العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 10-12-2008, 12:45 PM   #1
الحسن الجميل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 19
إفتراضي الغاية من الخلق وحكمة الوجود

الغاية من الخلق وحكمة الوجود ( ج 1 )

الغاية من الخلق العبادة ، والخلافة داخلة ضمن العبادة

قال تعالى ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) 56 الذاريات ان هذا النص الصغير ليحتوي حقيقة ضخمة هائلة من اضخم الحقائق الكونية التي لا تستقم حياة البشر في الارض بدون ادراكها واستيقانها سواء كانت حياة فرد ام جماعة ام حياة الانسانية كلها في جميع ادوارها واعصارها وانه ليفتح جوانب متعددة من المعاني والمرائي تندرج كلها تحت هذه الحقيقة الضخمة التي تعد حجر الاساس الذي تقوم عليه الحياة 0

واول جانب من جوانب هذه الحقيقة ان هنالك غاية معينة لوجود الجن والانس تتمثل في وظيفة من قام بها واداها فقد حقق غاية وجوده ومن قصر فيها او نكل عنها فقد ابطل غاية وجوده واصبح بلا وظيفة وباتت حياته فارغة من القصد خاوية من معناها الاصيل الذي تستمد منه قيمتها الاولى وانفلت من الناموس الذي خرج به الى الوجود وانتهى الى الضياع المطلق الذي يصيب كل كائن ينفلت من ناموس الوجود الذي يربطه ويحفظه ويكفل له البقاء 0
هذه الوظيفة المعينة التي تربط الجن والانس بناموس الوجود 0هي العبادة لله، او هي العبودية لله 000 ان يكون هناك عبد ورب 0 عبد يعبد ورب يعبد وان تستقم حياة العبد على اساس هذا الاعتبار 00
ومن ثم يبرز الجانب الاخر لتلك الحقيقة الضخمة ويتبين ان مدلول العبادة لا بد ان يكون اوسع واشمل من مجرد اقامة الشعائر 0 فالجن والانس لا يقضون حياتهم في اقامة الشعائر والله لا يكلفهم هذا ، فهو يكلفهم الوانا اخرى من النشاط تستغرق معظم حياتهم وقد لا نعرف نحن الوان النشاط التي يكلفها الجن ،ولكننا نعرف حدود النشاط المطلوب من الانسان نعرفها من القران من قوله تعالى ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة ) 30 البقرة فهي الخلافة في الارض اذن عمل هذا الكائن الانساني وهي تقتضي الوانا من النشاط الحيوي في عمارة الارض والتعرف على قواها وطاقتها ومكنوناتها وتحقيق ارادة الله في استخدامها وتنميتها وترقية الحياة فيها كما تقتضي الخلافة القيام على شريعة الله في الارض لتحقيق المنهج الالهي الذي يتناسق مع الناموس الكوني العام قال تعالى (هو انشاكم من الارض ومستعمركم فيها ) 61 هود اي هو الذي امركم بعمارتها وعدم تعرضها للفساد والدمار والخراب قال تعالى ( الذين يفسدون في الارض )152 الشعراء
ولتوضيح جانب من القوانين والاسس الذي وضعها الله تعالى لحماية البيئة مثلا : فقد امرنا بعمارتها بالبناء وغرس الاشجار فيها وعدم الاضرار بها والمحافظة عليها ، حتى الضجيج فيها يمنعه قال تعالى ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير) 19 لقمان وانت عزيزي القارء مهما بحثت فلم تجد نص يطالب به الناس ان يمتنعوا عن الضوضاء اوضح وادق من هذا النص القراني الكريم 0 فالاية تقول اغضض من صوتك فحاول عندما تتكلم تكلم بهدوء بمقدار ما تسمع جليسك اما انك تصيح فهذا لون من الضوضاء فهو ينهى عنه 000
اما في حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو ينهى عن البول في الماء فقال ( لا تبولوا في الماء ان للماء اهل ) وهناك الكثير ممن يتبول في النهر الجاري ولا يبالي بما سيحدث من جراء فعلته هذه بالعكس فان بلاؤك
كله تقذفه في الماء فربما هذا الماء يستعمله كثير من الناس وليس لديهم ما يعقمه فتكون قد نقلت له كل مشاكلك وبلاؤك 000 فتامل النهي عن تلويث الانهار 000وكذلك النهي عن تلف الطرقات اماطة الاذى عن طريق المسلمين عبادة وعمارة000
ارجع الى جملة من الاحكام تلاحظ ان المشرع الاسلامي يريد من وراء هذه الاحكام ان يحافظ على نظافة البيئة وخصوصا تعبير ( استعمركم ) يعني امركم بعمارتها ، ملزم بالتعمير وليس التخريب واي معنى يحقق عنوان التخريب فهو ممنوع

ولذلك ندعوا كتابنا المسلمين : ان هذه العناوين والتي اصبحت عناوين مستحدثة ان يبحثوا عن جذورها ، هل هي موجودة في الفقه الاسلامي 000 موجودة في حضارتنا 000؟ والا فلا ينبغي ان ننسب كل شيء الى الغرب والمجتمع الغربي ونجرد انفسنا من كل فضيلة حتى بعض اقلام كتابنا المسلمين ينبغي ان تتنبه الى عطاء الاسلام في كل ميدان من ميادين الحياة والاسلام والحمد لله لم يترك شيء ولم يضع له علاج ، فهذه دعوة للكتاب المسلمين لان تكتب في عطاء الاسلام ولا ننشد ان الاهتمام بالبيئة هو للمجتمع الفلاني او للكاتب الفلاني 000 كلا 00 الاسلام اهتم بالبيئة قبل ان يهتم به فلان وفلان من الناس 0

ومن ثم يتجلى معنى العبادة التي هي غاية الوجود الانساني او التي هي وظيفة الانسان الاولى اوسع واشمل من من مجرد الشعائر وان وظيفة الخلافة داخلة في مدلول العبادة قطعا

اذا حقيقة العبادة تتمثل في امرين رئيسيين :
الاول : هو استقرار معنى العبودية لله في النفس اي استقرار الشعور على ان هناك عبدا وربا عبدا يعبد وربا يعبد وان ليس وراء ذلك شيء وان ليس هناك الا هذا الوضع وهذا الاعتبار ليس في هذا الوجود الا عابد ومعبود والرب واحد والكل له عبيد
والثاني : هو التوجه الى الله بكل حركة في الضمير وكل حركة في الجوارح وكل حركة في الحياة والتوجه بها الى الله خالصة والتجرد من كل شعور اخر ومن كل معنى غير معنى التعبد لله
وبهذا وذاك يتحقق معنى العبادة ويصبح العمل كالشعائر والشعائر كعمارة الارض وعمارة الارض كالجهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل الله كالصبر على الشدائد والرضى بقدر الله 0000كلها عبادة وكلها تحقيق للوظيفة الاولى التي خلق الله الجن والانس لها وكلها خضوع للناموس العام الذي يتمثل في عبودية كل شيء لله دون سواه 0
الحسن الجميل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-12-2008, 12:12 AM   #2
الحسن الجميل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 19
إفتراضي الغاية من الخلق وحكمة الوجود ( ج 2 )

الغاية من الخلق وحكمة الوجود ( ج2 )




قيمة الاعمال مستمدة من بواعثها لا من نتائجها


ومن مقتضيات استقرار معنى العبادة ان يقوم بالخلافة في الارض وينهض بتكاليفها ويحقق اقصى ثمراتها وهو في الوقت ذاته نافظ يديه منها خالص القلب من جواذبها ومغرياتها قال الامام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه ( عش لدنياك كانك لم تموت ابدا وعش لاخرتك كانك تموت غدا )
ومن مقتضياته كذلك ان تصبح قيمة الاعمال في النفس مستمدة من بواعثها لا من نتائجها فلتكن النتائج ما تكون فالانسان غير معلق بهذه النتائج انما هو معلق باداء العبادة في القيام بهذه الاعمال ولان جزاءه ليس في نتائجها وانما جزاءه في العبادة التي اداها 0000 ومن ثم يتغير موقف الانسان تغيرا كاملا تجاه الواجبات والتكاليف والاعمال فينظر فيها كلها الى معنى العبادة الكامن فيها ومتى حقق هذا المعنى انتهت همته وتحققت غايته ولتكن النتائج ما تكون بعد ذلك فهذه النتائج غير داخلة في واجبه ولا في حسابه وليست من شانه انما هو قدر الله ومشيئته وهو وجهده ونيته وعمله جانب من مدد الله ومشيئته وقد نفظ الانسان قلبه من نتائج العمل والجهد وشعر انه اخذ نصيبه وضمن جزاءه بمجرد تحقق معنى العبادة في الباعث على العمل والجهد فلا يبقى في قلب الانسان حينئذ بقية من الاطماع التي تدعو الى التكالب والخصام على اعراض هذه الحياة فهو من جانب يبذل اقصى ما يملك من الجهد والطاقة في الخلافة والنهوض بالتكاليف ومن جانب ينفض يده وقلبه من التعلق باعراض هذه الارض وثمرة هذا النشاط فقد حقق هذه الثمرات ليحقق معنى العبادة فيها لا ليحصل عليها ويحتجزها لذاته
والقران يغذي هذا الاحساس ويقويه باطلاق مشاعر الانسان من الانشغال بهم الرزق ومن شح النفس فالرزق في ذاته مكفول تكفل به الله تعالى لعباده وهو لا يطلب اليهم بطبيعة الحال ان يطعموه – سبحانه – او يرزقوه حين يكلفهم انفاق هذا المال لمحتاجيه والقيام بحق المحرومين فيه قال تعالى ( ما اريد منهم رزق وما اريد ان يطعمون () ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) 57 – 58 الذاريات 0
اذا لا يكون حافز المؤمن للعمل وبذل الجهد في الخلافة هو الحرص على تحصيل الرزق بل يكون الحافز هو تحقيق معنى العبادة الذي يتحقق ببذل اقصى الجهد والطاقة ومن ثم يصبح قلب الانسان معلق بتحقيق معنى العبادة في الجهد طليقا من التعلق بنتائج الجهد 0000000 وهي مشاعر كريمة لا تنشا الا في ظل هذا التصور الكريم
اذا كانت البشرية لا تدرك هذه المشاعر ولا تتذوقها فذالك لانها لم تعش – كما عاش جيل المسلمين الاول – في ظلال هذا القران ولم تستمد قواعد حياتها من الدستور العظيم 0وحين يرتفع هذا الانسان الى هذا الافق افق العبادة او افق العبودية ويستقر عليها فان نفسه تانف حتما من اتخاذ وسيلة خسيسة لتحقيق غاية كريمة ولو كانت هذه الغاية نصر دعوة الله وجعل كلمته هي العليا ومن جه اخرى فهو لا يعني نفسه ببلوغ الغايات انما يعني نفسه باداء الواجبات تحقيقا لمعنى العبادة في الاداء اما الغايات فموكلة لله ياتي بها وفق قدره الذي يريده ولا داعي لاعتكاف الوسائل والطرق للوصول الى غاية امرها الى الله وليس داخلة في حساب المؤمن العابد لله
ثم يستمتع العبد العابد براحة الضمير وطمانينة النفس وصلاح البال في جميع الاحوال سواء راى ثمرة عمله ام لم يراها تحققت كما قدرها ام على عكس ما قدرها فهو قد انهى عمله وضمن جزاءه عند تحقق معنى العبادة واستراح وما يقع بعد ذلك خارج عن حدود وظيفته 000 وقد علم هو انه عبد فلم يعد يتجاوز بمشاعره ولا بمطالبة حدود العبد وعلم ان الله رب فلم يعد يقتحم فيما هو من شؤون الرب واستقرت مشاعره عند هذا الحد ورضي الله عنه ورضى هو عن الله
وهكذا تتجلى جوانب من تلك الحقيقة الضخمة الهائلة التي تقررها اية واحدة قصيرة( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) وهي حقيقة كفيلة بان تغير وجه الحياة كلها عندما تستقر حقا في الضمير 0000
الحسن الجميل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-12-2008, 12:45 AM   #3
redha12
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 69
إفتراضي

السلام عليكم
شكرا على هذا الموضوع الهادف
تصارع الفلاسفة منذ الازل على فكرة اكل لاعيش ام اعيش لا كل
و ذهبوا بفكرهم شر مذهب متناسين شيئا اهم من الاكل و لقد جاءت به الاية الكريمة
( ... الا ليعبدون ..)
الانسان خلق ليعبد الله خلق ليفتن بهذه الدنيا بملذاتها و شهواتها و شرورها
فعجبا لامر المؤمن ان اصابه خيرا فشكر كان خير له و ان اصابته ضراء فصبر كان له من الاجر ما لا حساب له
(... انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ... )
اتمنى ان تثلج صدورنا بموضوع اخر عن سر الخلق
شكرا
د رضا
redha12 غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-12-2008, 10:32 PM   #4
الحسن الجميل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 19
إفتراضي الغاية من الخلق وحكمة الوجود ( ج3 )

الغاية من الخلق وحكمة الوجود ( ج 3 )


الهروب من نداءات الفطرة


هذا ما فطرهم الله وجبلهم عليه – العبادة – كان ذلك منذ استخراج ذرية بني ادم من اصلابهم شاهدين على انفسهم ان الله ربهم ومليكهم وانه لا اله الاهو 0000 قال تعالى ( واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ) 172 الاعراف
لقد اخذت الفطرة الانسانية في البدء عنوان ربها كاملا وتعرفة على صفاته وافعاله 000 لكن حبه للدنيا وتعلقه بلذاتها وشهواتها نسى ذلك ومع استمرار منهجه المادي والشهواني ظلت الطلبات المتنوعة والمستعجلة التي توحيها الفطرة الى عالمه عن كيفية خلقه والغاية من ذلك الخلق وكيفية اتصال الانسان بمن خلق ومدى امكانية اللقاء معه ومكان ذالك اللقاء ان كان ممكننا وهل له ان يتصور ولو عن طريق الوصف بعض مشاهد وصور ومواقف ذلك المشهد المثير واللقاء الاثير ؟ وهل انه سبحانه اوجد عوالم اخرى غير عالمه وموجودات غيره مشابهة له او مغايرة لا يشهدها بحواسه ووو00000ظلت تظغط على كل زر في الجهاز العقلي له للاجابة عنها واسعافها بالعلم الصحيح والزاد المريح فان اقيم اودها وسدة خلتها واشبعت جوعتها عاش الانسان بسلام مع ذاته واخوانه ومع الكون المحيط به وان لم تتحقق مطالبها او قدم لها سراب عقول البشرية المحدودة فان هذا الانسان سيعيش حتما حالة تمزق نفسي وقلق باطني وسيعاني ازمة داخلية ويشهد صراعا حادا بين الفطرة التي لا تنفع بالمفاتيح البشرية ولا تنشرح للعقائد الصناعية ولا ترضى بالاجوبة العقلية التخمينية وبين العقل الذي لم يهدء بانوار النبوة الهادية 00 فيفقد الانسان الامن والامان وينعكس القلق على وجهه فينفضي عليه كابة دائمة وملامح حائرة ثائرة وتتسم افعاله وحركاته بالاضطراب والتعثر وتختل موازينه وتزداد عثراته وتتشعب متاهته فيصطدم بمن حوله ويتخيل كل ما يحيط به وكل من يعيش معه اعداء يحاولون سحقه واعاقة مسيرته فيلجأ تارة الى الصدام واخرى الى الهروب والثالثة الى التفلسف ثم لا يفر الى ربه الرحيم رغم ارسال رسله مذكرين ما في فطرهم وعقولهم فيعرفونهم حقه عليهم وامره ونهيه ووعده ووعيده 0000

والهروب من نداءات الفطرة ظاهرة شائعة تلفت النظر في يومنا هذا في الشرق و الغرب بسبب الخواء الروحي وفقدان الخلفية الايمانية التي تفسر الوجود واحداثه وغياب النظام الحياتي العادل وقد تنوعت وسائل الهروب وتقدمت ، فمنها الهروب اللاأبالي عن طريق الخمر والمخدرات والجنس والعبث والشذوذ والجريمة 00 وهناك الهروب الواعي المسؤل المنظم بالمغامرات العلمية واغراق المشاعر في العمل والانتاج المادي او بما يسمونه – الفن – وقد يبدو الهروب بشكل تحديات يائسة كمحاولة غزو الفضاء واختراع الاسلحة المدمرة 0 ونحن لا نهون من قيمة العلم والعمل بكلامنا لكننا نلمح الى الروح المظطربة والقيم المادية البحتية والمشاعر القلقة التي تدفع القوم الى اعمالهم او تصاحب حركتهم في الحياة ولو اطلعت على عينة من كلام المحرومين والهاربين من ربهم لرثيت لحالهم ولعلمت مدى عمق الحاجة الروحية في فطرهم مهما كفروا وانكروا ومهما جددوا واستنكروا 000 ولتكشف لك وجه الضرورة في قيام امة الوحي والرسالة الخاتمة بتقديم عقيدة القران لهؤلاء وامثالهم في كل عصر وحين
ومن هذا ينبغي للمسلمين ان يخرجوا بدورهم لتقديم عقيدة القران التي فيها قرة العيون وبهجة النفوس وطمأنينة القلب وان يجمعوا كل ما يمتلكون من طاقات روحية لمواجهة اولئك المحرومين الهاربين من نداءات فطرهم التي جبلها الله عليها بالرغم مما يمتلكونه من قوة التمكين المادي في الارض ومهما تضاعفت جهودهم لتحطيم تلك العقيدة فاننا بالايمان والصبر نحافظ على تلك العقيدة التي فيها سلوة كل بائس وحزين وعزاء للمصابين 000
فلا نجزع ولا نقلق ولا نخاف ، كفانا تقاعصا وابتعادا عن قراننا وديننا ، كفانا ذلا وهوانا وتقليدا 000 فوالله ومنذ ان سطعت شمس الاسلام وتالقت في افاق الدنيا لم يتغلب عليها من الاديان متغلب ان هذا لعجيب ومن اعجب العجب ان يثب الاسلام هذه الوثبة في زمن قصير فيخفق علمه على باب كسرى الذي كان له السلطان على نصف المعمورة وعلى باب قيصر الذي بسط نفوذه على معظم ممالك الغرب وجزء من ممالك الشرق 0 كل ذلك على يد اميين لا يقرأون ولا يكتبون وقد نشؤا في بادية نائية عن العلم والعلماء 0 فلا سفينة بحر ولاجوابة بر ولا طائرات جوية ولا اسلاك كهربائية وغير كهربائية فكل هذا راجع الى قوة مبادئه وتشاريعه التي فاقت كل تشريع 000
الحسن الجميل غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .