العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 19-02-2012, 10:48 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي عين روسيا على العرب

عين روسيا على العرب

خلال قرنٍ مضى من الزمن، والمتصفح لتاريخ المنطقة العربية، يَلحظ عدم غياب التأثير الروسي أو الاهتمام الروسي بتفاصيل المشهد السياسي في المنطقة العربية. وقد يعتقد البعض أن ذلك التأثير يرتبط بالصراعات الأيديولوجية العالمية التي سادت خلال القرن العشرين، وتنافس النظريتين الاشتراكية الشيوعية والإمبريالية على اقتسام العالم.

ولكن من يرجع الى تاريخ ما قبل الشيوعية يلحظ بوضوح كيف أن روسيا أمَدَّت (محمد علي باشا) والي مصر وحاكمها فيما بعد بالتقنيات العسكرية وأفران الصهر لصناعة المدافع والذخيرة وشجعته على بناء جيش يزيد تعداده عن نصف مليون، مما جعله يمتد الى السودان ويعبر الجزيرة العربية ويتوجه الى بلاد الشام ثم يصل الى اسطنبول ويطلب من الخليفة العثماني التنحي عن الحكم.

واليوم، وبعد أن انتهت الشيوعية من حكم روسيا، فإن السلوك الروسي، لم يتغير منذ عهد القياصرة الى العهد الشيوعي ثم الى ما بعده، فماذا يكون وراء هذا الاهتمام، وما هي بوصلة السياسة الروسية الثابتة في عدم التغافل عن المنطقة العربية؟

روسيا القديمة جداً

لم يكن لروسيا قبل عام 1480م أي شأن يُذكر، وبالتحديد إبَّان حكم (إيفان الثالث) أمير (دوقية موسكو)،*1 الذي تمرد على حكم التتار الذين حكموا ما يحيط بموسكو زهاء قرنين ونصف، من خلال اجتياحهم لسهول سيبيريا وعبورهم من فجوة جبال الأورال وإخضاعهم للإمارات الروسية التي كان عددها يتجاوز الستين إمارة تخضع لأمير (كييف) ضمن نهج فريد في الحكم.

وقد استمر تمرد أمراء دوقية موسكو على التتار حتى أنهوا وجودهم عام 1581. وابتداءً من ذلك العام واصلوا تقدمهم حتى وصلوا الى ممر (بهرنغ) الفاصل بين سيبيريا وألاسكا، وأقاموا مستعمرة بألاسكا ظلت تحت سيطرتهم حتى عام 1867، عندما باعوها للولايات المتحدة.

عندما آل الحكم الى أسرة (رمانوف) عام 1613 والتي استمر حكمها حتى انهيار الإمبراطورية الروسية ومجيء السوفييت عام 1917، وضعت أهداف للسياسة الخارجية، الأساس فيها الوصول الى المياه الدافئة، فامتدوا شرقاً ولم يتوقف زحفهم حتى وصلوا الى المحيط الهادئ (جزر كوريل المتنازع عليها مع اليابان الآن). هناك اصطدموا مع الصين التي كانت هي الأخرى قد تخلصت من الحكم التتار، والذين اعتبروا أنهم ورثة التتار، فسيبيريا والسهول الشرقية هي للصين كحق يناله الوريث، واستمر التنازع حتى عام 1860 عندما وقعت اتفاقية مع الصين كسب فيها الروس الأراضي المتنازع عليها.

لم يمنع الروس من عبور مضيق (الدردنيل) الى البحر الأبيض المتوسط إلا العثمانيون، وهنا يكمن (أس) السلوك الروسي في توجيه سياستهم الخارجية، فاتجهوا من خلال البحر الأسود لإيران وقووا علاقاتهم معها كونها عدوة تقليدية للعثمانيين، وهم ـ أي الروس ـ على عداء مع العثمانيين من خلال اصطدامهم معهم في التوسع ببلدان أوروبا الشرقية التي خضع قسمٌ كبير منها لسلطة العثمانيين.

النسيج الفسيفسائي الروسي

في ذروة مجد الإمبراطورية الروسية، كان بها 122 قومية وكل الديانات والمذاهب، وكانت تشغل 50% من كل الأراضي الأوروبية و40% من مجموع مساحة آسيا. حيث بلغ أقصى مساحة في عهد الاتحاد السوفييتي أكثر من 22 مليون كم2. *2

إن سر كثرة القوميات في روسيا يعود الى كثرة الهجمات التي تعرضت لها، فقد أنشأ اليونانيون قبل سبعة قرون من ميلاد السيد المسيح عليه السلام، عشرين مدينة على سواحل البحر الأسود، ثم استولت قبائل إيرانية عليها، وتبعها موجة أخرى من القبائل الإيرانية هزمت القبائل الأولى. وقبل عام 860م، كانت عصابات تأتي من الدول الاسكندينافية تنهب ما يدخره السكان المحليين، وكان يُطلق عليهم (الفرنجة) ثم أنشأ هؤلاء مدناً تخدمهم مقابل حمايتهم من تلك العصابات ومن بين تلك المدن (كييف) التي أخضعت قبائل كثيرة وجهزت أسطولاً بلغ تعداده ألف سفينة غزت بها (القسطنطينية) ست مرات ولكنها فشلت. ولكن السكان المحليون طردوا في النهاية الفرنجة وأسسوا دولتهم روسيا والتي لا يعرف أحد على وجه الدقة لماذا حملت هذا الاسم!

وفي عام 989 تزوج دوق (كييف) فلاديمير الثالث ابنة إمبراطور القسطنطينية (باسيل الثاني) وهو من ألد أعداء العرب والمسلمين، وأصبح دين الدولة (المسيحية الأرثوذكسية) ولا يزال*3

هذا ويتغلغل في نفوس الروس ثقافة لا يظهرونها بشكل سافر، ولكن سلوكهم يكشفها بسهولة، ومن أهم عناصرها أن روسيا هي حامية العرق السلافي والذي يبلغ تعداد هذا العرق زهاء أربعمائة مليون يتوزعون في روسيا وبيلا روسيا وأوكرانيا وبوهيميا (في تشيكوسلوفاكيا سابقا) وصربيا وبولندة والبوسنة والهرسك وكرواتيا. وهي أيضاً حامية (المسيحية الأرثوذوكسية) وقد أطلقوا عليها روما الثالثة، بعد سقوط القسطنطينية عام 1453.
قوة روسيا الناقصة

في حساب قياس قوة الدولة، ومقارنة لروسيا مع خمس دولٍ أخرى، تحتل تلك الدول الست أقوى دول العالم (أمريكا، الصين، اليابان، بريطانيا، ألمانيا، روسيا). نجد أن روسيا تقع في المركز الثالث من حيث تعداد السكان، والمركز الأول من حيث المساحة، والمركز الثاني من حيث القوة الاقتصادية، والمركز الأول من حيث توفر المياه العذبة، والمركز الأول من حيث القوة العاملة، والمركز الثاني من حيث القوة العسكرية، والمركز الأول من حيث القوة النووية والصواريخ البالستية والمركز الثاني من حيث تصدير السلاح، والمركز الثالث من حيث عدد الجنود.*4

وبغض النظر عن الاعتراف بقوة روسيا، فإن إقناعها للعالم وبالذات العرب منهم، يحتاج أكثر مما هي عليه الآن بكثير، فقوتها تحتاج الى ضم قوة الصين وأمريكا الجنوبية والهند والعرب، حتى تصبح إرادتها أكثر ترجيحاً.

وبالنسبة للعرب، فإن روسيا لم تستطع إقناع الدول الثرية في المجموعة العربية، ولم تستطع إقناع الشارع العربي بالتوجه نحوها، وذلك لسببين رئيسيين: الأول يكمن في الارتباط التاريخي بين الدول العربية الثرية والمعسكر الغربي، والثاني تداخل الموقف تجاه إيران وما يثير حفيظة من لا يتوادون مع إيران.


هوامش:

*1ـ تاريخ الحضارة الأوروبية/ علي حيدر سليمان/ دار واسط؛ بغداد ـ العراق، ص135. (ط1ـ 1990).

*2ـ موسوعة السياسة/ عبد الوهاب الكيالي وآخرون/ بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر ص 293 (ط3 ـ 1990).

*3ـ الاحتفالات باعتناق روسيا للمسيحية الأرثوذكسية، بُثت في قناة روسيا اليوم في 26/7/2008، بمناسبة مرور 1020 عام على ذلك التاريخ. [ وقد غمز المذيع بأن أوكرانيا تحاول تسييس القضية لصالحها!]

*4ـ قياس قوة الدولة/ نوار جليل هاشم/ مركز دراسات الوحدة العربية/ المجلة العربية للعلوم السياسية؛ العدد 25 شهر تشرين الأول/أكتوبر 2010.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .