بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز الكونت فيدل :
أهلاً بك في هذه الخيمة الجميلة والتي زادها جمالاً من يشرف عليها . خاطرتك فيها صدق كبير ،وأشعر في جوانب معينة أنها تذكرني ببعض الأفلام الوثائقية (والأصح أن يقال أفلام وثقية) وأكثر ما استرعى الانتباه هو الآتي :
وتبتسم لهم فينظرون إلى ابتسامتك ولكن لاينظرون الى قلبك المجروح !!
جميل للغاية في هذا السطر التعبير عن رؤيتك إلى الصداقة والتي يتبين فيها معنى غير المعاني المعتادة هذا المعنى هو أن الصديق حقًا ينظر إلى ما وراء الظواهر ويكتشف القلب .لهذا كان تعبيرك جميلاً للغاية لأنه عبر عن سطحية رؤاهم .
وهذه الجزئية أيضًا كانت مميزة للغاية :
حدثتهم دموعك وحدثهم انطوائك ولكنهم لايسمعون حديث المشاعر !!
جميل أن تعطي الدموع والانطواء صفة الإنسان حتى كأنها تتكلم بدلاً من اللسان . وكذلك حديث المشاعر ، إن لديك لغة إبداعية ومصطلحات غير تقليدية تنظر إلى الأشياء العادية نظرة أبعد مما هي عليه وتجعل المحسوس كالملموس ، وهذا أمر ضروري لنجاح العمل الأدبي.
فيا أصحاب القلوب القاسية هنيئاً لكم دمعي
المتواصل ،
ولكن تذكروا يوماً تفتقدون فيه يداً حنونة تمسح دموعكم عندها ستعلمون أن للدموع
أسراراً !! "
جميل النداء والذي أتى ليؤدي وظيفة استنكارية ، ومجيء كلمة أصحاب القلوب القاسية في مقابل التعبير المعتاد أصحاب القلوب الرحيمة يجعل القسوة كأنها شيء معتاد وصار سمة في جميع الناس مما يجعل المحبَ في حالة من الحزن واليأس لعدم وجود من يعينه .
وكلمة أن للدموع أسرارًا كانت هي الأخرى في غاية التأثير ،فالدموع شُبّهت بالوثائق التي تحمل الأسرار وتحوّلها إلى شيء يدافع عن صاحبه ويفضح أعداءه .
كنت أرجو لوأن العمل انتهى عند هذا الحد ، خاصة وأنها كانت عبارة تأتي ختامًا جيدًا للعمل .
عمومًا لديك العديد من القدرات الإبداعية ، تحتاج إلى القراءة أكثر والتفكير فيما تريد قوله بدلاً من العدو وراء ما يمليه عليك الذهن . السرد أي الحكْي كان من الممكن اختصاره ولكن هذا الحد لا بأس به. أرجو لك التوفيق ، وفي انتظار جديد ما تجود به قريحتك .
أحسنت أيها الكونت
النمط المتطور