العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 09-11-2009, 01:49 AM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي فلسطين: تتقدم عندهم وتتراجع عندنا - الياس سحاب

كأنها حال عبثية تسير عكس المنطق الطبيعي للاشياء، هي حال القضية الفلسطينية، اذا ما قارناها بحال القوى السياسية والاخلاقية والمعنوية التي تساند هذه القضية.
فالمنطق الطبيعي للأمور يقول انه كلما زادت المخاطر التي تهدد القضية، يفترض ـ فلسطينيا وعربيا على الاقل ـ أن تزيد القوة السياسية والعسكرية والدبلوماسية والاخلاقية، التي يحشدها أصحاب القضية دفاعا عنها. غير ان مسيرة القضية الفلسطينية في العقود الثلاثة الاخيرة (على اقل تقدير) تشهد أنه كلما زادت اسرائيل اصرارا على استكمال تهويد ارض فلسطين ومواردها، بعد احتلالي 1948و1967، والتفنن في اذلال من بقي منهم يعيش على ارض اجداده، ازداد الفلسطينيون والعرب تخاذلا امام اسرائيل. وكلما بالغت الادارة الاميركية، ليس في الحفاظ على أمن دولة اسرائيل (كما هي مرسومة في القرارات الدولية) بل في التحالف مع اقصى اليمين في الحركة الصهيونية، فتزيد من الالتصاق الاستراتيجي والتماهي الاستراتيجي معها كلما امعنت في ارض فلسطين (وخلافا لكل القرارات الدولية) توسعا واحتلالا واستعمارا للأرض والبشر، امعنت الادارة الاميركية بمساندتها في هذا الاتجاه، وامعنت الانظمة العربية في تقديم فروض الولاء والطاعة لواشنطن، كما حصل مؤخرا في الاجتماع الذي عقدته وزيرة الخارجية الاميركية لنظرائها العرب في ابو ظبي، فاقتنع وزراء الخارجية العرب في ثوان معدودة بتراجع الادارة الاميركية غير المبرر عن ضغطها اللفظي على اسرائيل، بتجميد موقت للاستيطان، وكان اول المقتنعين (يا للعجب!) وزير خارجية السلطة الفلسطينية.
غير ان كل هذه المظاهر لا تمثل الا جانبا من الموقف العبثي الذي وصلت اليه احوال القضية الفلسطينية مع اهلها.
في العقود الاولى لنشوء القضية الفلسطينية، كانت اكبر الثغرات التي اكتشفناها في المسيرة التي ادت الى سهولة قياسية في نجاح المشروع الصهيوني ـ الاستعماري على ارض فلسطين، هي نجاح اصحاب المشروع الجهنمي في اقناع قطاعات الرأي العام العالمي المتمثلة في المجتمعات المدنية لدول اوروبا واميركا، بأن فلسطين كانت ارضا بلا شعب، وانه كان من باب «التصرف الانساني» لذلك، منحها لشعب بلا ارض، وانها كانت صحراء قاحلة لا تسكنها الا قوافل الجمال، فتم تسليمها الى المجموعات الصهيونية تبعث فيها روح الحضارة والمدنية الحديثة.
هذه الاكذوبة التي رافقت العقود الاولى لنشأة القضية الفلسطينية، بدأت تتبخر في العقود الاخيرة، بعد تطور وسائل الاتصال بين الشعوب بشكل مذهل، وبعد جهود مضنية بذلها انصار القضية، من عرب واجانب، في القاء مزيد من الاضواء على احوال الشعب الفلسطيني، فيما قبل النكبة وبعدها، حتى وصل الامر في السنوات الاخيرة، الى تنامي موجة معادية للحركة الصهيونية (وليست معادية للسامية كما تدعي تل ابيب)، الى درجة قيام جماعات ناشطة في كثير من المجتمعات الاوروبية والاميركية، للضغط على حكومات بلادها للتوقف عن دعم الحركة الصهيونية ومشاريعها التوسعية، ولاحالة المسؤولين الاسرائيليين عن جرائم الحرب والتطهير العرقي التي يرتكبونها بحق عرب فلسطين الذين يعيشون تحت نير الاحتلال، الى المحاكم الدولية.
لكننا عند هذا الحد، نصل الى ذروة العبثية في مسيرة القضية الفلسطينية. فقد بدأنا نلاحظ، منذ سنوات، انه كلما اتسعت رقعة مكتشفي الجرائم الصهيونية، في قطاعات حيوية من المجتمعات الاوروبية والاميركية، وكلما أخذت هذه الجماعات تمارس مزيدا من الشجاعة في ضرورة وضع حد نهائي للجرائم الصهيونية، واحالة المسؤولين عن هذه الجرائم الى المحاكم الدولية، انغمست الانظمة العربية الرسمية بالذات في مزيد من التخاذل امام اسرائيل وامام الحركة الصهيونية، كأنها تسكب الماء البارد على اي هبة ساخنة تتحرك في اي ركن من العالم لنصرة القضية الفلسطينية.
لقد اصبح الامر في بعض المشاهد، مثل تذبذب المواقف من تقرير غولدستون الاخير، كأننا نحن العرب نقول للعالم بأسره، وللقطاعات الحية والشجاعة من المجتمعات، ما لكم وللقضية، لقد اصبح بيننا وبين المأساة عشرة عمر، وبيننا وبين الحركة الصهيونية، عشرة عمر، تعودنا عليهم، وتعودوا علينا، اتركونا نتدبر امورنا معهم في هذه المنطقة من العالم، واريحوا انفسكم من هذا العناء.
الحقيقة ان مسيرة القضية الفلسطينية عرفت في تاريخها كثيرا من المتخاذلين بين المسؤولين العرب الرسميين، لكن الشعوب العربية كانت سرعان ما تتحرك للمحاسبة، حتى بقي المتخاذلون العرب يرتكبون المعصية في الخفاء وقتا طويلا. اما اليوم، فقد تمزقت كل براقع الحياء، واصبح المسؤول العربي الارفع مقاما والاكثر عصرية وتقدما، هو ذلك المتفهم لمطامع الحركة الصهيونية في فلسطين، مهما تجاوزت حدودها، والمشارك لها ان امكن.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .