العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 18-11-2022, 09:13 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,969
إفتراضي نظرات فى خطبة دعوة المظلوم: تبشير وتحذير

نظرات فى خطبة دعوة المظلوم: تبشير وتحذير
الخطيب عبد الله العواضى والخطبة تدور حول دعوة المظلوم فتحدث عما يصيب الناس من مظالم مختلفة فلا يجدون سوى الدعاء على ظالميهم وهو قوله حيث قال :
"أيها الناس، حينما يُقتل الأبرياء، ويُقهر الضعفاء، ويتجبر الأقوياء، فلا يشتد الحزن؛ فهناك مدعوٌ، وهناك دعوة، وعندما تُسلب الحقوق، فيأخذ القويُّ حقَ الضعيف، والغنيُّ حق الفقير، وصاحب الجاه حقَ من تحته فلا أسى؛ فهناك مدعو، وهناك دعوة، ويوم تكثر دموعُ المظلومين، ويشتد أنين المكروبين؛ لفشو ظلم الظالمين، وجور الجائرين، فلا كمدَ؛ فهناك مدعو، وهناك دعوة، ولما يبلغ الضرُّ منتهاه، والضيق مَداه، فلا حَزَن؛ فهناك مدعو، وهناك دعوة.
عباد الله، نَعمْ، حينما تتكاثف هذه الليالي المدلهمّة، والأوجاع الخاصة والعامة فإنها تفتح بابَ أملٍ فسيح يخفف الحزن أو يذهبه، وترفع رأسَ الإنسان إلى السماء، وتعلّق قلبه بخالق الحياة والأحياء، ليرجوَه ويدعوه."
وتحدث الرجل عن رحمة الله بالمظلومين فقال :
"فهناك هناك يجد مدعواً يدعوه، وربّاً قادراً يرجوه. يجد مدعواً رحيمًا هو الله سبحانه وتعالى، الذي هو أرحم بالعبد من نفسه، وأرحم به من أبيه وأمه، وأرحم به من كل راحم؛ فيرحم حالَه، ويجيب سؤاله، ويعطيه نواله، رحمة به ورأفة، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} ويجد المظلوم مدعواً عليمًا محيطًا علمُه بكل شيء، فيعلم ما مسّه، ويعلم مَن ظلمه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} ويجد المظلوم مدعواً خبيراً بصيراً يرى بطش من ظلمه، وجورَ من جار عليه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. ويجد المظلوم مدعواً سميعًا قريبًا مجيبًا، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
قال الشاعر:
لا تظلمنَّ إذا ما كنتَ مقتدراً ... فالظلمُ مصدُره يُفضي إليهِ الندم
تنامُ عيناكَ والمظلومُ مُنتبهٌ ... يدعوْ عليكَ وعينُ اللهِ لم تَنم
ويجد المظلوم مدعواً قويًا قادراً، عزيزاً قاهراً، سيأخذ له حقه، وينتقم له ممن ظلمه، قال تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} وقال: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} ، ويجد المظلوم مدعواً حكمًا عدلاً، سينصف له، ويستوفي له حقه ممن تعدى عليه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}
إذن كيف يحزن مظلوم له رب رحيم، سميع عليم، قدير قريب، قوي مجيب، حكم عدل، خبير بصير؟!"
بالقطع هذا الكلام عن المظلوم هو نصف الحقيقة فكما أن الله رحيم بالمظلومين فهو منتقم منهم بسبب ركونهم وهو سكوتهم على ظلم الظالمين حيث يدخلهم النار وفى هذا قال تعالى :
"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
وتحدث عن عقاب الظالم فقال :
"فيا ويل من يظلم إنسانًا لا يجد له ناصراً إلا الله تعالى، ويا ويل من يظلم إنسانًا لا يجد له معينًا إلا الله، ويا ويل من يظلم إنسانًا لا قوةَ له إلا بالله.
قال رسول الله (ص): (اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها تُحمل على الغمام يقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين)
قال الشاعر:
ألا قولوا لِمنْ قد تَقوَّى ... عَلى ضعفيْ ولم يخشَ رقيبَهْ
خبَأَتُ لهُ سهامًا في الليالي ... وأرجوْ أن تكونَ له مُصيبهْ"
ثم تحدث عن دعوة المظلوم فقال :
"أيها المسلمون، وفي خضم تلك المظالم هناك دعوة، ولكنها ليست ككل دعوة، إنها دعوة المظلوم التي تُرفع إلى الحي القيوم. إنها أقوى الأسلحة في ردع الظلم، وإهلاك الظالمين، إنها سلاح فتّاك يلاحق الظالمين إلى كل مكان كانوا فيه-مهما امتد بهم الزمن-، ولا يمكنهم ردُّه أو دفعه بأي سلاح، إن دعوة المظلوم لهبٌ حارق، ونار مضطرمة، ترمي الظالمين بشررٍ كالقصر، قال رسول الله (ص): (اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة) قال ابن القيم في بدائع الفوائد: "لا تحتقر دعاء المظلوم؛ فشرر قلبه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك، ويحك! نبال أدعيته مصيبة، وإن تأخر الوقت، قوسه قلبُه المقروح، ووتره سواد الليل، وأستاذه صاحب:" لأنصرنك ولو بعد حين"، وقد رأيتَ، ولكن لستَ تعتبر، احذر عداوة من ينام وطرفه باكٍ يقلب وجهه في السماء، يرمي سهامًا ما لها غرض سوى الأحشاء منك".
دعوة المظلوم سفينة فضائية سريعة أسرع من الضوء، بل لا تقاس بسرعة أسرع شيء في حياتنا، هذه السفينة تنطلق حاملة أنين المكلومين، ودموع المقهورين، وتوجع المتوجعين، وآهات المتأوهين، ورجاء الآملين بمن لا يظلم عنده أحد، وبمن حرم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرمًا، الذي قال عن نفسه: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} "
قيل لعلي: " كم بين العرش والتراب؟ فقال: دعوة مظلوم مستجابة".
إنها دعوة لا تقف أمامها الأبواب، ولا تصدّها الشُرَط ولا الحُجّاب، وكلما قوي الظلم قويت ضراعة المظلوم فالتهبت دعوته فكانت أسرع نفاذاً، وأقرب قبولاً؛ لأنها اتجهت إلى باب الله، ولم تتجه إلى أبواب رؤساء الدنيا وملوكها:
وأفنيةُ الملوكِ محجَّباتٌ ... وبابُ اللهِ ليسَ لهُ فَنَاءُ"
وحكاية أن دعوة المظلوم مستجابة ليست قطعية فأى دعوة إما أن تستجاب وإما أن لا تستجاب حسب مشيئة الله كما قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
فالله يستجيب للدعوات التى قضى من قبل أن تستجاب وأما التى لم يقضى باستجابتها فلا تستجاب حتى لو كانت دعوة مظلوم
وتحدث مرة أخرى عن استجابة الدعوة فقال :
"أيها الأحبة الفضلاء، إن دعوة المظلوم دعوة مستجابة مسموعة لا تُرد؛ لأنها صدرت من لسان الاضطرار، ولسان التفويض الكامل من العبد الفقير الضعيف العاجز إلى المعبود الغني القوي القادر، قال تعالى {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}
قال رسول الله (ص): (وإياك ودعوة المظلوم فإنها تستجاب) وقال عليه الصلاة والسلام: (ثلاث لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم)
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن يحيى بن خالد البرمكي-أحد وزراء بني عباس- قال له أحد بنيه -وهما في السجن والقيود-: يا أبت، بعد الأمر والنهي والنعمة صرنا إلى هذا الحال؟! فقال: يا بنى، دعوة مظلوم سرتْ بليلٍ ونحن عنها غافلون، ولم يغفل الله عنها! ثم أنشأ يقول:
رُبَّ قومٍ قدْ غدوا في نعمةٍ ... زمنًا والدهرُ ريَّانٌ غَدقْ
سكتَ الدهرُ زمانًا عنهمُ ... ثم أبكاهمْ دمًا حينَ نَطق! معشر المسلمين، إن دعوة المظلوم مستجابة ولو كانت من فاجر أو من كافر، قال رسول الله (ص) لمعاذ رضي الله عنه-حينما بعثه إلى أهل اليمن- وكان أهل اليمن آنذاك أهل كتاب-: (اتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)
وقال عليه الصلاة والسلام: (اتقوا دعوة المظلوم -وإن كان كافرا -؛ فإنه ليس دونها حجاب)
وقال: دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه) "
وكما سبق القول الدعوة بين الاستجابة وعدمها ثم قال :
"يا أيها المظلومُ سَلِّ شَجاكا ... بُشراكَ هلَّتْ من سَما مَولاكا
وتنزّلتْ -والظلمُ يبسطُ عَسفَهُ- ... تروي غليلَك في عتوِّ صَداكا
الله أرحمُ مَنْ تلوذُ ببابِه ... والله أقربُ من يَليْ شكواكا
والله يسمعُ كلَّ حرفٍ موجَعٍ ... فاهتْ لسانُك قائلاً رُحماكا
والله يبصرُ أُفْقَكَ المنهوكَ ما ... يبدو عليه ضياؤه لأساكا
والله يعلمُ من رماك بجَورِه ... ويرى على موجِ العَنا بلواكا
وهو القديرُ المستعانُ به على ... قهرِ الذي أشجاك في نُعماكا
وهو القويُّ وذو الكمال فإن تَعُذْ ... بجنابه وبعزّه نجَّاكا
فانزعْ لباسَ الحُزْنِ والْبسْ باسمًا ... ثوبَ السرور فلن يخيب رجاكا
واقبرْ عنادَ اليأسِ وابعثْ للعلا ... رُوحَ التفاؤلِ في جسومِ مُناكا
واعلمْ بأنَّ الظلمَ يُسرعُ بالفتى ... نحوَ الهلاكِ ويحصدُ السفّاكا
فانعَمْ فإنّ اللهَ ليس بغافلٍ ... أو مُهمِلٍ ذاك الذي أشقاكا
واصبرْ فعُقبى الصبرِ تُشِرقُ بالذي ... يُطفي لهيبًا ظلَّ جُرحَ حشاكا"
وتحدث عن وقوع الظلم بين الكل وتعدد أنواعه فقال :
"أيها المسلمون، إن الظلم جريمة عظيمة، لا تقع في مجال واحد أو في جهة معينة، بل يقع مع جهات متعددة، ومجالات كثيرة، فالظلم يقع بين الأقربين، كما يقع بين الأبعدين، فيقع من الأولاد لوالديهم، ويقع بين الزوجين، ويقع بين الأقارب، وبين الجيران، وبين الأصدقاء، وبين الراعي والرعية، وبين الناس ممن ليست بينهم هذه الوشائج. فمن الأولاد من يظلم والديه بقلة بره، وكثرة عقوقه، فكم من ابن عق أباه أو أمه، وكم من بنت عقت أباها أو أمها، فصبر الوالدان، لكن لما استمر لهيب العقوق، واختفت ظلال البر، لم يجد الوالدان أو أحدهما-عند ذلك- إلا الدعاء على الابن العاق أو البنت العاقة، فتصعد دعوة مظلوم -وأيُّ مظلوم! إنه أب أو أم! - إلى السماء فتستنزل من ربها العقوبة على الأولاد الظالمين بالعقوق.
قال رسول الله (ص): (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم) "

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .