قراءة فى بعض من كتاب الخلاصة في شرحِ حديثِ الوليِّ
قراءة فى بعض من كتاب الخلاصة في شرحِ حديثِ الوليِّ
المؤلف علي بن نايف الشحود والكتاب هو جمع لشروح الحديث من كتب مختلفة مع تناول مسائل متعددة عن الولاية والأولياء وصفاتهم وهى أمور بعيدة عن نصوص الحديث وقد أطال الرجل الكتاب ومن ثم رأينا تناول ما يهمنا وهو نص الحديث وبعض المفردات اللغوية التى نقلها الرجل من كتب اللغة وهى نقول لا تساعدنا على فهم الحديث بقدر ما تدخلنا فى متاهات فى المراد بالولى والولاية وقد أخبرنا المؤلف بأن الحديث سبق شرحه من قبل القدامى فقال :
"وقد قام العلماء بشرح هذا الحديث ، وهم كل شراح البخاري ، وقام بشرحه العلامة ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم ، وشرحه شسخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته القيمة الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وأفرده الإمام الشوكاني بكتاب ضخم سماه ( القطر الجلي شرح حديث الولي)
ومهمة الشحود كما قال فى مقدمته :
"وقد رأيت أن أقوم بجمع خلاصة هذه الشروح والتوفيق بينها ، وإضافة ما يلزم إضافته لها ، أو التعقيب على بعضها ، لاسيما وقد أصبح الاختلاف كبيرا بين المسلمين حول كثير من صفات الأولياء ."
ومما نقله من بطون كتب اللغة اخترنا ما يهمنا وهو معنى الولى والولاية وهو :
..."والوَلِيّ : وليّ اليتيم الذي يلي أَمرَه ويقوم بكِفايته . ووَليّ المرأَةِ : الذي يلي عقد النكاح عليها ولا يَدَعها تسْتَبِدّ بعقد النكاح دونه . وفي الحديث : أَيّما امرأَة نكحت بغير إِذن مولاها فنِكاحها باطل وفي رواية : وَلِيِّها أَي متَوَلِّي أَمرِها . وفي الحديث : أَسأَلك غِنايَ وغِنى مولاي . وفي الحديث : من أَسْلم على يده رجل فهومولاه أَي يَرِثه كما يَرِث من أَعتقه . وفي الحديث : أَنه سئل عن رجل مشْرِك يسْلِم على يد رجل من المسلمين فقال : هو أَولى الناس بمَحْياه ومماته أَي أَحَقّ به من غيره قال ابن الأَثير : ذهب قوم إِلى العمل بهذا الحديث واشترط آخرون أَن يضِيف إِلى الإِسلام على يده المعاقَدة والموالاة وذهب أَكثر الفقهاء إِلى خلاف ذلك وجعلوا هذا الحديث بمعنى البِرِّ والصِّلة ورَعْي الذِّمام ومنهم من ضعَّف الحديث ... وتقول في المرأَة : هي الولْيا وهما الولْيَيانِ وهنَّ الولى وإِن شئت الولْيَيات مثل الكبْرى والكبْرَيانِ والكبَر والكبْرَيات . وقوله عز وجل : { وإِني خِفْت المَواليَ من ورائي } قال الفراء : المَوالي ورثَة الرجل وبنوعمِّه قال : والوَلِيّ والمَوْلى واحد في كلام العرب . قال أَبومنصور : ومن هذا قول سيدنا رسولا أَيّما امرأَةٍ نَكَحَتْ بغير إِذن مَوْلاها ورواه بعضهم : بغير إِذن وَلِيِّها لأَنهما بمعنى واحد . وروى ابن سلام عن يونس قال : المَوْلى له مواضع في كلام العرب : منها المَوْلى في الدِّين وهو الوَلِيّ وذلك قوله تعالى : { ذلك بأَنَّ الله مَوْلى الذين آمنوا وأَنَّ الكافرين لا مَوْلى لهم } أَي لا وَلِيَّ لهم ومنه قول سيدنا رسولا : مَنْ كنت مَولاه فعليٌّ مَولاه أَي مَن كنت وَلِيَّه قال : وقوله عليه السلام مزَيْنَة وجهَيْنَة وأَسْلَم وغِفار مَوالي الله ورسوله أَي أَوْلِياء ا قال : والمَوْلى العَصَبة ومن ذلك قوله تعالى : { وإِني خِفْت الموالي مِن ورائي } وقال اللِّهْبِيّ يخاطب بني أمية : مَهْلاً بَني عَمِّنا مَهْلاً مَوالِينا إِمْشوا روَيْداً كما كنْتم تَكونونا قال : والمَوْلى الحَلِيف وهومن انْضَمَّ إِليك فعَزَّ بعِزِّك وامتنع بمَنَعَتك قال عامر الخَصَفِي من بني خَصَفَةَ : هم المَوْلى وإِنْ جَنَفوا عَلَيْنا وإِنَّا مِنْ لِقائِهم لَزور قال أَبوعبيدة : يعني المَوالِي أَي بني العم ..قد تكرر ذكر المولى في الحديث قال : وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو: الرَّبّ والمالِك والسَّيِّد والمنْعِم والمعْتِق والنَّاصِر والمحِبّ والتَّابع والجار وابن العَم والحَلِيف والعَقِيد والصِّهْر والعَبْد والمعْتَق والمنْعَم عليه قال : وأَكثرها قد جاءَت في الحديث فيضاف كل واحد إِلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه وكلّ من وَلِيَ أَمراً أَو قام به فهومَوْلاه ووَلِيّه قال : وقد تختلف مصادر هذه الأَسماءِ فالوَلاية بالفتح في النسب والنّصْرة والعِتْق والوِلاية بالكسر في الإِمارة والوَلاء في المعْتَق والموالاة من والى القومَ قال ابن الأَثير : وقوله : من كنت مَوْلاه فعَليٌّ مَوْلاه يحمل على أَكثر الأَسماءِ المذكورة"
وكل هذا المعانى لا تلزم القارىء فى شىء إلا المعنى المراد فى الحديث المشروح نفسه
وأما نصوص الحديث وشواهده فهى كما قال الشحود :
"نصّ الحديث وشواهده
عَنْ أَبِى هرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسول اللَّهِ - (ص) - :« إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْت عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَال عَبْدِى يَتَقَرَّب إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أحِبَّه ، فَإِذَا أَحْبَبْته كنْت سَمْعَه الَّذِى يَسْمَع بِهِ ، وَبَصَرَه الَّذِى يبْصِر بِهِ ، وَيَدَه الَّتِى يَبْطش بِهَا وَرِجْلَه الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأعْطِيَنَّه ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأعِيذَنَّه ، وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِله تَرَدّدِى عَنْ نَفْسِ الْمؤْمِنِ ، يَكْرَه الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَه مَسَاءَتَه »رواه البخاريّ .
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسول اللَّهِ -(ص)-: « قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مَنْ أَذَلَّ لِى وَلِيًّا فَقَدِ اسْتَحَلَّ محَارَبَتِى وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِمِثْلِ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَمَا يَزَال الْعَبْد يَتَقَرَّب إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أحِبَّه إِنْ سَأَلَنِى أَعْطَيْته وَإِنْ دَعَانِى أَجَبْته مَا تَرَدَّدْت عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِله تَرَدّدِى عَنْ وَفَاتِهِ لأَنَّه يَكْرَه الْمَوْتَ وَأَكْرَه مَسَاءَتَه ».أخرجه أحمد
وعَنْ أَبِي أمَامَةَ عَنْ رَسولِ اللَّهِ (ص)، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقول:"مَا يَزَال عَبْدِي يَتَقَرَّب إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أحِبَّه، فَأَكونَ أَنَا سَمْعَه الَّذِي يَسْمَع بِهِ، وَبَصَرَه الَّذِي يبْصِر بِهِ، وَلِسَانَه الَّذِي يَنْطِق بِهِ، وَقَلْبَه الَّذِي يَعْقِل بِهِ، فَإِذَا دَعَا أَجَبْته، وَإِذَا سَأَلَنِي أَعْطَيْته، وَإِذَا اسْتَنْصَرَنِي نَصَرْته، وَأَحَبّ مَا تَعَبَّدَ لِي عَبْدِي بِهِ النّصْح لِي".أخرجه الطبراني
وعن الحسن قال: يقول الله ما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فأكون عينيه اللتين يبصر بهما وأذنيه اللتين يسمع بهما ويديه اللتين يبطش بهما ورجليه اللتين يمشي بهما فإذا دعاني أجبته وإذا سألني أعطيته وإن استغفرني غفرت له"
وعَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ : مَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللهِ فَقَدْ آذَنَ اللَّهَ بِالْمحَارَبَةِ ، وَمَنْ حَالَتْ شَفَاعَته دونَ حَدٍّ مِنْ حدودِ اللهِ فَقَدْ حَادَّ اللَّهَ فِي أَمْرِهِ ، وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خصومَةٍ لاَ عِلْمَ لَه بِهَا كَانَ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ ، وَمَنْ قَفَا مؤْمِنًا بِمَا لاَ عِلْمَ لَه بِهِ وَقَفَه اللَّه فِي رَدْغَةِ الْخَبَالِ حَتَّى يَجِيءَ مِنْهَا بِالْمَخْرَجِ ، وَمَنْ خَاصَمَ لِضَعِيفٍ حَتَّى يَثْبتَ لَه حَقّه ثَبَّتَ اللَّه قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزِلّ الأَقْدَام ، وَقَالَ اللَّه : مَا تَرَدَّدْت فِي شَيْءٍ أرِيده ، تَرْدَادِي فِي قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي الْمؤْمِنِ يَكْرَه الْمَوْتَ وَأَكْرَه مسَاءَتَهِ وَلاَ بدَّ لَه مِنْه" أخرجه ابن أبي شيبة . وعن طاوس اليماني ، قال : « إني لأجد في بعض الكتب الذي أنزل الله تعالى : لن ينجو مني عبد إلا بأداء ما افترضت عليه ، وما اقترب إلي عبدي بأفضل من النصيحة ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا فعل ذلك ، كنت قلبه الذي يعقل به ، وبصره الذي يبصر به ، إن سألني أعطيته ، وإن دعاني أجبته ، وإن استنصر بي نصرته » أخرجه أبو داود في الزهد
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسول اللَّهِ (ص): يَقول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ:مَنْ عَادَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ نَاصَبَنِي بِالْمحَارَبَةِ وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِله كَتَرَدّدِي عَنْ مَوْتِ الْمؤْمِنِ يَكْرَه الْمَوْتَ وَأَكْرَه مَسَاءَتَه وَربَّمَا سَأَلَنِي وَلِيِّي الْمؤْمِن الْغِنَى فَأَصْرِفه مِنَ الْغِنَى إِلَى الْفَقْرِ وَلَو صَرَفْته إِلَى الْغِنَى لَكَانَ شَرًّا لَه وَربَّمَا سَأَلَنِي وَلِيِّي الْمؤْمِن الْفَقْرَ فَأَصْرِفه إِلَى الْغِنَى وَلَو صَرَفْته إِلَى الْفَقْرِ لَكَانَ شَرًّا لَه إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ:وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَعلوِّي وَبَهَائِي وَجَمَالِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لا يؤْثِر عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَى نَفْسِهِ إِلا أَثْبَتّ أَجَلَه عِنْدَ بَصَرِهِ وَضَمِنَتِ السَّمَاء وَالأَرْض رِزْقَه وَكنْت لَه مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كلِّ تَاجِرٍ.أخرجه الطبراني .
وعن أنس ، عن محمد (ص) ، عن جبريل (ص)عن الله ، تبارك وتعالى قال : « يقول الله تبارك وتعالى : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما رددت في شيء أنا فاعله ما رددت في قبض نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته ، ولا بد له منه » مسند الشهاب
|