العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 22-02-2008, 05:04 AM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]ذكريات في الترجمة
لا شيء يتحرّك بدون الترجمة

*عزت عمر

“دنيس جونسون ديفز” من مواليد مدينة فانكوفر بكندا عام 1922، اختار أن يتخصص باللغة العربية مبكّراً، وربّما لأنه أمضى بعضاً من طفولته في القاهرة، وفي وادي حلفا بالسودان، ولكن هذه الرغبة المبكّرة في دراسة اللغة العربية سوف تصطدم بعائق كبير يتمثّل في منهج سقيم يدرّسه مستعربون لم يسبق لهم أن عاشوا أو زاروا أي مكان في العالم العربي، مما دفع بالفتى الطامح إلى ما يشبه اليأس، حيث إنهم كانوا يعلّمونه لغة ميتة لم تمكّنه من شيء، اللهم بعض الدروس من كتاب "الكامل" للمبرّد، لم تشكّل أرضيّة تمكّنه من الانطلاق منها نحو دراسات معمّقة، أو العمل في إحدى الأكاديميات، ولم تمكّنه في الوقت نفسه من الدخول في عالم الأدب العربي الحديث،

إلاّ أن الصدف ستقوده نحو هيئة الإذاعة البريطانية، لينطلق في رحاب العربية من خلال الموظفين العرب هناك، ومن خلال دأبه وإصراره على تعلّمها، حتى أن نجيب محفوظ و إدوارد سعيد اعتبراه "رائد الترجمة من العربية إلى الإنجليزية"، حيث إنه أصدر نحو ثلاثين مجلّداً ضمت الكثير من النتاج الإبداعي القصصي والروائي العربي، وقد توّج مسيرته الطويلة هذه بالفوز بجائزة "الشخصية الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب"، حيث جاء في حيثيات منحها: "لإسهامه المتواصل في إثراء الثقافة العربية بترجماته الأصيلة لعيون الأدب العربي الحديث إلى اللغة الإنجليزية منذ منتصف القرن العشرين، ودوره في التعريف بكلاسيكيات الأدب العربي في الأوساط الجامعية والعلمية في الغرب، ونشره لسلسلة كتب أطفال باللغة الإنجليزية تربو على الأربعين كتاباً مستوحاة من روائع الأدب العربي، مما يقدم نموذجاً لقيم الأصالة والتسامح والتعايش الحضاري بين الشعوب."
وبذلك فإنه يمكننا اعتبار كتابه هذا بمثابة محطّات سيرية، دأبت على إضاءة جملة من القضايا الثقافية المهمّة إلى جانب سيرته الشخصية، ومن ذلك على سبيل المثال حياته في القاهرة إبّان المرحلة الاستعمارية، وانخراطه في حياتها الثقافية وبداية مشروعه الترجميّ لكبار كتّاب القصّة والرواية والمسرح آنذاك، حيث يتابع القارئ ذكريات المؤلّف في تلك المرحلة المهمّة من نهوض الأدب العربي الحديث، ويطلعه على كثير من الجوانب الشخصية لهؤلاء الكتّاب بدءاً من محمود تيمور الذي ترجم له كتاباً يضمّ مجموعة من قصصه بعنوان "أقاصيص من الحياة المصرية"، حيث يذكر المؤلّف أنه كان اعتاد لقاء تيمور بصورة منتظمة في مقهى الجمّال، أو في دعوات الغداء التي كان ينظّمها للكتّاب الناشئين الذين كان يرعاهم، وبذلك فإنه فتح له الطريق للتعرّف على عدد من هؤلاء الكتّاب، ومما يذكره في هذا الصدد أن محمود تيمور كان كريماً في رعايته للكتاب الشبّان، بما في ذلك دفع تكاليف طباعة الكتاب لدينيس، بالرغم من أنه لم يكن هناك اتّفاق بينهما حول ذلك.
أما توفيق الحكيم، فكان يجلس معه صباحاً خارج مقهى "ريتز" ، وكان قد قرأ كتابه "يوميات نائب في الأرياف" وساورته الرغبة في ترجمة الكتاب إلى الإنجليزية، غير أنه فوجئ بأن الكتاب ترجم من قبل "أبا إيبان" الذي سيصبح وزير خارجية "إسرائيل" لاحقاً، مما دفع به لتقديم هذه اليوميات إلى جمهور هيئة الإذاعة المصرية، ولكن هذا التقديم سيجلب له مشكلة كبيرة كادت ترحّله من مصر، نظراً لغضب الملك فاروق مما بلغه أن دنيس ينتقص من شأن مصر بذكره أن اليوميات صوّرت حياة الفقر الذي عاش في ظلّه الكثير من الفلاحين المصريين.
وإلى ذلك يذكر المؤلّف أنه ترجم مسرحية "يا طالع الشجرة" ونشرت من قبل دار نشر جامعة أكسفورد، ثمّ نشر أربع مسرحيات أخرى في سلسلة "مؤلّفون عرب" التي كان يشرف عليها، وفي هذا الصدد يذكر المؤلّف بكثير من المرارة أن أياً من هذه الكتب لم يدرّ ما لاً يذكر سواء عليه أو على المؤلّف، ولكن فيما يبدو من السيرة، أن القدر كان يدفع به على الدوام باتجاه الشرق الأوسط والترجمة، ومن المؤكّد أن هذه المصادفة القدرية ستكون من حظ الأدب العربي الذي قيّض له مترجم ذو نزعة رسالية لا يأبه للصعاب التي كانت تعترضه سواء في نشر المادة المترجمة، أو في التعامل مع الناشرين المتبرمين دائماً، هذا بالإضافة إلى الصعاب السياسية وظروف الحرب والثورات وغير ذلك.
وقارئ هذه الذكريات لا بدّ له أن يلاحظ أن مسيرة دنيس جونسون ديفز الترجمية، رافقت مسيرة الأدب العربي الحديث والمعاصر، فهو منذ أربعينيات القرن العشرين مقيم في الشرق الأوسط وعلى تماس مع مثقفيه الأعلام، حيث يفرد مساحة مناسبة لكلّ واحد منهم بكثير من الودّ والموضوعية، فبالإضافة إلى من ذكرناهم نجده يقف عند كلّ من: نجيب، لويس عوض، يحيى حقّي، يوسف إدريس، الطيّب صالح، إدوار الخرّاط وغيرهم. لينتقل بعد ذلك إلى العراق في عمل لدى إحدى الشركات، وسيمضي هناك وقتاً لا بأس به مع جبرا إبراهيم جبرا وبلند الحيدري وبدر شاكر السيّاب ولميعة عباس عمارة، ومن خلال لقاءاته بجبرا في لندن سيتعرف إلى توفيق صايغ الذي كان يعمل آنذاك محاضراً في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية.
وكان المؤلّف إبان إقامته في لندن قد أصدر مجلة أدبية سمّاها "أصوات" صدر منها اثنا عشر عدداً، ساهم الكثير من الكتاب والشعراء بها، ومنهم توفيق صايغ، والسيّاب وغسّان كنفاني وغيرهم، وفي معرض حديثه سيتعرض إلى قضية مجلة "حوار" التي أثيرت عنها أقاويل شتّى لجهة تمويلها، حيث يذكر المؤلّف أن الأمريكي جون هانت مندوب منظمة "مؤتمر الحرية للثقافة زاره في أوائل الستينيات، وأبلغه انه يفكّر في إصدار مجلة ثقافية باللغة العربية، وإسناد رئاسة تحريرها إلى يوسف الخال صاحب مجلة "شعر" في ببيروت، إلاّ أن المؤلّف سيقترح عليه توفيق صايغ، وفي هذا الصدد يقول: كنت اعرف أن توفيق إنسان صعب المراس، وأعلم أنه لن يوافق على أي شيء إلاّ على الحري الكاملة في كلّ ما يتعلّق بالتحرير." وصدرت هذه المجلة بالفعل ولقيت قبولاً حسناً، إذ تضمنت أعدادها الأولى رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للطيّب صالح بكاملها، غير أن الكثيرين في العالم العربي كما يذكر المؤلّف لم يكونوا سعداء حيال راعيها الرسمي، الأمر الذي منعه وجبرا من الكتابة فيها، وعندما سألهما توفيق عن السبب أخبراه بأن الشكوك تساورهما بشأن الراعي، وأنهما ليسا في وضع يخاطر معه بالكتابة لمجلة ينظر إليها الكثيرون بعين الشكّ. ولم تنقض أشهر على هذا الحديث، حتى انكشف أمر تمويل منظمة "مؤتمر الحرية الثقافية" التي كانت ترعى مجلة "حوار" من قبل المخابرات المركزية الأمريكية، وهكذا فإن جام الغضب سوف يندفع باتجاه توفيق صايغ واتهامه بأنه جاسوس أمريكيّ.
وإبان إقامته في بيروت سيتناول المؤلّف تجربة مجلة "شعر" التي كان يمتلكها يوسف الخال ويشير إلى أن ربطت بينهما صداقة مكّنته من التعرّف على الكثير من الكتّاب اللبنانيين، ومما يذكره في هذا الصدد عن شخصية يوسف الخال، أنه كان يستبدّ به عشق الحياة، وكانت شقّته تمتدّ أمامها حديقة صغيرة مليئة على الدوام بالكتاب اللبنانيين، وغير اللبنانيين الذين كانوا يؤمّون بيروت حينها، وبذلك فإنه سوف يتعرّف على الكاتب المغربي محمد زفزاف، وزكريا تامر الذي على حدّ تعبيره، تبيّن أنه واحد من أفضل كتّاب القصّة القصيرة باللغة العربية، أطلقه يوسف الخال من خلال إصدار مجموعته الأولى "صهيل الجواد الأبيض"، وفيما بعد وفي لندن سيترجم له "النمور في اليوم العاشر".
ولعل المحطّ الخليجية في ذكريات المؤلّف تشكّل مرحلة مهمّة في حياته، إذ يذكر أنه قضى جانباً من حياته بدولة الإمارات العربية المتحدة فالتقى كلاً من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك بعدما اقترح عليه عز الدين إبراهيم العمل على ترجمة إنجليزية لبعض كتب الحديث النبوي الشريف، وقد دعم الشيخ زايد رحمه الله هذا المشروع، كما قام بالتعاون مع حكومة الشارقة في مشروع مماثل يتلخّص في إنتاج تسجيل للقرآن الكريم على شرائط كاسيت، وفي هذا الصدد يقول أيضاً: "قضيت جانباً من حياتي في الخليج، وبصورة أكثر تحديداً فيما أصبح الآن دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أردت منذ وقت طويل أن أقدّم مجلداً من القصص القصيرة من هذه.
ومما يجدر التنويه إليه في الختام أن الأديب المصري نجيب محفوظ حائز جائزة نوبل، قدّم لهذا الكتاب قبل وفاته، حيث نوّه إلى أنه يعرف المؤلّف منذ عام 1945، وهو أوّل من ترجم عملاً له، ثمّ ترجم العديد من رواياته، وختم قائلاً: "والحقيقة أن دنيس بذل جهداً لا يضاهى في ترجمة الأدب العربي الحديث إلى الإنجليزية وترويجه.. يسعدني كثيراً أن كتب دنيس هذا الكتاب البالغ الروعة، وأتمنى أن يحظى قارئه بنفس القدر من السعادة الذي حظيت به من معرفتي بمؤلّفه على مدى ستين عاماً."
*ذكريات في الترجمة، دنيس جونسون ديفز،تقديم: نجيب محفوظ، ترجمة: كامل يوسف حسين، اليربوع للطباعة والنشر والتوزيع، دبيّ، 2007
*بيان الكتب
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-02-2008, 12:36 PM   #2
علي عبدوس
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2008
المشاركات: 5
إفتراضي هل يستحق نجيب محفوظ جائزة نوبل؟؟؟

السلام عليكم،
قرأت باسى ولوعة ما ورد في المقال الذي يشكك في استحقاق هرم من الأهرام الأدبية العربية جائزة نوبل...المرحوم نجيب...
وهل يستحق صاحب الثلاثية هذا اللمز والهمز بعد وفاته؟ وبعد كل ما قدمه من أدب رفيع شكلا ومضمونا ؟ بدعوى أنه تحدث عن الجنس وما شابه، وبدعوى أنه تتلمذ على الغرب والمؤلفات الغربية وما شابه من هذر...
لم تنجب اللغة العربية لحد الآن "دكتورا" واحدا- وما أكثر الدكاترة ووزراء الدفاع عندنا ؟؟؟-استطاع أن يغوص في عمق ووجدان الإنسان العربي ؛الإنسان البسيط ، في الحارة ، وفي القصر...
لم يكن دكتورا، ورغم ذلك أمتع القارئ العربي المتذوق للفن الراقي، وللسرد المميز الذي يحملك من عالم مليء بالمتناقضات والدونية والاضطهاد،إلى عالم فيه قليل من النور والهواء؛
ينقصنا الحياء ولذلك نقول أحيانا ما نشاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
علي عبدوس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-02-2008, 12:58 PM   #3
ابو المظفر
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 67
إفتراضي لماذا الآن؟؟؟ ولماذا هو؟؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أنا لا أتكلم بدافع شخصي أو بدافع ديني (وإن كان هو الأساس الذي يجب أن تنبني عليه حياتنا ) وإنما بدافع أدبي ..............
فأنا حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وأحضر لدرجة الماستر...
إن المتتبع للأدب العربي يجد الكثير من المبدعين في كافة الميادين الأدبية ، ولا نجد من بين الأوائل نجيب محفوظ فهناك من يسبقوه بدرجات كبيرة في الفن الروائي والقصصي .....
ولكن حصوله على جائزة نوبل جعله يشتهر أكثر من غيره ،وأراؤه الفكرية المعادية للإسلام وتقاربه من اسرائيل جعلا منه مناسباً لهذه الجائزة ، فكانت له مكافأة على مواقفه ورشوة لغيره ولم تكن نتيجة إبداع فني أدبي.

ابو المظفر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-02-2008, 04:47 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

أختنا الفاضلة الكريمة د صالحة رجوتي مررت من هنا.
ولنا عودة بمشيئة الله تعالي .
أحببت أن أسلم عليكم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-02-2008, 05:12 AM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]21 كانون الثاني/يناير 2007

الكاتب المصري الراحل نجيب محفوظ سعى جادا للتوفيق والتفاهم بين الشرق والغرب
الأستاذ حمّاد يقول إن أعمال الأديب الفائز بجائزة نوبل تشكل دراسة لتحوّل المجتمع العربي

من لورين مونسن، المحررة في نشرة واشنطن

بداية النص


واشنطن، 21 كانون الثاني/يناير 2007 – كان الكاتب والأديب المصري الراحل نجيب محفوظ أكثر الشخصيات الأدبية انتشارا وتأثيرا في العالم العربي عندما منح جائزة نوبل للأدب في العام 1988، لكن أعماله بدأت فجأة تجتذب اهتمام جماهير غفيرة في الغرب.

وقد اجتذبت محاضرة ألقيت أخيرا عن حياة محفوظ ونتاجه الأدبي جمهورا كبيرا غصّت به القاعة الكبرى للبنك الدولي في واشنطن. وقد جرى تنظيم المحاضرة وما رافقها من نشاط تحت رعاية مؤسسة موزاييك، وهي مؤسسة خيرية تهدف إلى زيادة المعرفة بالتراث الأدبي العربي وفهمه وتقديره.

وتحدث عريف الحفل الذي أدار المحاضرة روني حماد، وهو من البنك الدولي، عن المضامين الاجتماعية التي شكلت أدب محفوظ وأعماله، وتطرق في حديثه إلى المجتمع العربي فقال "إنه آخذ في التكيف مع قوى العولمة ويحاول التوفيق بين الثقافة الدينية والعلمانية والتنوع والديمقراطية.

وترشح من خلال روايات محفوظ وقصصه القصيرة ومسرحياته وتمثيلياته التي وضعها خلال حياته الأدبية الطويلة قبل وفاته في 30 آب/أغسطس 2006 عن 94 عاما، مطالب التحديث والعصرنة مع ما يرافقها من وزن للتاريخ المصري وللتقاليد المصرية.

وقال المحاضر الرئيسي روجر ألن، أستاذ اللغة العربية والأدب المقارن في جامعة بنسلفانيا، إن محفوظ دمج بين تقاليد العالم العربي وعاداته وبين تلك التي للغرب. ووصف ألن صديقه محفوظ الذي حافظ على صداقته 39 عاما بأنه كان "بيروقراطيا منظما جدا. فقد احتفظ بملف عن كل شخصية كتب عنها لكي يعود إليها في أعماله القديمة" ويقدمها بصورتها الصحيحة في أعماله اللاحقة.

وأضاف ألن أنه لعل ما كان أكثر أهمية هو "أنه (محفوظ) كان ذا حس إنساني عميق نتيجة دراسته الإنسانية. وكان شكاكا لكنه كان مؤمنا مخلصا حاول التوفيق بين المعتقدات الدينية التقليدية وفكر القرن العشرين وواقعيته. وكان فكاهيا عظيما" صاحب ظرف وفكاهة.

وقال ألن، كان محفوظ إلى جانب ذلك كله مهتما اهتماما شديدا بالسياسة "وعبّر في بعض كتبه ورواياته عن آراء سياسية، وأن لم تكن أفضل ما عنده." فقد عمد محفوظ بسبب الرقابة المنتشرة في مصر إلى التعبير عن أفكاره بشكل رمزي، وهو أسلوب انتهجه الكتاب ومنتجو الأفلام السينمائية في كثير من أرجاء العالم الإسلامي.

وكثيرا ما ألهب التاريخ المصري والأحداث الآنيّة خيال الكاتب الشاب محفوظ. فعندما قام فريق بريطاني من علماء الآثار بالكشف عن مقبرة الملك توت عنخ أمون في وادي الملوك بمصر خلال العامين 1922 و1923 أثار الاكتشاف إعجاب العالم بأسره وافتتانه بالحضارة المصرية الفرعونية، بالإضافة إلى ما أثاره من طفرة وطنية في مصر. وقال ألن إن النتيجة كانت أن القصص القصيرة المبكرة لمحفوظ "اشتملت على مواضيع فرعونية ودارت أحداث رواياته الثلاث الأولى في بيئة وفترات فرعونية."

وعثر محفوظ في شبابه على قائمة طويلة من الكتب والروايات الأوروبية الهامة وقرأ معظمها. وقال ألن إن محفوظ "درس بشكل منهجي شامل كل كتاب قرأه ونقبا باحثا عن أساليبه ولغته" ثم قرر بعد ذلك أن يكتب روايات معاصرة"، وعمل بقراره ذاك على "تغيير مجرى الأدب العربي."

في العام 1952 أنهى نجيب محفوظ مجموعة رواياته المعروفة بثلاثية القاهرة (بين القصرين، قصر الشوق، السكّرية) التي عرفته الجماهير الغربية من خلالها أكثر مما عرفته من غيرها من مؤلفاته. وثلاثية محفوظ متوفرة في الغرب بترجمات إنجليزية وفرنسية، وجاءت بعد سلسلة من المؤلفات التي صدرت على مدى ثلاثة أجيال عبّر فيها عن تغير الأوضاع والظروف والتحولات التي حدثت في القاهرة خلال تلك السنوات. ولعل مهارة محفوظ في تصوير المجتمع التقليدي وتحوله التدريجي وتقبله روحا أكثر حداثة وعصرية تعتبر من بين أعظم منجزاته.

ولا تمثل ثلاثية محفوظ إلا النزر اليسير من عطائه الأدبي. إذ يقول البروفيسور ألن إن الكثير من أعماله لم يترجم وليس متوفرا في متناول القراء الغربيين. وتساءل بعض المثقفين ممن يجيدون العربية عما إذا كان محفوظ قد كتب مقلدا الروايات الغربية، لكن الإجماع يرى أن تبنيه الأساليب والأدوات الأدبية الغربية في خدمة رواية مصرية محضة إنما يدل على رغبة في دمج ولحمة العناصر الشرقية والغربية.

وحذر ألن من أن "تشديد التركيز على الثلاثية يشوه نظرتنا إلى نجيب محفوظ. فعطاؤه وإسهامه أهم بكثير. فقد اعتُرف به بعد العام 1967 بأنه الأب المؤسس للرواية العربية. فمحفوظ مثله مثل الكتلة الثلجية. فما يُرى منه حتى الآن ليس سوى جزء ضئيل مما هو موجود فعلا."

ووصف ألن الأديب المصري محفوظ بأنه "كان رجلا امتد متخطيا الحدود بين التقليدية والحداثة."

وقال ألن إن ثلاثية محفوظ الشهيرة تلقى قدرا غير متوازن من الاهتمام بالمقارنة إلى أعماله الأخرى. لكن ذلك لا ينبغي له أن يطمس أو يقلل من حقيقة أن "الثلاثية عمل أدبي رائع، فهي ذروة سلسلة من الروايات التي كتبت بأسلوب اجتماعي أوروبي واقعي. ولا شك في أن نقل ذلك التقليد إلى مضمون اجتماعي عربي ليس إنجازا بسيطا."

أما أعمال محفوظ الأخرى، فهي طبقا لما قاله ألن في محاضرته "فمتأصلة في التقاليد الحضارية العربية، لكن الثلاثية أصبحت جزءا متمما لتلك الثقافة."

وقال ألن في رده على أحد الأسئلة إنه متفق مع القائلين بأن محفوظ "كان معجبا جدا بالحضارة الغربية" وقال إنه وصفها في وقت من الأوقات بأنها الحضارة "الوحيدة القادرة على البقاء لأنها تضم تأثيرات من كثيرات غيرها وتجسدها."

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.
أدوات أرسل هذا المقال لصديق
إطبع المقال
XML Tran******
المقال متوفر باللغة: Français English

شاركنا رأيك بهذا المقال.يشرف على هذا الموقع مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية. إن الآراء المتضمنة في المواقع غير التابعة للحكومية الأميركية والمرتبطة بهذا الموقع لا تعكس بالضرورة آراء وزارة الخارجالصفحة الرئيسية | حول يو إس إنفو | أمين الموقع | بيان الخصوصية
شؤون دولية | شؤون إقليمية | مواقع ربط | | منشورات
[/FRAME]

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 22-02-2008 الساعة 12:38 PM.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-02-2008, 05:13 AM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]سيرة نجيب محفوظ – تاريخ اللبرالية العربية الموؤدة
02/09/2007
حميد كشكولي
بعد توديع نجيب محفوظ إلى مثواه الأخير ، تهيأ لي أن حفنة من أصحاب اللحى ، حاملين سيوف الرحمة و الخير والبركة، عائدون من المقبرة ، بعد دفن الروائي الكبير نجيب محفوظ ، وبعد أن سووا كل الأضرحة مع الأرض . نعم ، تركوا المقبرة بعد أن أدوا طقوسهم الدينية الجهادية وهم قد وئدوا هذه الصبية ، اللبرالية العربية ، قبل أن تترك آثارها في أذهان الأجيال.

مرت في 13 وأغسطس الفائت لعام 2007 الذكرى الأولى للرحيل الفيزيائي للروائي المصري الكبير نجيب محفوظ. إن رحيل نجيب محفوظ كان حدثا مفصليا في التاريخ العربي الحديث، لا لأنه كان روائيا كبيرا حائزا على جائزة نوبل للآداب فحسب، بل لأن رحيله كان رمزا لاضمحلال اللبرالية العربية أيضا، و نهاية مأساوية لعملية تاريخية لم تكتمل للنهضة خلال حوالي قرن من الزمان. لقد تم دفن كل جهود محمد عبده ،و قاسم أمين وطه حسين ، وتوفيق الحكيم، ويحيى حقي، وحتى عباس محمود العقاد بنزعته الإسلامية التنويرية للنهوض بالمجتمع المجتمع المصري و توعية الأجيال العربية بالحداثة و القيم التحررية والإنسانية.

كانت ثمة جبهتان لكل منهما موقف مختلف من الغرب والحداثة والتحديث، جبهة رجعية و جبهة الإصلاح والتنوير و المثاقفة مع الحضارة الغربية.
لقد رأت القوى الرجعية المتمثلة بالسلفيين غالبا ، أسباب تأخر العرب في تركهم لقيمهم الدينية والقومية و البدوية، بينما رأى اللبراليون أن على الأجيال المصرية والعربية الأخذ بأسباب التقدم والتطور والحداثة من الغرب والتعلم منه وقد مثل طه حسين فكر هذه الجبهة خير تمثيل ، حين قال" إن مصيبتنا تكمن في فقدان الفكر التنويري"، أي في عدم قبول العلم والفن و الفكر الإنساني و تدخل الدين في الدولة والسياسة . وقد كان لتحرر الذهن الأوروبي من المحددات الإلهية سببا لتفوق أوروبا في القرنين 19 و20. و كان للنهضويين مشروعهم المناظر لذلك ، أي فصل الدين عن الدولة و طي نفس المسير الأوروبي للتطور والتقدم.
وقد كان الاصطلاحيون على قناعة تامة بأن المجتمع المصري و المجتمعات العربية الأخرى أحوج ما تكون إلى ترسيخ القيم العقلانية في بلادنا و محاربة الجهل والتعصب والاستبداد في الرأي، والقيم القروسطية التي كانت ولا تزال تسيطر على قطاعات واسعة في مجتمعاتنا. و أكدوا أن الأجيال بحاجة إلى البناء . واليوم تآزرت الوهابية مع نظريات ما بعد الحداثة لتعني بمعنى من المعاني العودة إلى القيم البدوية و السلفية و الجهاد بالسيف و تدمير العقلاني والقيم التنويرية والتركيز على حق الاختلاف والنسبية الخصوصية إلى حد تأجيج الصراعات القبلية والمذهبية والقومية.

وفعلا شهدت مصر تطورا كبيرا في مجال الفن و الأدب والسينما. وبرز عمالقة كثر في كل الميادين التنويرية و الثقافية . لقد كان للطفرة النفطية البغيضة، و هجرة كثير من المصريين إلى الجزيرة العربية للعمل و كسب الرزق منذ أواسط سبعينات القرن الماضي و فيما بعد، دورا كبيرا في سيطرة الوهابية على كل مناحي الحياة في مصر والعالم العربي، ووأد الفكر التنويري واللبرالية الفتية. لقد تم غسيل أدمغة الكثيرين ، وشراء ذممهم بأموال النفط ، أمام أنظار الغرب الرأسمالي الذي لا يهمه شيء سوى تأمين تدفق النفط لماكينته الصناعية و الامبريالية. وقد تآزرت نظريات ما بعد الحداثة و التعددية الثقافية مع الفكر القومي الرجعي والسلفي والوهابي لبث الفرقة والشقاق في المجتمع، و إحياء القيم البالية البدوية تحت ذرائع احترام الأصل والفصل والثقافات المحلية و قيم الشعوب و اختلافاتها.

نجيب محفوظ الذي ودعناه قبل عام ، كان صديق الجماهير الكادحة التي طالما عايشها آلامها وآمالها ، و كان جديرا بالاحترام الكبير من لدن اليسار والشيوعيين ، و مكانه كان وسيبقى بين صفوة الأدباء أمثال بلزاك وتولستوي وفيكتور هوغو على مر ّ الزمان ، كما كان أكثر إنسان أثر في تفكير القراء في العالم العربي ّ و شخصيتهم ، وقد كان أجمل مثال للموضوعية المطلقة ، و احترام العقل ، و محاربة الخرافة .
و كان أكثر من ركز على الدور السلبي الذي يمثله من جعلوا من أنفسهم مندوبين عن الرب ّ في حياتنا، وهو أفضل من بلور فكرة الانفتاح والحريةّ الشخصية، بتأييده الصلح مع إسرائيل، ودعوته للسلام والإخاء بين الشعوب.
هذا المُعلِّم و الأديب العظيم تفاعل مع ثقافة مجتمعه على أفضل ما يكون في " الثلاثية " و تفاعل مع ثقافة عالمه الكبير على أفضل ما يكون في " أولاد حارتنا ”.
كمال الشاب في ثلاثيته الرائعة يمثل تطور اللبرالية العربية و اضمحلالها، و ظهور السلفية الإجرامية كبديل .
هذا المحفوظ الكبير ، رغم غيابه الجسدي عنّا ، ألا أنه خالد في أذهاننا وقلوبنا وفي بيوتنا عبر رواياته ، والإنسان حسب ماركس ،إن كان ميّتا بجسده، ألا أنه خالد بأعماله ، و أنا أكتب هذه السطور لا أستطيع أن أمنع عينيّ من أن تذرف الدمع على هذا الإنسان العظيم وعلى اللبرالية الخائبة . هذا الإنسان ارتبطت به بشدة في فترة مراهقتي ، و لا أزال حتى الآن أكنّ له كل احترام و تقدير على كتاباته الرائعة المفعمة بالواقعية وبروح محاربة الفساد و الرجعية وقوى الظلام.
كنت أتمنى أن يكون هذا الرجل الكبير مثلما كان في رواياته ، أكثر شجاعة في حياته الشخصية أيضا ، ولا عتاب عليه طالما لم تتوفر له ولأهله أجواء الأمن والأمان . و كنت أتمنى أن يترك على الأقل تسجيلا حيا يعبر عن حقيقة أفكاره التي تسفر عنها كتاباته كأفضل ما يكون ، و لكنه أبى ، لعله أراد أن يكون مثلا للبشرية أنه لا يوجد إنسان كامل ، أو أراد أن يكون مثلا للإنسان المصري المُرتبط بمجتمعه و لا يستطيع الخروج عليه علنا بسهولة .
قال نجيب محفوظ : " لو اختلفت كتاباتي عن آرائي المُعلنة ، فالحقيقة تكمن في كتاباتي ، فأن آرائي المُعلنة لها أسباب أخري " . ومن حق هذا الكاتب أن يعبر عن مواقفه بأي شكل يرتئيه حسنا، ولم يّرد منه المحرومون أن يصبح لينين أو جيفارا مصر .
إن روح نجيب محفوظ وإبداعه لأكبر من جائزة نوبل ، وقد أمست كتاباته لآلئ في قلب التراث الأدبي و الثقافي للإنسانية . ففي أيام المراهقة والشباب تعرفت على أدب نجيب محفوظ، لأول مرة عبر فلم "ثرثرة فوق النيل"، وقد ترك في ّ أثرا لن يمحى قط، ومنحني متعة لن تنضب، وأنا أشاهد جوانب من حياة المصريين. وفي تلك الأيام نصحني أحد أدعياء الثقافة والماركسية بعدم قراءة روايات_ حسب قوله_ برجوازية أو رجعية ، و شجعني على قراءة بعض روايات الواقعية الاشتراكية ، أو بالأحرى الشعاراتية والدعائية . صاحبي ذاك لم يكن جاهلا بالماركسية فحسب، بل كانت ثقافته ضحلة جدا ، ولم يكن مطلعا على مواقف لينين من تولستوي الذي أطلق عليه مرآة الثورة الروسية ، ولم يكن يطلع أو حتى يستوعب آراء أنجلز في الأدب والثقافة ، وكيف أنه أكد أنه فهم الصراع الطبقي في فرنسا خلال روايات بلزاك أكثر مما فهمه خلال كتب التاريخ. ذاك الدعي ّ لن أغفر له حرمانه إياي لفترة من التمتع بروايات نجيب محفوظ و توفيق الحكيم و إحسان عبد القدوس. فلم يكن المطلوب من نجيب محفوظ إيجاد حل للصراع الطبقي في مصر، بل أنه صور لنا الحياة في مصر وسبر أغوار النفس الإنسانية لشخصياته التي تنوعت من كل شرائح المجتمع. وقد آمن أن وراء كل ما يراه بالعين، هاوية تسكنها الروح الإنسانية التي ينتمي إليها الكاسب والفلاح، وأن تحت كل قلب تعبان نبع حياة دافق.

وإن حضور شوارع ومقاهي وأزقة ببشر وممثلين وتاريخ وأفلام وقصص ، ومعيشة أناس من أبناء الطبقات الوسطى والحرفيين والبغي والشحاذين والمثقفين و البرجوازية الصغيرة والأثرياء والطلاب ، إنما حضور صورة كاملة تساعد الماركسي و الشيوعي العازم على تغيير المجتمع على رؤية الصراعات الطبقية بوضوح ، ويعطيه مادة جيدة لاستخدامها في كفاحه الطبقي الذي لا بد أن ينتصر . لقد كان كاتبنا العظيم مقيما في منطقة القلق والشك والتساؤل، لأن الجهّال دوما نراهم على يقين وراحة بال ، ونرى أصحاب الفكر في شك وقلق دائمين.

ربما لا يرى اليساري نفسه منتميا إلى الحركات السياسية والاجتماعية التي يحسب عليها كتابه المفضلون، لكن هذا لا يمنعه من أن يشعر بالاحترام لهم، و لا أن يجعله يتنكر لتأثيراتهم العظيمة في مسير التاريخ و في تطور مجتمعاتهم. كيساري تقدمي، ربما لا أكن احتراما للحركات البرجوازية والقومية، لكن الشاعر أو الأديب المبدع كإنسان وشخصية لا بد لي من احترامه، طالما يصور لنا جوانب الحياة الخفية علينا، وما يتلاطم في بحر المجتمع.
فمن مميزات الراحل العظيم التي تقربه " أو أرى من المفروض أن تقربه" من الشيوعيين ، وهي كثيرة ، منها أن الإسلام السياسي والعروبة العنصرية قد فرزا نفسيهما عنه ، عبر إدانة بعض كتاباته وخاصة رواية " أولاد حارتنا" ، وكذلك محاولة اغتياله الجبانة من قبل شاب إسلامي متطرف، ومقاطعته من قبل القوميين بعد تأييده لإبرام اتفاقية كامب ديفيد ، والصلح مع إسرائيل التطبيع الثقافي .
و من المميزات التقدمية والإنسانية الأخرى لنجيب محفوظ هي أن آفاقه الفكرية أرحب من آفاق اليسار التقليدي في العالم العربي ، وقد كان ينتقد كل الخرافات الدينية والقومية والوطنية السخيفة، فلم يتغن مثل بعض الكتاب السفهاء " بعطور روث بلاده " المنعشة، ولم يدع ُ الناس إلى تفضيل الفول الوطني الشريف على " لماكدونالد الصليبي والغربي الفاسد" . و لم ينجر وراء الشعارات القومية من قبيل "تحرير القدس عبر طهران أو بغداد" ، و "قتل الأعداء والغرباء والخونة" ، ولم يطمع يوما في مكرمة رئيس أو فرعون ، بل أن إبداعه أغناه عن كل قصور الفراعنة ، و ذهب الرؤساء ، وجاه الدنيا والسلطان.
لقد رحل نجيب محفوظ بجسده ، وتخلد في بيوت كل قرّائه وأذهانهم و ذاكرتهم ، وفي أذهان الجماهير الكادحة المصرية والعالمية ، عبر إبداعاته الروائية ، وخلاقيته الفذة التي هزمت قوى الظلام والرجعية.
من المفارقات العجيبة أن الحركة القومية العربية التي رفعت لواء الإصلاح لفترة ، و انهزمت فيما بعد ، وخاصة بعد حرب حزيران 1967 باتت اليوم حليفة أشد القوى ظلامية ، على أمل إعادة شيء من نفوذها المفقود.
كانت كل حياة نجيب محفوظ تمثل تحولات التطور الفكري، وتاريخ نمو وترعرع اللبرالية في مصر. الجمالية مسقط رأسه تمثل الفكر المحافظ، وثم ينتقل إلى القاهرة التي تمثل التنوير والتطوير و التزاوج مع الحضارة الغربية، و فكرة" ساعة لقلبي، وساعة لربي". لقد توقف نجيب محفوظ عن الكتابة في وقت سيطرت الوهابية على مناحي الحياة، وبعد أن تعرض لاعتداء آثم بالسكين من قبل إرهابي وهابي. كانت هذه الفترة هي فترة احتضار اللبرالية أو بالأحرى أسرها تمهيدا لوأدها نهائيا. نعم تآزرت السلفية الوهابية و نظريات ما بعد الحداثة ، والعروبة العنصرية على إرجاع المجتمع القهقرى إلى الوراء.
(نقلا عن الحوار المتمدن)
[/FRAME]

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 22-02-2008 الساعة 12:37 PM.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-02-2008, 05:34 AM   #7
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

المؤلفات الكاملة للأديب / نجيب محفوظ
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-02-2008, 09:37 AM   #8
فرج احمد
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2007
المشاركات: 15
إفتراضي

سبحان الله اخواني المسلمين في بقاع الارض
ان السيد/ نجيب محفوظ لم يكن مفكر او داعيه اسلاميه بل كان كما يدعي المستغربون بانه اديب لم ينادي مرة الي الله الحق بل ينادي الي الشيطان فس يقاع ارض اليست قصته اولاد حارتنا هل يوما قال اطعمو فقراء المسلمين هل نادي يوما بين المسلمين المتحاربين لتوحيد كلمتهم . وما كانت الجائزة التي حصل عليها الا رمزا من اعداء الله في الارض ولو كانو حقا يعرفون الله لكان هناك خير منه كثيرا
ان اعداء الحق في الارض حاولو غزو بلاد الاسم عسكريا فلم تفلح غزواتهم ففي العهد القديم ها هم الصلبيين وهاهم التتار والماغول ولكن الحق انتصر بقوة ابنائه وهاهم الفرنسيين وفي العهد الحديث هاهي امريكا بمعداتها وترسانتها الحربيه في العراق وافغنستان يتقرعون المرارة والحسرة علي مافعلوة ولكنهم هم اهل الشيطان فيتكبرون ويستعلون وكانهم منتصرون لم نري منهم اي عدل ساد بين اهل البلاد التي دخلوها
فمن افغنستان قرر واعترف اهلها بانه لم يعد امن مثلما كان بعهد طالبان ونظرا لعدم الانتصار العسكري للمسلمين في النهايه فكان لازاما علي اعداءالاسلام ان يقرروا غزوا اخر وهو الغزو الفكري غزو الحضاره غزو العقول وافساد العقيده الاسلاميه وقد وجدو من يهلل بما يريدون مثل نجيب محفوظ وقاسم امين وغيرهم واخيرا وليس اخر حسبنا الله ونعم الوكيل
فرج احمد غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-02-2008, 12:30 PM   #9
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]لقد أثر الفكر الغربي علي فكرنا وخاصة في مصر حتي أنهم يخافون من مجرد شكل المتدين ولايحاولون مخالطتهم .
وكثير منهم سواء كانوا عامة أو خاصة يعتقدون بأن كل متدين كما يسمون ارهابي .
ولازلت أذكر هذا الإعصار أيام الستينات في مصر حينما كان أحد الناس واقفا في أحد السجون في ليل الشتاء القارس يسّلك بالوعة المجاري وقال يارب .
فرد عليه رئيس السجن الحربي لو جاء الرب هنا لوضعته في الزنزانة التي بجوارك وحبسته حبسا انفراديا.
ومرت الأيام ومات هذا المتغطرس بحادثة بين سيارته وسيارة نقل محملة بأسياخ الحديد ودخلت أسياخ الحديد في صدره وبطنه عبر زجاج سيارته الذي تحطم نتيجة الحادت.
ولملموا أشلائه ودخلوا ليصلوا عليه صلاة الجنازة في المسجد قبل أن يشيعوه وإذا بالنعش يرفض الدخول إلي المسجد . لم تفتّح له أبواب السماء ولن يدخل الجنة حتي يلج ويدخل الجمل في سمّ الخياط.
آه من الأيام وآه من اًلآلام .
وهذا يوسف إدريس الذي اعترض عند حصول محفوظ علي الجائزة وقال أنا أحق بها يستهزأ علانية بالشيخ الشعراوي علانية في التلفزيون المصري وأمام الجميع ورحل ومات وهو الآن عند مولانا جل جلاله .
رحم الله شيخنا الشيخ محمد متولي الشعراوي وأحسن الله إليه .
ونجيب محفوط ويوسف إدريس هم في ذمة الله تعالي وله المشيئة وهو صاحب العفو والمغفرة إن شاء سامح وعفا وإن شاء عذب جل في علاه.
وها هم الفرنسيون قد منحوا الغيطاني جائزة علي كتابه التجليات وهم يعتبرون كتابه قمه في الأدب العربي والعالمي .
وكل له رأيه واتجاهه وهويته والحمد لله في الأولي والآخرة وصلي الله وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
ونور الله ودين الله غالب بأمر الله تعالي ولو كره المبطلون ولو كره المجرمون ولو كره الحاقدون.
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-02-2008, 10:45 PM   #10
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

نجيب محفوظ هو واحد من اهم الكتاب العرب ان لم يكن اهمهم علي الاطلاق هكذا يراه البعض
وهكذا كنا نراه حتي اننا كنا ندرس سيرته
ولكن للحق ان نجيب كان بعيد كل البعد عن مقولة ساعة لربي في كتاباته او هذا مما قرات له
فلم تكن له فكرة واحدة بناءة
حتي ان بعض كتاباته تسبب الصدمة
كان مما قاله الشعراوي رحمه الله ان من عمل للدنيا واهلها فله التكريم في الدنيا اليسوا يشيدون لهم التماثيل ويطلقون اسماءهم علي الشوارع ويكافئون نظير ما قدموا للانسانية هكذا هم يكافئون انتهي
هذا عمن ساله عن غير المسلمين يقدمون للانسانية فما جزاء ما يفعلوه ولكن من قدم للانسانية
وكان عمره كله ليقدم فكر انساني (راقي) كما يقولون وهو مسلم
فلم يقدم للاسلام شئ ولا استمد منه مبدا واحد
ولكن هم في ذمة الله
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .