موقف الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل الروسي في سوريا

[صفاء العشري]

قرار روسيا بالتدخل عسكريا في سوريا هو رهان خاسر. لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع. إن دعم الرئيس الأسد سيؤدي إلى تفاقم النزاع فقط ووضع روسيا في قلب حرب أهلية في الشرق الأوسط.

يمكنه لروسيا أن تختار استخدام نفوذها لدى النظام للضغط على الأسد لوقف قصف شعبه بالبراميل المتفجرة. ولكنها باختيارها عدم القيام بذلك، تنظر روسيا إلى الجهة الأخرى فيما السوريون الأبرياء يعانون.

إننا نواصلت التوضيح لروسيا بأننا نشعر بالقلق إزاء أي من الإجراءات التي اتخذت ضد العناصر السورية المعتدلة. ومثل هذه الأعمال التي تقوم بها روسيا تجازف بتجذير نفس العناصر المعتدلة التي نسعى إلى دعمهم، والدفع بأي انتقال سياسي بعيدا، وجر روسيا بشكل أعمق إلى صراع طائفي، وزيادة معاناة الشعب السوري.

إن روسيا تتيح لتنظيم الدولة الإسلامية بالتفاقم بينما تعمل على تقويض احتمالات انتقال سياسي على أساس بيان جنيف. كما أن روسيا تجعل نفسها مشاركا نشطا في الحرب الأهلية السورية، مؤلبة ضدها الغالبية العظمى من الشعب السوري.

وروسيا تجعل من نفسها هدفا لمتطرفي العنف في سوريا، من داخل روسيا، ومن أجزاء أخرى من العالم. وروسيا تعزل نفسها عن غالبية واسعة من الدول في المنطقة - بما في ذلك تركيا، المملكة العربية السعودية ودول الخليج، والأردن وغيرها.و ترتكب خطأ استراتيجيا جسيما.

ستواصل الولايات المتحدة التركيز على الدفع بمصالحنا في سوريا. وسنواصل جهودنا في ملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يشكل خطرا على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وسنواصل دعم المعارضة المعتدلة التي لا غنى عنها للتوصل إلى حل سياسي. وسوف نستمر في تكوين أكبر جهة مانحة لمعالجة الكارثة الإنسانية في سوريا، وخارج حدودها. وعلى العكس من روسيا، انضم إلينا ائتلاف من 65 شريكا في هذه الجهود.