نقد كتاب إبطال ما استدلّ به لإمامة أبي بكر
نقد كتاب إبطال ما استدلّ به لإمامة أبي بكر
تأليف علي الحسيني الميلاني
ما زال البعض من الشيعة والسنة يعيشون على أوهام التاريخ المكذوب يتعاركون ويتشاجرون على موتى ماتوا من مئات السنين أو آلافها
معارك لا يستفيد منها أحد سوى أعداءهم فما هى الفائدة من إحياء أمر أن أبا بكر لم يكن أولى بالإمامة وأن على هو الأولى نصا مات الرجلان وانتهى أمرهم انتهت الخلافة الموجودة فى الكتب تاريخيا ولم يعد لها وجود
الكل تناسى قوله تعالى :
"وأمرهم شورى بينهم "
فالقول يعنى أن النبى(ص) لا يمكن أن يستخلف أحد دون أن يشاور بقية المسلمين لأنه الله أمره بهذا فقال :
"وشاورهم فى الأمر"
وهو أساسا لم يستخلف أحد ولذا لم يشاور المسلمين لأن هذا الأمر يكون بعد وفاته وهو لا يعلم الغيب ممثلا فيمن يموت قبل من أو بعد من ومن ثم فهو قد ترك أمر خلافته للمسلمين بعد موته بعد ان بين الله أن المناصب لا يتولاها إلا المجاهدون قبل فتح مكة فى قوله تعالى :
" لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى"
وهنا نلاحظ أن الكل وعدهم الحسنى وهى الجنة ومن ثم لم يتبق إلا أن تكون الدرجة هى درجة دنيوية هى المناصب لكون هؤلاء السابقون الأوائل أفضل المسلمين الموجودين وهذه الدرجة فيها أكثر من عشرة آلاف نفس تاريخيا
يشبه الشيعة والسنة فى هذا الأمر اليهود والنصارى الذى جعلوا إبراهيم(ص) وأولاده وأحفاده يهودا فى قول ونصارى فى قول أخر ولذا علمهم أن هؤلاء موتى ولن يكون على أيا منهم أو لهم جزء من حساب القوم كما أن القوم إبراهيم(ص) وأولاده وأحفاده لن يحاسبهم على عمل اليهود والنصارى ولذا نقول للسنة والشيعة الذين يحيون الشجار والعراك فى كتب التاريخ كما قال تعالى لليهود والنصارى :
"ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا أنتم مسلمون أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله أبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون"
مركز الأبحاث العقائدية عند الشيعة كالكثير من هيئات الافتاء السنية الحالية ما زالوا يعيشون أوهام المعارك بين السنة والشيعة وهم يجددونها على أيدى الحكام من الطرفين فى معارك قتالية الخاسر والفائز فيها مهزوم
إصدارات مركز الأبحاث العقائدية مبنية على أن يقوم فقهاء القوم بمناقشة عقائد السنة من خلال كتبهم التى يضرب بعضها بعضا وهى عيب عند الفريقين وليس أحدهما فمعظم الكتب عند كل فريق يضعف بعضها بعضا والغريب أن فقهاء كل فريق لم يفطنوا إلى هذا ولو فطنوا لعرفوا أن تلك الكتب لم يؤلفها شيعة ولا سنة فى الأساس وإنما كتبها الكفار ونسبوها لأسماء وهمية تظهر كونها سنية أو شيعية ولن يكون غريبا فى المستقبل أن تكون تلك الأسماء الشهيرة عند الفريقين وغيرهم من تلك الفرق لا وجود لها وحتى الأشخاص الذين يتم العراك حولهم قد لا يكون لأكثرهم وجود حقيقى وإن وجد فستكون الحقيقة أكثر إيلاما لو كشفت فى الدنيا للكل
...وبعد ذلك يخبرنا بالأدلة التى اعتمدها أهل السنة فى خلافة أبو بكر فيقول:
"أهمّ أدلّة القوم على إمامة أبي بكر:
إذن لننظر في أهمّ أدلّتهم على إمامة أبي بكر ولننظر ماذا يقولون هم في هذه الأدلة
نصّ عبارة شرح المواقف:
"المقصد الرابع: في الإمام الحق بعد رسول الله هو عندنا أبو بكر وعند الشيعة علي لنا وجهان ـ أي دليلان ـ الأول: إنّ طريقه ـ طريق الإمام ـ وتعيين الإمام إمّا النص أو الإجماع أمّا النص فلم يوجد وأمّا الإجماع فلم يوجد على غير أبي بكر إتفاقاً من الاُمّة الإجماع منعقد على أحقيّة إمامة أحد الثلاثة: أبي بكر وعلي والعباس [ أي الشبهة منحصرة ومحصورة بين هؤلاء الثلاثة ] ثمّ إنّهما [ أي علي والعباس ] لم ينازعا أبا بكر ولو لم يكن على الحق [ أبو بكر ] لنازعاه
إذن يتم الدليل على إمامة أبي بكر عن طريق الإجماع ويعترف بعدم وجود النص فالدليل الأول على إمامة أبي بكر هو الإجماع والنص مفقود ويقول صاحب شرح المقاصد في المبحث الثالث في طريق ثبوت الإمامة:إنّ الطريق إمّا النص وإمّا الاختيار والنص منتف في حقّ أبي بكر مع كونه إماماً بالإجماع فظهر إلى الآن أنْ لا نصّ على أبي بكر وأنّ الدليل هو الإجماع يبقى طريق ثالث هم أيضاً يتعرضون لذلك الطريق وهو طريق الأفضلية .."
الرجل هنا يناقش الأمر من خلال كتب علم الكلام وهى كتب مختلفة فى كثير من الأحيان عن كتب أهل الحديث فأهل علم الكلام يناقشون الأمور عقليا وأحيانا بالنقل وأما أهل الحديث فيعتمدون النصوص فى كلامهم وهى غالبا روايات ومن ثم فما ذكره الميلانى عن كتب علم الكلام السنية ليس مسلما به عند أكثرية أهل السنة الذين يعتمدون طريقة أهل الحديث
ويكرر الميلانى ما ذكره فى الفقرة بالعودة لكتب علم الكلام فيقول:
" أدلّة القوم على أفضلية أبي بكر:
حينئذ نرجع إلى بحث الأفضلية في كتاب المواقف وشرح المواقف يقول:
المقصد الخامس: في أفضل الناس بعد رسول الله هو عندنا وأكثر قدماء المعتزلة أبو بكر وعند الشيعة وعند أكثر متأخّري المعتزلة علي
|