قراءة في بحث هل المسيح الدجال هو السامري ؟
قراءة في بحث هل المسيح الدجال هو السامري ؟
صاحب البحث أحمد خالد مصطفى وهو يدور حول أكذوبة يحاول الروائى إثباتها وهى أن السامرى هو الدجال
وقد استهل حديثه بان كثيرا ما يسأله الناس السؤال الذى طرحه كعنوان للمقال وأنه سيجيب عليه باعتباره مؤلف رواية أنتيحريستوس فقال :
"هذا السؤال يأتيني بغزارة شديدة بعد أن كتبت رواية أنتيخريستوس .. وسأجيب عنه تفصيلا
وقد طرح في البداية قول أن لا أحد من القدامى ولا المحدثين تحدث عن المسألة سوى الزركشى في كتابه البرهان في علوم القرآن فقال :
"يجب أن نعرف في البداية أن مسألة كون السامري هو الدجال أم لا هي مسألة لم يتحدث فيها علماء الأمة أبدا بالنفي أو بالإثبات .. إلا عالم واحد من علماء التفسير العظماء المشهود لهم بالإتقان في علوم القرآن .. وهو العالم الجليل الإمام الزركشي في كتابه القيم "البرهان في علوم القرآن" حيث قال : " وقع سؤال بين جماعة من الفضلاء في أنه : ما الحكمة أنه لم يذكر الدجال في القرآن . وتلمحوا في ذلك حِكَمًا ، إن في القرآن تعريضا بقصته ، في قصة السامري ، وقوله سبحانه : ( وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تخلفه"
وزعم أن الفقهاء لم يتحدثوا في الموضوع لعدم أهميته فقال :
"ولم ينف أحد من المفسرين الموضوع و لم يثبته .. بل لم يتحدث عنه أحد أصلا .. ليس لأنه غير صحيح .. بل لأنه غير مهم .. فلو كان شيئا خاطئا لوجدت أكثر من عالم و مفسر ينفيه ويحذر منه .. لكنه غير مهم .. فليكن الدجال هو السامري أو لا يكونه .. لن يزيد إيمانك شيئا أو ينقصه .."
وأعام احمد خالد رأيه وهو أن مع الرأى بكون السامرى هو الدجال فقال :
" لكن الخلاصة .. بالنسبة لمن يؤمنون أن السامري هو الدجال ، في رصيدكم عالم ومفسر واحد يؤيد رأيكم هو الزركشي .. وبالنسبة لمن يحاربون كون السامري هو الدجال ، ليس في رصيدكم أحد من العلماء أو المفسرين حارب الأمر أو أنكره .. وانحيازي بالتالي إلى الجهة التي فيها عالم ومفسر .. انحيازي إلى أن السامري هو الدجال "
وبين أنه سيذكر أدلة المنكرين لكون السامرى الدجال ورأى المؤيدين فقال :
. "بغض النظر عن هذا .. فكل الآراء التي تثبت أن السامري هو الدجال تعتمد على حجج قوية .. بينما كل الآراء التي تنكر هذا تعتمد على حجج ضعيفة مردود عليها .. وسأذكر كل آراء الفريقين . "
أول أدلة المؤيدين التى ذكرها هى :
"السامري يرى جبريل
في حكاية السامري .. لما كان جبريل يشق البحر بفرسه .. رآه السامري .. و أخذ حفنة من التراب من أثر فرس جبريل على الرمال .. الآن منذ متى يرى بشري عادي الملائكة .. المفترض أن السامري مجرد بشري عادي نحات .. كيف له أن يرى جبريل على فرسه ؟ لكن مهلا .. هل هو الوحيد الذي رأى جبريل ؟ نعم هو الوحيد .. فقد قال لسيدنا موسى "بصرت بما لم يبصروا به" .. يعني رأيت مالم يروه .. ماذا رأى ؟ رأى جبريل على فرسه بإجماع المفسرين .. ورؤيته لجبريل هذه كانت مخصوصة فقط بالسامري دون غيره .. ونعلم أنه لا يرى الملائكة سوى الأنبياء .. أو الجن .. أو المسيح الدجال .
قالوا بل إن هناك حالات رأى فيها الناس الملائكة .. و جبريل تحديدا رآه الصحابة حينما كان يأتي في صورة دحيى الكلبي .. ونقول بل هذه الحالات رأى الناس فيها جبريل لأن جبريل تمثل في صورة بشرية مرئية يراها كل الناس .. لكن السامري رأى جبريل في هيئته الملائكية على فرسه .. ما الدليل على أنه رآه في هيئته الملائكية وليس الهيئة البشرية ؟
جاء في تفسير القرطبي ... "قال السامري : رأيت جبريل على الفرس وهي تلقي خطوها مد البصر" .(هل يعقل أن بشريا يركب فرسا خطوتها مد البصر ؟) .. وليس هناك من أقوال المفسرين ما يحكي أن السامري رأى جبريل في هيئة بشرية .. ثم إن المفهوم من كلمة "بصرت بما لم يبصروا به" أنه هو الوحيد الذي رآه .. و لو أن جبريل كان متمثلا في هيئة بشرية عادية راكبا على فرسه يتقدم الناس ويشق البحر بعصاه لرآه جميع الناس .
إذن فالسامري ليس بشريا عاديا .. وليس جنيا أو شيطانا حتى يرى الملائكة .. وليس نبيا .. والمخلوق الوحيد غير هؤلاء الذي يرى الملائكة هو المسيح الدجال .. هذه واحدة"
كلام أحمد خالد ليس فيه أى دليل على كون السامرى رأى جبريل(ص) فكلها استنتاجات لأن الرجل قال كما قص القرآن :
" بصرت بما لم يبصروا به"
فالكلمة غامضة لا تقول أى تفصيل عما أبصر وهو لم يبصر ملاكا لأن الملائكة لا تظهر للبشر عدا الرسل(ص) سوى في يوم القيامة كما قال تعالى :
" يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين "
ولم يذكر القرآن أن جبريل ركب فرسا أو أنه حتى ذكره لأن المذكور كان الرسول(ص)فقط في قوله " فقبضت قبضة من أثر الرسول " ومن ثم المقصود موسى(ص) وليس جبريل(ص) لأنه من شق البحر بالعصا وقادهم للعبور
وتحدث عن دليله الثانى وهو تعامل السامرى مع موسى(ص) فقال :
"تعامل موسى مع السامري:
في قصة السامري لما غاب سيدنا موسى في جبل الطور وتأخر ولم يعد في الوقت الذي كان ينتظره فيه قومه .. أغوى السامري قوم موسى وجعلهم يعبدون العجل .. ولقد أبلغ الله موسى بهذا قبل أن يعود إلى قومه "قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك و أضلهم السامري" فلما عاد موسى من جبل الطور رأى مشهدا أغضبه غضبا شديدا .. رأى قومه يعبدون العجل .. فغضب غضبا شديدا وألقى الألواح التي كتبت فيها التوراة أرضا فكسرها .. وبرغم أنه يعرف أن السامري هو المجرم الذي أضلهم إلا أنه تجاهله تماما وذهب إلى أخوه هارون وأمسك بلحيته و برأسه وعنفه تعنيفا شديدا لأنه سمح بهذا أن يحصل .. ثم التفت إلى قومه .. فأشاروا له إلى السامري وقالوا له .. هذا هو من أضلنا .. والآن ماذا فعل سيدنا موسى في أشد حالات غضبه وهو المعروف عنه سرعة الغضب .. ماذا فعل للسامري ؟
لا شيء .. بل إنه خاطبه خطابا لينا " فما خطبك يا سامري ؟ "
.. ونلاحظ أن هذه الصيغة اللينة من الخطاب استخدمها موسى في خطابه للمرأتين التين كانتا تريدان السقاية لما قال لهما "ما خطبكما" .
على الجانب الآخر .. رد السامري على موسى بكل ثقة وبلا أي قلق أو خوف " بصرت بما لم يبصروا به ... إلى آخر ما قال " فرد عليه موسى بكلمة عجيبة ... "اذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ، و إن لك موعدا لن تخلفه" .. يعني لم يعاقبه بل أعطاه ميزة .. إن لك في الحياة أن تقول لا مساس .. أي أنك ستعيش في الحياة لن يستطيع أحد المساس بك .. حتى يكون لك موعد لن تخلفه .. إن تعامل موسى مع السامري بهذه الطريقة هو لأنه علم أنه الدجال و أنه لن يسلط عليه .. وهذا مثل قول النبي لعمر ابن الخطاب لما شك في أن ابن صائد هو الدجال و أراد أن يضرب عنقه فقال له النبي " إن يكنه فلن تسلط عليه و إن لم يكنه فلا خير لك في قتله" .. فالأنبياء يعرفون أن الدجال له موعد ولا يسلط عليه أحد .
قالوا بل إن كلمة لا مساس هي عقوبة وليست ميزة .. والحقيقة أن لغة القرآن شديدة الدقة .. فموسى قال للسامري .. اذهب فإن "لك" في الحياة أن تقول لا مساس .. و لفظة "إن لك" تعني مزية لك و ليست عقوبة عليك .. قياسا على قوله تعالى "إن لك ألا تجوع فيها و لا تعرى" .. وأيضا لفظة "أن تقول" تعني أنت الذي تقول .. أنت الذي تقول لا مساس .. ليس أحد فارض عليك عقوبة أن تقولها.. وليس الناس هم من سيقولونها تحاشيا للمسك أو التعامل معك .. بل أنت الذي ستقول لا مساس ... وبالتالي فلا مساس هي ميزة و ليست عقوبة .
قالوا إن قوله "إن لك موعدا لن تخلفه" لا يعني الموعد الذي سيقتل فيه سيدنا عيسى الدجال في آخر الزمان .. بل يعني يوم القيامة .. يعني أيها السامري النحات سوف يعاقبك الله يوم القيامة على ما فعلت .. لو صح هذا لتركنا القاتل وقلنا له موعدك يوم القيامة .. و ما فعله السامري هو الفتنة .. و الفتنة أشد من القتل . فالأقرب أن الموعد هو في الدنيا و ليس في الآخرة "
وكل هذا الكلام هو تحريف للمعنى الذى قصده الله وهو عقاب السامرى فأولا حرق هجله أمامه عينيه ورمى تراب الذهب في الماء فلو كان لا يريد عقابه لترك له العجل وإنما حرق قلبه كما يقال بحرق العجل وجعل الذهب يتناثر هناك وهناك دون أن ينتفع به من جمعه
ثانيا لا مساس لم يقل الله لا مساس بك حتى تكون ميزة وأما قوله فغن لك موعدا لن تخلفه فهذا وعد بموته عندما يمسه واحجد من الخلق وهى عقوبة عظيمة جدا لأن الرجل م تم تعذيبه بعدم النوم فقد ظل صاحيا أياما وليالى حتى مات حتى لا يمسه أحد حتى يمنع الناس من الاقتراب منه بالقول لهم ابتعدوا عنى
ثالثا ناقض أحمد خالد نفسه فهو يعتبر السامرى هو الدجال ومع هذا يستشهد برواية كون ابن صائد هو الدجال وهو كلام متعارض فأيهما الدجال؟
والدليل الثالث الذى لم يفهمه هو ولا غيره هو كون السامرى نحات فقال :
"والنقطة الأخيرة التي تدعم أن السامري هو الدجال هو أن السامري مجرد نحات .. لماذا فعل كل هذا ليغوي قوم موسى و يجعلهم يعبدون العجل .. ما هدف نحات مثل السامري في أن يفعل كل هذا ؟ لا يوجد أي هدف منطقي أو غير منطقي يجعله يفعل هذا "
وذكر براهين المنكرين لكون السامرى الدجال محاولا تضعيفها فقال :
|