العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الفـكـــريـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-08-2009, 11:34 PM   #1
د. تيسير الناشف
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 32
إفتراضي حق الشعوب في السيادة ولامشروعية التدخل الأجنبي

حق الشعوب في السيادة ولامشروعية التدخل الأجنبي
د. تيسير الناشف*




تسهم عوامل، منها على نحو خاص، عامل الهيمنة العسكرية والاقتصادية، في انهيار النسيج الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي للدول والمجتمعات. ونظرا إلى تسبيب ذلك الانهيار في زعزعة الاستقرار وفي إعاقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإنه يهدد السلم والأمن للشعوب.
مما يسهم في تعزيز أمن الشعوب تعزيزا كبيرا احترام الخصائص الفكرية والثقافية لكل شعب من الشعوب. هذا الاحترام يندرج في إطار مفهوم أوسع هو مفهوم احترام الغير واحترام حرية كل شعب من الشعوب واحترام حرية الفرد الإنسان.
ومما يتناقض مع مفهوم أو مبدأ احترام خصائص وحرية كل شعب من الشعوب محاولات ترويج نماذج ثقافية موحدة معينة على الشعوب ومحاولات فرض تلك النماذج عليها. ونظرا إلى أن الشعوب تختلف بعضها عن بعض فينبغي أن يكون المبدأ هو احترام ذلك الاختلاف والسعي إلى النهوض بالتنوع الثقافي. لا أحد له الحق في معاقبة إنسان لأنه يعتمر عقالا مثلا.
ومن الطبيعي أن للشعوب حقوقا أصيلة لا يمكن التصرف فيها، ومن الواجب أن تحقق المساواة في معاملة تلك الحقوق. الحق في السلامة حق أصيل. ومما يتنافى مع الحق الطبيعي أن بحظى الحق في السلامة لشعب من أوروبا بقدر أكبر من الرعاية التي يحظى بها ذلك الحق لشعب من آسيا أو أفريقيا أو أمريكا اللاتبنية. ولا يحق لدولة أن تعادي دولة أخرى أو أن تميز ضدها في المعاملة لمجرد أن ثقافة شعب الدولة الأخيرة تختلف ثقافتها عن ثقافة شعب الدولة الأولى.
وللدول، وللشعوب التي تقيم فيها، الحق في أراضيها. لكل شعب حقه في الأرض التي يقيم عليها والتي أقام عليها أجداده طوال قرون. وليس من جق دول أخرى أن تأخذ أراضي دولة أخرى لكون الدولة الأولى أقوى عسكريا وبسبب دعم دول أجنبية ذات مصلحة لها أو أكثر ثروة أو علما أو نفوذا أو سلطانا أو لكونها حققت قدرا أكبر من التقدم التكنولوجي أو تمتلك قدرا أكبر من القوة التنظيمية والحافز الأيديولوجي.
ويروج بعض المروجين في الغرب فكرة أن سيادة الدول آخذة في التلاشي وأن هذا التلاشي حقيقة واقعة يجب على الشعوب والدول قبولها. ومن الخطأ ما يقوله أولئكم المروجون إن ذلك التلاشي يضفي المشروعية على التدخل غير المتناظر أو غير المتماثل، أي، وفقا لذلك القول، يحق لدول قوية أن تتدخل في دول ضعيفة.
هذا قول سخيف، وهو يتنافى مع الحق الطبيعي والقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي. حق الشعب في السيادة على أراضيه حق طبيعي، حق مستمد من الطبيعة، مما يعني أن السيادة في جوهرها تسمو فوق أي اعتبار سياسي أو اقتصادي أو استراتيجي أو عسكري.
ومنطلق الحق الطبيعي في الاختلاف الثقافي يتنافى ويتناقض مع مقولة صراع الحضارات. ليس من الحتمي أن ينشب الصراع بين الحضارات، كما يزعم من يروج لفكرة حتمية نشوب الصراعات، من قبيل صموئيل هننتون. إن عدم احترام التنوع الثقافي والحضاري هو الذي يمكن أن يؤدي إلى نشوب الصراع وليس وجود هذا التنوع.

* كاتب وأكاديمي فلسطيني مقيم في الولايات المتحدة.
د. تيسير الناشف غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-08-2009, 03:21 AM   #2
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة د. تيسير الناشف مشاهدة مشاركة
حق الشعوب في السيادة ولامشروعية التدخل الأجنبي



د. تيسير الناشف*


ومنطلق الحق الطبيعي في الاختلاف الثقافي يتنافى ويتناقض مع مقولة صراع الحضارات. ليس من الحتمي أن ينشب الصراع بين الحضارات، كما يزعم من يروج لفكرة حتمية نشوب الصراعات، من قبيل صموئيل هننتون. إن عدم احترام التنوع الثقافي والحضاري هو الذي يمكن أن يؤدي إلى نشوب الصراع وليس وجود هذا التنوع.

* كاتب وأكاديمي فلسطيني مقيم في الولايات المتحدة.
أولاً أرحب بك يادكتور تيسير .. وأشكر لك هذا التواجد
ألا ترى يادكتور كثرة الحديث عن صراع الحضارات بعد أحداث 11 سبتمبر ؟!
الحديث عن صراع الحضارات وعن الحركات الاسلامية لم يكن من الكليشيهات عندما كانت الجيوش الغربية تسيطر على كامل رقعة العالم الإسلامي ..
الآن بدأ الحديث عن الاسلام وتهديده للحضارة الغربية .. وبدأنا نقرأ الصحف ونقرأ أقوال بعض الشخصيات السياسية الغربية التي تنادي باحتلال منطقة الخليج العربي لأنهم يرون أن هذا النفط لا يجب أن يخضع لبربرية الاسلام !!
أكاديمي غربي يرى اتخاذ إجراءات عنيفة ضد الاسلام .. بسبب بضع رهائن من الأمريكان ولكنهم لا يتحدثون عن الانسان الذي يُقتل في الصومال والسودان وأفغانستان ..
يشغل أكاديميوا الغرب ومفكروهم أنفسهم مع الساسة في تقديم النصح والتنبؤات في منطقة الخليج والتيارات الفكرية .. وكيفية إخضاع هذه التيارات لهم أو تغيير الأنماط الفكرية "بالقهر" التي تعارض الفكر الغربي وتوجهاته الاستعمارية .
__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-09-2009, 03:11 PM   #3
عيـــــاش
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 233
إفتراضي

جزاكم الله خيرا ونفع الله بك يا دكتور ..

كل التوفيق ان شاء الله ..
عيـــــاش غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-10-2009, 01:03 AM   #4
sami salh
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
الإقامة: sabha
المشاركات: 23
إفتراضي

موفقين وبارك الله فيكم
sami salh غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-10-2009, 11:26 PM   #5
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

من أعجب الحالات الفريدة في التاريخ ، ( التوليفة ) المثيرة للدهشـة بين (العلمانية) و(السلفية) ، في نظام سياسي مع بساطة تركيبته السياسية ، إستطاع أن يوظـّّف ، أو يحيـَّد ، فالنتيجة واحدة ـ بقدرة قادر ـ صورة سلفيّة صارمة من ( التديَّن الفردي والإجتماعي ) ـ أي الذي لايخرج عن دائرة الإهتمامات الفردية والإجتماعية ـ لأهـداف النظام الغربي الدولي الذي تبلـور مع أوائل ومنتصف القرن الماضي !

كيف مـرَّت هذه الخديعة على علماء ذوي جلالة في العلـم ، والتقوى ، ثـم كيف بقي هذه التكوين الهجين الجامع بيـن (الصرامة الإجتماعيـة السلفيّة) ، و(الممارسة السياسية العلمانية ) ، ليولـّد منهما : ( السلعمانية ) ، ويمـرّ بسلاسة عجيبة ، عبر عقـود ! حتى الغرب كان فيهـا راضيا ـ في تعجّـب ـ عنها ؟!

ثم كيف أستطـاع أثناء زمـن مروره ، أن يوسِّع دائرة الفكرة العلمانية في النظام السياسي ، ونظام الدولة ، ويبني مؤسساته على هذه الفكـرة ، ثـم يرسلها لتتمـدَّد بحرية وراحـة في تلك البيئة الصارمة ؟! كما تمـدَّد النيتـو إلى حدود روسيا ! قاضـمةً في تمددّها شيئا فشيئا الحالة الإسلامية ، والتي كان محدوداً أصلا ، ثـم يحاصرها ، فيعزلها ، ويسلـب منها بقية وسائل التأثيـر التي كانت ضعيفة أصـلا ً ، وهــي طيلة هذا الزمـن تـرى وكأنها لاتبصر ، وتسمع وكأنها لاتعــي ؟!

وقـد وصل ( القضم ) الآن إلـى سلـخ حتـّى ( التديـّن الإجتماعي ) ، حتـى ضاقت بـ ( الشيوخ الغيارى ) هذه الأيام الأرض بما رحبت ، فرضوا بمقالات متناثرة يتململون بها من حالهـم ، واستنكارات متفرّقة ، على قضايا ثانوية ، وما هي إلاَّ نفثات صدور تمارس خداع النفس بأنها قـد حقّقت شيئا ، فلا هي تُسمـن ، ولا تُغنـي من جـوع !

وإنّـه ـ حقـاً ـ لأمـرٌ يبعث على الحيرة ، و الإندهاش ، أعنـي كيف أنَّـه قـد صار المشروع الحضاري لأمّتنـا ـ في فهـم البعـض ـ أنَّ الدنيا تقوم ، ثـمّ لاتقعـد ، على قيادة المرأة للسيارة ، بينما الأمّة بأسرهـا تقـودها وزيرة خارجية أمريكا ـ منذ مادلين أولبرت ، إلى هيلاري كلنتون ! ـ تقودهـا لتقويض حضارتنـا برمّتها ، فيمـرُّ ذلك على ( الشيوخ الغيارى ) بصمت كصُمات ليل الصحراء الهادىء !

وتُضـرم نـارُ الحـرب على الإختلاط في التعليم ، بينما الخلط بين مفاهيم الأمـّة العظمى ، أعني إستقلالها ، وقيامـها بأهداف حضارتها ، وبدورها العالمي الهادف لإستعلاء الإسلام ، الخلط بين هذه المفاهـيم ، والأصـول العظيمة ، التي تقوم عليها حضارتنا ، وبين مفاهيم الجاهلية الغربية ، بإستحقارها لنـا ، وغزوها الثقافي ، والأخلاقي ، لأمّتنا ، وأطماعه المادية المفعمة بالروح الصهيوصليبية ،

تضرم نار الحرب على الإختلاط في التعليم ، بينما ذلك الخـلط لم يزل قائـماً على قدم وساق ، في نظام ( ولي الأمر ) على شتّى المستويات منذ عقـود ، وهـو يمـرُّ بجانـب وقار هيبة الشيوخ كأنّ شيئا لم يكـن !

وتـدقُّ نواقيس الخطر على القول بجـواز كشف المرأة لوجهها ، بينما الأمّة مكشوفة العورات كلّها أمام المستعمر الجديـد ، و النظام الغربي ، يعبث فيها كما يشاء ، يقيم قواعده العسكرية ، ومؤسساته التغريبية ، وتدخلاته الداخليّة ، حتى في مناهجنا الثقافيـة ، فلايثير هذا غيـرة الرجال ، ولا يحـرك فحولتهم ؟!

ولاريب .. لا ننكــر هنا التصدي لكلّ مفردات مشروع إفسـاد المرأة ، بل ندعو إليـه ، ونحـضُّ عليـه ، ونعـلم أهدافه الخبيثة ، فليس هذا هـو المقصود بما تقدم من علامات التعجب ، معاذ الله ، وإنـِّما هو التعجُّب من هذا الـدم الذي يفور هنا ، مالَـهُ ـ قاتله الله ـ يصيـر في حالة تجمّـد القطب الشمالي في تلك الأصول العظام ، والمباني الضخـام ، التي يقوم عليها الإسـلام ؟!

تـُرى هـل كان العيب في الفهم للإسلام ، أم كان الجهـل في ذلك الوقت بحقيقة النظام الدولي الغربي ، وأهدافه الخطيرة ، وموقع منطقة الخليج منـه ، ودورها المرسوم فيه ، الذي هـو تسخير طاقاتها لتحجيم دور الإسلام الحضاري ، ومنعه من العودة كما كان إبّان ( الخلافة العثمانية ) قبل سقوطهـا ، وتوظيف النظام الدولي الغربي لفكـرة (الدولة القطرية ) كبديل للنظام الإسلامي العالمي ، تلك الفكرة التي مزَّقت الأمّـة ، وأذلّتهـا لذلك النظام .

أم كانت غفلة الصالحين الذين فرحوا بما أوتوا من المؤسسات الدينيّة المحصورة التأثيـر ، فظنُّوهـا (الفتـح الأعظـم) ، الذي تحقـّق على يد (وليّ الأمر ) ( إمام المسلمين ) ! ، بينما لم يكن الأمـر سوى توظيف للدين في بيئة (تشاكله) ، لإشغالهم ـ إلى حيـن ـ عن مخطط عالمي يُبني على حطام حضارتهم ، ويستقي وقوده من ثرواتها ، ويحقق أحلامه العالمية على حساب مستقبلها ، وآمالها ،

أم كانوا يعلمون غير أنهم كانوا في حال العذر بالعجز ، لا الجهـل .

وهـل هـم أفاقوا الآن ؟! أم لازال كثيـرٌ منهم في سباتهم ، أم أنهم يخشون الإفاقـة ، هروبـا من صدمة الحقيقة ؟!

ذلك أنـّه من المحـال أن يطـلع أيُّ باحـث على رسالة الإسلام ، دون أن يـرى حقيقة ناصعة ، ساطعة كالشمس في رابعـة النهـار ، وهـي أنَّ حضارتـه تقوم على ثلاثة أركان عظام :
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-10-2009, 11:27 PM   #6
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

1ـ أنـّه جاء بحضارة تجعل التحرُّر من جميع أشكال التبعيّة للغيـر مكوّنها الحضاري الأعظـم ، وذلك يشمل كلّ أنواع التبعية ، السياسية ، والإقتصادية ،والثقافية ، والتشريعية ، حتى جعلت رسالة الإسلام تلك (التبعية) بالمعنـى العصري ، ( الموالاة للكافرين ) بالمعنـى الشرعي ، مروقـاً من الإيمان ( ومن يتولهّم منكم فإنّه منهم ) .

وحتّى التوحيـد ، عنوان الإسلام ، إنمّـا هو تحرير الإنسان من التبعيـّة لغير الله تعالى ، فلايُعبـد غيره ، ولا يُتحاكم لسواه ، ولا يخُضـع لغير شريعـته .

ولعمـري لا أستطيع أن أفهم حتى اليوم ، حـلّ التناقض بين أنَّ الفكر القومي ، وهو أبعد ما يكـون عـن نصوص الوحـي ، يقوم علـى هذه الفكـرة الإسلامية أصلا ، ( التحرُّر من التبعيّة للغيـر ) ، لكن بمنطلـق (عروبي ) حتى وقف في كثيـرٍ من الأحيان دون إسلام الأمـّة ( العربية ) للعـدوّ الغربي ، بتضحيـات لاتُنكـر ،

بينمـا ترفض هذه الفكـرة عملـيّا ( السلعمانية ) المتخصّصة في علوم الشريعـة ! حتى لقـد نظـّرت لتلك (التبعيـّة) بفتاوى أثارت سخرية الساخرين ، إذ خرّجتها تحت حكم المعاهدين والمستأمنين و أهل الذمـّة ! في أحكام الشريعـة ، والمفارقة أن هذه الأبواب الثلاثة ، أصلا تابعة لباب الجهـاد الذي يحاربونه ؟!!

2ـ أنَّ الإسلام لايعتـرف أصـلاً بنظام سياسيّ يقوم على (الرابطة الترابية للدولة القطرية بالفكـرة الأوربية ) ، فهـو يربط النظام السياسي بالعقيدة رأسـاً ، فالعقيدة وحدها هي الأساس الذي يقوم عليه ، وتقسيـمه هـو : ( دار الإسلام ) ، ( دار الكفـر ) ، ولهذا فالرابطة الإسلاميـة ، هـي وحدهـا (جنسيّة دولته) ، ولهذا يجعل المفارق لهـا حينئـذٍ ( خلع ربقة الإسلام من عنقـه ) و (مات ميتةً جاهلية) كما ورد في الحديث.

ولا وزن فيه لأيّ نظام لايخضع لإستقلال الإرادة التشريعية للأمـّة ـ السيادة للشريعة وحدها ـ ( والله يحكم لامعقّب لحكمه ) ( ولايشرك في حُكمه أحـداً ) ، في كلِّ شؤون الحياة ، وعلى رأسها الشأن السياسي ، الذي يدخل تحتـه الخطوط الرئيسة لرسالة الإسلام : إستقلال الأمّـة ، وتنفيذ رسالتها العالمية ، و الموالاة بين أبناءها في كلّ العالـم ، ونصرة المسلمين في الأرض ، والجهاد لتحقيق تفوقه الحضاري العالمي .

وهذا المكوِّن الثانـي جـاء ليحفظ الأمَّـة من توظيفها لأطماع أيّ نظام دولي ، يبدأ بتمزيقها إلى روابط أخرى ، ترابية ، وعنصرية ,,,إلخ ، ليضعفها ، ويذهب ريحها ، ويفشـل دورها الحضاري العالمي .

3 ـ أنَّ الأمّـة هي الأصـل الأصـيل في هذه الحضارة ، والنظام السياسي ليس سوى أداة يجـب أن تكون طيـّعة بيدهـا ، ولهذا جاءت النصوص تخاطبها مباشرة ،( كنتم خير أمّة أخرجت للناس ) ، ( وكذلك جعلناكم أمّة وسطا ) ( ولتكن منكم أمّـة يدعون إلى الخيـر ) ونظائرهـا كثيرٌ في نصوص الوحيين ،

وليس في القرآن آية تتعلق بهذا الشـأن إلاّ وهـي توجـّه الخطاب للأمّـة ، وأنـَّها بُعثـت لتؤدّي دور القيادة العالميّة ، ولاعذر لها أن تتخلَّى عن هذه الفريضة العظمى ، وعليها أن تختار نظاما سياسيا ليؤدّي هذا الدور ، فإنْ فشـل ـ وأعظـم الفشل أن يسخّـر الأمـّة لغيرها بل هي الخيانة العظمـى ـ فالأمـّة مكلّفة بإزاحتـه ، وهذه الفريضة من أعظم الفرائض ، وأوجب الواجـبات .

والنظامُ السياسيُّ الذي يحيـط بالأمـّة اليوم ، إنمـا يتحـرّك ضد أهدافها ، ويسخـّر حتـّى دينهـا لغيرهـا ، وبقاؤهُ يعنـي بقاءها في دوامة التبعيـّة ، ولا خلاص لها إلاّ بأن تعيد بناء نظامٍ سياسيّ ، لاينفصم فيه الدين عن الدولة ، ولا الشريعة عن الحكــم ، وليس فيــه ( جلالة ) ولا ( عظمة ) ولا ( فخامة ) إلاّ للأمّـة المستعلية بحضارتها ، نظام سياسيّ ليس فيه سلطة لا تخضـع لرقابة الأمـّة ومحاسبتها ، وليس فيه زعيم فوق إرادتـها ، وليس فيه حاكم لاينزل عليه حكم الشريعة ، كما ينزل على آحاد رعيته سواء بسواء.

ولو كنـا قـد وضعنا هذا الأصول الإسلامية العظيمة ، كما وضعها القرآن ، في سلـّم أولوياتنا ، لم يصـل حالنا إلى أن نستجـدي حاكـما مارقـاً مفسـداً ليسمح بالنقاب ، أو ليمنع الإختـلاط ..إلخ!!

وبناء على هـذا ، فلا مناص من القول أنَّ كثيرا من التديـّن المنتشر في الوسط الصحوي ، من شيوخ العلوم الشرعية إلى آحاد أفراده المقبلين على الهدى ، يحتاج إلى إنطـلاق في آفـاق جديدة ، تخرجه من دائرة ردود الفعـل المكرورة الذي يدور فيها ، ويعيدها كلّ ما مضـى عقد ، أو عقدان ، ثم يخرج منها تائهـاً ، منكـسر الجنـاح ، مثـل قضية الحجاب ، والنقاب ، والإختلاط ، والجدل حول فروع فقهية ، ربـما تختارها الأنظمة السياسية ، وتشغلهـم بهـا ، لتُبقِي المشروع الإسلامي يحمل هذه العناوين فحسـب ، لتظهـره ـ وهي تملك وسائل الإعلام ـ في صورة المتخلف الذي ( لايفهـم من الإسلام إلاَّ التضييق على المرأة ) ..إلخ

آفـاق جديـدة ترفعه إلى مستوى أعلى موقع من المنافسة ، يمكّنـهُ من إجهاض هذه الهجومـات المكرورة التابعة للمؤامـرة الكبرى ، و أشباهـها ، إجهاضها في مهدها ، وفرض نهجه الإسلامي من ذلك الموقع.

ثم يرفعه إلى ما هـو أعلى ليكون هو الدولة التي تعـيد للأمّة دورها كما بينته في هذا المقـال ، فيحسم القضايا الثانوية ، ويتفـرغ لأداء دوره الحضـاري : إقامة العدل في العالم ، وحماية البشرية من طواغيـت الكفر ، و الإستبداد ، والظلم ، والفسـاد .

وواللـّه إنَّ العجب لاينقضي من فهم مثل حركة طالبان ـ وأكثـر أتباعها مقاتلون عاديون بعيدون عن هذا الكـم الهائل من الإنشغال بالتثقيف الشرعي الذي ينتشر في بلادنا ـ فهمهم لخطورة ترك المشروع العالمي الغربي يعيث في الأرض فسـاداً ، وضرورة وضع المقاومة الشاملة لمخططة على سلّم الأولويـات الإسـلامية ،

وأنَّ فرضية السـعي لإعادة إستقلال إرادة الأمة الإسلامية ، وتوحيدها ، وإلتفافها حول راية الجهاد ، لتتحرر من التبعيـَّة ، من أعظـم الفرائض الإسـلامية ،

بينما يجادل في هذه الحقائق الإيمانية الكبرى ( دكاترة ) شريعة ، ودعاة مشهورون ، حتى إني حاورت أحدهم فأصـرَّ على أنَّ النظام العربـي ( قال : ولاة أمرنا حفظهم الله ) يؤدّون عن الأمة كلَّ ما ذكرته ـ وقد ذكرت له مختصر ما في هذا المقال ـ فلا حاجة للإنشغال بذلك ، وحتى العلاقات مع المشروع الغربي هـم يرون في ذلك المصلحـة ، و( لكن المشكلة في هذا الحماس الذي ضيَّع الشباب ) !!

نسأل الله السـلامة ، هذا أحـد نماذج مذهب ( السلعمانية ) التي بُذرت بذورها قبل عقـود ، لكي تقطف الأمّـة اليوم ثمارها المـرَّة !

والله المستعان وعليه توكلنا هو حسبنا فنعم المولى ونعـم النصيــر
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .