العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 14-08-2008, 01:21 AM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

سؤال الشعر.. سؤل الحلم

الحلم لا ينتهي, ولكن هناك حالات نمر بها, يكون فيها الشعر مهدداً, إذن كيف نحتفظ بقدرتنا على الحلم, صحيح أن الشعر حلم, وأنا يعجبني تعبير لأحد الشعراء الإيطاليين يقول فيه :

" الشعر حلم يحلم في حضور العقل " فالشعر ملازم طبعاً للهم الإنساني, مدى قياس حرية الشخص يرتبط بمدى قدرته على أن يحلم دون أن يكون هو نفسه رقيباً على أحلامه, نحن نعيش في مناطق متوترة ومتأزمة أصبحنا فيها رقباء على أنفسنا, فكثرة التعامل مع الرقابة والإدمان عليها قد تحول الشخص إلى رقيب على نفسه, لكن في الشعر يبدو أن الإحساس بوجود الرقيب قد يطور جماليات الشعر, وأنا في رأيي إن أي قصيدة يفهمها الرقيب ويمنعها يكون العيب في القصيدة وليس في الرقيب, على القصيدة أن تكون أذكى واكثر جمالية وأكثر حرية ملتبسة على فهم الرقيب المباشر لها, فالشعر الجميل والشعر الحقيقي هو الذي يعتمد على حركة المعنى وليس المحدد, والذي يتناول الأشياء تناول غير مباشر, يستعصي على الرقيب, وربما يحبب الرقيب بالعمل.

الشعر الذي يقول رسالة واضحة ومحددة يكون مفتقراً إلى شروط جمالية أساسية.

سؤال أوسلو.. سؤال مدريد

سؤال الخيارات من اصعب الأسئلة التي قد يوجهها الأخ ياسر عرفات إلى نفسه, صورة الوضع الإقليمي والدولي عشية أوسلو, وصورة محبطة وسوداء, تركت العرب دون خيارات, خيارات حُره, ودون قدرة على صياغة مشروع عربي واحد للسلام, وتحديد استراتيجية عربية للسلام, طبعاً هناك مشاريع عربية للسلام ولمن لم يلتزموا بها ولم يذهبوا للسلام معاً.

صيغة مدريد, كانت سياسياً معقولة, ناتجة عن الظرف الإقليمي الجديد, ولكن إذا كان لعرفات خيار أو آخر في اتفاق أوسلو, فإن من المتحفظين عن القول أن طريق مدريد توصل أوتوماتيكياً إلى أوسلو, ولا شارك بعض الاخوة الفلسطينيين المدافعين عن أوسلو, بأن مدريد هي الأب الشرعي لأوسلو, بالعكس إن أوسلو بعثرت إمكانيات محتمله كانت في صيغة مدريد, أنا اعرف انه كان في موقف صعب, فأنا اعرف إن أزمة منظمة التحرير وأزمة رئيسها الأخ ياسر عرفات كانت أزمة معلنة, لكن هل هذه الأزمة كان ينبغي للقيادة السياسية أن تحلها عن طريق أوسلو؟ قد نقول إن أوسلو قد حلت مشكلة تتعلق بمنظمة ولكنها لم تحل مشكلة الشعب الفلسطيني, وأنا اعتقد أن الأولوية في الاهتمام السياسي, المشروع السياسي, هي الشعب وليس أداة التعبير عن مشكلة الشعب, فلذا قد تكون أوسلو حلاً ما للمأزق التنظيمي والإداري والسياسي للقيادة السياسية ولكنها لم تحل مشكلة الشعب الفلسطيني, اللازمة قائمة حتى الآن حتى بعد اتفاقية أوسلو, وكنت أنا من الذين يعتقدون رغم كل نقدي لنص أوسلو, أن الواقع الفلسطيني في ظروفه الجديدة المليئة بالزخم والحيوية وحركة المجتمع, قد يجري تعديلاً لمصلحة الشعب الفلسطيني, أو أن القراءة الفلسطينية للاتفاق على مستوى التطبيق والأداء والإدارة والعناد في الوضع التفاوضي قد تجري تعديلاً ولكن للأسف الشديد أن الواقع أيضا يطابق إلى حد ما الجوانب السلبية للاتفاق نفسه, علماً أن المجتمع الفلسطيني في مأزق وليس فقط القيادة, فالأفاق تبدو الآن مغلقة والمستقبل شديد الغموض والماضي, بعيداً جداً والحاضر محموم معبأ بمشروع غيتوهات, فالمأزق أكبر مما هو معلن, والمأزق لا يمس الآن القيادة السياسية فقط, بل يمس أيضا طموحات المجتمع وقدرته على إيجاد خيارات نضالية للخروج من هذا المأزق, وفي إدارة الصراع الذي ما زال مستمراً بين الاحتلال وبين المجتمع الواقع تحت الاحتلال, فاخطر ما في الموضوع أن بعد هذه سنوات من التجريب أن السلام ما زال بعيداً, وربما ما زال ابعد, واخطر شيء يتعرض له السلام الآن ليس فقط أن العملية مهددة, أنا برأيي أن العملية, غير مهددة, العملية ستواصل التحرك الخالي من المحتوى, إلى أمد بعيد, وتجري مفاوضات واجتماعات ولقاءات, ولكن كل هذه اللقاءات ستكون خالية من المضمون, اخطر ما يتعرض له السلام هو أن فكرة السلام نفسها كمصلحة وطنية وكقيمة أيضا هي المهددة بالاغتيال.

سؤال الشعب.. سؤال المنظمة

فيما يتعلق بان الشعب الفلسطيني والمنظمة شيء واحد, هذا تشخيص غير دقيق, منظمة التحرير هي أحد الانجازات الكبرى للشعب الفلسطيني, يعني هي ليست أكثر من الممثل والمعبر عن مشروع الشعب الفلسطيني في العودة وفي الاستقلال, وكانت في مرحلة ما هي عنوان البحث عن حل للقضية الفلسطينية, والبحث عن مخرج, لأنه لا يمكن لمجتمع أن يصل إلى حل دون أن يكون له معبأ سياسياً وممثلاً سياسياً ولكن هذه الأداة السياسية ليست جامدة وليست نهائية, بل يمكن أن تتكيف وتتغير وتجري عليها تعديلات, فأنا لا اطعن بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية, ولكن لا أقبل القول أن الشعب والمنظمة هما شيء واحد. لان المنظمة هي إنتاج هذا الشعب في ظروف سياسية معينة, والشعب هو الذي يحدد وله حق الرقابة على مصداقية أداته السياسية وعلى الحكم عليها, وبالتالي فان الأساس هو الشعب والمنظمة هي الأداة, في هذا الموضوع ماذا حصل, حصل أن المنظمة قد تكون حلت مشكلة التمثيل السياسي للفلسطينيين, ولكنها لم تحل مشكلة المجتمع الفلسطيني.

هذا هو الرد على الشق الأول, أما الشق الثاني, كما قلت أن من السابق لأوانه, ومن الصعب الحكم عن مدى امتلاك ياسر عرفات لحرية الخيارات, هذا الموضوع سيبحثه المؤرخون, ولكن قبل أن يبحثه المؤرخون, الواقع الظاهر يقدم إجابات على هذا السؤال, فالواقع الراهن لم يتقدم.

سؤال السلام.. سؤال الوجود

الشعب الفلسطيني موجود على أرضه, ولو لم يكن الشعب الفلسطيني موجوداً على أرضه, لما اضطرت إسرائيل إلى البحث عن صيغة للسلام مع هذا الشعب, الشعب موجود, وأوسلو لم يأتي بالفلسطينيين من الشتات إلى الوطن, الشعب الفلسطيني موجود, وفي أي نظره لما يحصل ألان, علينا أن لا ننسى أن وجود الشعب الفلسطيني على أرضه هو الذي جعل حتى أوسلو ممكنة, لو لم يكن الشعب الفلسطيني على الأرض الفلسطينية, ولو كانت الأرض الفلسطينية خالية من الشعب الفلسطيني كما رأت الصهيونية منذ مدة طويلة

لما جرى اتفاق مع أي شبح, أنا لا أستطيع إن اعدد كل المزايا التي يحددها المترافعون عن أوسلو و التي تقول أن أوسلو ثبتت الشعب الفلسطيني, لكنني أقول أن الإسرائيليين يعترفون الآن بحقيقة سياسية وبواقع سياسي للفلسطينيين, ولكن من المفارقات العجيبة أن اتفاقية أوسلو المجحفة والتي تحتاج لتعديل مصلحة الشعب الفلسطيني, لا تنال رضى الإسرائيليين, ويريدون أن يتجاوزوها, لان المجتمع الإسرائيلي كما عبر عن نفسه في الانتخابات الأخيرة باختياره نتنياهو ولمجموعة المتطرفين الذين يعيشون خارج التاريخ, هذا المجتمع أعلن بهذه الانتخابات انه غير ناضج حقيقة للسلام, بل حتى لو كان هنا نضوج للسلام, فأنه متردد تجاه هذه الخيارات, ومع ذلك علينا أن نرى صورة أخرى, وهي أن المجتمع الإسرائيلي منقسم على نفسه تجاه نفسه هذه المسألة,ولا ننسى إن كل تراث ما يجري الآن, هذا الاتفاق وهذه الصيغة, وهذه التحليلات, وهذه التجزئة للمناطق إلى أقفاص, وكسر والوحدة الجغرافية للأرض, وكسر وحدة الشعب الفلسطيني وتوزيعه إلي أصناف ومجموعات اثنيه غير مشتركة في مشروع واحد, كان من إنتاج ومن كتابة حزب العمل

سؤال التجربة.. سؤال الانتفاضة

الشعب الفلسطيني طيلة تجربته الوطنية الطويلة, برهن انه غير قابل للإفناء بعد الآن, يعني في معركة البقاء الجسدي والسياسي والثقافي, تمكن الشعب الفلسطيني من أن يتجاوز خطر الإبادة, الآن كيف يعبر الشعب الفلسطيني عن رفضه هذه المشكلة سيلان تواجه الشعب الفلسطيني.

المسألة الثانية ما المشروع الفلسطيني الذي يوحد الفلسطينيين الآن, في مرحلة تجريبية, دخلناها دون أدوات ومنطلقة من إدراك أن مصلحة إسرائيل في السلام معنا, تعادل مصلحتنا في السلام ؟

الواقع أن مصلحة إسرائيل ليست في إقامة سلام حقيقي مع الفلسطينيين, إنما مصلحتها هي إرضاء الفلسطينيين بحل ما, من اجل أن تذهب إلى المصلحة الأساسية وهي إقامة علاقات طبيعية مع العالم العربي, فإذن لو أدركنا بانتباه اكثر وبثقة اكبر, مدى حاجة إسرائيل للسلام مع الفلسطينيين فربما حصلنا على شروط افضل, ولكن كل ما نقوله ألان, متأخر الواقع موجود والمأزق موجود, وهناك حتى الآن ما يجمع السلطة مع المجتمع هو أن كليهما خاضع أو ربما نقول تحت الاحتلال, إذن في محاكمة السلطة هناك ضرورة للتمييز بين شيئين, في المشروع الوطني ما زالت السلطة الفلسطينية تحمل مشروع الخلاص من الاحتلال وبناء الاستقلال الفلسطيني, إذن على مستوى القضية الوطنية, المجتمع والسلطة يقفان في خندق واحد ضد الاحتلال, أما في محاكمة السلطة الوطنية على المستوى الأداء الداخلي وعلى المستوى الإدارة, وعلى السؤال الديموقراطي, فهناك تمييز بين المجتمع وبين السلطة.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 01:22 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

سؤال الموقف.. سؤال الضمير

علاقتي بالأخ أبو عمار لم يمسها أي سوء ؟ ليس خلافاً شخصياً, لنل قدمت مرافعتي في نقد أوسلو, ولكي أكون دقيقاً مع المشاهدين, بعد كل النقد الذي قدمته, قلت إنني لا أستطيع أن اقبل هذا الاتفاق, كما لا أستطيع أن ارفضه, لان ضميري لا يتحمل صواب الإجابة أو صواب تقديم إجابة نهائياً, حول هذه المخاطرة سميت هذا الاتفاق مخاطره تاريخية, لذلك بعد أن اقر هذا الاتفاق من المؤسسات الرسمية, اصبح هناك واقع, دعوات إلى التعامل مع المجتمع الفلسطيني, بغض النظر عن هذا الاتفاق, لأننا لا نستطيع أن نبقى بعيدين عما يجري هناك مكتفين براحة ضمير, نقول أننا لا نوافق على ذلك, هناك شيء موضعي يجري, هناك شيء جديد يجري, هناك مجتمع رحب بوعد انتهاء الاحتلال وهناك فرح عام شاهدناه جميعاً على شاشات التلفزيون على الأقل, وقد قلت في إحدى مقابلاتي إنني أتفهم فرح الفلسطيني عندما يرى الاحتلال يخرج من غرفة نومه, ولكن الاحتلال ما زال في الصالون, ومازال يحاصر الحديقة, وما زال يحمل مفتاح الباب, هذا هو الفرح فرح إنساني ومشروع, واصبح الناس يشعرون بآمن وأمان اكثر, ولكن على مستوى المشروع الوطني الكبير,

هناك أسئلة جديدة تطرح علينا ومأزق حقيقي لا يهدد. فقط الوضع الفلسطيني, بل يهدد الوضع الإسرائيلي نفسه, هناك الصراع الإسرائيلي الداخلي أيضا حول هذه المسألة, يجب أن يعنينا, ويجب أن نصغي إليه جيداً.

سؤال الوعي.. سؤال التطبيع

سؤال التطبيع سؤال دارج وشائع وشائك, يؤرقنا جميعا, ولست وحدك من تساوره شكوك الإجابة, وأيضا تساوره شكوك الخروج من وعي العدو وتحويله إلى خصم, أو وعي التعايش مع هذا العدو, ومن حق قانا أن تصعب عليك السؤال وتصعب علينا جميعاً هذا السؤال, أنت تعرف أن قانا قد آثارها السياسي نسبياً لأنها أسقطت من العرض الإسرائيلي أبطاله, فيما يتعلق بالتطبيع, أنا أريد أن تميز بين ثلاثة مفاهيم في هذا الموضوع, هناك أولا المعرفة, معرفة الآخر هي مسألة ثقافية, ولا نستطيع أن ننجو منها, ونحن في حاجة إليها, نحن في حاجة إلى معرفة الآخر, ليس فقط لنطور معرفتنا بالذات, كما يقول السؤال الفلسفي, ولكي نعرف كيف نصالح الآخر, أو كيف نكافح الآخر, يعني سواء كان خيارنا سلمياً, أو خياراً صراعياً علينا أن نعرف أننا لا نقاتل أشباحا ولا نصالح أشباحا, فهذه مسألة ثقافية, لا اعتقد أن هناك جدلاً فكرياً بشأنها.

المفهوم الساخر هو الحوار, الحوار برأيي هو شأن شخصي, اعتبره خياراً شخصياً, من حق أي كاتب فينا, أن يصافح أو لا يصافح كاتباً إسرائيليا آخر على المستوى الشخصي, أنا من الأشخاص الذين لا يجدون صعوبة على المستوى الشخصي في رفض الكلام مع كاتب إسرائيلي, وذلك لأمور تتعلق بتربيتي وبنشأتي, ذلك لأنني كنت أعيش في هذا المجتمع ولي صداقات مع هذا المجتمع, فأنا لا أستطيع أن اعتبر الحوار مع كاتب إسرائيلي هو موافقة على سياسة إسرائيلية, خاصة أن علينا أن نميز بين مواقف الكتاب الإسرائيليين, وانهم ليسوا شيئا واحدا هناك, كتاب كتبوا عن الانتفاضة افضل مما كتب الفلسطينيون, ديفيد غروسمان على سبيل المثال هو الذي تعرض للانتفاض الحقيقية في كتاب الزمن الصفر,

ولم يكتب الفلسطينيون مثل هذا الكتاب, إذن موضوع الحوار مع كاتب هو مسألة فردية ويجب أن تبقى في النطاق الفردي, ويجب ألا نحولها إلى مطلب عام, لان الحوار بين الكتابالإسرائيليين والعرب أو الفلسطينيين, حتى يصبح مطلباً صالحاً للطرح يحتاج إلى ظروف أخرى, والى تحديد أهداف محددة, وليس من اجل أن نقول أننا انسانيون وأننا منفتحون وإننا متسامحون. وفيما يتعلق بمؤتمر كوبنهاجن, أنا لا اعتبر اتفاق كوبنهاجن أحد أشكال الحوار بين المثقفين العرب والإسرائيليين, لأنه لم يكن حوار مثقفين, كان اجتماعا حضره بعض رجال الأعمال, وبعض العسكريين السابقين وبعض المثقفين, وأنا رأيي إن الضجة التي أثيرت حوله, مبالغ بها, ولم تم تجاهلها أنسيت, وأنا أريد أن أقول لك شيئاً آخر وهو أن الصحافة الإسرائيلية لم تذكر اللقاء, وكأنه لا علم لها به.

ولكنني أريد أن أعود إلى موضوع الحوار, فأقول أن أي حوار يخص أفراد ولا يتحول إلى مطلب عام, وعلينا أيضا أن نميز بين الظروف الخاصة للفلسطينيين الذين يعيشون على ارض واحدة مع الإسرائيليين, في علاقة صراع وليس في علاقة تطبيع العلاقة بين المجتمع الفلسطيني والإسرائيليين هي علاقة صراع, وعلى المثقفين الإسرائيليين أن يعبروا إن أرادوا الحوار عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني, وان يطوروا في الوعي الإسرائيلي فكرة انه لن يكون مجتمعاً حراماً ما دام يحتل مجتمعا أخر.

أما فيما يتعلق بالتطبيع فأنا جوابي لا يحتاج إلى أي ديباجة ولا يحتاج إلى تعقيد أقول بكل صراحة, لا يمكن إقامة علاقات طبيعية بين مجتمع خاضع للاحتلال, وبين مجتمع محتل والتطبيع الموجود ليس تطبيعاً ثقافياً.

التطبيع الثقافي مصطلح غامض وملتبس, وليس في وسع أحد أن يجر الثقافة إلى إقامة علاقة مع ثقافة أخرى غير سائدة, إلا بمدى حاجتهم للثقافة إلى أن تجد نفسها في ثقافة أخرى, فأذن الحوار الذي يجري البحث عنه ليس حواراً حول الثقافة, انه حوار وتطبيع سياسي موجود وملموس, وهناك اكثر من بلد عربي يقيم علاقات اقتصادية مع إسرائيل, اعتقد أن مقاطعة التطبيع والدعوة إلى مقاطعة التطبيع مع إسرائيل, أحد شروط إرغام إسرائيل على أن تفهم السلام بشكل صحيح لذلك لقول بصوت عال, أنا ضد التطبيع ما دامت أسباب المقاطعة موجودة, وما دامت إسرائيل تحتل ارض لبنان وارض سوريا وارض فلسطين, إذن أنا أميز بين المعرفة والحوار والتطبيع, موقف التطبيع موقف صارم وواضح, أقول أن الكلام عن التطبيع الثقافي هو هروب من بعض المثقفين العرب, ولكن لا شك أن التطبيع الحقيقي الموجود هو تطبيع سياسي اقتصادي, لان التطبيع على هذا المستوى غير مفهوم, وغير موجود, و أوشك أن يكون الإسرائيليون معنيين بالتطبيع الثقافي أو يسألون عنه, هم يريدون أن يبقوا غرباً في الشرق الأوسط, ولا يريدون أن ينفتحوا على ثقافة الشرق الأوسط, لو ذهب العرب إلى السلام بمشروع عربي وبتخطيط واحد وبسياسة واحدة, لكان التطبيع يشكل خوفاً على الإسرائيليين, لان الإسرائيليين لا يريدون أن يندمجوا أو أن يندرجوا في ثقافة المنطقة وهي ثقافة عربية, انهم يصرون أن يحتفظوا بمركز قوتهم, أي انهم غرب في الشرق.

سؤال الصراع.. سؤال القدس

لا قلب لفلسطين دون القدس, القدس لها عدة أبعاد, أبعاد سماوية, و أبعاد أرضية و أبعاد حضارية و أبعاد فكرية و أبعاد ثقافية و أبعاد واقعية, اخطر مما تتعرض له القدس الآن على مستوى التعاطي الرسمي العربي معها, لأنها قد تتحول إلى موضوع ديني, فإذا حددنا بان الصراع حول القدس بأنه صراع ديني, فان الحل لهذا الصراع يصبح سهلاً جداً, حيث أعطي المسيحيون والمسلمون إمكانية الصلوات في كنيسة القيامة وفي المسجد الأقصى, وتبقى القدس تحت السيادة الإسرائيلية.

لذلك يجب التخلي عن إنزال السماء إلى الأرض قليلاً, وإبقاء الأنبياء في أماكنهم لأنه يجب ألا يزيد الصراع بين الأنبياء كي لا يوقعنا في صراع لاهوتي.

يجب أن تكون المدينة مدينة تعدد وتسامح وسلام حقيقي, القدس في المشروع الإسرائيلي هناك إجماع عليها, وهذا هو ما يجعل المسألة السياسية صعبة من الإسرائيليين, فلا خلاف بين التيارات السياسية الإسرائيلية حول مدينة القدس, فكلهم يجمعون على إنها يجب أن تظل عاصمة إسرائيل إلى الأبد, طبعاً التعامل مع مصطلح إلى " الأبد " هو عبارة عن محاولة للخروج من التاريخ, أو إخضاع التاريخ والزمن للإرادة الإسرائيلية.

القدس إحدى القضايا الشائكة جداً, ويجب التخلي عن التعاطي معها حسب المعطيات السابقة, فهذه المدينة فيها شعب وليس فيها أنبياء, فيها شعب ومجتمع, وهو شعب يهجر ويتعرض لمضايقات ويتحول وجوده إلى غيتو محاصر, وتتوسع القدس إسرائيليا بحيث يصبح حلها صعباً.

معركة القدس معركة لا تعني الفلسطينيين فقط, بل تعني الآمة العربية وتعني المسلمين وتعني المسيحيين, هذا هو الجانب الديني الذي يجب أن يستفز حيث انه يجب ألا يسمح لإسرائيل باحتكار الأرض ولا باحتكار التاريخ ولا باحتكار الله أيضا, فالله للجميع, التوراة تراث إنساني, وليست لدينا مشكله معها, المعركة هي حول مشروع سياسي إسرائيلي يريد أن يستخدم سلاح الخرافة وسلاح الدين وسلاح القوة معاً.

لا فلسطين بلا القدس, ولا القدس بلا سلام ولا ضمير حقيقياً إنسانيا إذا بقي هذا الضمير متفرجا على موضوع الاستيلاء والهيمنة والسيطرة الإسرائيلية على القدس.

جريدة الدستور الأردنية

الجمعة 23 أيار 1997
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 01:23 AM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

درس البديهيات .. العسير

محمود درويش









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية


كلما خيل لنا أن صورة فلسطين انتقلت من مكانتها المقدسة .. إلى سياق العادي ,فاجأتنا بقدرتها الفذة على إيقاظ معناها الخالد , ببعديه الروحي والزمني من نعاس تاريخي عابر ...من دمها يشرق اسمها من جديد , مرجعية وبوصلة .

فلا ماضي للقلب إلا على أسوار القدس .

ولا طريق إلى الغد إلا عبر أزقتها الضيقة .

ولا أفق للسلام , على ارض الفداء والسلام , إلا بإنجاز مشروع الحرية .

سيسهل علينا القول إن الروح قد عادت للمرة الألف , إلى جسد لا يدل علية سوى دمه المسفوك , لا لان التاريخ لا يتقن العمل بأدوات طاهرة فقط , بل لان الحرية ذئبة جائعة أيضا .



وهكذا حين يُضَرّج المُقدّس بالدم , تبدو عودة الروح طقسية واحتفالية , على الرغم من أنها لم تذهب تماماً , لكن تجليها كان في حاجة إلى تطابق الوعي مع الإرادة .

انتفاضة جديدة لتعليمنا درس البديهيات العسير , فليست فلسطين جغرافيا فحسب بقدر ما هي أيضا تراجيديا وبطوله .

ولا هي فلسطينية فقط , بقدر ما هي إخصاب لفكرة العربي عن نفسه , ومعنى إضافي لمعنى وجوده , في صراعه مع خارجه ومع داخله , ليكون جزءاً من تاريخه الخاص ومن التاريخ العام .

لم تبتعد فلسطين عن حقيقتها , قبل هذا الانفجار , فقد كانت دائماً ما هي , هناك .

لكن الضباب الذي غطى البصر لم يحجب الرؤية عن البصيرة .

إذ لم تسفر الانعطافات التجريبية في السياسة, بعد , عما يُبَرّر انكفاء أحد إلى خيمته الإقليمية .

فلن يصل العرب إلى غدهم فُرادى , ولن يصل الفلسطينيون آلي القدس وحدهم وان كان لدمهم دور الشرارة والقربان .

انتفاضة جديدة لتعليمنا درس البديهيات العسير .

فلم يكفّ الإسرائيليون عن شرح مفهومهم لسلام يريدونه مفروضاًَ بالقوة , خاليا ًمن الأرض ومن العدالة , وهو سلام السادة والعبيد , الذي لا يعدُنا بأكثر من حق الإقامة في ضواحي المستوطنات وعلى أطراف الخرافة .

لقد استنفد الفلسطينيون كل رصيدهم في المرونة حول نفسها .

ودفعوا ثمناً أعلى وأغلى مما تستحقه تسوية لا تتجاوز الاعتراف بحقنا في إقامة دولة مستقلة على عشرين بالمائة من ارض وطننا التاريخي , دون أن يبدي الجانب الإسرائيلي أي استعداد للانسحاب من متر واحد من مساحة أسطورته عن ذاته وعن التاريخ , التي تعتبر وجودنا التاريخي في بلادنا وجوداً احتلالياً غريباً على " ارض اليهود الأزلية – الأبدية " , الخالية منا ومن التاريخ معا ... لا لشيء إلا لابتكار علاج ما لعقدة شرعية التاريخية .

هذا هو المفهوم الصهيوني للتطبيع , الذي " انطلى " حتى على بعض حكومات الأطراف العربية البعيدة التي لم تكن لها ناقة في الصراع ,لكنها حَمّلت جملها رسائل حب إلى إسرائيل , باب واشنطن العالي , منذ اتخذ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني أشكالا جديدة , فهبت إلى إقامة علاقات " متوازنة " بين إسرائيل وفلسطين , ليكون لها دور الوسيط المحايد في الصراع على القدس بين الحقيقة الفلسطينية وبين الخرافة الإسرائيلية , بين الضحية والجلاد .

ألم تكن فلسطين اكثر من ذريعة ...واكثر من جسر للعبور إلى ضدها ؟

لكن الشارع العربي المطرود من السياسة , يعود اليوم إلى السياسة من باب المقدس المخضب بالدم , ليعبّر عن تراكم المكبوت , وعن مدى القطيعة من النظام , الذي تمادى في الحياد وفي التطبيع مع دولة , لم تفهم من التسوية غير ما يوفر لها القدرة على أن تنجز , في مناخ السلام الكاذب , ما لم تنجزه في مناخ الحرب , من هيمنة إقليمية , ومن راحة استفراد بالشعب الفلسطيني المحاصر .

لا سلام مع الاحتلال , ولا جدول أعمال للتسوية إلا بعد جلاء الاحتلال – هذا ما يقوله الشارع الفلسطيني والعربي الغاضب , بعفوية بليغة وبوعي عميق , وبإرادة فولاذية , وبوحدة شعورية وفكرية كاملة لا يستطيع النظام العربي تجاهلها لمتابعة دوره في الوساطة .

فان خيار السلام لم يكن يعني أبدا إخماد روح المقاومة والتخلي عن ثقافة المقاومة , والشروع السريع في تطبيع العلاقة غير الطبيعية مع الاحتلال .

وإلا , فكيف نقرأ الجنون الحربي الإسرائيلي العام ؟ وكيف نقرأ هتافهم : الموت للعرب ؟

أما نحن , فلا نملك غير جنون الدفاع عن القدس , وعن السلام , إذا كان السلام هو الابن الشرعي للحرية , ولا نملك إلا جنون الدفاع عن اخوة الطفل محمد , الجالس في حضن أبيه , مثل يسوع في قلب أيقونة .

جريدة الدستور الأردنية، 2002
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 01:25 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

أنا يوسف يا أبي




أَنا يُوسفٌ يَا أَبِي .

يَا أَبِي إِخْوَتِي لاَ يُحِبُّونَني , لاَ يُرِدُونَني بَيْنَهُم يَا أَبِي .

يَعْتَدُونَ عَلَيَّ وَيَرْمُونَني بِل حَصَى وَالكَلاَمِ .

يُرِدُونَني أَنْ أَمُوت لِكَيْ يمْدَحُونِي .



وَهُمْ أَوْصَدُوا بَاب َبَيْتِكَ دُونِي .

وَهُمْ طَرَدُونِي مِنَ الَحَقْلِ.

هُمْ سَمَّمُوا عِنَبِي يَا أَبِي .

وَهُمْ حَطَّمُوا لُعَبِي يَا أَبِي .



حَينَ مَرَّ النَّسيِمُ وَلاَعَبَ شَعْرِيَ غَارُوا وَثَارُوا عَلَيَّ وَثَارُوا عَلَيْكَ .

فَمَاذَا صَنَعْتُ لَهُمْ يَا أَبِي .

الفَرَاشَاتُ حَطَّتْ عَلَى كَتْفَيَّ , وَمَالَتْ عَلَيَّ السَّنَابِلُ , وَ الطَّيْرُ حَطَّتْ على راحتيَّ .

فَمَاذَا فَعَلْتُ أَنَا يَا أَبِي .

وَلِمَاذَا أَنَا ؟

أَنْتْ سَمَّيْتَِني يُوسُفاً , وَهُوُ أَوْقَعُونِيَ فِي الجُبِّ , وَاتَّهَمُوا الذِّئْبَ ؛ وَ الذِّئْبُ أَرْحَمُ مِنْ إِخْوَتِي ...

أَبَتِ !

هَلْ جَنَيْتُ عَلَى أَحَدٍ عِنْدَمَا قُلْتُ إِنِّي :

رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً , والشَّمْس والقَمَرَ ,

رَأّيْتُهُم لِي سَاجِدِينْ ؟؟



(من ديوان "ورد أقل" 1986)
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 01:26 AM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

يطير الحمام *
(1)

يطيرُ الحمامُ
يَحُطّ الحمامُ

-أعدِّي ليَ الأرضَ كي أستريحَ
فإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ...
صباحك فاكهةٌ للأغاني
وهذا المساءُ ذَهَبْ
ونحن لنا حين يدخل ظِلُّ إلى ظِلُّه في الرخام
وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي

على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمامِ

وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ

وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبِّر

حين اغتربْ

وإني أُحبُّكِ , أنتِ بدايةُ روحي , وأنت الختامُ



يطير الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



أنا وحبيبيَ صوتان في شَفَةٍ واحدهْ

أنا لحبيبي أنا ,وحبيبي لنجمته الشاردهْ

وندخل في الحُلْمِ , لكنَّهُ يَتَبَاطَأُ كي لا نراهُ

وحين ينامُ حبيبي أصحو لكي أحرس الحُلْمَ

مما يراهُ ..

وأطردُ عنه الليالي التي عبرتْ قبل أن نلتقي

وأختارُ أيَّامنا بيديّ

كما اختار لي وردةَ المائدهْ

فَنَمْ يا حبيبي





(2)

ليصعد صوتُ البحار إلى ركبتيّ

وَنَمْ يا حبيبي

لأهبط فيك وأُنقذَ حُلْمَكَ من شوكةٍ حامدهْ

وَنَمْ يا حبيبي ..

عليكَ ضَفائر شعري , عليك السلامُ.



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



-رأيت على البحر إبريلَ

قلتُ: نسيتِ انتباه يديكِ

نسيتِ التراتيلَ فوق جروحي

فَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أَن تُولَدي في منامي

وَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أن تقتليني لأصْرُخَ :

أني أحبُّكِ ..

كي تستريحي ؟

أناديكِ قبل الكلامِ

أطير بخصركِ قبل وصولي إليكِ

فكم مَرَّةً تستطيعين أن تَضَعِي في مناقير هذا الحمامِ ..عناوينَ روحي



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



إلى أين تأخذني يا حبيبيَ من والديّ

ومن شجري , ومن سريري الصغير ومن ضجري,,,

(3)

من مرايايَ من قمري ,, من خزانة عمري ومن سهري ..

من ثيابي ومن خَفَري ؟

إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين

تُشعل في أُذنيَّ البراري , تُحَمَلَّني موجتين

وتكسر ضلعين , تشربني ثم توقدني , ثم

تتركني في طريق الهواء إليكِ

حرامٌ ... حرامٌ



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



-لأني أحبك خاصرتي نازفهْ

وأركضُّ من وَجَعي في ليالٍ يُوَسِّعها الخوفُ مما أخافُ..

تعالي كثيراً , وغيبي قليلاً

تعالي قليلاً , وغيبي كثيراً

تعالي تعالي ولا تقفي ,آه من خطوةٍ واقفهْ

أحبُّكِ إذْ أشتهيكِ . أُحبُّك إذْ أشتهيك

وأحضُنُ هذا الشُعاعَ المطَّوق بالنحل

والوردة الخاطفهْ ..

أحبك يا لعنة العاطفهْ

أخاف على القلب مك , أخاف على شهوتي أن تَصِلْ...

أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ

أحبك يا جسداً يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتملْ ..

أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ

(4)

أُطوِّع روحي على هيئة القدمين –على هيئة الجنَّتين...

أحكُّ جروحي بأطراف صمتك ..والعاصفهْ

أموتُ ليجلس فوق يديكِ الكلامُ



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



لأني أُحبُّك " يجرحني الماءُ"

والطرقاتُ إلى البحر تجرحني

والفراشةُ تجرحني

وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني

يا حبيبي , أُناديكَ طيلة نومي ,,,

أخاف انتباه الكلام

أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيَّ تبكي

لأني أحبُّك يجرحني الظلُّ تحت المصابيح, يجرحني..

طائرٌ في السماء البعيدة , عِطْرُ البنفسج يجرحني..

أوَِّل البحر يجرحني

آخِرُ البحر يجرحني

ليتني لا أُحبُّك

يا ليتني لا أُحبُّ

ليشفى الرخامُ

-أراكِ فأنجوا من الموت .جسمُكِ مرفأْ

بعشرِ زنابقَ بيضاء , عشر أناملَ تمضي السماءُ

إلى أزرقٍ ضاع منها





(5)

وأُمْسِكُ هذا البهاء الرخاميّ , وأُمْسِكُ رائحةً للحليب المُخبَّأْ..

في خوختين على مرمر, ثُم أعبد مَنْ يمنح البرَّ - والبحر ملجأْ ..

على ضفَّة الملح والعسل الأوَّلين , سأشرب خَرُّوبَ لَيْلِكِ... ثم أنامُ

على حنطةٍ تكسر الحقل , تكسر حتى الشهيق - فيصدأْ..

أراك فأنجو من الموت . جسمك مرفأْ

فكيف تُشَرِّدني الأرضُ في الأرض

كيف ينامُ المنامُ



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



حبيبي أخَافُ سكوتَ يديكْ

فَحُكَّ دمي كي تنام الفرسْ

حبيبي , تطيرُ إناثُ الطيور إليكْ

فخذني أنا زوجةً أو نَفَسْ

حبيبي , سأبقى ليكبر فُستُقُ صدري لديكْ

ويجتثِّني مِنْ خُطََاك الحَرَسْ

حبيبي , سأبكي عليكَ عليكَ عليكْ

لأنك سطحُ سمائي

وجسميَ أرضُكَ في الأرضِ

جسمي مقَامُ



يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ



( 6 )

رأيتُ على جسر أندلُسَ الحب ّوالحاسَّة ----- السادسهْ ..

على وردة يابسهْ

أعاد لها قلبَها

وقال : يكلفني الحُبُّ ما لا أُحبُّ

يكلفني حُبَّها

ونام القمرْ

على ختام ينكسرْ

وطار الحمامُ



رأيتُ على الجسر أندلُسَ الحب والحاسَّة ----- السادسهْ ..

على دمعةٍ يائسهْ

أعادتْ له قلبَهُ

وقالت : يكلفني الحُبُّ ما لا أُحبُّ

يكلفني حُبَّهُ

ونام القمرْ

على ختام ينكسرْ

وطار الحمامُ

وحطَّ على الجسر والعاشِقْينِ الظلامُ



يطيرُ الحمامُ ,,,,,,



(من ديوان "حصار لمدائح البحر" 1984)
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 01:27 AM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

يحبّونني ميتاً


يُحبُّونَني مَيِّتاً لِيَقُولُوا : لَقَدْ كَان مِنَّا , وَكَانَ لَنَا .

سَمِعْتُ الخُطَى ذَاتَهَا , مُنْذُ عِشرينَ عَاماً تدقُّ عَلَى حَائِطِ اللَّيْلِ .

تَأتِي وَلاَ تَفْتَحُ البَابَ .

لَكِنَّهَا تَدْخُلُ الآن .

يَخْرُجُ مِنْهَا الثَّلاَثَةُ : شَاعِرٌ , قَاتِلٌ , قَارئٌ .

أَلاَ تَشْرَبُونَ نَبِيذاً ؟ سَأَلْتُ , سَنَشْرَبُ .

قَاُلوا . مَتَى تُطْلِقُونَ الرَّصاصَ عَلَيَّ ؟ سَأَلْتُ .

أجابوا : تَمَهَّلْ ! وَصفُّوا الكُؤُوسَ وَرَاحُوا يُغَنُّونَ لِلشَّعْبِ , قُلْتُ : مَتَى تَبْدَءونَ اغْتِيَالي ؟

فَقَالُوا : ابْتَدَأنَا ... لمَاذَا بَعَثْتَ إلَى الرُّوحِ أَحْذِيَةً! كَيْ تَسيِرَ عَلَى الأَرْضِ , قُلْتُ .

فَقَالُوا : لِمَاذَا كَتَبْتَ القَصيِدَةَ بَيْضَاءَ والأَرْضُ سَوْدَاءُ جِدَّاً .

أَجَبْتُ : لأَنَّ ثَلاَثِينَ بَحْراًُ تَصُبُّ بِقَلْبِي .

فَقَالوا : لِمَاذا تُحُبُّ النَّبِيذَ الفَرَنْسِيّ ؟

قُلْتُ : لأَنِّي جَدِيرٌ بأَجْمَل امْرأَةٍ .

كَيْفَ تَطْلُبُ مَوْتَكَ ؟

أَزْرَق مِثْل نُجُومٍ تَسِيلُ مِنَ السَّقْف – هَلْ تَطْلُبُونَ المَزِيدَ مِنَ الخَمْر ؟

قَالوا : سَنَشْرَبُ .

قُلْتُ : سَأَسْأَلُكُمْ أَنْ تَكُونُوا بَطِئِين , أَنْ تَقْتُلُوني رُوَيْداً رُوَيْداً لأَكْتُبَ شعْراً ...

(من ديوان "ورد أقل" 1986
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-08-2008, 01:29 AM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

هدنة مع المغول أمام غابة السنديان ...*



(1)

كائنات من السنْدِيان تُطيلُ الوقوفَ على التلّ .. قَدْ يصعَدُ العُشْبُ من خبزنا نحوها إِنْ تركنا المكانَ , وَقَدْ يهبط اللازوردُ السماويُّ منها إِلى الظلِّ فوق الحصونْ .

مَنْ سيملأ فُخُارنا بعدنا ؟

مَنْ يُغَيِّرُ أَعداءنا عندما يعرفونْ أَننا صاعدون إِلى التلِّ كي نمدَحَ الله .. في كائناتٍ من السنديانْ ؟

*

كلُّ شيء يدلُّ على عَبَث الريح لكننا لا نَهُبُّ هباءْ رُبَّما كان هذا النهارُ أَخَفَّ علينا من الأَمس , نجن الذينْ قد أَطالوا المكوثَ أَمام السماء , ولم يعبدوا غير ما فَقَدُوا من عبادتهمْ رُبَّما كانت الأَرضُ أَوسعَ من وَصفْها .

ربما كان هذا في الطريقُ دخولاً مع الريح .

في غابة السنديانْ .



*

الضحايا تَمُرُّ من الجانبينْ , تقول كلاماً أَخيراً وتسقط في عالَمٍ واحدٍ .

سوف ينتصرُ النسْرُ والسنديانُ عليها .





(2)

فلا بُدَّ مِنْ هُدْنَةٍ للشقائق في السهل كي تُخْفِيَ الميتين على الجانبين , وكيْ نَتَبَادَلَ بَعْض الشتائم قبل الوصول إِلى التلّ .

لا بُدَّ مِنْ تَعَبٍ آدمي يُحَوِّل تلك الخيولَ إِلى ..كائناتٍ من السنديانْ



*

الصدى واحدٌ في البراري : صدى ,والسماءُ على حجر غرْبَةٌ عَلَّقْتها الطيورُ على لا نهايات هذا الفضاء , وطارتْ... والصدى واحدٌ في الحروب الطويلة : أُمٌّ , أَبٌ , وَلَدٌ صَدَّقوا أَنَّ خلف البحيرات خيلاً تعود إِليهم مُطَهَّمةً بالرجاء الأَخيْر فأَعدُّوا لأحلامهم قهوةً تمنع النوَمَ ..

في شَبَح السنديانْ



*



كُلُّ حربٍ تُعَلِّمنا أَن نحبَّ الطبيعة أَكثرَ : بعد الحصارْ نَعْتَني بالزنابقِ أَكثرَ , نقطف قُطْنَ الحنان من اللَوْزِ في شهر آذارَ .

نزرع غاردينيا في الرخام , ونَسْقي نباتاتِ جيراننا عندما يذهبون إِلى صَيْد غزلاننا .



( 3 )

فمتى تَضَعُ الحربُ أَوزارها كي نفُكَّ خُصُورَ النساء على التلّ ..

من عُقدة الرَّمز في السنديانْ ؟



*

ليت أَعدائنا يقرءون رسائلنا مرتين , ثلاثاً .. ليعتذروا للفراشة عن لعبة النار ..

في غابة السنديانْ



*

كم أردنا السلامَ لسيدنا في الأعالي ..لسيدنا في الكُتُبْ ..

كم أَردنا السلام لغازلة الصوف .. للطفل قرب المغارةْ لِهُواة الحياة ..

لأولاد أعدائنا في مخابئهمْ.. للمَغُولْ عندما يذهبون إِلى ليل زوجاتهم , عندما يرحلونْ عن برِاعم أزهارنا الآن .. عَنَّا ,

وعن ورق السنديانْ



*

الحروب تُعَلِّمنا أَن نذوق الهواء وأَن نمدح الماء.

كَمْ ليلةً سوف نفرح بالحُمُّص الصلْب والكستنا في جيوب معاطفنا ؟

أَمْ سننسى مهارتنا في امتصاص الرذاذ ؟

ونسأَل : هَلْ كان في وُسْع مَنْ مات أَلاَّ يموت ليبدأ سيرتَهُ من هنا ؟





( 4 )

رُبَّما نستطيع مديح النبيذ ونرفعُ نخْباً لأَرملة السنديانْ



*

كُلُّ قَلْبٍ هنا لا يردُّ على الناي يسقط في شَرَك العنكبوت .

تمهَّلْ تمهَّلْ لتسمع رَجْعَ الصدى فوق خيل العَدُوّ , فإِنُ المغُول يُحبُّون خمرتنا ويريدون أَن يَرْتَدوا جلد زوجاتنا في الليالي , وأَن يأخذوا شعراء القبيلة أسرى ,

وأَنْ يقطعُوا شَجَرَ السنديانْ



*

المغُول يريدوننا أَن نكون كما يبتغون لنا أن نكونْ حفنةً من هبوب الغبار على الصين أَو فارسٍ , ويريدوننا أَن نُحبَّ أَغانِيَهُمْ كُلَّها كي يَحُلَّ السلامُ الذي يطلبونْ ...

سوف نحفظ أَمثالهم ... سوف نغفر أَفعالَهُم عندما يذهبونْ مَعَ هذا المساء إِلى ريح أجدادهمْ ...

خلفَ أُغنيةِ السنديانْ

*

لمْ يجيئوا لينتصروا , فالخرافةُ ليست خرافتَهُمْ .

إِنهم يهبطونْ من رحيل الخيولِ إِلى غرب آسيا المريضِ , ولا يعرفونْ ..ومعجزةَ السنديانْ





(5)

* الصّدَى واحدٌ في الليالي .

على قمة الليل نُحْصي النجومَ على صدر سَيِّدنا, عُمْرَ أَولادنا – كبروا سَنَةً بعدنا – غَنَمَ الأَهل تحت الضباب , وأَعدادَ قتلى المغول, وأعدادَنا والصدى واحدٌ في الليالي : سنرجع يوماً , فلا بُدَّ من شاعرٍ فارسيٍّ

لهذا الحنين ..

إلى لُغَةِ السنديانْ

*

الحُروبُ تعلَّمنا أَن نحبَّ التفاصيل : شكْل مفاتيحِ أَبوابنا , أن نُمَشِّطَ حنطتنا بالرموش , ونمشي خِفَافاً على أرضنا , أَن نقدِّسَ ساعات قبل الغروب على شجَر الزَّنْزَلَخْت ...

والحروبُ تُعَلِّمُنا أَن نرى صورة الله في كل شيء , وأَنْ نَتَحَمَّل عبء الأساطير كي نُخْرِجَ الوحشَ ...

من قصَّة السنديانْ ..

*

كم سنضحك من سُوس خُبْز الحروب ومن دُود ماء الحروب , إِذا ما انتصرنا نُعَلِّقُ أَعلامنا السودَ فوق حبال الغَسيلْ ثم نَصْنَع منها جواربَ ...وأَما النشيدُ , فلا بُدَّ من رَفْعِهِ في جنازات أَبطالنا الخالدين ..وأََما السبايا , فلا بُدَّ من عَتْقهنَّ, ولا بُدَّ من مَطَرٍ

فَوق ذاكرة السنديانْ



( 6 )



خَلْفَ هذا المساء نرى ما تبقَّى من الليل , عما قليلْ يشرب القَمَرْ الحُرُّ شايَ المُحَارب تحت الشجَرْ قَمَرٌ واحدٌ للجميع على الخندقين لَهُمْ ولنا , هَلْ لَهُمْ خلف تلك الجبال بيوتٌ من الطين , شايٌ , ونايٌ , وهَلْ عندهُمْ حَبَقٌ مثلنا يُرجع الذاهبين من الموت ...

في غابة السنديانْ ؟



*

وأَخيراً , صعدْنا إِلى التَلِّ ها نحن نرتفع الآن فوق جذور الحكاية ..ينبت عُشْبٌ جديد على دمنا وعلى دمهِمْ .

سوف نحشو بنادقنا بالرياحين , سوف نُطَوِّق أَعناقَ ذاك الحمام بأَوسمة العائدين ...ولكننا لم نجد أَحداً يقبل السِّلْم .. لا نحن نحن ولا غيرنا غيرنا

البنَادِقُ مكسورة .. والحمامُ يطير بعيداً بعيداً ..لم نجد احداً ههنا

لم نجد أَحداً ...

لم نجد غابة السنديانْ !





(من ديوان " أرى ما أريد " 1990)
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .