العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 21-05-2008, 11:58 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي من مقامات مجنون العرب

[FRAME="11 70"]من مقامات مجنون العرب
عبد الوارث ينطلق بسيارة حكومية.. من الموسكي لسوق الحميدية!

١٧ أيار (مايو) ٢٠٠٨ ، بقلم حسن توفيق


يروي المجنون الآن أغرب حكاية.. فقد كاد ينتهي أسوأ نهاية.. حين اندفعت خلفه بكل شموخ.. سيارة يتصور صاحبها أنها صاروخ.. وفجأة خفف السائق من سرعته.. ليحقق النجاح لخطته.. حيث أخرج يده من السيارة.. ورمى بسرعة ومهارة.. ورقة ملونة عليها عدة أرقام.. وشريط أغان لأحد مطربي الغرام.. لكن السيارة التي تضم عدة نساء.. تخلصت من الورقة والشريط بسخرية واستهزاء.. فأحس السائق بالحرج من فعلته.. وقرر أن يخرج من محنته.. وهكذا اندفع في حالة هياج.. ليبحث عن لعبة أخرى تعيد له صفو المزاج.. فأغلق زجاج السيارة.. وأخذ يتلوى ويحفص في الإشارة.. ويصول ويجول.. وهو يقول هذا الذي يقول:

في إشارات رمادا ضاع عقلي

فأذقتُ الناس من أطباق ويلي

كنتُ في السيارة الكشخة أبدو

مثل رامبو وعروقُ الطيش تغلي

ومن الكورنيش للملعب أهدي

كل مخلوق أمامي نارَ غِّلي

وإذا مرتْ وجوهٌ ناعماتٌ

كان إهداء التليفوناتِ شُغلي

وشريط الحب ألقيه بلطفٍ

قرب أيديهن مزهوّاً بفعلي

فإذا راقبتُ إحداهن تُلقي

بشريطي.. خرَّ زهوي تحت نعلي

كشخةٌ لبسي وحلوٌ غمزُ عيني

وبسحري.. حفظ الكورنيش شكلي

عائلاتُ الناس تلقاني مِراراً

رائع التحفيص في الليل المطلِّ

وإذا سابقتُ غيري في انطلاقي

يهرب الكل - بخوفٍ - ويولِّي

حاملاً ذرَّاتِ رملٍ وغبارٍ

كلها هبتْ لكي تعلن فضلي

هل رأيتم عبقريا فيه بعضٌ

من ذكائي يحسن التدبيرَ مثلي؟

أيها الناس تعالوا واشهدوا لي

فأنا الأول في طيشي وهزلي!

.. أصيب المجنون بحالة رعب، وانخلع منه القلب، وهو يرى ما يرى من تحفيص، ونظراً لأن المجنون دائما حريص، فإنه ركب بساط الريح الذي أهداه إياه لعفريت، وطار وطارت معه علبة سجائر وكبريت، وفي الفضاء استمع المجنون لأغنية قديمة، كانت تثير فيه الهمة والعزيمة:

م الموسكي لسوق الحميدية

أنا عارفة السكة لوحديَّة

.. أطل المجنون على الأرض من الفضاء، فرأى أنهاراً ولكنها حمراء.. لأن مياهها دماء.. ورأى سيارة حكومية، تندفع بسرعة جنونية، أما من فيها فكانوا يؤدون حركات تمثيلية، وهم يغنون «م الموسكي لسوق الحميدية».. ولم يستطع المجنون أن يدقق النظر، فتصور أن السائق هو عبدالوارث عسر، وأنه يريد الذهاب إلى سوريا، لإقامة أحد العروض المسرحية، لكن المجنون تذكر أن عبدالوارث قد مات، ولم يعد يستطيع القيام بما كان يؤديه من حركات! تمعن المجنون في السيارة الحكومية، فأدرك أنها تخالف كل القواعد المرورية، وأن السائق يتمتع بأعصاب باردة، كما أن الأجواء السائدة، تتيح له أن يتحرك كما يشاء، خصوصا أن عيون الذين معه تبدو عمياء، ومن بعيد سمع المجنون صوت أحد الشعراء.. ممن هاجروا من الشام إلى مصر.. وهو يقول ويصر:

«كل قوم.. خالِقُو نيرونهم قيصرٌ قيل له أم قيلَ كسرى»

أخذ المجنون يفكر فيما قاله خليل مطران.. بصوته الحزين الغضبان.. وفجأة ترددت في الأجواء.. كلمات تكشف سر الداء: «كلمتين يا مصر يمكن هما آخر كلمتين حد ضامن.. يمشي آمنْ

أو مآمن يمشي فين؟

قصرك المسحور.. غيلانُه

أبى من دود الغيطان

بعد مص الغصن الأخضر

ينحتوا عضم العيدان

واللي خلا الأرض خضرا

عاش بجوعه ملو جوفه

مات بخوفه م الغيلان..»

وسط الزحام شاهد المجنون متفرجين كثيرين، وهم يصفقون مهللين، بينما كان أحد الحكماء المخضرمين، يصرخ في قاعة جامعة أجنبية محاولاً إنقاذ غزالة جميلة، اسمها بهية وهو يؤكد «بصراحة» أن الغزالة محتاجة لجراحة، وأن المستقبل الآن.. لا يتطلب أي تهاون أو هوان!.

الرد على هذا المقال
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .