أختي خاتون.
أستهل حديثي بمقدمة تقول أنني قرأت جميع كتب مالك بن نبي في سلسلة مشكلات الحضارة. وعددها تسعة عشر إن لم تخني الذاكرة.
سيدتي هناك انتقادات عدة وجهها مالك بن نبي للمجتمع الإسلامي، وصحيح أنه أصاب في بعضها لكنه أخطأ في الكثير.
مالك بن نبي نقل فقط أفكار أوسفالد سبنغلر وتوينبي وشيء من متفرقات علم السياسة الغربي، من مكيافيلي الذي يتهم الشعوب بالتقصير والخطأ إلى هنري كابلان الذي يقول في عبارة ساخرة شهيرة : كما أن الطيور لا تصنع فصل الربيع، فإن الإنتخابات لا تصنع الديمقراطية. ومرورا بهتلر الألماني الذي قام يشن حربا شرسة ضد البرلمان والنظام البرلماني في كتابه كفاحي.
سيدتي، أعرف أن هذا موضوع منقول عن كاتب في جريدة، لكن أتسمحين لي بسؤال :
كيف نطلب من مواطن أن يخلص في آداء واجباته بينما حقوقه مهضومة ؟؟
ردا على كتاب وجهة التغيير لمالك.
كيف نلوم صاحب المنزل لأنه نسى باب البيت مفتوحا، ولا نلوم السارق ؟
ردا على كتاب شروط النهضة وفكرة معامل القابلية للاستعمار.
كيف ندعي أننا نقدم بديلا إسلاميا بينما نحن ننطلق من نقد مفهوم الحدائة في جذوره التي انطلقت أوربية ونظل نقدس أركانها دون أدنى إشارة أو مطالبة بلزوم المراجعة.
هذا ردا على كتاب مشكلة الافكار. الذي يسخر فيه من عبارة لطالمها رددها البعض ضد يساريي هذه البلاد في السبعينيات والثمانينيات.. إذا سقطت أمطار في موسكو، فإن أنصار الاتحاد الاشتراكي يرفعون مظلاتهم هنا في المغرب.
صحيح أن مالك بن نبي كاتب كبير عند عصام.. لكن لما يكون بعمر العشرين أو قبلها، وهو يتعلم السباحة في الفكر، إنما ليس وقد صار يمارس الغوص ويحترفه.
أما بخصوص فلسطين.... فلتذهب إلى الـ..... .
تحياتي لابنة أصيلا..
__________________
حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..
آخر تعديل بواسطة عصام الدين ، 04-10-2007 الساعة 08:02 PM.
|