خســـــــــــــــــارة نجـــــــاد

[ابن اليمامة]

خســـــــــــــــــارة نجـــــــاد



يوسف آيت الحاج


نازع الرئيس الإيراني اللاعبين النجومية في مباراة السبت التاريخي على أرض طهران بين إيران والسعودية . مع احترامي لفخامة السيد محمود احمدي نجاد أرى أنه كان السبب المباشر في خسارة منتخب بلاده مباراة حاسمة في التصفيات الآسيوية لكاس العالم 2010.

في بادئ الأمر شتت نجاد تركيز لاعبيه في وقت حساس للغاية عندما دخل الملعب في الدقيقة الثلاثين تقريبا ، فهاجت الجماهير ترحيبا بالرئيس ، وماج اللاعبون بصخب بعيد عن تطورات المباراة ما أفقدهم السيطرة على الاحداث على الأقل لعشر دقائق كان فيها رئيسهم يقف لتحية الجماهير مرات عديدة .


مازاد الطين بلة فشل منتخب بلاد فارس في إحراز اي هدف فيما تبقى من الشوط الأول وبالتالي دخل اللاعبون في استراحة قطعا نُقل إليهم فيها تحيات السيد الأول ، ومعها حثٌ رئاسي لهم بإحراز الاهداف بكل مايشمله الأمر من ضغط نفسي على المُوجِه ألا وهو المدرب والمنفذين من زمرة اللاعبين المغتاظين من حضور الرجل الأول في مباراة لانهائية ولا مصيرية بمعنى أن خسارتها لا تؤدي مباشرة إلى الخروج من التصفيات .

تماما مثل الإستجابة العصبية في نظرية بافلوف ، صخب الإستراحة تحول إلى شعلة متقدة عجلت بالهدف ولكن ماذا عن بقية المباراة؟

بعد الحماس المنقطع النظير، نزل حمض " اللاكتيك " في ركب أهل الأرض في تطور متوقع مع الإيقاع الجنوني الذي فرضوه على الأخضر في ثلث ساعة بعد الإستراحة ليجد المنتخب السعودي نفسه بمخزون طاقي كبير أمام منتخب إيراني من الأشباح المتعبة .

لعبها مدرب السعودية البرتغالي جوزيه بيسيرو جيدا ، أقدم على تبديلات ناجحة وهزم علي دائي ولاعبيه بالضبط مثل لعبة الشطرنج عندما يفتح المنافس ثغرة يقرض بها كل التماثيل الخشبية في ضربة واحدة. خسرت إيران وأعادت السعودية الأمل في بلوغ كاس العالم للمرة الخامسة على التوالي وذلك باعتقادي محصلة ظهور غير محسوب للرئيس نجاد في ملعب الحرية في طهران .

تطييبا للخواطر قطف رأس المدرب علي دائي ، وأعتقد أن رأسا أخرى باتت مهددة ولن أكتم الامر وأقول إن الرئيس الإيراني فقد بحضوره تلك المباراة الشيء الكثير ولو معنويا عند مواطنيه على أبواب الإنتخابات الرئاسية ، ماحدث يوم السبت أقنعني أن تبرم الكثير من القادة العرب عن حضور مباريات كرة القدم ، اللهم إذا كانت نتائجها غير مؤثرة ، هو الصواب بمنطق السياسة .