العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الفـكـــريـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 29-04-2019, 03:12 AM   #1
محمد محمد البقاش
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2010
المشاركات: 202
إفتراضي تتمة ــ المدرسة المَمْدَرية في النقد المَمْدَري (دراسة أكاديمية)

ظهرت القراءة البادية للإبداع في المؤسسة التعليمية المذكورة، ثم تطورت لتصبح ذات شِقّين، شِقّ يظهر من خلال القراءة البادية للإبداع، وهي التي مورست في تلك المؤسسة، وهي قراءة أوّلية تمارَس مباشرة بعد انتهاء المبدع من إلقاء شعره أو قصته أو حكايته، إنها مُبْتدأ الرأي في النظر إلى العمل الإبداعي بقراءة منطوقة.. وهذه العملية إبداع دون شك لأنها تُبْنى على إبداع سابق، ويمارَس فيها نقد خفيف من أجل تصحيح البناء اللغوي للنصوص العربية فقط، وهذا الجانب؛ اُلأصلُ فيه أن يغيب، ولكن حضوره ثابت عند من يقعون في أخطاء لغوية، وغائب عند من يحسنون إخراج النصوص خالية من العيوب في التركيب والنظم والتأليف، والأخطاء من هذا النوع تتفاوت من مُتَمَكِّن من اللغة إلى آخر، وهنا يحضر النقد ويُحْصَر في التصحيح، تصحيح الأخطاء اللغوية، وتصحيح النظم والتأليف إذا كانا لا يلتزمان بسلطان اللغة العربية، أما عند تجاوز ذلك فالأمر يصبح قراءة بادية للإبداع منطوقة في شقها الأول.
ويصبح قراءة بادية للإبداع في شقها الثاني مكتوبة عند الاختلاف في الإلقاء والتلقي، فالمبدع إذا كان يلقي إبداعه مرتجلا إياه، أو قارئا له من كتاب أو ورقة، أو من خلال هاتفه الذكي وكان الذي يتلقّى ذلك الإبداع يستمع ثم يبدي قراءته المنطوقة لما استمع إليه في حينه فهو عندئذ يكون ممارسا للقراءة البادية للإبداع في شقها الأول، أما إذا تناول النصوص وهي مكتوبة، ثم كتب عنها، كان ما كتب قراءة بادية للإبداع في شقها الثاني، ولقد حققتُ ذلك الشق في ديوانين "شعريين" الأول بعنوان: على صحوة الجموح لمليكة الجباري، والثاني بعنوان: مساءات يعقوبية لحميد اليعقوبي، ولا يقال بهذا الصدد أن قَوْلَ القراءة البادية للإبداع ينفي حصول القراءة الثانية أو ما عبّرتُ عنه بالشق الثاني، لا يقال ذلك لأنه وإن لم يتحقق تكرار القراءة في النصوص فإنها تكون داخلة في الشق الثاني ويستحسن أن تكون كذلك حتى يظهر المبنى لابسا معناه مقتعدا على معنى سابق والذي لا يكاد يلتفت إليه الممارس للقراءة البادية للإبداع في شقها الثاني أو الأول أو هما معا..
وبعد أخذ وردّ، وتقليب الآراء في هذا الذي سقْتُه؛ تقرّر لدي أن أسمّي ذلك نقدا مَمْدَرِيا، ونقدا ظليلا، فكان النقد المَمْدري هو ما تحقق من خلال القراءة البادية للإبداع بشقيها الأول والثاني، وكان الممارِس للقراءة البادية للإبداع ناقد مَمْدَري، يمكن أن يكون النقد المَمْدَري مرادفا للقراءة البادية للإبداع، وهذا لا بأس به وهو تميز عن سائر أنواع النقد الممارَس من طرف ما يسمى بالنقاد الذين لم يستطيعوا استنبات مدارس نقدية من جنس الأدب العربي حتى يكونوا مدارس في النقد من داخل الإبداع باللغة العربية، ولم يتم استنبات أجناس نقدية لهم في الأدب العربي..
ولكي أبدي وضوحا في تقعيدي للنقد المَمْدَري أو النقد الظليل أسوق له ثلاث قواعد يقوم عليها وهي:
أولا: استحضار سلطان اللغة العربية في كل نص أدبي يراد أن يمارَس عليه النقد المَمْدَري، أو النقد الظليل، فإذا شرع القارئ في قراءة نصه وكانت به أخطاء لغوية أو خروج عن سلطانها الذي يجب احترامه؛ وجب حينها على الناقد المَمْدَري ألاّ يسمح بمرور تلك الأخطاء وإن كان الأصل ألاّ توجد، ولكن لا بأس خصوصا بشأن من نروم تعليمهم وتأديبهم من تلاميذ وطلبة وشعراء وأدباء، المهم أن يبدأ برؤية النص وهو مكتمل المبنى بلبنات من جنس اللغة العربية، وإذا لم تكن من جنس اللغة وجب إدماجها في الجنس بطريق التعريب، والتعريب هو صياغة اللفظة غير العربية بالوزن العربي، ولا يقال بهذا الصدد أن ذلك خروج عن العربية مادام الأمر يتجاوز اللفظ العربي إلى اللفظ الأعجمي، لا يقال ذلك لأنه في الجاهلية مثلا قد ورد في شعر امرئ القيس "السجنجل" وهي المرآة ولم يقل أحد أنها غير عربية لأنها قد أخضعت للوزن العربي وهو ما اعتبر عند العرب عربيا لأنه لفظ مُعَرّب، وهناك الكثير، ونزيد فنقول أن القرآن الكريم عربي بشهادته هو عن نفسه في قوله تعالى: ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف))، وقوله تعالى: ((وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) الشورى))، وقوله تعالى: ((وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) الشعراء))، وقوله تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) إبراهيم))، ومعنى ذلك نفي أن يكون القرآن الكريم أعجميا، نفي أن يكون فيه شيء من العجمية، ونفي أن يكون غير عربي، وصفة العربية صفة للفظه وليست صفة لمعانيه لأن معانيه ليست عربية، ولكن فيه لفظة: "مشكاة" وهي لفظة هندية وقيل حبشية، وفيه لفظة القَسْوَرة وهي حبشية، وفيه لفظة: "الاستبرق" وهي فارسية، وفيه لفظة "سجّيل" وهي فارسية أيضا، وفيه لفظة: "طه" وهي نبطية وفيه لفظة: "القسطاس" وهي رومية، وهكذا، ومع ذلك لا يصح أن يقال عن القرآن الكريم أن ألفاظه غير عربية، بل يقال أن بالقران ألفاظا تم تعريبها من اللغات غير العربية فصارت بطريقة التعريب وتقنية الإخضاع للوزن العربي؛ عربية، صارت عربية وعربية فحسب مع وجود أصول لها في غيرها، وهذا هو الذي يزيد من رفع قيمة هذه اللغة العظيمة التي احتفظت بتقنية التعريب وطريقة الإخضاع للوزن العربي حتى تسع كل اللغات، وذلك دليل على مرونتها وسلاستها وقدرتها على الاستيعاب، استيعاب جميع لغات الدنيا لو أن أهل اللغة عرّبوا من الألفاظ الأعجمية؛ من الروسية والصينية، من اللغات الأوروبية والإفريقية والأسيوية والأمريكية والأسترالية ما كان جميلا عند النطق به، ثم أدخلوه العربية.
لا يُسمح في النقد المَمْدَري أو النقد الظليل لمبدع مثلا أن يصوِّر ذهاب بطله أو أحد من قصته أو روايته أو حكايته أو شعره إلى مريض في المستشفى وهو يضع لذلك كلمة زيارة، فالزيارة تكون للمعافى، والعيادة تكون للمريض، وهكذا في كل ما يسيء إلى اللغة العربية ويخرج عن سلطانها مثل طلب القعود على الجَنْب والذي طُلب منه القعود على الجَنْب جالسٌ القرفصاء، فالقعود لا يكون إلا عن قيام وهكذا.
ثانيا: قراءة النص الأدبي ضمن زمن مقبول من شعر وقصة ورواية وحكاية وخاطرة وغيرها في حضرة الناقد المَمْدَري يستمع إليها مباشرة، وعند الانتهاء من القراءة يشرع في ممارسة النقد المَمْدَري أو النقد الظليل في شقّه الأول ويكون ذلك ارْتِجالا، لا يُشْترَط الارتجال في الذي يقرأ نصه الأدبي، بل يُشْترط في الناقد المَمْدَري لأنه يجهل ذلك النص، ولم يسبق له أن قرأه حتى يُوظِّف المعلومات السابقة ويُعْمِل عقله فيه ويتأمّل دلالاته ويقف على صوره الأدبية وما فيها من مراتب الجمال الأدبي، يفعل كل ذلك بعد أن يستمع للنص الأدبي، وبحسب قدرته على الاستحضار يبدع قراءة بادية ثانية للإبداع، يبدع قراءة تستظل بظل إبداع آخر، وإذا استطاع أن يُطَعِّم قراءته بالأدب المَمْدَري الذي يقوم على التثقيف الفني والرياضة الذهنية، ويستهدف غاية مزدوجة هي المتعة العاطفية والمتعة الذهنية؛ ظهر ما يسوقه أجمل مما لو لم يكن من الأدب المَمْدَري لأنه به يبدع أدبا مَمْدَريا.
ثالثا: قراءة النص الأدبي من طرف الناقد المَمْدَري ضمن زمن لا ضرورة أن يُحْصر في ساعة معينة لأن القارئ للنص الأدبي يمكن أن يكون قارئا له عدة مرات وفي أزمان متباعدة، كما أن النص الأدبي قد يكون طويلا وذلك كأن يكون قصة طويلة أو رواية، ثم يشرع الناقد المَمْدَري في ممارسة النقد المَمْدَري أو النقد الظليل بقَيْدٍ يمكن التحرُّر منه، وهو قيْد الإتيان بالأدب المَمْدَري لأن له من الوقت ما يكفيه لفعل ذلك، ولأن به يتحقق الأدب المَمْدَري في النقد الممدري، ثم بعد ذلك يقرأ عمله أو ينشره وهو عينه الشق الثاني من النقد المَمْدَري، ولأجل تحقيق الأدب المَمْدَري في النقد الممدري بمكونيه الاثنين: التثقيف الفني، والرياضة الذهنية، فالأمر سهل ميسور لو أن الناقد المَمْدَري اعتمد على التشبيه والكناية العلمية للإتيان بالأدب المَمْدَري لأن التشبيه والكناية العلمية بالنسبة إليه شيء في المتناول، شيء في الممكن ما على الناقد المَمَدَري إلا أن يمتلك معلومات علمية يتم توظيفها في جانب التشبيه والكناية العلمية، كما يتوجّب عليه أيضا أن يكون ذا قدرة على تطويع الكلمات والجمل والفقرات والنصوص تطويعا يجعله يُنَوِّع في النظم والتأليف إلى أن يصل إلى الذروة، إلى أن يصل إلى مراده، وذلك كأن يسوق عبارة:
نظر بعين أضربت إحدى قَرْنِيّتها عن تلقّي الأوكسيجين من الهواء.
أي أنه يشبِّه نظر الناظر إلى الأشياء بعين واحدة، أي نظر بعين عوراء، وبالعبارة كناية علمية عن العَوَر، لأن قرنية العين في جسم الإنسان تتلقّى الأوكسيجين من الهواء مباشرة، بينما سائر أعضاء الجسم البشري تتلقى الأوكسيجين من الدم.
أو يقول قاصدا تحقيق "الانصزالية"(1):
وحين اشتد البرد أُغْمِي على زوجه الثانية فركض يَبْغي جَلْبَ قَبَسٍ من النار حتى لا يقتلهم الصقيع، وبينما هو يركض؛ وقع لموت إحدى حبيبتيه، ثم نهض وأكمل جَرْيه ليعود إلى أهله لعلهم يصطلون.
أما إذا لم يأت الناقد المَمْدَري بالتثقيف الفني والرياضة الذهنية ويستهدف المتعة العاطفية أو المتعة الذهنية أو هما معا فإن ذلك لا يخرجه عن صفة الناقد المَمْدَري لأنه قد تدثّر بالمَمْدَرية وركب أجناسها الأدبية فكان بذلك ناقدا مَمْدَريا.
ـــــــــ
يتبع
محمد محمد البقاش غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .