العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 06-08-2010, 10:52 PM   #1
good_sector
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2007
المشاركات: 32
إفتراضي تأملات في الواقع (14) ... [حسين بن محمود] 20 شعبان 1431هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تأملات في الواقع (14)


كثرة التكرار !!
لعله لا يمر علينا شهر إلا ونجد من جمع أوراقاً بين غلافين وسماها كتاباً كرر فيه العشرات – وربما مئات – النقولات من أهل العلم تبيّن عقيدة الخوراج في تكفير المسلمين بالذنوب والمعاصي ، ثم يُحوَّر الكلام ويُؤخذ يمنة ويسرة في أزقّة ومتاهات يسمونها "أصولاً وقواعد" لا تمت لما جمعوا بصلة ، وبعد هذا كله يخرج جامع الكتاب بحكم مفاده : أن المجاهدين في هذا الزمان "خوارج" ، وأن رأسهم الأكبر هو الشيخ المجاهد أسامة بن لادن حفظه الله !!
إن تكرار هذا الأمر ودورانه في هذه الحلقة المفرغة لا يخفى سببه على عاقل ، وأكثر هذه الخزعبلات التي تسمّى زوراً بالمؤلفات : مدعومة من قِبل الحكومات العربية في سياسة ممنهجة تهدف إلى تغيير المفاهيم الشرعية بحجة تصحيحها وتنقيتها من الشوائب !!
لعل في الإعادة والذكرى نفع وفائدة لمن كان له قلب ، فنقول : إن تكفير هؤلاء الحكام ليس لأنهم ارتكبوا معاصٍ صغيرة أو كبيرة ، بل تكفيرهم بسبب إتيانهم نواقض للإسلام يخرج صاحبها من الدين باتفاق علماء المسلمين ، ومن هذه النواقض :
1- تحكيم غير شرع الله بجعل دساتير وقوانين ومحاكم يتحاكم إليها الناس ، ونبذ أحكام شرع الله وراء الظهور ..
2- موالاة أعداء الله - من اليهود والنصارى - وتمكينهم من احتلال بلاد المسلمين وسفك دمائهم وهتك أعراضهم وأخذ أموالهم ..
3- معاداة أهل الإسلام بمحاربة دينهم ، ونشر الرذيلة بينهم ، وقتل المصلحين وسجنهم ، وملاحقة المجاهدين الذابين عن حياض الدين وتسليمهم للنصارى واليهود أعداء الدين ..
هذه الأمور تسمى في الشرع معاصي وذنوب ، وهي أيظاً نواقض للدين : بمعنى أن من يكون هذا شأنه فإنه يخرج من الإسلام ويكون كافراً مرتدّاً عن الدين ، ولا خلاف بين العلماء في أي منها ، وإنما الخلاف في المعاصي التي ليست نواقض للإسلام : هل يجوز الخروج على الحكام بسببها : فالجمهور قالوا بعدم جواز الخروج عليهم لمجرّد المعاصي ، ولكن علماء السلف اتفقوا على أنه يجب على المسلمين إنكار هذه المعاصي وأنه لا يجوز موافقة الحكام عليها أو طاعتهم فيها ، وجامعي الأوراق : ينقلون أقوال العلماء في مسألة المعاصي غير المكفّرة ، ثم يلبسون هذه الأقوال حكّامهم ، ويكذبون على السلف بزعمهم أن هذا هو منهجهم !!
لقد خرج بعض الصحابة وكبار التابعين على الأمراء في زمانهم لما جهروا ببعض المعاصي ، منهم : الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، وكثير من القراء وكبار علماء التابعين الذين خرجوا مع ابن الأشعث ، وقبلهم خرج طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنهم أجمعين- وكانت وقعة الجمل ، فالخروج على الحاكم كان شيئاً معروفاً عند السلف ، ولم يكن الخروج على الكفر وإنما على الظلم أو شبهة الظلم أو التأخير في تطبيق حد من حدود الله ، وإنما تغيّر مفهوم الخروج على الحاكم بعد عهد التابعين كما بيّنه الدكتور حاكم المطيري في كتابه القيّم "الحرية والطوفان" .. وكما كان الخروج معروفاً في عهدهم ، فإن إنكار المنكر العلني على الحاكم كان معروفاً ومشهوراً ومعمولاً به في عهدهم ، وكتب الأثر تطفح بمثل هذا الإنكار العلني على الخلفاء ، خاصة الخلفاء الراشدين ، الذين أنكر عليهم الصحابة الكثير من الأمور على مرأى ومسمع الناس ، فلم يكن أحد من الصحابة يُنكر الإنكار العلني على الخلفاء ، وإنما حدث هذا بعد عهد الصحابة ، فمنهج السلف (الصحابة) هو الإنكار علناً على الحكام إذا ظهرت أمور تخالف الشريعة ، ومن شاء فليقرأ سيرة الصديق والفاروق وذو النورين وأبو الحسنين رضي الله عنهم أجمعين ..

الطائفة المنصورة ..
ينقل الكثير من الناس قول الإمام أحمد رحمه الله بأن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث ، وهذا النقل صحيح ، وقول الإمام أحمد لا غبار عليه ، فأهل الحديث في زمانه هم في مقدمة الطائفة المنصورة لأنهم حققوا الإتباع الصحيح واعتقدوا الإعتقاد الصحيح ، وهذا يكاد يكون معدوماً في غيرهم في ذلك الوقت : أقصد : اجتماع الأمرين معا .. لقد بدأت حركة تغريبية كبيرة في عهد المأمون بترجمة كتب اليونان الفلسفية ، ودخل الناس في خضم هذه الثورة ، وكانت الأهواء والبدع تتلاعب حتى ببعض كبار علماء الأمة ، وتاه الناس وماجوا وغرق الكثير ، وكان الكثير من الناس يكذبون على الشريعة ويخترعون أحاديث نبوية وآراء فكرية وضلالات وجهالات كثيرة ، فأهل الحديث في ذلك الزمان كابدوا وثابروا وتغرّبوا وامتُحنوا حتى ثبّت الله بهم الدين وحفظه من كيد الكائدين ، فجمعوا الأحاديث وبينوا سقيمها من صحيحها ، وعملوا بها ، ونشروها بين الناس وواجهوا بها الغوغاء والدهماء والأمراء والسلاطين ، وسُجنوا وعُذّبوا وقُتّلوا ، فاستحقوا بتلك الأعمال الجبارة أن يكونوا من الطائفة المنصورة .. أما اليوم : فأين أهل الحديث !! أين من يجمع شتات الحديث ويتغرّب من أجله ويُرخص له عمره ويبذل له كل وقته وجهده ويترك ملذات الدنيا وشهواتها وينشر ما لا يوافق أهواء الحكام ، ثم أين من يعمل بهذه الأحاديث ليكون قدوة للناس !! أين أمثال الإمام أحمد واسحاق ومالك والبخاري وإخوانهم !! لا يوجد اليوم أصحاب حديث ، وإنما يوجد من يعتقد ما اعتقده أهل الحديث ، ولكن هذا الإعتقاد لا يستقيم بدون عمل ، وهذا من أعظم صفات أهل الحديث في عهد الإمام أحمد : اعتقاد وعمل ، بل نقول أن : الإعتقاد يكون من أجل العمل ..
إن مما لا يختلف فيه أهل الحديث أن العدو إذا احتل دولة مسلمة أن الجهاد يكون فرض عين على المقصودين ثم من يليهم حتى يندحر العدو ، ولا يكون الخوالف والقواعد من أهل الحديث البتّة ، فإن القعود والتخلف عن الجهاد العيني لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه ولا من هدي أهل الحديث ، فالقاعد والمتخلف – بلا عذر – لا يكون من أهل الحديث ، إنما يكون من الخوالف ، والخوالف : النساء اللاتي جاز تخلّفهن عن الجهاد لكونه غير مفروض عليهن ، وحاشى أهل الحديث أن يتشبّهوا بالنساء ..
أكثر ألفاظ حديث الطائفة المنصورة ، أنهم "يقاتِلون" ، وهذا منتفٍ عن من يزعم اليوم أنه من أهل الحديث .. ونحمد الله أن اللفظة جاءت بـ "القتال" لا "الجهاد" فقط ، لأن القوم سيصرفون معنى الجهاد عن حقيقته كما فعلوا في مواطن كثيرة ، فالقتال هو الوصف الأول للطائفة المنصورة ، وقد جاء في وصف الفرقة الناجية "ما أنا عليه وأصحابي" ، فهل كان الصحابة رضي الله عنهم ممن قال الله فيهم {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ} (التوبة : 87) ، حاشاهم رضي الله عنهم ، بل جاء وصفهم صريحاً بيّناً جليّاً واضحاً في الآية التي تليها {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (التوبة : 88) فمن تحققت فيه هذه الصفات فهو على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهو من الفرقة الناجية والطائفة المنصوررة ، أما من طُبع على قلبه ، ووصَفه الله بعدم الفقه فهذا لا يمكن أن يكون من الطائفة المنصورة : وإن طالت لحيته ، وقصر ثوبه ، وكبرت عمامته ، واسودّت ناصيته ، وكثرت تآليفه ، وانتشرت في الفضائيات دروسه ، واقتربت من السلاطين منزلته ، وتذهّبت عبائته ، وتفضّض ردائه ..
أهل الحديث في زمن أحمد – على ما كابدوه من عناء جمع الحديث ونشره والصبر على ذلك – كانوا يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم : فيذهبون إلى الثغور ويحملون السلاح ويقاتلون النصارى وأهل الأوثان ، في وقت كان الجهاد فيه فرض كفاية ، وليس فرض عين كما هو اليوم ، ومن شك في هذا فليفتح كتاب "سير أعلام النبلاء" للذهبي ، وليقرأ ترجمة من شاء من أهل الحديث في ذلك الزمان ..


good_sector غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .