كتاب العبر وديوان أخبار العرب والبربر ومن تآمر عليهم من ذوي السلطان الأكبر.
ها نحن نتشتت مرة أخرى ،ولا نستخلص العبر من تاريخ العرب ولا من تاريخ البربر .
على من نذرف العبر من إخواننا العرب والبربر؟
فهل نذرف الدموع على إخواننا في العراق أم على فلسطين أم نبكي على تونس الجريحة هذه الأيام ،ومصرالتي تشهد إذكاء النعرات الدينية بين المسلمين والأقباط ، او لبنان الذي أنهكته الطائفية، أم نترقب مايحاك ضد الجزائر وليبيا باقتطاع أرض للطوارق في الساحل الأفريقي ؟
وهل نذرف الدموع على السودان وما أدراك ما يعاني من محنة أراها أخطر محنة يشهدها عالم العرب والبربر في هذاالأوان ؟ لقد تم ذبحه وسلخ جزء منه ونحن نتفرج وكأننا نتفرج على أضحية تقدم في عيد الأضحى ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا الغرب ؟! هذ ا القربان لقد شغلتنا احداث تونس عم يحدث في السودان من تفكيك وحدته وتمزيق صفوفه ،وعددناه من قبيل تحصيل حاصل .
إن تقسيم السودان إنذار خطير يخطر الشعوب العربية بقرب الإعلان عن خريطة جديدة تتمزق فيها البلدان على غرار ما حدث في القرن الماضي وتصبح دويلات لاتقوى على حماية نفسها بنفسها.بينما تبحث الدول الكبرى عن مستعمرات أخرى في هذا القرن الجديد.
لست أبكي على السودان المنقسم فحسب ، بل أبكي لما سيحدث لغيره من بلاد العرب من تقسيم يلوح في الأفق !
فاعتبروا يا أولي الألباب !
|