العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الفـكـــريـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال أصل الوراثة من السنن الإلهيّة غير القابلة للتغيير (آخر رد :المراسل)       :: نحن أمة لا تستحى (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الطاقة الروحية: براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: جهنم غرام (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: حديث عن مرض الصرع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب آراء ابن تيمية في الأمرد (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 31-12-2014, 11:19 PM   #11
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أحلام برجوازية و مطالبات اشتراكية



البرجوازية، مصطلح قديم، عنى في السابق سكان المدن الميسورين والذين هم أعلى من الطبقة الوسطى، وهم غير الأرستقراطيين الذين يحملون ألقاباً ممنوحة من الحاكم (ملك، إمبراطور، الخ) والذين تلقوا ألقابهم وامتيازاتهم لمكانتهم العسكرية أو الاجتماعية، والخدمات التي يقدمونها لحماية العروش، وقد قابل هذا المصطلح نظام (الباشوات) في العهود العثمانية (التركية) أو القاجارية (الفارسية)، وكانت تلك الألقاب تتوارث.

ويلتصق بالأرستقراطيين والبرجوازيين سلوك عام يهتم بالفن والثقافة وطرائق اللبس والأكل واختيار الملابس والأثاث والاهتمام بالتعليم الخاص وغيره.

وكان الأرستقراطيون يُحسبوا على النظام والخط المحافظ في العصور الوسطى، كونهم يستمدون مكانتهم الاجتماعية والاقتصادية من تلك الأنظمة، أما البرجوازيون فكانوا يتذبذبون وِفق مصالحهم، فإن رأوا إمكانية في التخلص من النظام القائم وهي وشيكة، فإنهم لا يتوانوا أن يصطفوا مع القوة الجديدة لتحسين مواقعهم.

في مسألة الأحلام، لن يكون الحلم منقطعاً عما قبله من وقائع وتخيلات وأحاسيس، فقد يحلم ابن القطب الشمالي بأنه التهم (فقمة) كاملة في منامه، ولكن لن يندرج هذا الحلم مع أحلام سكان بادية الشام أو جنوب ليبيا.

(1)


لا تدرك عامة الناس الفروق بين المذاهب الاقتصادية، فهم لا يعرفون خصائص مذهب التجاريين أو المذهب الحر أو المذهب الاشتراكي، لكن الناس يتبرمون من آثار تطبيق مبدأ، دون أن يعرفوا اسمه وخصائصه.

في القرن السادس عشر، عندما تدفقت شحنات الذهب والفضة من الأمريكيتين الى أوروبا عن طريق التجار، تطورت الصناعة، وفرضت الدول رسوماً على الواردات واستغنت تلك الدول وأصبحت تحاكي التجار، فظهر مذهب التجاريين.

ظل مذهب التجاريين مسيطراً على أوروبا، حتى ظهر مفكرون سبقوا الثورة الفرنسية، أمثال فولتير وجان جاك روسو يطالبون بالحريات، وظهر بموازاتهم مفكرون اقتصاديون مثل (آدم سميث) في بريطانيا، و(الفزيو كرات) في فرنسا، ينتقدون مذهب التجاريين ويدعون للحريات الاقتصادية وإزالة القيود على التجارة، وظهرت دعوتهم باختصارها بمقولة (دعه يعمل، دعه يمر) التي لاقت أذاناً صاغية، وخلاصة المذهب، أنه لنترك كل فرد يعمل بحرية وينتقل بحرية، فإن جهده سيصب في النهاية بالصالح العام للمجتمع. وكان من ثمار هذا المبدأ ظهور فئة الرأسماليين الأغنياء، وظهور طبقة المعدمين، ومما زاد في توسع الفجوة بين تلك الطبقتين، الثورة الصناعية، التي امتصت الأيدي العاملة من الورشات الفردية المنزلية وحشرتها في المصانع تحت ظروف إنسانية صعبة.

على إثر تلك التطورات الاقتصادية والاجتماعية، ظهرت الأفكار الاشتراكية، وكانت أفكار تتنوع من مصادرها، فمنها الاشتراكية الديمقراطية، ومنها الاشتراكية الوطنية (النازية) ومنها الشيوعية الماركسية، وكانت كل تلك الأنواع تلتقي في خواص ثلاث:
أ ـ تقويض النظام الرأسمالي، وتشييد نظام يضمن توزيع الثروة بالتساوي على أنقاضه.
ب ـ إلغاء الملكية الخاصة (ثروات الإنتاج): كرأس المال والمصانع والأراضي، على أن تستولي الدولة عليها وتجعلها ملكية عامة تديرها للصالح العام.
ج ـ يشتغل الأفراد لحساب الدولة، بأجور تعطى لهم بالتساوي، على أساس قيمة العمل الذي يقدمه كل منهم، وتبعا لذلك لا يكون هناك مصدر للدخل غير الرواتب.

(2)

لم تستطع كل المذاهب الاقتصادية، أن ترتقي بعدلها ورحمتها الى جزء يسير من مذهب الله وكتبه السماوية، ولكنها أخفقت كما أخفق الزاعمون بأنهم يطبقون شرع الله، فلطالما أن من يقوم على تطبيق الأفكار سواء كانت تلك الأفكار مستمدة من شرع الله أو من وضع الإنسان، هو من البشر، فإن الزعم بتحقيق العدل سيكون في جميع الأحوال نسبياً، فليس هناك عدل مطلق إلا عند الله.

وقد يكون العدل أقرب الى التحقيق عندما يكون القائمون عليه مؤمنين بضرورة بسطه، ولا يكفي إيمانهم بذلك، بل يجب أن يُدعم بمؤسسات قوية تحرس قيم العدل، وتصوب مسار المخطئين، حتى لو كان المخطئ (رأس الدولة) نفسه (ملكاً كان أم رئيساً أم غيره).

لقد هوت قيم العدالة في دول قديمة وحديثة تبنت مختلف أنواع المذاهب الاقتصادية، وآخرها كان نظام الدولة السوفييتية، ومن يطالع أسباب سقوط تلك الدول، منذ الدولة الأموية لغاية الآن، سيجد أنه كلما ابتعد القائمون عن حزمة المبادئ التي زعموا أنهم يتبنوها، كلما اقتربت نهاياتهم.

(3)

يتطلع الجمهور الى القائمين على الحكم، فإن استفاد منهم مدحهم، بغض النظر عن الخدمات التي يطلبها القائمون على الحكم من الجمهور أو أفراده، وإن لم يستفد منهم يبحث بأكثر من طريقة للتقرب منهم، حتى تُغلق في وجهه كل السبل.

رئيس الوزراء و (البلطجي) كلاهما أدوات نظام الحكم، لا قاعدة خلقية تبرر سلوكهما، ولكنها المصلحة، وبين هذين النموذجين، مئات النماذج التي تتبارى في إعلان الولاء لنظام الحكم، وكل تلك النماذج تحلم أحلاماً برجوازية، ترتقي في أقصاها لمرتبة رئيس الوزراء، إن لم يكن أكثر!

وإن أحس الفرد بالخذلان وعدم إمكانيات تحقيق أحلامه البرجوازية، سيُطلق مجموعات (مُحزمة) من الانتقادات ذات اللون الاشتراكي، انتقاد التعليم، انتقاد الصحة، انتقاد البطالة، انتقاد الأسعار الخ.


انتهى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .