إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة على رسلك
عندما أكل ادام عليه السلام وأمنا حواء من تلكم الشجرة
بدأت لهما عورتهما ....العورة الفعلية أو المعنوية ..
فانطلقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ..
ليوريا سوءتهما...التي ظهرت نتيجة لمخالفتهما امر الله ...
فكانت منهجا ...لكل من يقع في الذنب أو الخطيئة أن يحاول أن يخفي ذلك ولا يظهره
فانكشاف العورة أمر مقززا جدا ومثير للقرف حال انكشافها ،،فما بالكم عندما تكشف
عورات الصدور ,,.؟؟؟؟
فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ....!!!
عندما تبين لهما ضعف يقينهما ومخالفتهما لأمر الله !!
كم من الأجساد اكتست بالحرير والديباج ....
وكم من جسد اكتسى بجمال البشرة ونعومتها .....
وكم من جسد كسى ما يخفيه صدره من حقد وغل وخيانة وزيغ وضلال وشبة.....
،
،
،
لا يتعرى الإنسان السوي إلا عندما يكون غائبا عن عيون الأخرين
أو غائبين عن عيونه .!! لحرصه على أن لا يظهر سوءته ظاهرها وباطنها
أما من يتعرى أمام الأخرين ،،،
فما ذلك إلى لأنهم مغيبون عن محيط حضوره النظري والفكري
واسقطهم نتيجة خلل فيه وفي تفكيره واخلاقه .
فتوقف عن أن يخصف عليه من ورق الحياء ليستر
إلى الرقص عاريا ...
هكذا ...تحولت الحياة من حولنا إلى حلبه لرقص العراة وأصبحنا نحن من نخصف على عيوننا
وعقولنا من ورق اللامبالة
دمتم بعيدا عن هذه الحلبة .....
|
أختي ..
أصبح المتأمل منا لا يحتاج لمنظار دقيق ..ليرى هول مايجري ..وأصبح الواحد منا لا يحتاج للإنصات ليسمع هول الصوت لمحركات الدنيا تلوك كل من القى عنه رداء الإنسان ..وفرغ من جوفه كنابذ الدواء المر ...ضميره ..
قد لا نحتاج لا للتفرس استفهاما ..ولا للإنصات استدعاء للقصد والمرمى ..وتبين موطن العويل والنحيب والصراح ...لفهم ما لايستعصي على الفهم ..
لكن ..
التأمل في الأسباب ...كفيل بأن يجعل الواحد منا ..متعبا ولايهنأ لحظة ...يعلل نفسه بالصبر على الدنيا ..لأنها دار كبد ...ومن لايدري فهو سبب من أسباب الكبد ..والنكد والتعب ..
والتأمل في النتائج ...يصيب بالذهول ..
اللامبالاة ..وعدم الوضوح ..والمكر ملأ أرجاء هذه الكرة التي ندب على ظهرها كنمال لا تدري من سيحطمها ..دون مبالاة ..
هناك من يتعرى مدعيا للوضوح ..ومستدعيا للتميز والرفعة والإشارة بطرف البنان ..لكنه لن يدرك ذلك كما يجب له أن يكون ..فالشذوذ في الحالة وليس في القلة ...
وهناك من يعري الكيانات التي غلظت قشرتها واستحال الوقوف على جوهرها ..لكن صرخاته ترتد اليه فتصرعه...وتسمه بالجنون ..وبالتمرد ..والشذوذ ..والخروج ..لكن توفيق الله آت منه به وحده وبعلمه بمن سيكون الفرج على يديه ..فردا كان أو أمة ..
نظرك بعيد ..أختي ..ليس مجاملة لكن بشرى بأن الحضارة تبدأ من فهم كهذا ..