العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 20-08-2010, 03:33 PM   #81
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الوصل والفصل

من الكلمات ما لا يصح الابتداء به، كالضمائر المتصلة ومنها ما لا يصح الوقف عليه، كالحروف الموضوعة على حرفٍ واحدٍ ومنها ما يصح الابتداء به والوقف عليه، وهو كل الكلمات، إلا قليلاً منها.

فما صح الابتداء به والوقف عليه، وجب فصله عن غيره في الكتابة، لأنه يستقل بنفسه في النطق، كالأسماء الظاهرة، والضمائر المنفصلة، والحروف الموضوعة على حرفين فأكثر.

وما لا يصح الابتداء به، وجب وصله بما قبله، كالضمائر المتصلة، ونوني التوكيد، وعلامة التأنيث، وعلامة التثنية، وعلامة الجمع السالم.

وما لا يصح الوقف عليه، وجب وصله بما قبله، كالضمائر، ونوني التوكيد، وعلامة التأنيث، وعلامة التثنية، وعلامة الجمع السالم.

وما لا يصح الوقف عليه، وجب وصله بما بعده، كحروف المعاني الموضوعة على حرف واحد، والمركب المزجي، وما رُكب مع المائة من الآحاد، مثل: أربعمائة، والظروف المضافة الى (إذ) المنونة، مثل: يومئذٍ وحينئذٍ. فإن لم تنون، بأن تُذكر الجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين، وجب الفصل مثل: (رأيتك حين إذ كُنتَ تخطبُ).

وكلا النوعين (أي ما يصح الابتداءُ به، وما لا يصح الوقف عليه) يجب وصله، كما رأيت، لأنه لا يستقل بنفسه في النطق. والكتابة تكون بتقدير الابتداء بالكلمة والوقف عليها، كما علمت في أول فصل الخط.

وقد وصلوا، في بعض المواضع، ما حق أن يكتب منفصلاً، كأنهم اعتبروا الكلمتين كلمة واحدة. وإليك تلك المواضع:

1ـ وصلوا (ما) الاسمية بكلمة (سيِّ)، مثل: (أحبُّ أصدقائي، ولا سيما زهير)، وبكلمة (نِعْمَ) إذا كُسِرَت عَينها، مثل: (نِعِما يَعِظكم به)، فإن سكنت عينها، وجب الفصل، مثل: (نِعْمَ ماَ تفعل).

2ـ ووصلوا (ما) الحرفية الزائدة أيَّا كان نوعها، بما قبلها، مثل: (طالما نصحتُ لك، إنما إلهكم إله واحدٌ، أتيتُ لكنما أسامةُ لم يأتِ، عما قليل ليصبحن نادمين، مما خطيئاتهم أُغرقوا، أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي، أينما تجلس أجلس، إما تجتهد تنجح (إما: أصلها إن ما)، إنه لحقٌ مثلما أنكم تنطقون، اجتهد كيما تنجح.

3ـ وصلوا (ما) المصدرية بكلمة (مثل)، مثل: (اعتصم بالحق مثلما اعتصم به سلفك الصالح)، وبكلمة (ريث)، مثل: (انتظرني ريثما آتيك)، وبكلمة (حين) مثل: (جئت حينما طلعت الشمس)، وبكلمة (كل) مثل: (كلما أضاء لهم مشوا فيه. كلما زرتني أكرمتك). و (ما) بعد (كل) مصدرية ظرفية.

4ـ وصلوا (مَنْ) استفهاميةً كانت، أو موصوفية، أو شرطية، ب (مِنْ) و (عَنْ) الجارتين، فالاستفهامية مثل: (مِمَن أنت تشكو؟ وأصلها من من أنت تشكو؟). والموصولية مثل: (خُذِ العلم عمَّن تثق به). والموصوفية مثل: (عجبت ممن محب لك يؤذيك)، أي من رجل محب لك. والشرطية مثل: (ممن تبتعد أبتعد، وعمن ترضَ أرضَ).

5ـ وصلوا (لا) بكلمة (أن) الناصبة للمضارع، مثل: (لئلا يعلم أهل الكتاب: أصلها لأن لا)، و (يجب ألاَّ تدع لليأس سبيلاً الى نفسك).

فإن لم تكن (أن) ناصبة للمضارع، وجب الفصل، كأن تكون مخففة من (أن) المشددة، مثل (أشهد أن لا إله إلا الله) أي أنه، أن تكون تفسيرية مثل: (قل له: أن لا تخف).

6ـ وصلوا (لا) بكلمة (إن) الشرطية الجازمة، مثل: (إلا تفعلوه تكن فتنة)، (إلا تنصروه فقد نصره الله).

7ـ منهم من يصل (لا) بكلمة (كي)، مثل: لكيلا يكون عليك حرجٌ. ومنهم من يوجب الفصل. والأمران جائزان. وقد جاء الوصل والفصل في القرآن الكريم، وقد وصلت في المصحف في أربعة مواضع منها: (لكيلا يكون عليك حرج)، ومن الفصل قوله تعالى: { لكي لا يكون على المؤمنين حرجٌ} وقوله: { كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم}.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-08-2010, 03:03 PM   #82
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الباب السادس

مباحث الفعل الإعرابية

المبني والمعرب من الأفعال

الفعل كله مبني. ولا يُعرب منه إلا ما أشبه الاسم، وهو الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكيد ولا نون النسوة.

وهذا الشبه إنما يقع بينه وبين اسم الفاعل. وهو يكون بينهما من جهتي اللفظ والمعنى.

أما من جهة اللفظ، فلأنهما متفقان على عدد الأحرف والحركات والسكنات فيكتبُ على وزن (كاتب) ومُكرم على وزن (يُكرَم). وأما من جهة المعنى فلأن كلا منهما يكون للحال والاستقبال وباعتبار هذه المشابهة يسمى هذا الفعل (مضارعا)، أي مشابهاً، فإن المضارعة معناها المشابهة، يقال: (هذا يضارع هذا) أي يشابهه.

فإن اتصلت به نون التوكيد، أو نون النسوة، بُني، لأن هذه النونات من خصائص الأفعال، فاتصاله بهن يبعد شبهه باسم الفاعل فيرجع الى البناء الذي هو أصل في الأفعال.

بناء الفعل الماضي

يُبنى الماضي على الفتح، وهو الأصل في بنائه، مثل: (كَتَبَ). فإن كان معتل الآخر بالألف، مثل (رمى) و (دعا) بُني على فتح مقدر على آخره. فإن اتصلت به تاء التأنيث، حُذف آخره، لاجتماع الساكنين: الألف والتاء، مثل: (رمتْ ودعتْ) والأصل (رمات ودعات). ويكون بناؤه على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.

وإن كان معتل الآخر بالواو أو الياء، فهو كالصحيح الآخر ـ مبني على فتح ظاهر، مثل عفوَت ورضيَت.

ويُبنى على الضم إن اتصلت به واو الجماعة، لأنها حرف مد وهو يقتضي أن يكون قبله حركة تجانسه، فيبنى على الضم لمناسبة الواو، مثل: (كتبوا).

فإن كان معتل الآخر، بالألف، حذفت لالتقاء الساكنين، وبقي ما قبل الواو مفتوحاً، مثل: (رموا ودعوا) والأصل (رماوا ودعاوا) ويكون حينئذٍ مبنيا على ضم مقدر على الألف المحذوفة.

وإن كان معتل الآخر بالواو، أو الياء، حذف آخره وضم ما قبله بعد حذفه، ليناسب واو الجماعة، مثل: (دُعُوا وسُرُوا ورَضُوا) والأصل (دعيوا وسرووا ورضيوا)

استثقلت الضمة على الواو والياء فحذفت، دفعا للثقل، فاجتمع ساكنان: حرف العلة وواو الجماعة، فحذف حرف العلة، منعا لالتقاء الساكنين، ثم حرك ما قبل واو الجماعة بالضم ليناسبها. فبناء مثل ما ذكر، إنما هو ضم مقدر على حرف العلة المحذوف لاجتماع الساكنين، فليست حركة ما قبل الواو هنا حركة بناء الماضي على الضم وإنما هي حركة اقتضتها المناسبة للواو، بعد حذف الحرف الأخير. الذي يحمل ضمة البناء.

ويبنى على السكون إن اتصل به ضمير رفع متحرك، كراهية اجتماع أربع حركات متواليات فيما هو كالكلمة الواحدة، مثل: كَتَبْتُ وكتبتَ وكتبتِ وكتبنَ وكتبنا.

(وذلك لأن الفعل والفاعل المضمر المتصل كالشيء الواحد، وإن كانا كلمتين، لأن الضمير المتصل بفعله يحسب كالجزء منه. وأما نحو: (أكرمت واستخرجت) مما لا تتوالى فيه أربع حركات، إن بُني على الفتح مع الرفع المتحرك ((فقد حمل في بنائه على السكون على ما تتوالى فيه الحركات الأربع، لتكون قاعدة بناء الماضي مطردة))

وإذا اتصل الفعل المعتل الآخر بالألف، بضمير رفع متحرك، قلبت ألفه ياء، إن كانت رابعة فصاعداً، أو كانت أصلها الياء. مثل: (أعطيت واستحييتُ وأتيتُ). فإن كانت ثالثة أصلها الواو رُدَّت إليها، مثل: علوت وسموتُ.

فإن كان معتل الآخر بالواو أو الياء، بقي على حاله، مثل: سروت ورضيتُ.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-09-2010, 04:43 PM   #83
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

بناء الأمر

يُبنى الأمر على السكون وهو الأصل في بنائه، وذلك إن اتصل بنون النسوة، مثل: اكتبن، أو كان صحيح الآخر ولم يتصل به شيء، مثل: اكتبْ.

وعلى حذف آخره، إن كان معتل الآخر، ولم يتصل به شيء، مثل: انج واسع وارمِ.

وعلى حذف النون، إن كان متصلاً بألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، مثل: اكتبا و اكتبوا واكتبي.

وعلى الفتح، إن اتصلت به إحدى نوني التوكيد: اكتُبَنْ واكتُبَنَّ.


وإذا اتصلت نون التوكيد المشددة بضمير التثنية، أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة في الأمر ثبتت الألف معها، وكسرت النون مثل: (اكتبانِّ) [ اكتبان: فعل أمر مبني على حذف النون. والألف ضمير الفاعل والنون المشددة حرف توكيد]. وحذفت الواو والياء، حذراً من التقاء الساكنين، مثل: اكتبُنَّ واكتِبِنَّ. [اكتبن الأولى فعل مبني على حذف النون. والواو المحذوفة، لالتقاء الساكنين ضمير الفاعل. والنون المشددة حرف توكيد]. و[اكتبن الثانية فعل مبني على حذف النون. والياء المحذوفة، لالتقاء الساكنين ضمير الفاعل. والنون المشددة حرف توكيد]. ويبقى الأمر مبنياً على حذف النون. والضمير المحذوف لالتقاء الساكنين هو الفاعل.

وكذا إن اتصلت النون المخففة بالواو أو الياء، مثل: اكتُبنْ واكتبِن. أما بالألف فلا تتصل، فلا يقال (اكتبان).
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-09-2010, 06:19 AM   #84
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

إعراب المضارع وبناؤه

إذا انتظم الفعل المضارع في الجملة، فهو إما مرفوع أو منصوب أو مجزوم. وإعرابه إما لفظي، وإما تقديري، وإما محلي.

وعلامة رفعه الضمةُ ظاهرةً، مثل: (يفوزُ المتقون)، أو مقدرة، مثل: (يعلو قدرُ من يقضي بالحق)، ومثل: (يخشى العاقل ربه).

وعلامة نصبه الفتحة، ظاهرةً، مثل: (لن أقولَ إلا الحق)، أو مقدرة، مثل: (لن أخشى إلا الله).

وعلامة جزمه السكون، مثل: { لم يلدْ ولم يولدْ }

وإنما يُعرب المضارع بالضمة رفعاً، وبالفتحة نصباً، وبالسكون جزماً إن كان صحيح الآخر، ولم يتصل بآخره شيء.

فإن كان معتل الآخر غير متصل به شيء جزم بحذف آخره، مثل: (لم يسعَ، ولم يرمِ، ولم يدعُ). وتكون علامة جزمه حذف الآخر.

وإن اتصل بآخره ضمير التثنية أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، فهو معرب بالحرف، بالنون رفعاً، مثل: (يكتبان ويكتبون وتكتبين) وبحذفها جزماً ونصباً، مثل: ( إن يلزموا معصية الله، فلن يفوزوا برضاه).

وإن اتصلت به إحدى نوني التوكيد، أو نون النسوة، فهو مبني، مع الأوليين على الفتح، مثل: (يَكتُبَنْ و يكتَبنَّ)، ومع الثالثة على السكون، مثل: (الفتيات يكتبْنَ: ويكون رفعه ونصبه وجزمه حينئذٍ محلياً).

فإن لم يتصل آخره بنون التوكيد مباشرة بل فصِل بينهما بضمير التثنية، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، لم يكن مبنياً، بل يكون معرباً بالنون رفعاً وبحذفها نصباً وجزماً. ولا فرق بين أن يكون الفاصل لفظياً، مثل: (يكتبان: هنا فعل مضارع، مرفوع لتجرده من الناصب والجازم. وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال [أي النونات الثلاث] والألف ضمير الفاعل). أو تقديرياً، مثل: (يكتبُنَّ وتكتُبِنَّ: وهنا كل منهما فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال [أي النونات الثلاث] والواو المحذوفة من (يكتبن)، لالتقاء الساكنين، هما ضمير الفاعل). لأن الأصل (تكتبونَنَّ وتكتُبينَنَّ).

واعلم أن نون التوكيد المشددة، إن وقعت بعد ألف الضمير، ثبتتِ الألف وحُذفت نون الرفع، دفعاً لتوالي النوناتِ، غير أن نون التوكيد تُكسر بعدها تشبيهاً لها بنون الرفع، دفعاً لتوالي النونات، غير أن نون التوكيد تُكسر بعدها تشبيهاً لها بنون الرفع بعد ضمير المثنى، مثل: (يَكتُبانِّ).

وإن وقعت بعد واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، حذفت نون الرفع دفعاً لتوالي الأمثال. أما الواو والياء، فإن كانت حركة ما قبلهما الفتح ثبتتا، وضُمت واو الجماعة، وكُسرت ياء المخاطبة، وبقي ما قبلهما مفتوحاً على حاله، فنقول في يخشَوْن وتَرَضين: ( تَخشَوُنَّ وتَرضِينَ). وإن كان ما قبل الواو مضموماً، وما قبل الياء مكسوراً حُذِفتا. حذراً من التقاء الساكنين، وبقيت حركةُ ما قبلهما، فتقول في تكتُبونَ وتكتُبينَ وتغزونَ وتغزين: ( تكتُبنَّ وتكتِبنَّ وتغزُنَّ وتغزِنَّ).

وإذا وَلي نون النسوة نون التوكيد المشددة وجب الفصل بينهما بألفٍ، كراهية توالي النونات، مثل: (يكتبْنانِّ) أما النون المخففة فلا تلحق نون النسوة.

وحكم نوني التوكيد، مع فعل الأمر، كحكمهما مع المضارع في كل ما تقدم.

المضارع المرفوع

يُرفع المضارع، إذا تجرد من النواصب والجوازم. ورافعه إنما هو تجرده من ناصب أو جازم.

فالتجرد هو عامل الرفع فيه، فهو الذي أوجب رفعه. وهو عامل معنوي، كما أن العامل في نصبه وجزمه هو عامل لفظي لأنه ملفوظ.

وهو يُرفع إما لفظاً، وإما تقديراً، كما سلف، وإما محلاً،
إن كان مبنياً، مثل: (لأجتهدنَّ) ومثل: (الفتياتُ يجتهدْن)

[ لأجتهدن: اللام لام جواب القسم: وأجتهدن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله
بنون التوكيد. وهو مرفوع محلاً لتجرده من النواصب والجوازم] فاعله ضمير
مستتر تقديره أنا. ونون التوكيد الثقيلة.

والفتيات يجتهدن: الفتيات مبتدأ، ويجتهدن فعل مضارع مبني على السكون،
لاتصاله بنون النسوة، وهو مرفوع محلاً، لتجرده من النواصب والجوازم،
ونون النسوة. ضمير الفاعل وهو مبني على الفتح. وهو محل رفع لأنه فاعل.
والجملة خبر المبتدأ.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-09-2010, 02:34 PM   #85
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المضارع المنصوب ونواصبه

يُنصب المضارع إذا سبقته إحدى النواصب.

وهو يُنصب إما لفظاً، وإما تقديراً، كما سلف، وإما محلاً، إن كان مبنياً، مثل: (على الأمهاتِ أن يعتنينَ بأولادهنَّ). [ يعتنين: فعل مضارع مبني على السكون، لاتصاله بنون الإناث، وهذه النون، هي: ضمير الفاعل].

ونواصب المضارع أربعة أحرف هي: أن؛ و لن؛ و إذن؛ و كي.

1ـ أن: حرف مصدرية ونصب واستقبال، مثل: { يريدُ الله أن يُخففَ عنكم}.

وسميت مصدرية، لأنها تجعل ما بعدها في تأويل مصدر، ففي الآية السابقة: تأويلها: يريد الله التخفيف عنكم. وسميت نصب، لنصبها المضارع. وسميت حرف استقبال، أي تجعله للاستقبال المحض وتخلصه له.

ولا تقع بعد فعلٍ بمعنى اليقين والعلم الجازم.
فإن وقعت بعد ما يدل على اليقين، فهي مُخففةٌ من (أنَّ)، والفعل بعدها مرفوع، مثل: { أفلا يَرَوْنَ أن لا يرجعُ إليهم قولاً}. أي أنه لا يرجع.

وإن وقعت بعد ما يدل على ظن أو شبهه، جاز أن تكون ناصبة أو رافعة. وقد قُرئت الآية { وحسبوا ألا تكونَ فتنةٌ} بالنصب والرفع تكونَ وتكونُ.

2ـ لن: وهي حرف نفي ونصب واستقبال، وهي في نفي المستقبل كالسين وسوف في إثباته. وهي تفيد تأكيد النفي لا تأييده وأما قوله تعالى: { لن يخلُقوا ذباباً} فمفهوم التأييد ليس من (لن)، وإنما هو من دلالة خارجية، لأن الخلق خاص بالله وحده.

3ـ إذن: وهي حرف جواب وجزاء ونصب واستقبال، تقول: (إذن تُفلحَ)، جواباً لمن قال (سأجتهد). وقد سميت حرف جواب لأنها تقع في كلام يكون جواباً لكلام سابق. وسميت حرف جزاء، لأن الكلام الداخلة عليه يكون جزاء لمضمون الكلام السابق. وقد تكون للجواب المحض الذي لا جزاء فيه، كأن تقول لشخص (إني أحبك) فيقول: (إذن أظنك صادقاً)، فظنه الصدق فيك ليس فيه معنى الجزاء لقولك (إني أحبك).

شروط نصب إذن للمضارع

الأول: أن تكون في صدر الكلام، أي صدر جملتها. بحيث لا يسبقها شيءٌ له تعلق بما بعدها. وذلك كأن يكون ما بعدها خبراً لما قبلها مثل: (أنا إذن أكافئُكَ) أو جواب شرط، مثل: (إن تزرني إذن أزرك)، أو جواب قَسَم مثل: (والله إذن لا أفعلُ) فإن قلت (إذن واللهِ لا أفعلَ)، فقدمت (إذن) على القسم، نصبت الفعل لتصدرها في صدر الجملة.

وإذا سبقتها الواو أو الفاء، جاز الرفع وجاز النصب. والرفع هو الغالب. ومن النصب قوله تعالى { وإن كادوا ليستفزونَك من الأرضِ ليخرجوك منها، وإذاً لا يلبثوا خلافك إلا قليلا} وقوله {أم لهم نصيب من الملك، فإذاً لا يؤتوا الناس نقيرا} [ في قراءة غير السبعة] ومن قراءات السبعة { وإذاً لا يلبثون... وإذاً لا يؤتون}.

الثاني: أن يكون الفعل بعدها خالصاً للاستقبال. فإن قلت: إذن أظنُكَ صادقاً، جوابا لمن قال لك إني أحبك، رفعت الفعل لأنه للحال.

الثالث: ألا يفصل بينها وبين الفعل بفاصل غير القسم و (لا) النافية، فإن قلت: (إذن هم يقومون بالواجب) جواباً لمن قال: (يجود الأغنياء بالمال في سبيل العلم، كان الفعل مرفوعاً، للفصل بينهما بغير الفواصل الجائزة.

ومثال ما اجتمعت فيه الشروط قولك: (إذن أنتظرَك)، في جواب من قال لك (سأزورك) فإذن هنا مصدرة والفعل خالص للاستقبال وليس بينها وبينه فاصل.

4 ـ كي: وهي حرف مصدرية ونصب واستقبال. فهي مثل (أنْ)، تجعل ما بعدها في تأويل مصدر. فإذا قلت: (جئتُ لكي أتعلمَ) فالتأويل ـ جئت للتعلم وما بعدها مؤول بمصدرٍ مجرورٍ باللام.

والغالب أن تسبقها لام الجر المفيدة للتعليل، مثل: { لكيلا تأسوا على ما فاتكم}. فإن لم تسبقها، فهي مُقدرة، مثل: (استقم كي تُفلحَ) ويكون المصدر المؤول حينئذ في موضع الجر باللام المقدرة، أو يكون منصوباً على نزع الخافض.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-09-2010, 02:29 PM   #86
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

النصب بأن مُضمرة

قد اختصت (أن) من بين أخواتها بأنها تنصبُ ظاهرةً، مثل: {يُريد الله أن يُخففَ عنكم}، ومقدرةً، مثل: {يُريدُ اللهُ ليُبينَ لكم} أي لأن يبين لكم.

وإضمارها على ضربين: جائزٍ وواجب.

أـ إضمار (أن) جوازاً:

تقدَّر (أن) جوازاً بعد ستةِ أحرفٍ:

1ـ لام كي ( وتسمى لام التعليل أيضاً، وهي اللام الجارَّة، أي التي يكون ما بعدها علةً لما قبلها وسبباً له، فيكون ما قبلها مقصوداً لحصول ما بعدها، مثل: {وأنزلنا إليك الذكر لتبينَ للناس} أي لأجل أن تبين. فإنزال الذكر مقصود للتبيين.

وإنما يجوز إضمار (أن) بعدها إذا لم تقترن بلا النافية أو الزائدة.
فإن اقترنت بإحداهما، وجب إظهارها. فالنافية مثل: { لئلا يكونَ للناس على الله حجة} والزائدة مثل: { لئلا يعلم أهل الكتاب}.

2ـ لام العاقبة، وهي اللام الجارَّة التي يكون ما بعدها عاقبة لما قبلها ونتيجة له، لا علة في حصوله، وسبباً في الإقدام عليه، كما في لام كي. وتُسمى لام الصيرورة، ولام المآل، ولام النتيجة أيضاً، مثل: { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً}

3و4و5و6 ـ الواو والفاء وثم و أو العاطفات: إنما يُنصب الفعل بعدهن بأن مضمرة، إذا لزم عطفه على اسمٍ محض، أي جامد غير مشتق، وليس في تأويل الفعل، كالمصدر وغيره من الأسماء الجامدة، لأن الفعل لا يُعطف إلا على الفعل، أو على اسمٍ هو في معنى الفعل وتأويله، كأسماء الأفعال والصفات التي في الفعل فإن وقع الفعل في موضع اقتضى فيه عطفه على اسم محض قُدرت (أن) بينه وبين حرف العطف، وكان المصدر المؤول بها هو المعطوف على اسمٍ قبلها.

مثال الواو: (يأبى الشجاعُ الفرار ويسلمَ) أي وأن يسلم. والتأويل: يأبى الفرار والسلامة. ومثل: (لولا الله ويلطفَ بي لهلكت) أي وأن يلطُف بي. والتأويل: لولا الله ولطفه بي. وقول ميسون البدوية التي تزوجها معاوية

ولُبس عباءةٍ وتقرَّ عيني
أحبُّ إليَّ من لُبس الشفوف

ومثال الفاء: (تَعبُك، فتنالَ المجد، خير من راحتك فتحرمَ القصدَ)

ومثال ثم: (يرضى الجبانُ بالهوان ثم يسلمَ)

ومثال أو: (الموتُ أو يبلغَ الإنسان مأمله أفضلُ)، وقوله تعالى { ما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً، أو من وراء حجاب، أو يُرسلَ رسولا}.

ب ـ إضمار (أن) وجوباً:

تُقدر (أن) وجوباً بعد خمسة أحرف

1ـ لام الجحود، وسماها بعضهم لام النفي، وهي لام الجر التي تقع بعد ( ما كان) أو (لم يكن) الناقصتين، مثل قوله تعالى { ما كان الله ليظلمَهم} و قوله {لم يكن الله ليغفرَ لهم}.

2ـ فاء السببية، مثل قوله تعالى { كُلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحلَّ عليكم غضبي} أي أنه بسبب طغيانكم حل غضبه تعالى.

3ـ واو المعية، كقول الشاعر:
لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتيَ مثلَهُ
عارٌ عليك، إذا فعلتَ عظيمُ

4ـ حتى: وهي حتى الجارَّة التي بمعنى (إلى) أو لام التعليل. فالأول مثل: (قالوا: لن نبرحَ عليه عاكفين حتى يَرجعَ إلينا موسى) أي الى أن يرجع. والثاني: (أطع الله حتى تفوزَ برضاه)، أي لتفوز برضاه.

5ـ أو. ولا تضمر بعدها (أن) إلا أن يصلح في موضعها (الى) أو (إلا) الاستثنائية، فالأول مثل قول الشاعر:
لأستسهلن الصعب أو أدركَ المُنى
فما انقادت الآمال إلا لصابرِ

أي الى أن أدرك المنى، والثاني كقول الآخر:

وكنت إذا غمزت قناة قومٍ
كسرت كعوبها أو تستقيما

أي الى أن تستقيم

شذوذ حذف أن

قد يرفع الفعل بعد حذف (أن) المضمرة، كقوله تعالى { ومن آياتهِ يُريكُم البرقَ خوفاً وطمعاً} وقوله { قل أفغير الله تأمروني أعبُدُ} والأصل: أن يريَكم وأن أعبدَ.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-10-2010, 07:09 AM   #87
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المُضارع المجزوم وجوازمه

يُجزم المضارع إذا سبقته إحدى الجوازم. وهي قسمان: قسم يجزم فعلاً واحداً، مثل: ( لا تيأسْ من رحمة الله) وقسم يجزم فعلين، مثل: (مهما تفعلْ تُسألْ عنه).

وجزمه إما لفظي، إن كان معرباً، كما مُثّل، وإما محلي، إن كان مبنياً، مثل: (لا تشتغلنَّ بغير النافع). وتشتغلن: فعل مضارع مبني على الفتحة، وهو في محل جزم بلا الناهية.

الجازم فعلاً واحداً

الجازم فعلاً واحداً أربعةُ أحرفٍ وهي (لم ولما ولام الأمر ولا الناهية) وشرحها:

لم ولما: تسميان حرفي نفي وجزم وقلب، لأنهما تنفيان المضارع، وتجزمانه، وتقلبانِ زمانه من الحال أو الاستقبال الى المضي، فإن قلتَ: (لم أكتبْ) أو ( لما أكتبْ)، كان المعنى أنك ما كتبتَ فيما مضى. والفرق بين (لم ولما) من أربعة أوجهٍ:

1ـ أنَّ (لم) للنفي المُطلق، فلا يجب استمرارُ نفي مصحوبها الى الحال، بل يجوز الاستمرار، كقوله تعالى: { لم يلدْ ولم يولدْ}، ويجوز عدمه، ولذلك يصح أن تقول: ( لم أفعلْ ثُمَّ فعلت).

وأما (لما) فهي للنفي المستغرق جميع أجزاء الزمن الماضي، حتى يتصل بالحال، ولذلك لا يصح أن تقول: (لمّا أفعل ثم فعلت)، لأن معنى قولك (لما أفعل) أنك لم تفعل حتى الآن، وقولك (ثم فعلت) يُناقض ذلك. لهذا تُسمى (حرف استغراق) أيضاً لأن النفي بها يستغرق الزمان الماضي كله.

2ـ أن المنفي بلم لا يتوقع حصوله، والمنفيّ للمّا مُتوقع الحصول، فإذا قلتَ: (لما أسافرْ) فسفركَ مُنتظرٌ.

3ـ يجوز وقوع (لم) بعد أداةِ شرط، مثل: (إن لم تجتهد تندم)، ولا يجوز وقوع (لما) بعدها.

4ـ يجوز حذف مجزوم (لما)، مثل: (قاربت المدينة ولما) أي (ولما أدخلها). ولا يجوز ذلك في مجزوم (لم)، إلا في الضرورة، كقول الشاعر:

احفظ وديعتك التي استودعتها
يوم الأعازبِ، إن وصلت وإن لم

أي: وإن لم تصل.

فوائد

1ـ لما، الداخلة على الفعل الماضي، ليست نافية جازمة، وإنما هي بمعنى (حين) فإذا قلت (لما اجتهد أكرمته). فالمعنى: حين اجتهد أكرمته. ومن الخطأ إدخالها على المضارع إذا أريد بها معنى (حين)، فلا يقال (لما يجتهد أكرمه) بل الصواب أن يقال: (حين يجتهد)، لأنها لا تسبق المضارع إلا إذا كانت نافية جازمة.

2ـ لام الأمر مكسورة، إلا إذا وقعت بعد الواو والفاء فالأكثر تسكينها، مثل: فلْيستجيبوا لي ولْيؤمنوا بي. وقد تسكن بعد (ثم).

3ـ تدخل لام الأمر على فعل الغائب معلوما ومجهولاً، وعلى المخاطب والمتكلم المجهولين: وتدخل (لا) الناهية على الغائب والمخاطب معلومين ومجهولين. وعلى المتكلم المجهول. ويقِل دخولهما على المتكلم المفرد المعلوم. فإن كان مع المتكلم غيره، فدخولهما عليه أهون وأيسر، مثل: (ولْنحمل خطاياكم).

4ـ اعلم أن طلب الفعل أو تركه، إن كان من الأدنى الى الأعلى، سُمي (دعاء) تأدباً. وسميت اللام و (لا) حرفي دعاء، مثل: (ليقضِ علينا ربك) ومثل: { لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا} وكذلك الأمر بالصيغة يسمى فعل دعاء، { ربِّ اغفر لي}.



__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-10-2010, 09:56 AM   #88
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الجازم فعلين

الذي يجزم فعلين ثلاث عشرة أداة. هي:

1ـ إنْ، مثل: { إنْ تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبْكم به الله}

وهي أُمُّ الباب. وغيرها مما يجزم فعلين إنما جزمها لتضمنه معناها. فإن قلت: (من يزرني أكرمْه)، فالمعنى: (إن يزرْني أحدٌ أُكرمْه)، ولذلك بُنيت أدوات الشرط لتضمنها معناها.

2ـ إذ، ما: كقول الشاعر:
وإنَّك إذْ، ما تأتِ ما أنت آمرٌ
به تُلفِ مَنْ إياه تأمرُ آتيا

3ـ مَنْ: وهي اسم مبهم للعاقل، مثل: (مَنْ يفعلْ سوءاً يُجزَ به)

4ـ ما: وهي اسم مبهم لغير العاقل، مثل: { وما تفعلوا من خيرٍ يعلمْه الله}

5ـ مهما: وهي اسم مبهم لغير العاقل أيضاً، مثل: { وقالوا: مهما تأتنا به من آيةٍ لتسحرنا بها، فما نحن لك بمؤمنين}

ومهما مركبة من (مه: ومعناها: أكفف) فعل للزجر والنهي، وما متضمنة معنى الشرط.

6ـ متى: وهي اسم زمان تضمن معنى الشرط، كقول الشاعر:

متى تأته تعشو الى ضوء ناره
تجد خير نارٍ، عندها خير موقد

لا يحسبن أحدٌ أن (يعشو) جواباً للشرط، بل هي فعل مضارع مرفوع، وجملته حال من فاعل تأت، أي: متى تأته عاشياً. أما جواب الشرط فهو (تجد) تحتها خط.
وقد تلحق (ما) الزائدة ب (متى) للتوكيد، كقول الشاعر:

متى ما تلقني، فَرْدَينِ، ترْجفْ
روانفُ أليتيْكَ وتُستطارا
الروانف: جمع رانفة، وهي أسفل الألية الذي يلي الأرض عند القعود. والألية بفتح الهمزة لا بكسرها كما هو الشائع على الألسنة. وتُستطار: تذعر وتخاف.

7ـ أيَّان: وهي اسم زمان تضمن معنى الشرط كقول الشاعر:

أيانَ نُؤمنْكَ، تأمنْ غيرنا، وإذا
لم تدركِ الأمنَ منا لم تزل حَذِرا

وكثيراً ما تلحقها (ما) الزائدة للتوكيد، كقول الشاعر:

إذا النعجةُ الأدماءُ باتت بقفرةٍ
فأيان ما تعدلْ به الريحُ ينزلِ

المقصود بالنعجة الأدماء: هي نعجة الرمل أو البقرة الوحشية والأدماء هي السمراء.

8ـ أين: وهي اسم مكان تضمن معنى الشرط، مثل: (أينَ تنزلْ أنزلْ)، وكثيراً ما تلحقها (ما) الزائدة للتوكيد، مثل: (أينما تكونوا يدرككم الموت).

9ـ أنَّى: ولا تلحقها (ما)، وهي اسم مكان تضمن معنى الشرط، كقول الشاعر:

خليليَّ، أنى تأتيانيَ تأتيا
أخاً غير ما يُرضيكما لا يحاولُ

10ـ حيثما: وهي اسم مكانٍ تضمن معنى الشرط، ولا تجزم إلا مقترنة بما، على الصحيح، كقول الشاعر:

حَيْثُما تستقِمْ يُقَدِّرْ لكَ اللهُ
نجاحاً في غابرِ الأزمانِ

11ـ كيفما: وهي اسمٌ مُبهمٌ تضمن معنى الشرط، فتقتضي شرطاً وجواباً مجزومين عند الكوفيين، سواءٌ ألحقتها (ما) مثل: كيفما تكنْ يكنْ قرينُكَ، أم لا، مثل: (كيف تجلسْ أجلسْ).

أما البصريون فهي عندهم بمنزلة (إذ)، تقتضي شرطاً وجزاءً، ولا تجزمُ، فهما بعدها مرفوعان غير أنها بالاتفاق تقتضي فعلين متفقي اللفظ والمعنى.

12ـ أي: وهي اسمٌ مبهمٌ تضمن معنى الشرط. وهي، من بين أدوات الشرط، مُعربة بالحركات الثلاث، لملازمتها الإضافة الى المفرد، التي تبعدها من شبه الحرف، الذي يقتضي بناء الأسماء، فمثالها مرفوعة: (أيُّ امرئٍ يخدمْ أمتهُ تخدمْهُ)،[أيُّ: مرفوعة، لأنها مبتدأ والجملة بعدها خبر]. ومثالها منصوبة: قوله تعالى: {أيَّا ما تدعو فَلَهُ الأسماءُ الحسنى}، [أياً: منصوبة لأنها مفعول به مقدم لتدعو]. ومثالها: مجرورة: بأي قلم تكتبْ أكتبْ، [بأي: ب حرف جر وأي مجرورة بها]. و (كتابَ أيٍ تقرأْ أقرأْ)، [كتاب: مضاف، وأي مضاف إليه مجرور بالإضافة].

ويجوز أن تلحقها (ما) الزائدة للتوكيد، كقوله تعالى: { أيما الأجلين قضيتُ فلا عدوان علي}.

13ـ إذا: وقد تلحقها (ما) الزائدة للتوكيد، فيقال ( إذا ما)، وهي اسم زمان تضمن معنى الشرط. ولا تجزم إلا في الشعر، كقول الشاعر:

إستغنِ، ما أغناكَ ربُّكَ، بالغِنى
وإذا تُصبْكَ خصاصةٌ فتجملِ


__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-10-2010, 07:29 AM   #89
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


الشَّرطُ والجواب

يجب في الشرط أن يكون فعلاً خبرياً، مُتصرفاً، غيرَ مُقترنٍ بقد، أو لن، أو ما النافية، أو السين أو سوف.

فإن وقع اسمٌ بعد أداةٍ من أدوات الشرط، فهناك فعلٌ مُقدر، كقوله تعالى { وإن أحدٌ من المشركين استجاركَ فأجِرْهُ} فأحدٌ: فاعل لفعلٍ محذوف، هو فعل الشرط. وجملة (استجارك) المذكورة مُفَّسرةٌ للفعل المحذوف.

المُراد بالفعل الخبري ما ليس أمراً، ولا نهياً ولا مسبوقاً بأداة من أدوات الطلب ـ الاستفهام والعرضِ والتحضيض ـ فلذلك كلُّه لا يقع فعلاً للشرط.

والأصل في جواب الشرط أن يكون كفعل الشرط. أي الأصل فيه أن يكون صالحاً لأن يكون شرطاً. غير أنه قد يقع جواباً ما هو غير صالحٍ لأن يكون شرطاً. فيجب حينئذٍ اقترانه بالفاء لتربطه بالشرط، بسبب فقد المناسبة اللفظية حينئذٍ بينهما. وتكون الجملة برمتها في محل جزمٍ على أنها جواب الشرط.

وتُسمى هذه الفاء (فاء الجواب)، لوقوعها في جواب الشرط، و (فاء الربط)، لربطها الجواب بالشرط.

مواضع ربط الجواب بالفاء

يجب ربط جواب الشرط بالفاء في اثني عشرَ موضعاً.

1ـ أن يكون الجواب جملة اسمية، مثل { وإن يمسسكَ بخيرٍ فهو على كل شيء قدير}

2ـ أن يكون فعلاً جامداً، مثل { إن ترَني أنا أقلَّ منك مالاً وولداً، فعسى ربِّي أن يؤتيني خيراً من جَنَتكَ}.

3ـ أن يكون فعلاً طلبياً، مثل { قُلْ إن كنتم تُحبون اللهَ، فاتَّبعوني يُحببكم الله}

4ـ أن يكون ماضياً لفظاً ومعنىً، وحينئذٍ يجب أن يكون مقترناً بقد ظاهرةً، مثل: {إن يسرق، فقد سرقَ أخٌ له من قبل} أو مُقدرة، مثل: {إن كان قميصه قُدَّ من قُبُلٍ فصدقت} أي: فقد صدقت.

5ـ أن يقترن بقد، مثل (إن تذهب فقد أذهب).

6ـ أن يقترن بما النافية، مثل {فإن توليتم فما سألتكم عليه من أجر}

7ـ أن يقترن بِلَنْ، مثل { وما تفعلوا من خيرٍ فَلَنْ تُكفَروه}

8ـ أن يقترن بالسين، مثل { ومن يستنكف عن عبادته ويستكبرْ، فسيحشرهم إليه جميعاً}

9ـ أن يقترن بسوفَ، مثل { وإن خِفْتُم عَيْلةً، فسوف يُغنيكم الله من فضله} [العيلة: الفقر].

10ـ أن يُصدَّر بِرُبَّ، مثل ( إن تجيء فربما أجيءُ).

11ـ أن يُصدَّر بكأنما، مثل { إنه من قَتَلَ نفساً بغير نفسٍ، أو فسادٍ في الأرضِ، فكأنما قتل الناس جميعاً}

12ـ أن يُصدَّر بأداة شرط، مثل { وإن كان كبُر عليك إعراضهم، فإن استطعت أن تبتغي نَفَقاً في الأرض أو سُلَّماً في السماء فتأتيهم بآيةٍ} [ جملة (فإن استطعت) في محل جزم على أنها جواب الشرط الأول. وجواب الشرط الثاني محذوف والتقدير: إن استطعت فافعل].
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-10-2010, 10:11 AM   #90
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

حذف فعل الشرط

قد يُحذف فعل الشرطِ بعد (إن) المُردفة بلا، مثل: (تكلم بخير، وإلا فاسكت)

وقد يكون ذلك بعد مَن مردفة بلا، كقولهم (مَنْ يُسلم عليك فسلم عليه، ومن لا، فلا تعبأ به)

ومما يُحذف فيه فعل الشرط أن يقع الجوابُ بعد الطلب، مثل: (جُدْ تسُدْ) والتقدير (جُدْ، فإن تجد تسُد).

حذف جواب الشرط

يُحذف جواب الشرط إن دل عليه دليل، بشرط أن يكون الشرطُ ماضياً لفظاً، مثل: (أنت فائزٌ إن اجتهدتَ)، أو مضارعاً مقترناً بلم، مثل: (أنت خاسرٌ إن لم تجتهد).
ولا يجوز أن يُقال: (أنت فائزٌ إن تجتهد)، لأن الشرط غير ماضٍ، ولا مقترن بلم.

ويُحذف إما جوازاً، وإما وجوباً.
فيحذف جوازاً، إن لم يكن في الكلام ما يصلح لأن يكون جواباً، وذلك بأن يُشعر الشرط نفسُهُ بالجواب، مثل { فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلما في السماء}. أي إن استطعت فافعل، أو بأن يقع الشرط جواباً لكلام، كأن يقول قائل: (أتُكرمُ سعيداً؟) فتقول: (إن اجتهد) أي إن اجتهد أكرمه.

ويُحذف وجوباً، إن كان ما يدل عليه جواباً في المعنى. ولا فرق بين أن يتقدم الدال على جواب الشرط، مثل: (أنت فائزٌ إن اجتهدتَ) أو يتأخر عنه، كأن يتوسط الشرط بين القسم وجوابه، مثل: (والله، إن قمتَ لا أقوم) أو يكتنفه، كأن يتوسط الشرط بين جزئي ما يدل على جوابه مثل: (أنتَ، إن اجتهدتَ، فائزٌ).

حذف الشرط والجواب معاً

قد يُحذف الشرط والجواب معاً، وتبقى الأداة وحدها، إن دل عليهما دليل، وذلك خاصٌ بالشعر للضرورة، كقول الشاعر:

قالت بناتُ العم: يا سلمى، وإن
كان فقيراً معدماً؟ قالت: وإن

وقول الشاعر:
فإن المَنيَّة، من يخشها
فسوف تصادفه أينما

الجزم بالطلب

إذا وقع المضارع جواباً بعد الطلب يُجزم، كأن يقع بعد أمرٍ أو نهيٍ، أو استفهام أو عرض، أو تحضيض، أو تمنٍ أو ترجٍ، مثل: (تعلم تفزْ، لا تكسل تَسُدْ. هل تفعلْ خيراً، تؤجرْ. ألا تزورنا تكن مسروراً. هلا تجتهد تنلْ خيراً، ليتني اجتهدتُ أكنْ مسرورا، لعلك تطيع الله تفزْ بالسعادة).

وجزم الفعل بعد الطلب، إنما هو بإن المحذوفة مع فعل الشرط. فتقدير قولك: جُدْ تسُدْ: وتعني جُدْ فإن تَجُدْ تسُدْ. وتقدير قولك: هل تفعل خيراً؟ تؤجرْ. وتقديرها: هل تفعل خيراً؟ فإن تفعل خيراً تؤجر.

والطلب لا يُشترط فيه أن يكون بصيغة الأمر، أو النهي، أو الاستفهام، أو غيرها من الصيغ الطلب. بل يُجزم الفعل بعد الكلام الخَبَريّ. إن كان طلباً في المعنى، كقولك: (تُطيع أبويكَ، تلقَ خيراً). أي أطعهما تلقَ خيراً. ومنه قولهم: اتقى اللهَ امرؤٌ فعل خيراً، يُثَبْ عليه). ومن ذلك قوله تعالى: { هل أدلكم على تجارة تُنجيكم من عذاب أليم؟ تؤمنون بالله ورسوله، وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم}، أي: آمنوا وجاهدوا يغفر لكم ذنوبكم.

ـ لا يُجزم الفعل بعد الطلب إلا إذا قُصِد الجزاءُ. بأن يُقصد بيان أن الفعل مسببٌ عما قبله، كما أن جزاء الشرط مُسببٌ عن الشرط. فإن لم يُقصد ذلك، وجبَ الرفع إذ ليس هناك شرطٌ مُقدر، ومنه قوله تعالى: { ولا تمنن تستكثر} وقوله: {فاضرب لهم طريقاً في البحر يَبَسَاً، لا تخافُ دَرَكَاً ولا تَخشى} وقوله: {خُذْ من أموالهم صَدَقَةً تُطهرهم}.






__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .