرط الكلام في سديم الصمت

لم يبقَ غير عدو الهارب الملسوع

يجر أمــعاءه عبر طريق المـــوت

ويغرس الصراخ في أسانة الرتابة

لك اشتداد قامة الصهيل، أيها الشوق

وعنفوان الغيم

وعطش المسافة

...........

[صفحـ كتاب ــة]

(2)

تمرح في حنينه المدينة

يروض الكآبة التي تجمعت في ثقل الليل

يصنع من سوادها موجا

ومن صراخها المكتوم زورقا

ويلتقي بحزنها كل صباح

عندما يمر فوق صدره الثلجي أول الجنود

ويلفظ اسمه محملا بوحشة دفينة

تمرح في حنينه المدينة

يسجن نفسه في قساوة الشعر ويرقب المارين باتجاه البحر

مستفقين فجأة

كما يفيق الموتى

يقول بين عشقه ودمعه المكتوم :

سلاما للهب القوافل

ثم يغوص في شجنها

ينزف في غفوته الجميلة

يقول بين دمعه وعشقه المكتوم

لك اشتداد قامة الصهيل أيها الشوق

..........

[عصام الدين]

من أنت يا حرفا شذا يا ترنيمة الصدى النائم، من أنت يا حرفا وذاب في نجوم من أدب، مر على الغاب سريعا فغرد حتى الحجر، حسدتك السواقي ومنك تغار الجداول، وروحك ارتمت ثلجا على لهب الساعات الغاشمة، ومضى النشيد العذب يغمر بالسعادة والهنا وينطق الوتر.
هنيئا للنبض للشوق للصمت للموت للدمع المكتوم، وللتسبيح على رقص تلك الأنامل.

هنيئا لي.
يا حرفا شذا أنت يا بعض أنا.
وأرسم شكرا.
وأتبدد كالضباب.
وأختفي كالبخار.
حتى لقاء وثالث لون من قوس قزح.