برواز الفحص الصهيوني
برواز الفحص الصهيوني
في كل مطارات العالم، تُنصب أمام المسافرين براويز إلكترونية مستطيلة الشكل، يُجبر كل المسافرين على المرور داخل إطارها، فإن صفر جهاز الإنذار، قام المراقبون بالطلب من المسافر، إخراج ما في جيوبه، وتلمس ما هو معدني ووضعه على المنضدة أمام المفتشين.
خلال أقل من شهر، شاهدنا أكثر من مثال لإجبار المسافرين من كِبار السياسيين في العالم على المرور من داخل برواز أوجدته الصهيونية منذ عدة عقود. وأحيانا نجد أن السياسيين الغربيين يتطوعون بأنفسهم على عرض أنفسهم على القوس أو البرواز الصهيوني، فالمرشح الجمهوري (جون ماكنن) للتسابق على كرسي رئاسة الجمهورية الأمريكية تطوع لقلب جيوبه على منضدة الصهيونية، لإثبات حُسْن نواياه. وبعده بشهور، قام المرشح الديمقراطي (أوباما) بعد أن رسا عليه العطاء الديمقراطي، بالمبادرة على دعم الصهيونية وكيانها المهدد للسلم العالمي. واليوم، وقف (ساركوزي) الرئيس الفرنسي، أمام الكنيست الصهيوني ليؤكد حقائق نعرفها نحن، ويعرفها الصهاينة عنه بأنه مع الصهيونية وأن جدته يهودية، ويسوق خطابه ليؤكد الحقيقة الثابتة (أن الكلب لا يعض ذيله).
لماذا كل ذلك؟ هل تتم كل تلك التوكيدات لتبدو وكأنها خطاب متشابه يصدر من أفواه قادة العالم الغربي، الذي نحن أصدقاؤه الودودون والذي لا نشق له عصا الطاعة، ليعيدون علينا درسا مللنا من سماعه؟ أم أنه خطاب موجه للمتعقلين من العرب الذين أهلكوا شعوبهم بمفهوم الواقعية والحنكة والحكمة؟
أم أنه خطاب موجه أصلا، للشعوب العربية بأن تتخلص مما في نفسها من آمال كاذبة في التوق الى التحرر والعيش دونما وجود لهذا الكيان البغيض الذي مزق جهد شعوب المنطقة في العيش بسلام وأمان وانصراف الى تنمية بلدانها؟
وأن السفر عبر خطوط الحضارة الجوية( الإمبريالية) لا يتم إلا على متن طائراتها هي، ومن يحاول التسلل والعبور خارج القوس (البرواز) الصهيوني سيعتبر مارقا خارجا عن القانون الدولي الصهيوني، وعلى كل القوى المحبة للسلام الصهيوني تسليمه لأقرب نقطة أمنية لتلقينه الدرس الذي يستحقه، وما أكثر تلك النقاط وما أقربها!
__________________
ابن حوران
|