قال الراوي يا سادة يا كرام
لم يمضى على وفاة الخالة" ميمونة "ذات الخمسة و الستين خريفا، غير سبعة أيام . هرع بعدها" الحاج محمود" الى السوق ليترصد من بين قطعان نسوة الحي ،من تصلح شريكة عمر جديدة.اختار أصغرهن سنا ،فتاة في مقتبل العمر يكبرها بنحو أربعين عاما و نيف. قسمت الفاقه ظهرها ..إقتفى أثرها وتمكن من أسرها ببريق الذهب .
كان جيبه مثخن بأوراق نقدية من فئة ألف دينار ، و صرة من الحلي، جمعتها الفقيدة لتشتري بثمنها دار جديدة. تحملت شظف العيش من اجلها سنوات عدة، لكنها فارقت الحياة، و تركت للحاج محمود الجمل بما حمل .
إشترطت الفتاة على الشيخ أن تخرج للأسواق سافرة الوجه. قبل شرطها على مضض، مخالفا بذالك ما جرت عليه العادة في قبيلة بني مرة التي ينحدر منها نسبه، و ما دأب عليه من تشدد مع المرحومة في أمور اللباس ،و الخروج للأسواق. رغم تقدمها في السن .
ايام قلائل قبل الدخول بها،خيٌرته بين نتف شعر لحيته ،و أبادتها ،حتى يبدو اصغر سنا أو فسخ الخطوبة ،فأجابها لطلبها و أباد سنة رسول الله عن بكرة أبيها فغدا بين عشية و ضحاها أمرد، يتحاشى نظرات الشزر و الاحتقار من مشايخ الحي.
أَََََولم بشاتين و اقام حفلا راقصا عزفت فيه الألحان البدوية الأصيلة و تسابق الفرسان على ظهور الخيل و دوت طلقات البارود في سماء البلدة الآمنة إحتفاءا بدخول الشيخ قفص الحياة الزوجية للمرة الثانية .
في غمرة ذاك الحفل بأهازيجه ،
أرسلت الفتاة صرخة استغاثة من داخل الغرفة ،تبعتها طلقات بارود ،إنصرف على اثرها من فهم أن العروس بكرا، و بقي ثقيل الفهم ينتظر الجواب،حتى لاح الفجر و تفرق الاحباب.
ربما عرجت و انا في طريقي لبني مرة على دار عجزة .أصغرهم سنا يكبرني بخمسة عشر عاما .
مهلا يا قوم ،ساجهز راحلتي و اغادر دياركم حتى لا تختلف علي عصيكم فلا اجد من بينكم من يؤويني و من نقيع العنب العتيق يسقينى .