نقد كتاب السواك فضائله وأدابه ومواطنه
نقد كتاب السواك فضائله وأدابه ومواطنه
فى المقدمة أعلن المؤلف أن السواك من السنن المهجورة فقال :
".. وإن من السنن التي هجرها كثير من المسلمين سنة السواك، نعم السواك، تلك السنة التي هجرها الكثير إلا ما رحم ربك، فما السواك؟ وما فضائله وفوائده؟ ومتى يشرع؟ وما آدابه؟
ستجد الجواب - أخي الكريم - خلال هذه الكلمات اليسيرة التي أسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه، وأن تكون وسيلة نافعة لنشر السنة المطهرة."
وقد استهل الكتاب بالحديث عن معنى السواك فقال :
"السواك في الاصطلاح: استعمال عود، أو نحوه في الأسنان لإذهاب التغير، من صفرة ونحو ذلك [انظر حاشية الروض 1/ 148]"
ثم ذكر الأحاديث التى وردت فى السواك فقال :
وقد وردت أحاديث صحيحة عن رسول الله (ص)تبين أهميته وحرص الإسلام عليه فمن ذلك.
1 - عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [البخاري ومسلم] وفي رواية للبخاري: «عند كل وضوء»"
والخطأ إكثار القائل فى حكم السواك أى إرادته فرض السواك دون أن يفرضه الله وهذا يعنى أن النبى (ص)كاذب لأنه زاد علينا فى حكم السواك من عنده أو أراد زيادة الحكم والنبى (ص)محال عليه الكذب فى إبلاغ الوحى لعلمه أن عقوبته هى شل يمينه وقطع الوحى عن وفى هذا قال تعالى "ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين " ثم قال :
2 - وعن حذيفة قال: كان النبي (ص)«إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك» [رواه البخاري ومسلم]. ومعنى يشوص أي: يدلك أسنان وينقيها."
والحديث يبين أن السواك مهم لتنظيف الفم لا أكثر ولا أقل للنبى(ص) ثم قال :
3 - وعن ابن عباس أنه بات عند النبي (ص)ذات ليلة، فقام نبي الله (ص)من آخر الليل، فخرج فنظر في السماء، ثم تلا الآية في آل عمران: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار} [آل عمران: 190] حتى بلغ {فقنا عذاب النار} [آل عمران: 191] (ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ، ثم اضطجع، ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية، ثم رجع فتسوك فتوضأ، ثم قام فصلى) [رواه مسلم]."
الخطأ هو الوضوء للنوم وهو ما يناقض كون الوضوء سببه الصلاة فقط كما قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا"
4 - وعن أنس قال: قال رسول الله «أكثرت عليكم في السواك» [رواه البخاري]. قوله: «أكثرت»: أي بالغت في تكرار طلبه منكم، أو في إيراد الأخبار في الترغيب فيه. وقال ابن التين: معناه أكثرت عليكم، وحقيق أن أفعل، وحقيق أن تطيعوا [فتح الباري 2/ 478]."
وهو نفس خطأ الحديث الأول فالحديث يتهم الرسول(ص) بأنه زاد فى الوحى حكم من عنده وهى زيادة متكررة لا يمكن له أن يقوم بها وإلا شل الل لسانه وقطع عنه الوحى وهو الوتين لكونه افترى عليه
5 - وعن عائشة عن النبي «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري تعليقا وأحمد والنسائي وصححه الألباني في إرواء الغليل]. قال النووي وهذا التعليق صحيح؛ لأنه بصيغة جزم. [شرح المهذب]."
الحديث معناه صحيح فالسواك يحافظ على نظافة الفم ثم قال:
6 - وعن ابن عباس عن النبي (ص)قال: «لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل علي فيه قرآن، أو وحي» [رواه أبو يعلي وأحمد وحسنه الألباني في الترغيب والترهيب]."
نلاحظ هذا التناقض بين السواك أمر واجب " لقد أمرت بالسواك" وبين عدم نزول وحى فيه فكيف يكون أمر به وليس هناك نص فيه فالرسول(0ص) لم يقل شىء من ذاك
فمن هذه الأحاديث وغيرها، يتبين لنا مشروعية السواك وفضله، وحرص الإسلام على طهارة المسلم، ظاهرا وباطنا، فأما الباطن فبطهارة القلب من غوائل الشرك والأحقاد ونحوها من أمراض القلوب، وأما الظاهر فبالنظافة والطهارة ونحوها مما تجلب الطهارة ويحصل بها المقصود."
ثم حدثنا المؤلف عن منافع السواك فقال :
"فوائد السواك:
أيها المسلم: هناك فوائد عظيمة، ومزايا حميدة، انفرد بها السواك، ومن أهم تلك الفوائد والمزايا:
1) أن السواك من خصال الفطرة: فعن عائشة قالت: قال رسول الله «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء» قال زكريا: قال مصعب: «ونسيت العاشرة إلى أن تكون المضمضة» [رواه مسلم].
وعن عمار بن ياسر أن رسول الله (ص)قال: «من الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، والسواك، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، والاستحداد، وغسل البراجم، والانتضاح، والاختتان» [رواه أبو داود وابن ماجه وحسنه ألألباني]
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «المراد أن هذه الأشياء إذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها وحثهم عليها واستحبها لهم ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها صورة»."
والخطأ إباحة تغيير خلق الله بالختان وهو ما يعد إستجابة لقول الشيطان الذى رواه الله " "ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا "فهذه الأمور تغيير لخلق الله محرمة والخطأ أن تلك الأمور من الفطرة فإن قصد أن الإنسان يولد بها فهو خطأ يناقض كتاب الله فى ولادة الإنسان وهو جاهل تماما بالإسلام والكفر وكل شىء كما قال تعالى:
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
ثم قال :
2) والسواك من محاسن الدين الحنيف: قال الشيخ ابن سعدي: «إن الله جعل شرائع الفطرة على نوعين»:
أحدهما يطهر القلب والروح، وهو الإيمان بالله وتوابعه: من خوفه ورجائه، ومحبته والإنابة إليه
والثاني: ما يعود إلى تطهير الظاهر ونظافته، ودفع الأوساخ والأقذار عنه، وهي هذه العشرة، - أي التي وردت في الحديث السابق - وهي من محاسن الدين الإسلامي، إذ هي كلها تنظيف للأعضاء، وتكميل لها، لتتم صحتها وتكون مستعدة لكل ما يراد منها.
3) والسواك مطهرة للفم ومرضاة للرب ففي الحديث: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري تعليقا].
قال الشيخ ابن عثيمين: وفي هذا فائدتان عظيمتان:
1 - دنيوية كونه مطهرة للفم.
2 - أخروية كونه مرضاة للرب.
وكل هذا يحصل بفعل بسيط فيحصل على أجر عظيم، وكثير من الناس يمر عليه الشهران والثلاثة ولم يتسوك، إما جهلا، أو تهاونا. [الشرح الممتع 1/ 120].
4) قال ابن القيم: «وفي السواك عدة منافع: يطيب الفم، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحفر، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات».
5) ومن فوائد السواك أنه يدر البول، ويقطع الرطوبة، ويذهب الصفرة، ويسكن عروق الرأس، ووجع الأسنان، ويذكي الفطنة، ويضاعف الصلاة، ويسخط الشيطان، ويطيب النكهة، ويسهل خروج الروح».
6) والسواك وسيلة للحفظ، لما فيه من صفاء للصوت وإزالة للأدران مما يساعد على الحفظ بإذن الله تعالى.
7) ومن فوائد السواك أنه بمثابة العلاج للإقلاع عن بعض العادات السيئة مثل التدخين والإقلاع عن مص الأصابع عند الصغار.
|