هل للسيد البدوى وجود ؟
هل للسيد البدوى وجود ؟
هذا السؤال واجب طرحه على مائدة البحث :
هل السيد البدوى شخصية لها وجود حقيقى بمعنى :
هل عاش فرد اسمه أحمد البدوى على أرضنا هذه أم أنه أسطورة من أساطير التاريخ الكاذب الذى صنعه الكفار حيث تمت صناعة أبطالنا وخونتنا وغيرهم لنعيد ونزيد فيهم ؟
فى الأسبوع الماضى قرأت كتاب السيد أحمد البدوى لعبد الحليم محمود وهو أحد شيوخ الأزهر وواحد من قلة من المتصوفين الذين تولوا مشيخة الأزهر
كنت أمنى النفس أن أجد معلومات عن الشخصية التى هى عنوان الكتاب فى الكتاب المكون من حوالى 125 صفحة ولكن للأسف الشديد المعلومات عن الرجل لا تتجاوز صفحة أو اثنين
السؤال :
ماذا فعل عبد الحليم محمود لكى يسود تلك الصفحات ؟
الإجابة :
لم يفعل أى شىء سوى الحديث عن التصوف وأخلاق المتصوفين وأما السيد البدوى فلا وجود له إطلاقا سوى اسمه وهجرة أبيه به من المغرب إلى الحجاز وسفره إلى مصر للسكن فى طنطا أو طندته كما كانت تسمى فى القديم وتحدثه عن مدرسة السطوح التى كان يربى فيها البدوى مريديه ومقابلة الظاهر بيبرس له وانتمائه لمدرسة البدوى كما تحدث عن حكاية الفقيه ابن دقيق العيد معه وتحدث عن اشتغال البدوى بالعلم وأنه كان شافعى المذهب ونسب إليه كتاب الكفاية وينفى عبد الحليم محمود أن يكون الكتاب له لأنه موجود قبل ولادته
هذه المعلومات القليلة النادرة ليس عليها أى توثيق فى الكتاب إلا نادرا وكأن السيد البدوى لم يكن شخصا شهيرا ولا شخصا مشاركا فى الأحداث فى عصره
قطعا فى الوجدان الشعبى نجد حكايات كثيرة ولكنها ليست موجودة فى كتب التاريخ ومن أشهرها :
حكاية الخبز :
أنه وهو طفل كانت أمه تخبز الخبز فى التنور وهو الفرن وكلما أخرجت بعض من الأرغفة أخذها الطفل وأكلها وفى نهاية الخبيز اتضح للأم الكبيرة أن ابنها أكل الخبزة التى تطعم العائلة أسبوعا أو أكثر وهو قاعد فى ساعة أو اثنين
وهى حكاية لا يمكن تصديقها فأى بطن هذه التى تتسع لمئات الأرغفة إلا إذا كان الطفل من المجانين الذى يأكل ويتبرز وهو قاعد يأكل ؟
وحتى لو كان مجنونا فلن يأكل هذا الكم الذى يكفى عشرات الرجال والكبار السن منا فى الريف يتذكرون أن طشت العجين كان يزن حوالى خمسين كيلو عندما ينتفخ العجين عند تخمره وأن الطشت كان يملآ صندوق كنبة من ذوات العينين أو أكثر .
حكاية التبول من فوق السطوح :
فى الوجدان الشعبى أن السيد البدوى كان يعيش على سطح البيت أو سطح المسجد فى طندته وأن ما كان يفعله على السطح هو أن يقف ويتبول على المارة فى الشوارع المحيطة بالبيت
وهى حكاية تبين أنه رجل مجنون فمن هذا الذى يقف ويكشف عورته ويتبول فوق رءوس الناس إلا رجل مجنون ؟
بالطبع قد يفسر بعض الجهلة ذلك بأن الرجل كان يوزع بركته على الناس من خلال بوله
الحكاية الثالثة :
أن السيد البدوى فعل ما لم تفعله فرق الجيش الأيوبى كاملة فى معركة المنصورة وهو :
أنه جاب اليسرى
والمراد أحضر الأسرى من عند الصليبين بمفرده وهو كلام لا يمكن تصديقه لأن كتب التاريخ فى ذلك العصر لا تتحدث إطلاقا عن أحمد البدوى
فى مقابل كتاب السيد أحمد البدوى والذى يمجد فيه نجد كتاب أحمد صبحى منصور السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة وهو كتاب أفضل من كتاب عبد الحليم محمود لأن الرجل متخصص فى التاريخ وجلب المعلومات من الكتب المختلفة ومع أن هذا الجانب التاريخى لا أصدقه فالأهم فى كتاب البدوى بين الحقيقة والخرافة هو :
مناقشته لخرافات الصوفية
وقد انتهى الباحث فى كتابه إلى أن أحمد البدوى هو أحد دعاة الشيعة الكبار فى مصر وأنه نتيجة الخوف من الظاهر بيبرس لم يقدر على اظهار حركته الشيعية وخوفا من سيف السلطان اشتغل بعلوم أهل السنة حتى لا يقوم بيبرس بالتخلص منه كما تخلص من أسلافه وغيرهم ممن كانوا يدبرون المؤامرات فى عهده وقبل عهده
وقد أورد كتاب البدوى بين الحقيقة والخرافة الكثير من النصوص عن البدوى فى كتب التاريخ وكتب الأدب والمخطوطات ومنها كما جاء فى الكتاب :
يروى عبد الصمد عن البدوي قوله ( فلما دخلت مكة جاءني الناس وسلموا على وهنئوني بالسلامة فأقمت عند الحسن وأخواتي .. فى ألذ عيش ..فلما كانت ليلة من الليالي إذ بهاتف يقول لى فى المنام استيقظ من منامك يا نائم وسبح فى محبة الملك الدائم وسر إلى طندتا فأنك تقيم بها وتعطي وتربي بها أطفالاً يجىء منهم رجال وأى رجال ، فلما أصبحت أخبرت أخي الحسن بما رأيت تلك الليلة فقال لي : يا أحمد إمسك نفسك واكتم سرك حتى يكمل وعدك ويحل أوانك فأنا أخبر منك حتى يعاودك الهاتف ثانيا وثالثا .. فكتمت سرى ، قال الشريف حسن .. بينما كنت نائما ذات ليلة فى شهر رمضان المعظم ، وإذ بأختي فاطمة تنبهني من منامي وتقول: يا ابن والدي اعلم أن أخي أحمد قائم طول الليل وهو شاخص ببصره إلى السماء،وانقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر وله مدة أربعين يوما ما أكل طعاماً ولا شراباً ، فقلت لها يا فاطمة والله قرب فراق أخي ، قال سيدي أحمد وإذا بالهاتف عاودني فى المنام وقال : يا أحمد مثل أول مرة ثم عاودني ثلاث مرات وقال: قم يا همام وسر إلى طندتا ولا تشك فى المنام . فلما أصبحت أخبرت أخي حسنا بما رأيت قال لى أخي : قد انتهى الوعد فسر فى هذه الليلة ولا تخفأن فاطمة أخت البدوي وصفته بمظاهر الجذب حين تهيأ للسفر لمصر فقالت عنه( قائم طول الليل وهو شاخص ببصره إلى السماء ، وانقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر، وله مدة أربعين يوما ما أكل طعاماً ولا شراباً )
|